المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

السبت، 29 أبريل 2023

دروس إنجيلية من مصر

خلال رحلة الشيخ أوختدورف إلى مصر اكتشف صلات البلاد بإنجيل يسوع المسيح وتعلم عن القواسم المشتركة بين الأديان*

 يقول الرسول أوختدورف، ”العقيدة الأساسية ليسوع المسيح أكثر صلابة وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنه حقيقي بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق به“.

 ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٣

 


القبطان كريم يبحر على نهر النيل في القاهرة ، مصر يوم الأحد ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
 
القاهرة، جمهورية مصر العربية—منذ ما يقرب من ٦٠ عامًا ، كان ديتر أوختدورف طيارا حربيا  في أواخر العشرينات من عمره، وكان قد تخرج حديثًا من تدريب القوات الجوية الألمانية والأمريكية ويعمل كطيار مدني في شركة لوفتهانزا. في تلك الفترة كان ديتر قد حلق عدة مرات إلى مدينة القاهرة، بالإضافة إلى مدن ودول أخرى في الشرق الأوسط كانت محطات توقف ليلية أو مرور.
 
خلال رحلاته أثار إعجابه منظر نهر النيل من الجو، وكيف أن المساحات الخضراء من المياه والفيضانات من حولها ستطغى عليها في نهاية المطاف الرمال و ”جبروت الصحراء“.
 

أهرامات الجيزة في القاهرة ، مصر ، يوم الجمعة ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كان هو وآخرون يستأجرون الخيول من مكان بعيد عن العاصمة المصرية الصغيرة نسبيًا، ويمتطونها عبر الكثبان الرملية إلى أهرامات الجيزة التي بناها الفراعنة الذين حكموا مصر في الماضي. أطول هذه الصروح—المعروف بالهرم الأكبر—بناه خوفو، والثاني من حيث الاكتمال والحجم بناه ابنه خفرع، وثالثها وأصغرها بناه حفيده منقرع.
 
ثم كان ديتر ومن معه يركبون الخيول إلى تمثال أبو الهول العظيم ثم نحو ما يعرف حاليا بمقبرة سقارة، حيث يوجد الهرم المدرج وسلسلة من الآثار التي لا تزال قيد التنقيب، والساحات، والمقابر والممرات الجنائزية حيث تستمر الاكتشافات التي لا نسمع عنها إلا بين الحين والآخر في الأخبار عن حضارات يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة آلاف عام.
 
لم يرجع ديتر، وهو الآن الشيخ أوختدورف عضو رابطة الرسل الاثني عشر، إلى القاهرة منذ حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧ بين إسرائيل وتحالف من الدول العربية، حتى الأسبوع الماضي، عندما تم تكليفه من الكنيسة بزيارة ثلاث دول عربية منها جمهورية مصر العربية حيث زار مدينة القاهرة حيث أتيح له أن يرى من جديد أكبر مدينة  في القارة الأفريقية حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من ٢٢ مليون شخص.
 


الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يستقبلان الشبيبة قبل اجتماع القربان المشترك لفرعي القاهرة يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كانت تلك فرصة له للتعرف مجددًا على المدينة ومحيطها وسكانها لأول مرة شخصيًا منذ أكثر من نصف قرن – كما كانت هذه هي زيارته الأولى منذ ما يقرب من ٣٠ عامًا كسلطة عامة في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة—بما في ذلك منذ تقلده السلطة الرسولية في عام ٢٠٠٤، وقبل ١٠ سنوات عندما كان مستشارا في الرئاسة الأولى.
 
قال الشيخ أوختدورف: ”لقد تغيرت المدينة من نواحٍ عديدة“، مشيرًا إلى الكتلة السكانية للقاهرة وحجم المدينة، التي انتشرت الآن إلى الصحراء المحيطة بالمدينة لتزاحم المواقع التي تحتلها الأهرامات المهيبة وأبو الهول.
 
“لكن بعض الأشياء بقيت كما هي—وكذلك الأمر في الكنيسة، فإن بعض الأشياء تبقى كما هي، عقيدة يسوع المسيح الأساسية. وهي أكثر رسوخا وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنها حقيقية بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق بها“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يسيران بالقرب من أهرامات الجيزة في القاهرة ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ .جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

بالنسبة للأخت هارييت أوختدورف، التي رافقته، كانت هذه أول زيارة لها إلى مصر وأول نظرة لها على ما رواه لها زوجها منذ عقود عن القاهرة والنيل والمواقع الأثرية بالإضافة إلى ما درسته لسنوات في الروايات التوراتية عن مصر.
 
 
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يلقيان نظرة على النقوش الهيروغليفية المعروفة باسم نصوص الأهرام ، في مصر يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

قالت: ”بالنسبة لي، فإن هذه اللحظة مثل الحلم لأنني قريبة جدًا من كل هذه الأشياء هنا. الولايات المتحدة حيث نعيش بعيدة جدًا عن كل هذه الأشياء ولكنني الآن هنا“.
 
وصل الشيخ أوختدورف وزوجته إلى القاهرة بعد أيام قليلة من إحياء ذكرى عيد الفصح في ٩ نيسان/أبريل من قبل الطوائف المسيحية الغربية ، والذي يسبق عيد الفصح الأرثوذكسي الذي يُحيى في ١٦ نيسان/أبريل. كما تصادف وجودهم أيضا مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان الذي يحتفي به المسلمون في جميع أنحاء العالم.
 
قال الشيخ أوختدورف: ”هناك الكثير من الاحتفالات المختلفة، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الطيبين“، مضيفًا أن أهم أمر لقديسي الأيام الأخيرة هو ”قبول الهبة التي قدمها لنا يسوع المسيح جميعًا—وهي أنه بذل حياته لأجلنا، وقام من الموت. ما يعلمنا إياه جميعا هو أننا نستطيع أن نتوب ونبدأ من جديد.
 


الركاب ينتظرون العبارة على نهر النيل في القاهرة، يوم الأحد ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

ويقوم الشيخ أوختدورف بتأدية مهمة تشمل ثلاث دول، ابتدأت بخدمة الأعضاء والمبشرين وغيرهم في مدينة باريس.
 
ثم سافر آل أوختدورف من باريس إلى القاهرة، ليبدأا زيارتهما باجتماع قربان مشترك صباح يوم الجمعة مع قديسي الأيام الأخيرة الناطقين بالإنجليزية والعربية والذين ينتمون إلى فرعين محليين. ثم تابعا رحلتهما إلى الأراضي المقدسة واجتمعا هناك مع قديسي الأيام الأخيرة والطلاب في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس لدراسات الشرق الأدنى.
 
وتُعقَد اجتماعات قديسي الأيام الأخيرة في القاهرة أيام الجمعة. وخلال اجتماع القربان صباح يوم الجمعة هذا، وعلى مدار أيامهم الأربعة في القاهرة، وجد الشيخ أوختدورف مرارًا أمورا في التاريخ والثقافة المصرية القديمة مماثلة لتاريخ وثقافة قديسي الأيام الأخيرة.
 


أهرامات الجيزة مضاءة خلال عرض ضوئي وصوتي في القاهرة ، مصر ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

تحت قيادة موسى، كان بنو إسرائيل يتغذون يوميًا على المن وبين الحين والآخر كان الرب يرسل لهم سربا كبيرا من السمان. ”ما هو المن؟“ سأل الرسول قبل أن يتابع مجيبا على ذلك، ”إنه صلواتنا اليومية، إنه علاقتنا اليومية بالسماء—من خلال النصوص المقدسة ومن خلال مساعدة منهاج ’تعال ، اتبعني‘“. ثم رجع إلى كفارة يسوع المسيح على أنها ”المن اليومي—لذا ثقوا بالله، وثقوا بأنه سيساعدكم“.
 

زوجان يصطادان السمك على نهر النيل في القاهرة ، مصر ، يوم الأحد ١٦ أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وقال الشيخ أوختدورف، واصفا نهر النيل بأنه شريان الحياة لمصر ، ”إن شريان الحياة بالنسبة لنا هو إنجيل يسوع المسيح“ ، مشيرًا إلى الكيفية التي ساعدت بها السدود في القرن العشرين في السيطرة على مياه النيل بعد قرون من الارتفاع وفيضان مياهه بشكل لا يمكن التنبؤ به. ”نحن بحاجة إلى ضبط أنفسنا، تمامًا مثلما تم ضبط نهر النيل“.
 
ثم تكلم الشيخ أوختدورف عن قائد روحي مهم في العهد القديم ومعاصر له في العصر الحديث. وقال الرسول إن الرئيس رسل نلسن، رئيس الكنيسة الحالي، هو ”نبي مثل موسى“، مقتبسا ببعض التصرف من كتاب المبادئ والعهود ١٠٧: ٩١-٩٢ 
 
كما أكد على دور الرئيس نلسن كما ورد في كتاب العهد القديم. ” سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ“ (تثنية ١٨: ١٥).
 
النقوش الهيروغليفية المعروفة بنصوص الأهرام في مصر يوم السبت ١٥ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كما علّق كل من الشيخ والأخت أوختدورف على الأدلة التاريخية المتعلقة بالإنجيل والتي استعرضاها في القاهرة، بدءا بذكر إسرائيل على لوح حجري معروض في المتحف المصري الضخم إلى لفائف ورق البردي التي تمتد لعدة أمتار، والعديد من الكتابات الهيروغليفية على الجدران الحجرية في المقابر والغرف الجنائزية التي تصف رحلة الشخص الميت إلى الحياة الآخرة.
 
وقال في هذا الصدد: ”ما أحببته حقًا هو الكيفية التي أظهروا بها أن القلب يُوزن في الآخرة، وإذا كان ثقيلا فإنه يكون ممتلئا بالسيئات، ونتيجة لذلك يكون على الشخص أن يعاني ويدفع ثمن أخطائه“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف مع كاهن قبطي أثناء صعوده على متن طائرة في القاهرة ، مصر ، يوم الاثنين ، ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ . جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وأضاف، ”لكن عندما يكون الشخص صالحًا، فإن القلب يكون نقيا وخفيفا، ويعيش الشخص في حالة أكثر سعادة“، مضيفًا أن العديد من الثقافات والأديان، بما في ذلك الهندوس، الذين التقى بهم في رحلة في وقت سابق من هذا العام إلى الهند، تتفق معنا في العديد من القواسم المشتركة مثل الإيمان بالآخرة والرغبة في أن نكون معًا كعائلات.

وأشار إلى نصوص العهد القديم، من سفر الملوك الأول إلى إشعياء، والتي تتحدث عن رغبة الله في إعطاء أطفاله قلبًا نقيًا وقلبًا متفهمًا. ”إن الله يعطيكم قلبًا جديدًا، قلبًا خفيفًا، لأنه يحرص على خروج السيئات منها بالتوبة والمغفرة. وهذه هي العملية التي تلعب فيها كفارة يسوع المسيح دورا حيويا“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، يحيي رجلاً يقرأ القرآن في شوارع القاهرة، يوم الاثنين ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وأضاف الشيخ أوختدورف: ”بالنسبة لنا ككنيسة، فإننا نحتاج إلى إيجاد طريقة أفضل للحوار بشكل أفضل مع ديانات العالم - ليس ضد بعضنا البعض ولكن مع بعضنا البعض“.

وقد كان الرسول نموذجًا لذلك حيث قام بالحديث مع مجموعة متنوعة من الأفراد أثناء شق طريقه عبر القاهرة، وسؤال المواطنين المصريين عن أحوالهم في رمضان، والتفاعل مع رجل يجلس خارج متجره في البلدة القديمة ويقرأ القرآن، والتعرف على كاهن قبطي على متن طائرته قبل إقلاعها إلى الأراضي المقدسة.
 
وقال الشيخ أوختدورف، ”يجب أن نعتز بالقواسم المشتركة فيما بيننا ونعتبرها قاعدة انطلاق للعلاقات المتبادلة، وأيضا احترام الاختلافات ولكن تقديرها وتقدير القواسم المشتركة - وقلوب البشر الطيبين“.
 
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، يتأمل في كنيسة الكهف والشهيدين سرجيوس وباخوس في القاهرة القبطية القديمة، يوم الاثنين ، ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

*الأصل الإنجليزي للمقال هنا

الاثنين، 17 أبريل 2023

الشيخ أوختدورف ينضم إلى فرعي القاهرة الإنجليزي والعربي لحضور خدمة قربان يوم الجمعة التي ”توحدنا كمجتمع“


الشيخ أوختدورف ينضم إلى فرعي القاهرة باللغة الإنجليزية والعربية ليشارك في خدمة قربان يوم الجمعة التي ”توحدنا كمجتمع“

يخدم فرع القاهرة (الناطق بالإنجليزية) أعضاء الكنيسة في العاصمة المصرية التي يقطنها أكثر من ٢٠ مليون نسمة—وهي من الناحية السكانية أكبر مدينة في قارة أفريقيا—منذ ما يقرب من ٥٠ عامًا، وقبل بضع سنوات تم تأسيس فرع نهر النيل (الناطق بالعربية) ليشارك في هذه الخدمة

بقلم سكوت تايلور ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣** 


الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يستقبلان الشباب قبل اجتماع قربان مشترك لفرعي مدينة  القاهرة ، في جمهورية مصر العربية ، يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/ أبريل ، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
  
القاهرة ، جمهورية مصر العربية - بدأ اجتماع القربان صباح يوم الجمعة في الفيلا المستأجرة التي يحتضنها عدد من المباني  والمساكن في مدينة المعادي ، وهي ضاحية محاطة بالأشجار في القاهرة التي يمر نهر النيل من وسطها ويحيط بها ما يبدو وكأنه صحارى ورمال لا نهاية لها. في هذا المبنى نسمع الألحان المألوفة لترنيمة ”أنا ابن لله“ ، مفتتحة الاجتماع باللغتين الإنجليزية والعربية.

في أكبر مدينة في إفريقيا تضم أكثر من ٢٠ مليون شخص، في هذه المدينة التي كانت مهد مملكة قديمة، انضم الآن إلى أهراماتها الأثرية الشاهقة، التي هيمنت على سمائها في الماضي، المآذن والمساجد والقلاع والمباني الحديثة المرتفعة. في أحد أركان هذه المدينة العريقة جلس بهدوء تجمع صغير من قديسي الأيام الأخيرة قوامه ما يزيد قليلاً عن ١٠٠ شخص، وكانوا يستمعون إلى تعاليم وشهادة أحد رسل العصر الحديث.

merlin_2974402.jpgأضيء هرم خفرع—أحد الأهرامات الثلاثة الرئيسة على هضبة الجيزة—أبو الهول خلال عرض ضوئي وصوتي في القاهرة ، مصر ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري د. ألرد، ديزيرت نيوز

وعلى الرغم مما كان يمكن اعتباره سلسلة من التقلبات والتباينات فيما يتعلق بالزمان والمكان والظروف واللغات التي جرى في ظلها هذا الحدث فقد قال الشيخ ديتر ف. أوختدورف عضو رابطة الرسل الاثني عشر  بأن الاجتماع المشترك للفرعين العربي والإنجليزي كان دليلًا على كونية ”إنجيل يسوع المسيح وعالمية كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“.

’إنه [القربان] يوحدنا كمجتمع‘

قال الشيخ أوختدورف ، مشيرًا إلى أن صلوات القربان في الاجتماع قد قُدِّمت باللغة العربية، ”جميعنا عرفنا معنى تلك الكلمات. إننا نسمح للروح أن يرشدنا—وسوف يرشدنا الروح لنفهم ونشعر ومن ثم نعمل“.

merlin_2974394.jpg الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، رابطة الرسل الاثني عشر ، يتحدث خلال اجتماع القربان المشترك لفرعي مدينة القاهرة، في مصر، يوم الجمعة، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري د. آلرد. ديزيريت نيوز

كما شدد على أن مرسوم القربان يمكن أن يكون تجربة مُوَحِّدَة، على الرغم من الاختلافات. قال: ”القربان هو أحد الأشياء التي نوحد فيها أنفسنا كمجتمع من القديسين“، مضيفًا أن معظم المراسيم تُؤدى لأجل الأفراد—مثلا، المعمودية، ومباركة الأطفال، ومراسيم الهيكل، كلها مراسيم على اسم الفرد الواحد.

”لكن القربان هو مرسوم لأجلنا جميعًا ، ويوحدنا كمجتمع. إنه أحد الأسباب التي تجعلنا نحب أن نجتمع معًا—للمشاركة في القربان ولتذكيرنا بالمخلص، الذي هو محور كل ذلك“، وقال موجها كلماته إلى أعضاء الفرع، ”يسوع المسيح* هو قوتكم“.

merlin_2974378.jpgالأخت هارييت أوختدورف تعانق مترجمتها، تينا ف.، أثناء حديثها في اجتماع القربان المشترك لفرعي مدينة  القاهرة، يوم الجمعة، ١٤ أبريل / نيسان ٢٠٢٣. جفري د. آلرد، ديزيرت نيوز.

وقد انضمت الأخت هارييت أوختدورف إلى رئيس منطقة القاهرة مارك ر. سبنسر ورئيس فرع نهر النيل مرقس باهر كإحدى المتحدثات في الاجتماع، وقالت الأخت أوختدورف إن هذه الزيارة هي أول زيارة لها إلى مصر.

وبعد إشارتها إلى الكنوز الأثرية التاريخية الثمينة في القاهرة، تحدثت عن اهتدائها الشخصي للإنجيل المستعاد و ”الكنوز الأبدية“ في تعاليمه، بما في ذلك معرفة خطة الخلاص، والحصول على الإلهام من الروح القدس، وحاجة البشر إلى التوجيه من رسل وأنبياء الأيام الأواخر .

merlin_2974398.jpgالشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر في صورة سيلفي التقطها بنسون بارلو بعد اجتماع القربان المشترك لفرعي مدينة القاهرة، يوم الجمعة، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

بعد الاجتماع، التقى أعضاء الفرع بالشيخ والأخت أوختدورف خارج الفيلا في الحديقة لتبادل التحيات شخصيا وتناول وجبة خفيفة والتقاط صورة جماعية.

وقال سعيد بليسينغ ياهانا، وهو مواطن نيجيري يعيش الآن في القاهرة، ”كان الأمر أشبه بحلم تحقق. كنت أرغب دائمًا في مقابلة رسول—نعم، إنها المرة الأولى التي ألتقي فيها بأحد الرسل وأصافحه“.

merlin_2974392.jpgقديسو الأيام الأخيرة في القاهرة يحضرون اجتماعًا مشتركا لفرعي مدينة القاهرة، يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

بدايات الفرع عام ١٩٧٤


قال الرئيس ناثانيال آير إن فرع القاهرة هو أقدم وحدة كنسية عملت في الشرق الأوسط دون انقطاع، وأشار رئيس الفرع إلى أنه ربما تم إنشاء بعض الفروع في المنطقة في وقت سابق، ولكن نشاطها تعرض لبعض الانقطاعات في وقت ما.

تم تنظيم الفرع في عام ١٩٧٤، عندما التقى اثنان من الطلاب الذين وصلوا إلى القاهرة لدراسة اللغة العربية بشكل مكثف، وهما ديلورث ب. باركنسن وجون شارب واللذان اجتمعا مع كارول آزلتاين، وهي معلمة في المدرسة الدولية في ضاحية دجلة، وبدأوا بعقد اجتماعات في حديقة الجامعة الأمريكية بوسط القاهرة. وفي وقت لاحق، انتقل الأفراد والعائلات للتدريس والعمل في شركات النفط وما شابه ذلك، واجتمعوا في شقق بعضهم البعض في المعادي، ثم ابتداءً من عام ١٩٨١، في فيلا مستأجرة.

تم استخدام الفيلا الحالية المكيفة المكونة من طابقين في المعادي منذ أواخر عام ١٩٩٢. وتعقد اجتماعات قديسي الأيام الأخيرة في القاهرة يوم الجمعة، والذي يعتبره المسلمون يومهم المقدس، تمامًا كما يعتبر السبت يوم راحة اليهودي في إسرائيل.

ويبلغ متوسط الحضور الأسبوعي ٤٠ فردا، ويتكون الفرع اليوم في الغالب من أفراد وعائلات قديسي الأيام الأخيرة الذين قدموا إلى القاهرة بسبب عملهم في الوسط الدبلوماسي الدولي أو في النظم التعليمية التي تدعم تلك العائلات، استنادا إلى ما قاله الرئيس آير، والذي يدير شركة أمريكية عن بعد وهو موجود في القاهرة مع زوجته هيلاري وأطفالهم الأربعة.

ويستضيف فرع القاهرة مؤتمر زووم بالفيديو لاجتماعاته يوم الجمعة للأعضاء المقيمين في أماكن أخرى في مصر والجزائر ومواقع أخرى أيضا. وقال الرئيس آير: ”بعض هذه العائلات منتشرة على نطاق واسع لدرجة أنه ليس لديهم شبيبة أو أعضاء آخرين في المدن التي يعيشون فيها“.

وتمنع القيود الحكومية الفرع من الإعلان عن وجوده. وأضاف الرئيس آير، مشيرًا إلى المسافرين والسياح الذين قد يكونون مهتمين بالحضور—وهم على دراية بجدول اجتماعات صباح الجمعة، ”لكن أعضاء الكنيسة مرحب بهم للانضمام إلينا“.

merlin_2974382.jpgنهر النيل في مدينة القاهرة ، يوم الجمعة ١٤ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

الفرع ركيزة أساسية لحياتي


في سن الحادية والسبعين، لم تعد فيليس جنسن علي أكبر أعضاء الفرع سنا فحسب، بل هي أقدم أعضاء  الفرع أيضًا، حيث بدأت في حضور اجتماعاته عام ١٩٨٤ عندما انتقلت مع زوجها المصري وأطفالها الثلاثة ‏الذين كانوا دون سن الرابعة إلى القاهرة حتى يتمكن الأطفال من تعلم اللغة العربية وكي يمكن لعائلتها أن تكون بالقرب من عائلة زوجها. وبعد أن بدأ زوجها العمل، بدأت هي بالتدريس في مدرسة أمريكية ووجدت أن القاهرة ”مكان رائع لتربية الأطفال“.

وباستثناء عودة عائلتها إلى الولايات المتحدة لعدة سنوات في التسعينيات، فقد كانت فيليس عضوة مركزية في فرع القاهرة، وتتذكر الفيلا السابقة الأصغر مساحة حيث كانت تُعقد الاجتماعات وحيث سكن الأزواج المبشرون الذين قادوا الفرع خلال العقود الأربعة التي قضتها في مصر. وقالت، متذكّرة الزيارات الرسولية للشيخ ديفيد أ. بدنار عضو رابطة الرسل الاثني عشر قبل حوالي أربع سنوات والشيخ جفري ر. هولند من رابطة الرسل الاثني عشر والرئيس بويد ك. باكر رئيس الرسل الاثني عشر الراحل قبل ذلك، ”لقد كان الفرع ركيزة أساسية لحياتي“.

merlin_2974388.jpgمريم ح. تستمع خلال اجتماع القربان في فرع القاهرة  يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز


وقالت فيليس: ”يحتاج الأعضاء الآخرون إلى أن يفهموا أن الكنيسة في القاهرة هي نفسها كالكنيسة في أي مكان آخر فنحن نقوم بنفس الفعاليات التي تقوم بها الكنيسة في كل مكان—إنه فرع تربط أعضاءه علاقات قوية للغاية، ونحن حقًا مثل أسرة واحدة. وعندما يغيب شخص ما عن نشاطات الكنيسة، فإنك تنظر حولك وتفكر، ’يجب أن أتصل به أو بها لأعرف ما يحدث‘. نحن حقا نعتني ببعضنا البعض. وعندما ينتقل أي شخص، فإننا ننضم إليهم ونساعدهم“.

ومشيرة إلى أن زوجها ليس عضوا في الكنيسة، فقد قالت فيليس: ”هو يذهب إلى المسجد، وأنا آتي إلى الكنيسة، ونلتقي في المنزل بعد انتهاء اجتماعاتنا“.

وقد كانت فيليس وزميلتها في الفرع روبين لارسن من بين أول من وصل إلى الاجتماع يوم الجمعة انتظارا لوصول الشيخ أوختدورف وزوجته.

الأخت لارسن موجودة في القاهرة من ثلاث سنوات وتقوم بالتدريس في مدرسة شولتز الأمريكية في الإسكندرية، على بعد أكثر من ٢١٠ كيلومترات (١٣٠ ميلاً) على الساحل الشمالي لمصر. مما يعني أنها كي تتمكن من حضور خدمات العبادة فإن على لارسن أن ترتحل بالقطار أو تستقل سيارة أجرة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات لتصل إلى الاجتماع.

merlin_2974380.jpgالطفل دوكول ج. في اجتماع القربان المشترك لفرعي القاهرة، يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جفري دي ألريد، ديزيريت نيوز

وقالت لارسن: ”لدينا بعض الأعضاء الرائعين حقًا في كلا الفرعين“ ، مضيفة أنهم يظلون على اتصال من خلال تطبيق WhatsApp. ”بالنسبة لي، كشخص يعيش بعيدا عن موقع الفرع، فلا يزال من الجيد أن يكون لدي هذا الاتصال—إنني أعلم أن لدي أصدقاء وأشخاص هنا يمكنني الاعتماد عليهم“.

”الكنيسة في القاهرة تنمو“

قال الرئيس سبنسر إن منطقة القاهرة/مصر تمتد عبر كل شمال إفريقيا، من المغرب إلى مصر وتمتد حتى إلى السودان وتضم فرعاً في كل من المغرب وتونس وفرعين في القاهرة. كما أشار في حديثه إلى الأعضاء المنتشرين في الإسكندرية والجزائر والسودان الذين ينضمون إلى لقاءات فرعي القاهرة عبر برنامج زوم.

merlin_2974390.jpgبائع متجول يشوي الطعام بعد غروب الشمس ضمن الاحتفالات بشهر رمضان في القاهرة ، يوم الجمعة، ١٤ نيسان/ أبريل ٢٠٢٣. جفري دي ألريد، ديزيريت نيوز

و تضم المنطقة متحدثين باللغة الإنجليزية. كما يتواجد فيها أيضا الناطقين بالفرنسية من غرب إفريقيا في تونس ؛ والمتحدثين باللغة العربية في المغرب وجنوب السودان والمسيحيين المصريين حسبما قال الرئيس سبنسر ، والذي يقوم هو وزوجته بالتدريس في المدرسة التي يرتادها أطفالهم أيضًا.

وعندما زار الولايات المتحدة مؤخرًا ، ولمساعدة أصدقائه هناك على تقدير حجم المنطقة التي يغطيها القطاع فقد قارن المسافة من مدينة القاهرة إلى مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية بالمسافة من مدينة نيويورك، في ولاية نيويورك، إلى مدينة سان فرانسيسكو، في ولاية  كاليفورنيا. ”أي أن المسافة بينهما تعادل الطريق من أقصى شرق الولايات المتحدة إلى أقصى غربها“.

وقد عاش آل سبنسر في القاهرة سابقًا، من عام ٢٠٠٦ إلى عام ٢٠٠٨، ثم عادوا إليها قبل عدة سنوات. قال الرئيس سبنسر: ”من المهم أن يعرف الأعضاء أن الكنيسة في القاهرة تنمو“، وهو يستند في تقييمه هذا على ما شهده من تغيرات في الفرع منذ إقامتهم الأولى في مصر وإلى هذا اليوم، ومن ضمن هذه التغيرات كانت إضافة الفرع العربي قبل عدة سنوات.

merlin_2974376.jpgنصوص مقدسة في أحد بيوت الاجتماعات في القاهرة يوم الجمعة، ١٤ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

"فرد من أفراد هذه العائلة"

اهتدى رئيس فرع نهر النيل، الرئيس باهر، إلى عقيدة قديسي الأيام الأخيرة قبل خمس سنوات، في نفس الوقت الذي بدأ فيه قادة القطاع والفروع المحلية بالتفكير بجدية في تشكيل وحدة كنسية ناطقة باللغة العربية. وتشمل عضوية الفرع قديسي الأيام الأخيرة الذين يتكونون من لاجئين من جنوب السودان ومناطق أخرى ناطقة بالعربية، بالإضافة إلى المصريين المسيحيين المهتدين إلى الكنيسة.

وقال: ”يمكنني التحدث لساعات وأيام في إخباركم بما حدث وأشكال المعجزات والأحداث المدهشة التي مررنا بها خلال السنوات الخمس الماضية وفي فرع نهر النيل. لكن دعني أختصر كل ذلك بجملة واحدة صغيرة—لدينا  الآن عائلة صغيرة من بني الله في مصر تتكون من أعضاء مصريين وسودانيين وآخرين، وهي جزء صغير من تجمع شعب الرب. إن عملنا آخذ في النجاح في مصر“.

والأخ مينا ص. هو دليل على ذلك. وهو طبيب يعمل في مختبر طبي محلي وكان قد انضم إلى الكنيسة منذ عدة أسابيع. وأثناء حضور مينا اجتماعات يوم الجمعة قام بالترحيب بأعضاء الفرعين والزوار على حد سواء، وكان متحمسًا لمشاركة قصة اهتدائه إلى الكنيسة والتواصل عبر تطبيق WhatsApp من خلال مشاركة ملاحظات صغيرة ورسالة يقول فيها، ”أنا فخور للغاية ومبارك بلقائك. الله يباركك“.

merlin_2974384.jpgأهرامات الجيزة في القاهرة ، يوم الجمعة ١٤ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري د. آلريد. ديزيريت نيوز

يصف رئيس الفرع، وهو من سكان القاهرة، فرع نهر النيل بأنه ”فرع صغير ذا مستقبل واعد“ ويضم حوالي ٥٠ عضوًا. ويضيف قائلا، ”لا أستطيع أن أقول أكثر من تعبيري عن الشكر لله لأنه أرشدنا إلى سبيله وساعدنا في أن ندل إخوتنا وأخواتنا إلى هذا الطريق نفسه“.

وقد سافر الرئيس باهر مؤخرًا برفقة رئيس المنطقة لتلقي أعطية الهيكل الخاصة به في هيكل مدينة روما في إيطاليا - ويأمل في أن يتمكن أعضاء الفرع الآخرين من عمل الشيء نفسه قريبا. وقال عن ذلك، ”عندما أفكر في هذه التجربة في الهيكل، فإنني أشعر برغبة كبيرة في أن يتمكن جميع الأعضاء هنا في مصر من عمل نفس الشيء“.

ويقول الرئيس باهر (وهو يعمل كنائب مدير في مؤسسة مصرفية دولية تعمل في مصر وكمعلم لغة إنجليزية) مُوجِزا وصف النمو الشخصي الذي حققه على مدى خمس سنوات منذ اهتدائه إلى الإنجيل المستعاد: ”لقد كانت خمس سنوات من السعادة والسلام والبهجة. وأنا فخور جدًا بأن أكون عضوًا في هذه العائلة“.

merlin_2974386.jpgالشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته ، الأخت هارييت أوختدورف ، في صورة مع الأعضاء بعد الاجتماع الموحد لفرعي القاهرة، يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/ أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ،  ديزيريت نيوز


* المسيح الحي: شهادة الرسل يمكن قراءته هنا
**النص الإنجليزي للمقال يمكن الحصول عليه هنا

السبت، 15 أبريل 2023

يسوع المسيح مخلصنا

يسوع المسيح مخلصنا

بقلم الرئيس رسل م. نلسن رئيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة




معجزات يسوع

أشهد أنه من خلال قيامة المسيح واستعادة إنجيله، فقد أتاح يسوع المسيح للبشر كل فرصة للمرور عبر الحجاب إلى محضر أبيه.

المسيح قام

سأل المخلص القائم من الموت مريم المجدلية وهي تقف خارج القبر الفارغ ”لماذا تبكين؟“.

 

فأجابت: ”يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ لِآخُذَه“.

 

قال يسوع: ”يا مريم“.


فأجابت، ”ربوني“ عندما تعرفت على المعلم. (راجع يوحنا ٢٠: ١٥-١٦).

 

من ظهور المخلص لمريم إلى ظهوره لرسله في العلية (انظر لوقا ٢٤: ٣٦-٤٣) ، و ٥٠٠ من الإخوة دفعة واحدة (راجع كورنثوس الأولى ١٥: ٦) ، وجمع بلغ عدده ٢٥٠٠ شخص في أرض الخصيبة (راجع ٣ نافي ١١: ٧-١٧) ، وجوزيف سميث في أيامنا هذه، فإن قيامته هي واحدة من الأحداث الموثقة بأكثر عناية في تاريخ البشرية.

 

كما أنها أهم حدث في التاريخ كله.


خلال خدمته الأرضية، أقام يسوع المسيح من بين الأموات ابنًا لأرملة (راجع لوقا ٧: ١١-١٥)، وابنة يايرس (راجع مرقس ٥: ٣٨-٤٢) ، وصديقه لعازر (راجع يوحنا ١١: ٣٩-٤١). ). ثم، عندما انتهت خدمته الأرضية، وبقوة منحها إياه الله الآب، فقد أقام يسوع نفسه.


قال عن جسده، ”انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه“ (يوحنا ٢: ١٩).


وقال، ”إِنَّ الآبَ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذِلُ حَيَاتِي لِكَيْ أَسْتَرِدَّهَا.


”لَا أَحَدَ يَنْتَزِعُ حَيَاتِي مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذِلُهَا بِاخْتِيَارِي. فَلِي السُّلْطَةُ أَنْ أَبْذِلَهَا وَلِيَ السُّلْطَةُ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ تَلَقَّيْتُهَا مِنْ أَبِي“. (يوحنا ١٠: ١٧-١٨)

 

كانت قيامة المخلص هي الانتصار النهائي، والمعجزة النهائية، الناتجة من الاصطفاء المسبق ، والعذاب الذي لا يوصف، والقوة الإلهية من الأعالي. من خلال هذه القوة غير المفهومة - والتي تم تفعيلها من خلال محبة أبيه ومعرفته وقدرته المطلقة – فقد أصبح يسوع المسيح ”باكورة“ (كورنثوس الأولى ١٥: ٢٣) من قاموا من الموت.

 

ما تعنيه القيامة بالنسبة لنا

أنا ممتن لأنني كنت في المنزل يوم السبت من عام ٢٠٠٥. كنت أنا وزوجتي الأولى، دانتزل، قد أكملنا أعمالنا المنزلية وقررنا الاسترخاء لبضع دقائق. جلسنا على الأريكة، ممسكين بأيدي بعضنا، وبدأنا في مشاهدة برنامج على التلفزيون.


في غضون لحظات قليلة، انزلقت نفس دانتزل فجأة وبشكل غير متوقع بسلام إلى الأبدية وباءت كافة جهودي لإحيائها بالفشل. غمرتني الصدمة والحزن. لقد فقدت من كانت أعز صديقة لي لما يقرب من ٦٠ عامًا.


قبل عشر سنوات، فقدت ابنتي بسبب مرض السرطان. كانت إميلي تبلغ من العمر ٣٧ عامًا فقط. في عام ٢٠١٩، فقدت ابنتي الثانية الغالية بسبب هذا المرض الرهيب. كانت ويندي تبلغ من العمر ٦٧ عامًا فقط.

 

خلال تلك الأوقات العصيبة، كنت ممتنًا كثيرا لشهادتي عن الرب يسوع المسيح. في انتصاره على القبر نرى وعد قيامتنا.

 

أقبِلوا إليّ

أعلن المخلص بعد قيامته أنه ”دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ“ (متى٢٨: ١٨). وتشمل تلك القوة مفاتيح القيامة. أعلم أنه سيستخدم هذه المفاتيح لإقامة دنتزل وإيميلي وويندي، تمامًا كما سيستخدمها لإقامة بقية أفراد العائلة البشرية.


بالنسبة لأولاد الله، فإن القيامة تعني زوال الشيخوخة والتدهور والفساد. ”هٰذا الْفاني سَوْفَ يَلْبَسُ عَدَمَ الْفَناءِ“ (موسيا ١٦: ١٠) ، و ”يَتَّحِدُ الرّوحُ وَالْجَسَدُ ثانِيَةً في صورَةٍ كامِلَةٍ“ (ألما ١١: ٤٣)


القيامة تجعل من الممكن أيضا لم شمل آخر - لم شمل العائلات. نحن نعيش معًا في الحب، لذلك نبكي عندما يموت أحد الأحباء (انظر المبادئ والعهود ٤٢: ٤٥). لكن مثل مريم المجدلية، يمكننا أن نجعل دموع حزننا تتحول إلى دموع ابتهاج ونحن ننتظر المستقبل من منظور عائلة أبدية.


من خلال العهد الجديد والأبدي للإنجيل، فإننا نتزوج للأبد في الهيكل. وعندما نحترم العهود التي قطعناها هناك ونفكر في وعود الرب لشعب عهده، فإننا نفقد خوفنا من الموت. عوضا من ذلك، فإننا نتطلع بابتهاج إلى دخول محضر الله مجددًا مع أحبائنا.


إن الزواج السماوي هو عهد الإعلاء. من يتزوجون، كما وعد الرب، "سيتقدمان في القيامة الأولى ... ويرثان عروشًا وممالك وإمارات وسلاطين وسيادات ... إلى إعلائهما ومجدهما في جميع الأمور“ (المبادئ والعهود ١٣٢: ١٩).


تتلاقى أغراض الخلق والسقوط والكفارة في الهياكل. العالم بحاجة إلى هذه المعرفة المانحة للعزاء. هذا هو سبب جمعنا لإسرائيل.


لا توجد كراسي فارغة

استعدوا لمستقبلكم الأبدي

يذكرني رحيل دانتزل وبناتي بحقيقة مهمة: ”هذه الحياة هي فترة استعداد البشر لملاقاة الله؛ نهار هذه الحياة هو النهار الذي ينجز البشر فيه أعمالهم“ (ألما ٣٤: ٣٢).


طوال حياتها، استعدت دانتزل للعودة إلى منزلها السماوي. كانت تعلم أن وقتها على الأرض كان ثمينًا. لذلك فقد عاشت كل يوم كما لو كان آخر يوم لها.


سأل أيوب، ”ِإنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟“ (أيوب ١٤: ١٤). بسبب كفارة يسوع المسيح، فإن الإجابة على سؤال أيوب هي بالإيجاب ولا لبس فيها! إننا سنقوم من الموت. السؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل منا هو: ”هل سأكون مستعدًا للعيش في محضر الله بعد قيامتي؟“


يعيش بعض أبناء الله كما لو أنهم لا يخططون للموت. يعيش الآخرون كما لو أنهم لن يواجهوا أي مساءلة عن أفعالهم. هل نتخذ قراراتنا للأبدية أم للحاضر فقط؟ لا يمكننا أن نجعل أولوياتنا تعتمد على الأشياء التي من هذا العالم وأن نكون في نفس الوقت مستعدين للأشياء الأبدية للعالم القادم.


سيعيش البعض منا حياة طويلة. والبعض الآخر سيعيش حياة قصيرة. وسواء كانت طويلة أو قصيرة، فإن أيامنا معدودة. إن الموت جزء ضروري من تقدمنا الأبدي وكمال البهجة التي تنتظر القديسين المخلصين. عندما نفهم وجودنا من منظور أبدي، فإننا نفهم أن الموت جزء رحيم من خطة الخلاص. إنه بوابة العودة إلى محضر الله.


الموت سابق لأوانه فقط إذا كنا غير مستعدين لمقابلة الله. لذا فإننا يجب أن نستعد.


إننا نستعد بالحفاظ على تركيزنا على المخلص وإنجيله.


إننا نستعد بممارسة الإيمان والاستفادة من ”دم كفارة المسيح“ (موسيا ٤: ٢) من خلال التوبة، والمعمودية، وقبول هبة الروح القدس.


إننا نستعد من خلال الحصول على الأعطية والختم في الهيكل المقدس.


إننا نستعد من خلال وضع المنطق فوق الشهوات، والاهتمام بجسدنا حتى نتمكن من ”تقديمه نقيًا أمام الله في الملكوت السماوي“.


إننا نستعد من خلال تطوير صفات شبيهة بالمسيح ومحبة الله وقريبنا (راجع متى ٢٢: ٣٧-٤٠)


إننا نستعد من خلال احترام عهودنا، والسماح لله أن يغلب في حياتنا، وجمع إسرائيل على جانبي الحجاب، والتحمل حتى نهاية أيامنا.

شاهد رسولي

عند موت المخلص، اهتزت الأرض، وتشققت الصخور، وفُتحت القبور، وانشق حجاب الهيكل في أورشليم ”إلى شطرين من الأعلى إلى الأسفل" (متى ٢٧: ٥١ ؛ راجع أيضًا مرقس ١٥: ٣٨ ؛ لوقا ٢٣: ٤٥).


كان الحجاب يفصل قدس الأقداس، الذي يرمز إلى محضر الله، عن باقي الهيكل. فقط في يوم الكفارة كان يمكن للكاهن العالي المترئس أن يمر عبر الحجاب وأن يرش دم ذبيحة خطيئة للتكفير عن خطايا كل إسرائيل.


عندما سُفك دم يسوع المسيح، فقد قام "بالكفارة اللامتناهية" (٢ نافي ٩: ٧) وأتم الناموس. إن تمزق حجاب الهيكل يرمز إلى أن عظيم الكهنة قد اجتاز حجاب الموت، وسرعان ما سيدخل محضر أبيه ، ليتيح أمام الجميع الفرصة للمرور أيضًا عبر الحجاب إلى محضر الله الأبدي.


مع إخوتي في الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر، فإنني أشهد عن حقيقة ذلك الوعد السماوي.


إنني أشهد أنه ”سيكون لكم رجاء، عن طريق غفران المسيح وقوة قيامته، أن تُرفعوا إلى حياة أبدية وهذا بسبب إيمانكم به حسب الموعد“ (موروني ٧: ٤١).


أشهد أنه بسبب معجزة قيامة المخلص وكفارته، فإن ”كُلُ رُكْبَةٍ سَتَجثو وكُلُ لسان سَيَعْبُده. كُلُ واحدٍ منّا سيقف ليُحاكَم وِفْقاً لأفعاله ورغبات قلبه“.


لعلنا جميعا نستعد لهذا اليوم المجيد.

 

الأربعاء، 5 أبريل 2023

أعظم قصة فصح رُوِيَت على الإطلاق

 

أعظم قصة فصح رُوِيَت على الإطلاق

انظروا إلى كتاب مورمون في ظل ضوء جديد وفكروا في الشهادة العميقة التي يحملها عن حقيقة المسيح المُقام من الموت.

رسالة الرئاسة الأولى بخصوص عيد الفصح

من المحتمل أنكم تتذكرون سماع خطاب من الرئاسة الأولى قُرِأ في جناحكم أو فرعكم منذ عدة أسابيع. أعلنت تلك الرسالة أنه خلال الأحد المقبل - أحد الفصح - ستجتمع جميع الأجنحة والفروع في اجتماع القربان فقط ، مما يترك وقتًا إضافيًا للعبادة في المنزل مع العائلات للاحتفال بهذا العيد المهم للغاية.١

لفتت رسالة الرئاسة الأولى انتباهي ، وجعلتني أفكر في الطريقة التي احتفلت بها عائلتنا بعيد الفصح على مر السنين. كلما فكرت أكثر في احتفالاتنا ، وجدت نفسي أتساءل عما إذا كنا نهمل عن غير قصد المعنى الحقيقي لهذا العيد ، وهو أمر محوري للغاية لجميع المؤمنين بيسوع المسيح.

تقاليد عيد الميلاد وعيد الفصح

دفعتني هذه الأفكار إلى التفكير في الفرق بين الطرق التي نحتفل بها بعيد الميلاد مقارنة بعيد الفصح. خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) ، ننجح بطريقة ما في دمج متعة أغنية ”رني يا أجراس“ ، وزينة عيد الميلاد ، والهدايا جنبًا إلى جنب مع تقاليد أخرى مدروسة أكثر - مثل رعاية المحتاجين ، وغناء أغاني وترانيم عيد الميلاد المفضلة لدينا ، وبالطبع فتح النصوص المقدسة وقراءة قصة عيد الميلاد في سفر لوقا الثاني. في كل عام ، عندما نقرأ هذه القصة المحببة من كتاب مقدس قديم كبير ، تقوم عائلتنا بما تفعله عائلاتكم على الأرجح - مرتدين مناشف على رؤوسنا وأكتافنا وأردية حمام لتمثيل يوسف ومريم والكثيرين الذين جاؤوا لعبادة الطفل يسوع ، ونعيد تمثيل قصة ميلاد مخلصنا العزيز. [تقاليد غربية لا تمثل بالضرورة احتفالات الفصح بين المسيحيين في الشرق الأوسط].

ومع ذلك ، فقد كانت احتفالات عائلتنا في عيد الفصح في الماضي مختلفة بعض الشيء. أشعر أن عائلتنا اعتمدت أكثر على ”الذهاب إلى الكنيسة“ في يوم الأحد الخاص هذا لتقديم الجزء الهادف والمتمحور حول المسيح في عيد الفصح. ثم كعائلة ، اجتمعنا للمشاركة في التقاليد الأخرى المتعلقة بعيد الفصح. لقد أحببت مشاهدة أطفالنا، وحاليا أحفادنا، يبحثون عن بيض عيد الفصح وبعد ذلك تنقيبهم في سلال عيد الفصح.

لكن خطاب الرئاسة الأولى كان بمثابة دعوة للصحوة. لم يَدْعُنا جميعًا فقط للتأكد من أن يشمل احتفالنا بأهم حدث على الإطلاق على هذه الأرض - كفارة وقيامة يسوع المسيح - التبجيل والاحترام اللذين يستحقهما الرب ، بل منحونا أيضًا المزيد من الوقت مع العائلات والأصدقاء في يوم أحد عيد الفصح للقيام بذلك.

المخلص المقام من الموت

[ALT: المخلص المقام من الموت]

تضيف كلمات النبي جوزيف سميث التالية سياقًا إضافيًا إلى مغزى الأحداث المحيطة بعيد الفصح:”المبادئ الأساسية لدينا هي شهادة الرسل والأنبياء، عن يسوع المسيح، أنه مات ودفن وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء. وكل الأشياء الأخرى التي تتعلق بديننا ما هي إلا ملحقات لها“٢.

ناقشت أنا وزوجتي ليسا السبل التي يمكن لعائلتنا أن تعمل بها ما هو أفضل خلال موسم عيد الفصح. ربما يكون السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو سؤال يمكننا جميعًا التفكير فيه: كيف نمثل التعليم والاحتفال بقيامة يسوع المسيح ، قصة عيد الفصح ، بنفس التوازن والامتلاء والثراء الديني الذي نمثل به تقليد ولادة يسوع المسيح ، قصة عيد الميلاد؟

يبدو أننا جميعًا نحاول. ألاحظ جهدًا متزايدًا بين قديسي الأيام الأخيرة للاحتفال عيد فصح أكثر تركيزًا على المسيح. يتضمن هذا اعترافًا أكبر وأكثر تفكيرًا بأحد الشعانين والجمعة العظيمة كما يمارسه بعض أبناء عمومتنا المسيحيين. قد نتبنى أيضًا تقاليد عيد الفصح المناسبة المتمركزة حول المسيح والموجودة في ثقافات وممارسات البلدان في جميع أنحاء العالم.

اقترح الباحث المتخصص في كتاب العهد الجديد أن. تي. رايت بأننا: ”يجب أن نتخذ خطوات للاحتفال بعيد الفصح بطرق إبداعية جديدة: في الفن والأدب وألعاب الأطفال والشعر والموسيقى والرقص والمهرجانات والأجراس والحفلات الموسيقية الخاصة. ... هذا هو أعظم احتفال لدينا. إن لم نحتفل بعيد الميلاد ، فإننا بالرجوع إلى الكتاب المقدس نخسر فصلين في الصفحات الأولى من إنجيلي متى ولوقا ، ولا شيء آخر. ولكن من دون عيد الفصح، فإنك تخسر كل العهد الجديد؛ والمسيحية باكملها. وكما يقول بولس، تبقى في الخطية“٣.

عيد الفصح ، الكتاب المقدس ، وكتاب مورمون

نحن نعتز بالكتاب المقدس لأنه يعلمنا عن ولادة يسوع المسيح وخدمته وصلبه وقيامته. لا توجد كلمات تجسد الأمل والعواقب الأبدية للبشرية جمعاء أكثر من تلك التي قالها ملاك سماوي في صباح عيد الفصح في بستان القبر: ”لقد قام“.٤ نحن ممتنون للغاية لكتاب العهد الجديد الذي يحفظ قصة عيد الفصح وخدمة المخلص خلال عيد الفصح في يهودا والجليل.

بينما واصلت أنا وليسا التفكير والبحث عن طرق لتوسيع احتفال عائلتنا بعيد الفصح ليكون أكثر تمحورًا حول المسيح ، ناقشنا تقليد قراءة الكتاب المقدس الذي قد نقدمه لعائلتنا - ما يكافئ سفر لوقا الثاني ولكن لعيد الفصح إن جاز التعبير.

وبعد ذلك حصلنا على تجلٍّ فكريٍّ من السماء: إضافة إلى الآيات المهمة عن عيد الفصح في العهد الجديد ، فإننا كقديسي الأيام الأخيرة مُنِحنا أروع هدية في عيد الفصح! هدية الشهادة الفريدة ، شاهد آخر لمعجزة عيد الفصح والذي يحتوي ، ربما ، على أروع نصوص عيد الفصح المقدسة في كل المسيحية. إنني أشير بالطبع إلى كتاب مورمون ، وبشكل أكثر تحديدًا ، إلى قصة ظهور يسوع المسيح لسكان العالم الجديد ، في مجده مقاما من بين الأموات.

وصف النبي جوزيف سميث كتاب مورمون بأنه ”أكثر صحة من أي كتاب آخر“٥، وبدءًا بسفر ٣ نافي الأصحاح ١١الذي يروي قصة رائعة عن زيارة المسيح المُقام إلى النافيين ، وخدمة المخلص الفصحية. هذه النصوص المقدسة الفِصْحية ، إن شئتم تسميتها كذلك ، تشهد لقيامة الرب يسوع المسيح.

في هذه الإصحاحات ، يدعو المسيح اثني عشر تلميذا ، ويعلم كما علّم في عظته على الجبل ، ويعلن أنه قد أتمّ شريعة موسى ، ويتنبأ عن تجمع إسرائيل في الأيام الأواخر. ويشفي المرضى ويصلي بشكل مجيد بحيث ”لا يُمْكِنُ لِلِسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَلا يُمْكِنُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَكْتُبَ، وَلا لِقُلُوبِ ٱلْبَشَرِ أَنْ تُدْرِكَ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَظِيمَةَ وَالْعَجِيبَةَ ٱلَّتِي رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا يَسُوعَ يَتَكَلَّمُ بِهَا؛ وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُدْرِكَ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي مَلأَ أَرْوَاحَنَا عِنْدَمَا سَمِعْنَاهُ يُصَلِّي لِلآبِ مِنْ أَجْلِنَا“٦.

ظهور يسوع المسيح للنافيين


في عيد الفصح هذا ، ستركز عائلتنا على أول ١٧ آية من سفر ٣ نافي ١١، وهي مألوفة لكم. تتذكرون الجموع العظيمة حول الهيكل في أرض الخصيبة الذين سمعوا صوت الله الآب ورأوا يسوع المسيح ينزل من السماء حاملا معه أجمل دعوة فصحية.

”ٱِنْهَضُوا وَتَعَالَوْا إِلَيَّ حَتَّى تُدْخِلُوا أَيْدِيَكُمْ فِي جَنْبِي، وَتَلْمُسُوا آثَارَ ٱلْمَسَامِيرِ فِي يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ، فَتَعْلَمُوا أَنَّنِي أَنَا إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، وَإِلٰهُ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا، وَأَنِّي قَدْ قُتِلْتُ مِنْ أَجْلِ خَطَايَا ٱلْعَالَمِ.

”فتقدم الجموع ... واحدا بعد الآخر ... ورأوا بأعينهم وشعروا بأيديهم، فتأكدوا واعترفوا بأنه هو ... .

”و... صرخوا بصوت واحد قائلين:

”أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱسْمُ ٱلإِلٰهِ ٱلْعَلِيِّ ٱلْعَظِيمِ! وَخَرُّوا سَاجِدِينَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَعَبَدُوهُ“٧.

تخيلوا هذا، النافيون على جبل الهيكل لمسوا يد الرب القائم من بين الأموات! نأمل أن نجعل هذه الفصول في سفر ٣ نافي جزءًا من تقاليد عيد الفصح كما أن سفر لوقا ٢ هو جزء من تقاليد عيد الميلاد لدينا. في الواقع ، يشارك كتاب مورمون أعظم قصة فِصْحِية على الإطلاق. فدعونا لا نسمح بأن تكون هذه أعظم قصة لم تُروَ في عيد الفصح.

لكني أدعوكم إلى إلقاء نظرة على كتاب مورمون في ظل ضوء جديد والتفكير في الشهادة العميقة التي يحملها عن حقيقة المسيح القائم من بين الأموات وكذلك غنى عقيدة المسيح وعمقها فيه.

يشهد كتاب مورمون ليسوع المسيح.

قد نسأل: كيف يمكن لقراءة نصوص كتاب مورمون في عيد الفصح أن تبارك حياتنا وحياة أحبائنا بطريقة ذات مغزى؟ تفعل ذلك بطرق لا تدركونها بعد. في أي وقت نقرأ فيه وندرس من كتاب مورمون يمكننا أن نتوقع نتائج رائعة.

مؤخرا ، حضرت أنا وليسا مراسم دفن صديقة عزيزة ، امرأة مؤمنة انتهت حياتها بسبب المرض. اجتمعنا مع عائلتها وأصدقائها المقربين ، وتبادلنا الذكريات الجميلة لهذه الروح الجميلة التي أثرت حياتنا.

بينما كنت أقف بعيدًا عن النعش وأتحدث مع الآخرين ، لاحظت أن فتاتين صغيرتين في سن الابتدائية تقتربان من النعش ويرفعن أنفسهن على أطراف أصابع أقدامهما - إلى أن وصلت عيونهما إلى الحافة - لإبداء احترامهما الأخير لعمتهما الحبيبة. مع عدم وجود أي شخص آخر في الجوار ، تسللت أنا وليسا وجلسنا بجانبهما لتعزيتهم وتعليمهما. سَأَلَتهما عن حالهما وما إذا كانتا تعرفان مكان وجود عمتهما الآن. فشاركا أحزانهما ، ولكن بعد ذلك ، قالت بنات الله العزيزات هؤلاء، والثقة تُومِض في أعينهن ، إنهن يعرفن أن عمتهن أصبحت الآن سعيدة ، ويمكنها أن تكون مع يسوع.

في هذا العُمر الرقيق ، وجدتا السلام في خطة السعادة العظيمة ، وبطريقتهما الطفولية ، شهدتا للواقعية البليغة والجمال البسيط لقيامة المخلص. لقد عرفتا ذلك في قلبيهما بسبب التعاليم المدروسة للآباء المحبين ، والأسرة ، وقادة الابتدائية الذين زرعوا فيهما بذرة الإيمان بيسوع المسيح والحياة الأبدية. ولما كانت حكمتهما أكبر من سنهما بكثير، فقد فهمت هاتين الفتاتين الصغيرتين الحقائق التي نحصل عليها من خلال رسالة عيد الفصح وخدمة المخلص المقام وكلمات الأنبياء كما وردت في كتاب مورمون.

لقد لاحظت أنه عندما يعطي الرئيس نلسن كتاب مورمون كهدية لشخص ليس من كنيستنا ، بما في ذلك القادة العالميين ، فإنه غالبًا ما يقلب الصفحات إلى سفر ٣ نافي ويقرأ عن ظهور المسيح المُقام للنافيين. وبذلك يكون النبي الحي بشكل أساسي يشهد للمسيح الحي.

لا يمكننا أن نقف كشهود ليسوع المسيح إلى أن نتمكن من إعلان شهادتنا له. كتاب مورمون هو شاهد آخر ليسوع المسيح لأنه ضمن صفحاته المقدسة ، يشهد النبي تلو الآخر ليس فقط أن المسيح سيأتي ، بل إنه حقا جاء.

بفضله

أحمل في يدي نسخة من الطبعة الأولى من كتاب مورمون. عمل ذلك يؤثر في مشاعري دائما. طوال معظم حياتي ، كنت مفتونًا ومذهولا ومهتما بشدة بما فعله جوزيف سميث الشاب لترجمة هذا النص المقدس ونشره. المعجزات التي كان لا بد من حدوثها من المذهل التفكير فيها.

لكن هذا ليس سبب تأثري بهذا الكتاب. وذلك لأن هذا الكتاب ، أكثر من أي كتاب آخر نُشر على هذه الأرض ، يشهد عن حياة يسوع المسيح وخدمته وتعاليمه وكفارته وقيامته. إخوتي وأخواتي الأعزاء ، إن الدراسة المنتظمة من هذا الكتاب عن يسوع المسيح ستغير حياتكم. وستفتح أعينكم على احتمالات جديدة في حياتكم. سيزيد من أملكم ويملأكم بالمحبة. الأهم من ذلك كله ، أنه سيبني ويقوي إيمانكم بيسوع المسيح ويبارككم بمعرفة أكيدة أنه وأبينا يعرفانكم ويحبانكم ويريدانكم أن تعثروا على طريق العودة إلى منزلكم السماوي دون تعثر.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء ، لقد حان الوقت ، الذي تنبأ به أنبياء القدامى ، ”سَيَأْتي وَقْتٌ تَنْتَشِرُ فيهِ الْمَعْرِفَةُ بِالْمُخَلِّصِ بَيْنَ كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبيلَةٍ وَشَعْبٍ وَلِسانٍ“.٨ نحن نرى تحقيق هذه النبوءة أمام أعيننا ، من خلال شهادة يسوع المسيح الموجودة في كتاب مورمون.

الرب، يسوع المسيح


لا يوجد كتاب يفعل المزيد ليبين ما يلي:

  • بسبب يسوع المسيح ، تغير كل شيء.

  • كل شيء أفضل بسببه.

  • بفضله ، يمكن التعامل مع الحياة - وخاصَّةً اللحظات المؤلمة.

  • كل شيء ممكن بسببه.

إن زيارته كمخلص مقام من الموت ، والتعريف عليه من قِبَل الله الآب ، هي رسالة فصحية تزخر بالمجد والنصر . وسوف تساعد أفراد عائلتنا في الحصول على شهادة شخصية عن يسوع المسيح كمخلصنا وفادينا ، الذي كسر قيود الموت.

أختم بشهادتي عن صدق كتاب مورمون ويسوع المسيح باعتباره ابن الله الحي. باسم يسوع المسيح، آمين.