المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

‏إظهار الرسائل ذات التسميات لياحونا 2023. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لياحونا 2023. إظهار كافة الرسائل

السبت، 15 أبريل 2023

يسوع المسيح مخلصنا

يسوع المسيح مخلصنا

بقلم الرئيس رسل م. نلسن رئيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة




معجزات يسوع

أشهد أنه من خلال قيامة المسيح واستعادة إنجيله، فقد أتاح يسوع المسيح للبشر كل فرصة للمرور عبر الحجاب إلى محضر أبيه.

المسيح قام

سأل المخلص القائم من الموت مريم المجدلية وهي تقف خارج القبر الفارغ ”لماذا تبكين؟“.

 

فأجابت: ”يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ لِآخُذَه“.

 

قال يسوع: ”يا مريم“.


فأجابت، ”ربوني“ عندما تعرفت على المعلم. (راجع يوحنا ٢٠: ١٥-١٦).

 

من ظهور المخلص لمريم إلى ظهوره لرسله في العلية (انظر لوقا ٢٤: ٣٦-٤٣) ، و ٥٠٠ من الإخوة دفعة واحدة (راجع كورنثوس الأولى ١٥: ٦) ، وجمع بلغ عدده ٢٥٠٠ شخص في أرض الخصيبة (راجع ٣ نافي ١١: ٧-١٧) ، وجوزيف سميث في أيامنا هذه، فإن قيامته هي واحدة من الأحداث الموثقة بأكثر عناية في تاريخ البشرية.

 

كما أنها أهم حدث في التاريخ كله.


خلال خدمته الأرضية، أقام يسوع المسيح من بين الأموات ابنًا لأرملة (راجع لوقا ٧: ١١-١٥)، وابنة يايرس (راجع مرقس ٥: ٣٨-٤٢) ، وصديقه لعازر (راجع يوحنا ١١: ٣٩-٤١). ). ثم، عندما انتهت خدمته الأرضية، وبقوة منحها إياه الله الآب، فقد أقام يسوع نفسه.


قال عن جسده، ”انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه“ (يوحنا ٢: ١٩).


وقال، ”إِنَّ الآبَ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذِلُ حَيَاتِي لِكَيْ أَسْتَرِدَّهَا.


”لَا أَحَدَ يَنْتَزِعُ حَيَاتِي مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذِلُهَا بِاخْتِيَارِي. فَلِي السُّلْطَةُ أَنْ أَبْذِلَهَا وَلِيَ السُّلْطَةُ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ تَلَقَّيْتُهَا مِنْ أَبِي“. (يوحنا ١٠: ١٧-١٨)

 

كانت قيامة المخلص هي الانتصار النهائي، والمعجزة النهائية، الناتجة من الاصطفاء المسبق ، والعذاب الذي لا يوصف، والقوة الإلهية من الأعالي. من خلال هذه القوة غير المفهومة - والتي تم تفعيلها من خلال محبة أبيه ومعرفته وقدرته المطلقة – فقد أصبح يسوع المسيح ”باكورة“ (كورنثوس الأولى ١٥: ٢٣) من قاموا من الموت.

 

ما تعنيه القيامة بالنسبة لنا

أنا ممتن لأنني كنت في المنزل يوم السبت من عام ٢٠٠٥. كنت أنا وزوجتي الأولى، دانتزل، قد أكملنا أعمالنا المنزلية وقررنا الاسترخاء لبضع دقائق. جلسنا على الأريكة، ممسكين بأيدي بعضنا، وبدأنا في مشاهدة برنامج على التلفزيون.


في غضون لحظات قليلة، انزلقت نفس دانتزل فجأة وبشكل غير متوقع بسلام إلى الأبدية وباءت كافة جهودي لإحيائها بالفشل. غمرتني الصدمة والحزن. لقد فقدت من كانت أعز صديقة لي لما يقرب من ٦٠ عامًا.


قبل عشر سنوات، فقدت ابنتي بسبب مرض السرطان. كانت إميلي تبلغ من العمر ٣٧ عامًا فقط. في عام ٢٠١٩، فقدت ابنتي الثانية الغالية بسبب هذا المرض الرهيب. كانت ويندي تبلغ من العمر ٦٧ عامًا فقط.

 

خلال تلك الأوقات العصيبة، كنت ممتنًا كثيرا لشهادتي عن الرب يسوع المسيح. في انتصاره على القبر نرى وعد قيامتنا.

 

أقبِلوا إليّ

أعلن المخلص بعد قيامته أنه ”دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ“ (متى٢٨: ١٨). وتشمل تلك القوة مفاتيح القيامة. أعلم أنه سيستخدم هذه المفاتيح لإقامة دنتزل وإيميلي وويندي، تمامًا كما سيستخدمها لإقامة بقية أفراد العائلة البشرية.


بالنسبة لأولاد الله، فإن القيامة تعني زوال الشيخوخة والتدهور والفساد. ”هٰذا الْفاني سَوْفَ يَلْبَسُ عَدَمَ الْفَناءِ“ (موسيا ١٦: ١٠) ، و ”يَتَّحِدُ الرّوحُ وَالْجَسَدُ ثانِيَةً في صورَةٍ كامِلَةٍ“ (ألما ١١: ٤٣)


القيامة تجعل من الممكن أيضا لم شمل آخر - لم شمل العائلات. نحن نعيش معًا في الحب، لذلك نبكي عندما يموت أحد الأحباء (انظر المبادئ والعهود ٤٢: ٤٥). لكن مثل مريم المجدلية، يمكننا أن نجعل دموع حزننا تتحول إلى دموع ابتهاج ونحن ننتظر المستقبل من منظور عائلة أبدية.


من خلال العهد الجديد والأبدي للإنجيل، فإننا نتزوج للأبد في الهيكل. وعندما نحترم العهود التي قطعناها هناك ونفكر في وعود الرب لشعب عهده، فإننا نفقد خوفنا من الموت. عوضا من ذلك، فإننا نتطلع بابتهاج إلى دخول محضر الله مجددًا مع أحبائنا.


إن الزواج السماوي هو عهد الإعلاء. من يتزوجون، كما وعد الرب، "سيتقدمان في القيامة الأولى ... ويرثان عروشًا وممالك وإمارات وسلاطين وسيادات ... إلى إعلائهما ومجدهما في جميع الأمور“ (المبادئ والعهود ١٣٢: ١٩).


تتلاقى أغراض الخلق والسقوط والكفارة في الهياكل. العالم بحاجة إلى هذه المعرفة المانحة للعزاء. هذا هو سبب جمعنا لإسرائيل.


لا توجد كراسي فارغة

استعدوا لمستقبلكم الأبدي

يذكرني رحيل دانتزل وبناتي بحقيقة مهمة: ”هذه الحياة هي فترة استعداد البشر لملاقاة الله؛ نهار هذه الحياة هو النهار الذي ينجز البشر فيه أعمالهم“ (ألما ٣٤: ٣٢).


طوال حياتها، استعدت دانتزل للعودة إلى منزلها السماوي. كانت تعلم أن وقتها على الأرض كان ثمينًا. لذلك فقد عاشت كل يوم كما لو كان آخر يوم لها.


سأل أيوب، ”ِإنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟“ (أيوب ١٤: ١٤). بسبب كفارة يسوع المسيح، فإن الإجابة على سؤال أيوب هي بالإيجاب ولا لبس فيها! إننا سنقوم من الموت. السؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل منا هو: ”هل سأكون مستعدًا للعيش في محضر الله بعد قيامتي؟“


يعيش بعض أبناء الله كما لو أنهم لا يخططون للموت. يعيش الآخرون كما لو أنهم لن يواجهوا أي مساءلة عن أفعالهم. هل نتخذ قراراتنا للأبدية أم للحاضر فقط؟ لا يمكننا أن نجعل أولوياتنا تعتمد على الأشياء التي من هذا العالم وأن نكون في نفس الوقت مستعدين للأشياء الأبدية للعالم القادم.


سيعيش البعض منا حياة طويلة. والبعض الآخر سيعيش حياة قصيرة. وسواء كانت طويلة أو قصيرة، فإن أيامنا معدودة. إن الموت جزء ضروري من تقدمنا الأبدي وكمال البهجة التي تنتظر القديسين المخلصين. عندما نفهم وجودنا من منظور أبدي، فإننا نفهم أن الموت جزء رحيم من خطة الخلاص. إنه بوابة العودة إلى محضر الله.


الموت سابق لأوانه فقط إذا كنا غير مستعدين لمقابلة الله. لذا فإننا يجب أن نستعد.


إننا نستعد بالحفاظ على تركيزنا على المخلص وإنجيله.


إننا نستعد بممارسة الإيمان والاستفادة من ”دم كفارة المسيح“ (موسيا ٤: ٢) من خلال التوبة، والمعمودية، وقبول هبة الروح القدس.


إننا نستعد من خلال الحصول على الأعطية والختم في الهيكل المقدس.


إننا نستعد من خلال وضع المنطق فوق الشهوات، والاهتمام بجسدنا حتى نتمكن من ”تقديمه نقيًا أمام الله في الملكوت السماوي“.


إننا نستعد من خلال تطوير صفات شبيهة بالمسيح ومحبة الله وقريبنا (راجع متى ٢٢: ٣٧-٤٠)


إننا نستعد من خلال احترام عهودنا، والسماح لله أن يغلب في حياتنا، وجمع إسرائيل على جانبي الحجاب، والتحمل حتى نهاية أيامنا.

شاهد رسولي

عند موت المخلص، اهتزت الأرض، وتشققت الصخور، وفُتحت القبور، وانشق حجاب الهيكل في أورشليم ”إلى شطرين من الأعلى إلى الأسفل" (متى ٢٧: ٥١ ؛ راجع أيضًا مرقس ١٥: ٣٨ ؛ لوقا ٢٣: ٤٥).


كان الحجاب يفصل قدس الأقداس، الذي يرمز إلى محضر الله، عن باقي الهيكل. فقط في يوم الكفارة كان يمكن للكاهن العالي المترئس أن يمر عبر الحجاب وأن يرش دم ذبيحة خطيئة للتكفير عن خطايا كل إسرائيل.


عندما سُفك دم يسوع المسيح، فقد قام "بالكفارة اللامتناهية" (٢ نافي ٩: ٧) وأتم الناموس. إن تمزق حجاب الهيكل يرمز إلى أن عظيم الكهنة قد اجتاز حجاب الموت، وسرعان ما سيدخل محضر أبيه ، ليتيح أمام الجميع الفرصة للمرور أيضًا عبر الحجاب إلى محضر الله الأبدي.


مع إخوتي في الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر، فإنني أشهد عن حقيقة ذلك الوعد السماوي.


إنني أشهد أنه ”سيكون لكم رجاء، عن طريق غفران المسيح وقوة قيامته، أن تُرفعوا إلى حياة أبدية وهذا بسبب إيمانكم به حسب الموعد“ (موروني ٧: ٤١).


أشهد أنه بسبب معجزة قيامة المخلص وكفارته، فإن ”كُلُ رُكْبَةٍ سَتَجثو وكُلُ لسان سَيَعْبُده. كُلُ واحدٍ منّا سيقف ليُحاكَم وِفْقاً لأفعاله ورغبات قلبه“.


لعلنا جميعا نستعد لهذا اليوم المجيد.

 

الأربعاء، 5 أبريل 2023

أعظم قصة فصح رُوِيَت على الإطلاق

 

أعظم قصة فصح رُوِيَت على الإطلاق

انظروا إلى كتاب مورمون في ظل ضوء جديد وفكروا في الشهادة العميقة التي يحملها عن حقيقة المسيح المُقام من الموت.

رسالة الرئاسة الأولى بخصوص عيد الفصح

من المحتمل أنكم تتذكرون سماع خطاب من الرئاسة الأولى قُرِأ في جناحكم أو فرعكم منذ عدة أسابيع. أعلنت تلك الرسالة أنه خلال الأحد المقبل - أحد الفصح - ستجتمع جميع الأجنحة والفروع في اجتماع القربان فقط ، مما يترك وقتًا إضافيًا للعبادة في المنزل مع العائلات للاحتفال بهذا العيد المهم للغاية.١

لفتت رسالة الرئاسة الأولى انتباهي ، وجعلتني أفكر في الطريقة التي احتفلت بها عائلتنا بعيد الفصح على مر السنين. كلما فكرت أكثر في احتفالاتنا ، وجدت نفسي أتساءل عما إذا كنا نهمل عن غير قصد المعنى الحقيقي لهذا العيد ، وهو أمر محوري للغاية لجميع المؤمنين بيسوع المسيح.

تقاليد عيد الميلاد وعيد الفصح

دفعتني هذه الأفكار إلى التفكير في الفرق بين الطرق التي نحتفل بها بعيد الميلاد مقارنة بعيد الفصح. خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) ، ننجح بطريقة ما في دمج متعة أغنية ”رني يا أجراس“ ، وزينة عيد الميلاد ، والهدايا جنبًا إلى جنب مع تقاليد أخرى مدروسة أكثر - مثل رعاية المحتاجين ، وغناء أغاني وترانيم عيد الميلاد المفضلة لدينا ، وبالطبع فتح النصوص المقدسة وقراءة قصة عيد الميلاد في سفر لوقا الثاني. في كل عام ، عندما نقرأ هذه القصة المحببة من كتاب مقدس قديم كبير ، تقوم عائلتنا بما تفعله عائلاتكم على الأرجح - مرتدين مناشف على رؤوسنا وأكتافنا وأردية حمام لتمثيل يوسف ومريم والكثيرين الذين جاؤوا لعبادة الطفل يسوع ، ونعيد تمثيل قصة ميلاد مخلصنا العزيز. [تقاليد غربية لا تمثل بالضرورة احتفالات الفصح بين المسيحيين في الشرق الأوسط].

ومع ذلك ، فقد كانت احتفالات عائلتنا في عيد الفصح في الماضي مختلفة بعض الشيء. أشعر أن عائلتنا اعتمدت أكثر على ”الذهاب إلى الكنيسة“ في يوم الأحد الخاص هذا لتقديم الجزء الهادف والمتمحور حول المسيح في عيد الفصح. ثم كعائلة ، اجتمعنا للمشاركة في التقاليد الأخرى المتعلقة بعيد الفصح. لقد أحببت مشاهدة أطفالنا، وحاليا أحفادنا، يبحثون عن بيض عيد الفصح وبعد ذلك تنقيبهم في سلال عيد الفصح.

لكن خطاب الرئاسة الأولى كان بمثابة دعوة للصحوة. لم يَدْعُنا جميعًا فقط للتأكد من أن يشمل احتفالنا بأهم حدث على الإطلاق على هذه الأرض - كفارة وقيامة يسوع المسيح - التبجيل والاحترام اللذين يستحقهما الرب ، بل منحونا أيضًا المزيد من الوقت مع العائلات والأصدقاء في يوم أحد عيد الفصح للقيام بذلك.

المخلص المقام من الموت

[ALT: المخلص المقام من الموت]

تضيف كلمات النبي جوزيف سميث التالية سياقًا إضافيًا إلى مغزى الأحداث المحيطة بعيد الفصح:”المبادئ الأساسية لدينا هي شهادة الرسل والأنبياء، عن يسوع المسيح، أنه مات ودفن وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء. وكل الأشياء الأخرى التي تتعلق بديننا ما هي إلا ملحقات لها“٢.

ناقشت أنا وزوجتي ليسا السبل التي يمكن لعائلتنا أن تعمل بها ما هو أفضل خلال موسم عيد الفصح. ربما يكون السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو سؤال يمكننا جميعًا التفكير فيه: كيف نمثل التعليم والاحتفال بقيامة يسوع المسيح ، قصة عيد الفصح ، بنفس التوازن والامتلاء والثراء الديني الذي نمثل به تقليد ولادة يسوع المسيح ، قصة عيد الميلاد؟

يبدو أننا جميعًا نحاول. ألاحظ جهدًا متزايدًا بين قديسي الأيام الأخيرة للاحتفال عيد فصح أكثر تركيزًا على المسيح. يتضمن هذا اعترافًا أكبر وأكثر تفكيرًا بأحد الشعانين والجمعة العظيمة كما يمارسه بعض أبناء عمومتنا المسيحيين. قد نتبنى أيضًا تقاليد عيد الفصح المناسبة المتمركزة حول المسيح والموجودة في ثقافات وممارسات البلدان في جميع أنحاء العالم.

اقترح الباحث المتخصص في كتاب العهد الجديد أن. تي. رايت بأننا: ”يجب أن نتخذ خطوات للاحتفال بعيد الفصح بطرق إبداعية جديدة: في الفن والأدب وألعاب الأطفال والشعر والموسيقى والرقص والمهرجانات والأجراس والحفلات الموسيقية الخاصة. ... هذا هو أعظم احتفال لدينا. إن لم نحتفل بعيد الميلاد ، فإننا بالرجوع إلى الكتاب المقدس نخسر فصلين في الصفحات الأولى من إنجيلي متى ولوقا ، ولا شيء آخر. ولكن من دون عيد الفصح، فإنك تخسر كل العهد الجديد؛ والمسيحية باكملها. وكما يقول بولس، تبقى في الخطية“٣.

عيد الفصح ، الكتاب المقدس ، وكتاب مورمون

نحن نعتز بالكتاب المقدس لأنه يعلمنا عن ولادة يسوع المسيح وخدمته وصلبه وقيامته. لا توجد كلمات تجسد الأمل والعواقب الأبدية للبشرية جمعاء أكثر من تلك التي قالها ملاك سماوي في صباح عيد الفصح في بستان القبر: ”لقد قام“.٤ نحن ممتنون للغاية لكتاب العهد الجديد الذي يحفظ قصة عيد الفصح وخدمة المخلص خلال عيد الفصح في يهودا والجليل.

بينما واصلت أنا وليسا التفكير والبحث عن طرق لتوسيع احتفال عائلتنا بعيد الفصح ليكون أكثر تمحورًا حول المسيح ، ناقشنا تقليد قراءة الكتاب المقدس الذي قد نقدمه لعائلتنا - ما يكافئ سفر لوقا الثاني ولكن لعيد الفصح إن جاز التعبير.

وبعد ذلك حصلنا على تجلٍّ فكريٍّ من السماء: إضافة إلى الآيات المهمة عن عيد الفصح في العهد الجديد ، فإننا كقديسي الأيام الأخيرة مُنِحنا أروع هدية في عيد الفصح! هدية الشهادة الفريدة ، شاهد آخر لمعجزة عيد الفصح والذي يحتوي ، ربما ، على أروع نصوص عيد الفصح المقدسة في كل المسيحية. إنني أشير بالطبع إلى كتاب مورمون ، وبشكل أكثر تحديدًا ، إلى قصة ظهور يسوع المسيح لسكان العالم الجديد ، في مجده مقاما من بين الأموات.

وصف النبي جوزيف سميث كتاب مورمون بأنه ”أكثر صحة من أي كتاب آخر“٥، وبدءًا بسفر ٣ نافي الأصحاح ١١الذي يروي قصة رائعة عن زيارة المسيح المُقام إلى النافيين ، وخدمة المخلص الفصحية. هذه النصوص المقدسة الفِصْحية ، إن شئتم تسميتها كذلك ، تشهد لقيامة الرب يسوع المسيح.

في هذه الإصحاحات ، يدعو المسيح اثني عشر تلميذا ، ويعلم كما علّم في عظته على الجبل ، ويعلن أنه قد أتمّ شريعة موسى ، ويتنبأ عن تجمع إسرائيل في الأيام الأواخر. ويشفي المرضى ويصلي بشكل مجيد بحيث ”لا يُمْكِنُ لِلِسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَلا يُمْكِنُ لإِنْسَانٍ أَنْ يَكْتُبَ، وَلا لِقُلُوبِ ٱلْبَشَرِ أَنْ تُدْرِكَ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَظِيمَةَ وَالْعَجِيبَةَ ٱلَّتِي رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا يَسُوعَ يَتَكَلَّمُ بِهَا؛ وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُدْرِكَ ٱلْفَرَحَ ٱلَّذِي مَلأَ أَرْوَاحَنَا عِنْدَمَا سَمِعْنَاهُ يُصَلِّي لِلآبِ مِنْ أَجْلِنَا“٦.

ظهور يسوع المسيح للنافيين


في عيد الفصح هذا ، ستركز عائلتنا على أول ١٧ آية من سفر ٣ نافي ١١، وهي مألوفة لكم. تتذكرون الجموع العظيمة حول الهيكل في أرض الخصيبة الذين سمعوا صوت الله الآب ورأوا يسوع المسيح ينزل من السماء حاملا معه أجمل دعوة فصحية.

”ٱِنْهَضُوا وَتَعَالَوْا إِلَيَّ حَتَّى تُدْخِلُوا أَيْدِيَكُمْ فِي جَنْبِي، وَتَلْمُسُوا آثَارَ ٱلْمَسَامِيرِ فِي يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ، فَتَعْلَمُوا أَنَّنِي أَنَا إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، وَإِلٰهُ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا، وَأَنِّي قَدْ قُتِلْتُ مِنْ أَجْلِ خَطَايَا ٱلْعَالَمِ.

”فتقدم الجموع ... واحدا بعد الآخر ... ورأوا بأعينهم وشعروا بأيديهم، فتأكدوا واعترفوا بأنه هو ... .

”و... صرخوا بصوت واحد قائلين:

”أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱسْمُ ٱلإِلٰهِ ٱلْعَلِيِّ ٱلْعَظِيمِ! وَخَرُّوا سَاجِدِينَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَعَبَدُوهُ“٧.

تخيلوا هذا، النافيون على جبل الهيكل لمسوا يد الرب القائم من بين الأموات! نأمل أن نجعل هذه الفصول في سفر ٣ نافي جزءًا من تقاليد عيد الفصح كما أن سفر لوقا ٢ هو جزء من تقاليد عيد الميلاد لدينا. في الواقع ، يشارك كتاب مورمون أعظم قصة فِصْحِية على الإطلاق. فدعونا لا نسمح بأن تكون هذه أعظم قصة لم تُروَ في عيد الفصح.

لكني أدعوكم إلى إلقاء نظرة على كتاب مورمون في ظل ضوء جديد والتفكير في الشهادة العميقة التي يحملها عن حقيقة المسيح القائم من بين الأموات وكذلك غنى عقيدة المسيح وعمقها فيه.

يشهد كتاب مورمون ليسوع المسيح.

قد نسأل: كيف يمكن لقراءة نصوص كتاب مورمون في عيد الفصح أن تبارك حياتنا وحياة أحبائنا بطريقة ذات مغزى؟ تفعل ذلك بطرق لا تدركونها بعد. في أي وقت نقرأ فيه وندرس من كتاب مورمون يمكننا أن نتوقع نتائج رائعة.

مؤخرا ، حضرت أنا وليسا مراسم دفن صديقة عزيزة ، امرأة مؤمنة انتهت حياتها بسبب المرض. اجتمعنا مع عائلتها وأصدقائها المقربين ، وتبادلنا الذكريات الجميلة لهذه الروح الجميلة التي أثرت حياتنا.

بينما كنت أقف بعيدًا عن النعش وأتحدث مع الآخرين ، لاحظت أن فتاتين صغيرتين في سن الابتدائية تقتربان من النعش ويرفعن أنفسهن على أطراف أصابع أقدامهما - إلى أن وصلت عيونهما إلى الحافة - لإبداء احترامهما الأخير لعمتهما الحبيبة. مع عدم وجود أي شخص آخر في الجوار ، تسللت أنا وليسا وجلسنا بجانبهما لتعزيتهم وتعليمهما. سَأَلَتهما عن حالهما وما إذا كانتا تعرفان مكان وجود عمتهما الآن. فشاركا أحزانهما ، ولكن بعد ذلك ، قالت بنات الله العزيزات هؤلاء، والثقة تُومِض في أعينهن ، إنهن يعرفن أن عمتهن أصبحت الآن سعيدة ، ويمكنها أن تكون مع يسوع.

في هذا العُمر الرقيق ، وجدتا السلام في خطة السعادة العظيمة ، وبطريقتهما الطفولية ، شهدتا للواقعية البليغة والجمال البسيط لقيامة المخلص. لقد عرفتا ذلك في قلبيهما بسبب التعاليم المدروسة للآباء المحبين ، والأسرة ، وقادة الابتدائية الذين زرعوا فيهما بذرة الإيمان بيسوع المسيح والحياة الأبدية. ولما كانت حكمتهما أكبر من سنهما بكثير، فقد فهمت هاتين الفتاتين الصغيرتين الحقائق التي نحصل عليها من خلال رسالة عيد الفصح وخدمة المخلص المقام وكلمات الأنبياء كما وردت في كتاب مورمون.

لقد لاحظت أنه عندما يعطي الرئيس نلسن كتاب مورمون كهدية لشخص ليس من كنيستنا ، بما في ذلك القادة العالميين ، فإنه غالبًا ما يقلب الصفحات إلى سفر ٣ نافي ويقرأ عن ظهور المسيح المُقام للنافيين. وبذلك يكون النبي الحي بشكل أساسي يشهد للمسيح الحي.

لا يمكننا أن نقف كشهود ليسوع المسيح إلى أن نتمكن من إعلان شهادتنا له. كتاب مورمون هو شاهد آخر ليسوع المسيح لأنه ضمن صفحاته المقدسة ، يشهد النبي تلو الآخر ليس فقط أن المسيح سيأتي ، بل إنه حقا جاء.

بفضله

أحمل في يدي نسخة من الطبعة الأولى من كتاب مورمون. عمل ذلك يؤثر في مشاعري دائما. طوال معظم حياتي ، كنت مفتونًا ومذهولا ومهتما بشدة بما فعله جوزيف سميث الشاب لترجمة هذا النص المقدس ونشره. المعجزات التي كان لا بد من حدوثها من المذهل التفكير فيها.

لكن هذا ليس سبب تأثري بهذا الكتاب. وذلك لأن هذا الكتاب ، أكثر من أي كتاب آخر نُشر على هذه الأرض ، يشهد عن حياة يسوع المسيح وخدمته وتعاليمه وكفارته وقيامته. إخوتي وأخواتي الأعزاء ، إن الدراسة المنتظمة من هذا الكتاب عن يسوع المسيح ستغير حياتكم. وستفتح أعينكم على احتمالات جديدة في حياتكم. سيزيد من أملكم ويملأكم بالمحبة. الأهم من ذلك كله ، أنه سيبني ويقوي إيمانكم بيسوع المسيح ويبارككم بمعرفة أكيدة أنه وأبينا يعرفانكم ويحبانكم ويريدانكم أن تعثروا على طريق العودة إلى منزلكم السماوي دون تعثر.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء ، لقد حان الوقت ، الذي تنبأ به أنبياء القدامى ، ”سَيَأْتي وَقْتٌ تَنْتَشِرُ فيهِ الْمَعْرِفَةُ بِالْمُخَلِّصِ بَيْنَ كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبيلَةٍ وَشَعْبٍ وَلِسانٍ“.٨ نحن نرى تحقيق هذه النبوءة أمام أعيننا ، من خلال شهادة يسوع المسيح الموجودة في كتاب مورمون.

الرب، يسوع المسيح


لا يوجد كتاب يفعل المزيد ليبين ما يلي:

  • بسبب يسوع المسيح ، تغير كل شيء.

  • كل شيء أفضل بسببه.

  • بفضله ، يمكن التعامل مع الحياة - وخاصَّةً اللحظات المؤلمة.

  • كل شيء ممكن بسببه.

إن زيارته كمخلص مقام من الموت ، والتعريف عليه من قِبَل الله الآب ، هي رسالة فصحية تزخر بالمجد والنصر . وسوف تساعد أفراد عائلتنا في الحصول على شهادة شخصية عن يسوع المسيح كمخلصنا وفادينا ، الذي كسر قيود الموت.

أختم بشهادتي عن صدق كتاب مورمون ويسوع المسيح باعتباره ابن الله الحي. باسم يسوع المسيح، آمين.

الأحد، 2 أبريل 2023

”سلامي أعطيكم“

 سلامي أعطيكم

بقلم الشيخ ديتر ف. أوختدورف عضو رابطة الرسل الاثني عشر


نفس الكلمات التي أمر بها يسوع بحيرة الجليل في تلك الليلة العاصفة، يقولها لنا خلال عواصف حياتنا: ”اهدأ واسكن“.


 

بالنسبة لي ولعائلتي، كان شتاء عام ١٩٤٤ البارد وقتًا ساده الخوف وانعدام اليقين. كان والدي بعيدًا عنا في المعارك على الجبهة الغربية، كافحت والدتي لإطعام أطفالها الأربعة والحفاظ على دفئهم حيث كانت الحرب تهدد منزلنا في تشيكوسلوفاكيا.


كل يوم كان الخطر يقترب أكثر منا. أخيرًا، قررت والدتي الفرار إلى منزل والديها في شرق ألمانيا. وبطريقة ما، تمكنت أمي من نقلنا جميعًا إلى أحد قطارات اللاجئين الأخيرة المتجهة غربًا. الانفجارات القريبة منا والوجوه القلقة والمعدة الخاوية ذكّرت كل من كان في القطار بأننا نسافر عبر جبهة قتال.


في إحدى الليالي، بعد توقف قطارنا للحصول على الإمدادات سارعت والدتي للبحث عن الطعام. وعندما عادت ارتعبت لاكتشافها أن القطار الذي كان يحمل أطفالها كان قد غادر المحطة.


وبسبب القلق، توجهت إلى الله في صلاة يائسة، ثم بدأت بجنون بالبحث في محطة القطار المظلمة. ركضت من مسار إلى آخر ومن قطار إلى آخر. كانت تعلم أنه إذا غادر قطارها قبل أن تجده، فقد لا ترانا مرة أخرى.


العواصف في حياتنا

أثناء خدمة المخلص في الحياة الفانية، تعلم تلاميذه أنه يستطيع تهدئة العواصف في حياتنا. ذات مساء، بعد يوم كامل من التعليم على شاطئ البحر، اقترح الرب عليهم” العبور إلى الجانب الآخر“ من بحر الجليل (مرقس ٤: ٣٥)


بعد مغادرتهم، وجد يسوع مكانًا يستريح فيه على السفينة ونام. سرعان ما أظلمت السماء،” فَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ شَدِيدَةٌ، وَأَخَذَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ الْقَارِبَ حَتَّى كَادَ يمتلئ مَاءً“ (راجع مرقس ٤: ٣٧-٣٨).


لا نعرف كم من الوقت كافح التلاميذ لإبقاء السفينة طافية، لكن في النهاية لم يعد بإمكانهم الانتظار. صرخوا مذعورين،” يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟“(مرقس ٤: ٣٨)


كل واحد منا يواجه عواصف مفاجئة. في حياتنا الفانية من التجارب والاختبارات، قد نشعر بالضيق والإحباط وخيبة الأمل. قلوبنا تنكسر لأنفسنا ومن نحبهم. نشعر بالقلق والخوف وأحيانًا نفقد الأمل. في مثل هذه الأوقات، قد نصرخ أيضًا، ”يا سيدي ، ألست تهتم بأنني أهلك؟"


في شبابي، كانت إحدى الترانيم المفضلة لدي هي ”يا رب ، العاصفة هوجاء“.  كان بإمكاني تخيل نفسي في القارب عندما ”كانت العاصفة تقذف إلى الأعالي“ الجزء الحاسم والأجمل من الترنيمة يأتي بعد ذلك: ”الرياح والأمواج ستطيع إرادتك: اهدأ واسكن“ يلي ذلك الرسالة المهمة: ”لا يمكن للمياه أن تبتلع السفينة حيث يستلقي سيد المحيط والأرض والسماء“.


إذا رحبنا بيسوع المسيح، رئيس السلام، في قاربنا، فلن يكون هناك ما يدعو للخوف. سنعرف أنه يمكننا العثور على السلام وسط العواصف التي تدور في داخلنا ومن حولنا. بعد أن صرخ تلاميذه طلبًا للمساعدة، "قام يسوع وانتهر الريح وقال للبحر، اسكت. وسكنت الريح وكان هدوء عظيم (مرقس ٤: ٣٩).


نفس الكلمات التي قالها يسوع لبحيرة الجليل في تلك الليلة العاصفة يقولها لنا خلال عواصف حياتنا: ”اهدأ واسكن“.


"ليس كما يعطي العالم"


وكما تساءل التلاميذ، فقد نسأل نحن ، ”مَنْ هُوَ هَذَا، حَتَّى إِنَّ الرِّيحَ وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ؟“ (مرقس ٤: ٤١)


إن يسوع رجل لا مثيل له. وبصفته ابن الله، فقد دُعي للقيام بمهمة لا يمكن لغيره أن يقوم بها.


من خلال كفارته، وبطريقة لا يمكننا أن نفهمها تمامًا، أخذ المخلص على عاتقه ”كُلِّ أشكال الضّيقاتِ وَالتَّجارِبِ“ (ألما ٧: ١١) و "الثقل التراكمي لكل خطايا الحياة الفانية".


على الرغم من أنه لم يكن مذنبا بما تطلب تحقيق العدالة، إلا أنه أدى ”كل ... مطالب العدالة“ (ألما ٣٤: ١٧). وعلى حد تعبير الرئيس بويد ك. باكر (١٩٢٤-٢٠١٥)، رئيس رابطة الرسل الاثني عشر، "لم يرتكب [المخلص] أي خطأ. ومع ذلك، فقد كانت عليه أثقال كل الذنب، والحزن والأسى، والألم والإذلال، وكل عذاب عقلي وعاطفي وجسدي عرفه البشر - لقد مر بها جميعًا. "وتغلب عليها جميعًا.


لقد تنبأ ألما بأن المخلص سوف ”يَقْبَلُ الْمَوْتَ، كَيْ يَحُلَّ قُيودَ الْمَوْتِ الَّتي تُقَيِّدُ أَبْناءَ شَعْبِهِ؛ وَيَحْمِلُ أَسْقامَهُمْ فَتَمْتَلِئُ أَحْشاؤُهُ بِالرَّحْمَةِ، حَسَبَ الْجَسَدِ، لِيَعْرِفَ حَسَبَ الْجَسَدِ كَيْفَ يُعينُ أَبْناءَ شَعْبِهِ وَفْقًا لِأَسْقامِهِمْ“ (ألما ٧: ١٢).


من خلال هبة إلهية تمخضت من عذاب شديد، وبدافع محبة لنا، دفع يسوع المسيح الثمن ليفدينا ويقوينا ويخلصنا. فقط من خلال الكفارة يمكننا أن نجد السلام الذي نريده بشدة ونحتاجه في هذه الحياة. كما وعد المخلص، ”سَلاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. فَلا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ، وَلا تَرْتَعِبْ“ (يوحنا ١٤: ٢٧).

دروب السلام

يسوع المسيح، الذي يتحكم في عناصر الطبيعة، يمكنه أيضًا أن يخفف أعباءنا. إن لديه القدرة على شفاء الأفراد والأمم. لقد أرانا الطريق إلى السلام الحقيقي، لأنه ”رئيس السلام“ (إشعياء ٩: ٦). يمكن للسلام الذي يقدمه المخلص أن يغير الوجود البشري كله إذا سمح بذلك أبناء الله. تمنحنا حياته وتعاليمه طرقًا للشعور بسلامه إذا لجأنا إليه.


قال: ”تعلم مني وأنصت لكلماتي؛ امش باتضاع روحي فسوف تجد سلامًا فيَّ“ (المبادئ والعهود ١٩: ٢٣)


نتعلم منه عندما تتضرع إليه نفوسنا بالصلاة، وندرس حياته وتعاليمه، وسوف ”نقف ... في أماكن مقدسة“ بما في ذلك الهيكل (المبادئ والعهود ٨٧: ٨ ؛ راجع أيضًا ٤٥: ٣٢). اذهبوا إلى بيت الرب بقدر استطاعتكم فالهيكل هو ملجأ سلمي من العواصف المتزايدة في يومنا هذا.


لقد علّم صديقي العزيز رئيس الكنيسة الراحل توماس س. مونسن (١٩٢٧-٢٠١٨): ”عندما نذهب إلى [الهيكل] ، وحينما نتذكر العهود التي قطعناها هناك، فسنتمكن من تحمل كل التجارب والتغلب على كل إغراء. يمنح الهيكل هدفًا لحياتنا. إنه يجلب السلام لأرواحنا - ليس السلام الذي يمنحه البشر بل والسلام الذي وعد به ابن الله“.


نستمع إلى كلماته عندما نصغي إلى تعاليمه التي في النصوص المقدسة ومن أنبيائه الأحياء، ونقتدي بمثاله، ونأتي إلى كنيسته، حيث نتشارك كلمة الله الطيبة ونتعلم ونتغذى منها.


نسير في وداعة روحه عندما نحب كما أحب، ونغفر كما يغفر، ونتوب، ونجعل بيوتنا أماكن نشعر فيها بروحه. نسير أيضًا في وداعة روحه بينما نساعد الآخرين ونخدم الله بفرح ونسعى لنصبح "أتباع المسيح المسالمين" (موروني ٧: ٣)


تقودنا هذه الأعمال والخطوات الإيمانية إلى البر، وتباركنا في رحلتنا نحو التلمذة، وتجلب لنا السلام الدائم وتمنحنا هدفا في الحياة.

قد يكون لديكم السلام بي“ 

في ليلة مظلمة في محطة سكة حديد بائسة منذ سنوات عديدة، واجهت والدتي خيارًا. كان بإمكانها أن تجلس وتتحسر على مأساة فقدان أطفالها، أو أن تضع إيمانها وأملها موضع التنفيذ. أنا ممتنة لأن إيمانها تغلب على خوفها وأن أملها تغلب على يأسها.


أخيرًا، في منطقة نائية من المحطة، وجدت قطارنا. وهناك، أخيرًا، تم لم شملنا. في تلك الليلة، وخلال العديد من الأيام والليالي العاصفة القادمة، ساعدنا مثال والدتي في وضع الإيمان في العمل كما كنا نأمل وعملنا من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.


اليوم، يجد العديد من أبناء الله أن قطارهم أيضًا قد نُقل. لقد تلاشت آمالهم وأحلامهم في المستقبل بسبب الحرب والوباء وفقدان الصحة، والتوظيف، وفرص التعليم، والأحباء. إنهم محبطون، ووحيدون، ومحرومون.


أيها الإخوة والأخوات، أصدقائي الأعزاء، إننا نعيش في أوقات محفوفة بالمخاطر. الأمم في حيرة، والدينونة على الأرض، والسلام قد أُخذ من الأرض (راجع المبادئ والعهود ١: ٣٥؛ ٨٨: ٧٩). لكن السلام لا يجب أن يُنزَع من قلوبنا، حتى لو كان علينا أن نتألم ونحزن وننتظر الرب.


بسبب يسوع المسيح وكفارته، فستستجاب صلواتنا. التوقيت يخص الله، لكنني أشهد أن رغباتنا الصالحة ستتحقق يومًا ما وأننا سنُعوض عن كل خسائرنا شريطة أن نستخدم هبة التوبة الإلهية ونبقى أمناء. 


سوف نشفى جسديا وروحيا.


سنقف طاهرين ومقدسين أمام عرش الدينونة.


سنلتقي بأحبائنا في قيامة مجيدة.


وحتى ذلك الحين، فإننا نرجو أن نتعزى ونتشجع لأننا نعتمد على وعد المخلص: ”لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلامٌ“ (يوحنا ١٦: ٣٣).


المقال منقول إلى العربية من مجلة اللياحونا الإنجليزية. عدد آذار/مارس ٢٠٢٣

السبت، 11 فبراير 2023

إعداد تربتنا الروحية

 إعداد تربتنا الروحية 

بقلم الأخ ميلتون كامارغو المستشار الأول في الرئاسة العامة لمدرسة الأحد



 

أحد الأمثال المفضلة لدي في العهد الجديد هو مثل الزارع ، كما هو مذكور في سفر متى ١٣: ٣-٢٣ (انظر أيضًا مرقس ٤: ٣-٢٠ ؛ لوقا ٨: ٥-١٥). في هذا المثل ، تُقارَن الطرق التي يستقبل بها الناس الكلمة (البذرة) بأنواع مختلفة من التربة. ونتعلم أن لكل تربة خاصية مهمة ، سواء كانت جيدة أو سيئة.
غالبًا ما نقرأ هذا المثل ونعتقد أنه يصف استعداد الناس لقبول الإنجيل والعيش طبقا له. وفي حين أن هذا صحيح ، فإنني أعتقد أن المثل يمكن أن يصف أيضًا تقدمنا الفردي خلال نمونا في الإيمان وتعلم الإنجيل. بعبارة أخرى ، فإننا لسنا مقيدين بشكل دائم في نوع معين أو مستوى معين من الإيمان. يمكننا ، بالإيمان وببذل الجهد ، تحسين تربتنا الروحية حتى تنتج ثمارًا أفضل.
أود أن أفحص هذه الفكرة معكم لأنها ساعدتني على فهم هذا المثل بشكل أعمق حيث يمكن أن تساعدنا مراجعة مثل الزارع في تجهيز قلوبنا لقبول حق الإنجيل.
 

تلقي بذور الإنجيل

نتعلم في هذا المثل أنه عندما زرع الزارع:
سقطت بعض البذور على جانب الطريق وأكلتها الطيور.
وسقط بعضها على أرض صخرية. أنتجت ثمرا ولكن الشمس أحرقته.
وسقط البعض بين الشوك لكن الشوك خنقها.
وسقط البعض في أرض جيدة فأنتجت ثمارا.

يشرح الرب:
 
”كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ الْمَلَكُوتِ وَلا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ: هَذَا هُوَ الْمَزْرُوعُ عَلَى الْمَمَرَّاتِ.
”أَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ، فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَقْبَلُهَا بِفَرَحٍ فِي الْحَالِ،
”وَلكِنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ فِي ذَاتِهِ، وَإِنَّمَا يَبْقَى إِلَى حِينٍ: فَحَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ، يَتَعَثَّرُ.
”أَمَّا الْمَزْرُوعُ بَيْنَ الأَشْوَاكِ، فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَلكِنَّ هَمَّ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ وَخِدَاعَ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ، فَلا يُعْطِي ثَمَراً.
”وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُهَا، وَهُوَ الَّذِي يُعْطِي ثَمَراً. فَيُنْتِجُ الْوَاحِدُ مِئَةً، وَالآخَرُ سِتِّينَ، وَغَيْرُهُ ثَلاثِينَ!“ (متى ١٣: ١٩-٢٣ ؛ التشديد مضاف(
دعونا نلقي نظرة على كل نوع من أنواع التربة ونرى ما يمكن القيام به لتحسينها.

مثل الزارع (متى ١٣): طيور السماء

جانب التربة

قال الرئيس دالين هـ. أوكس ، المستشار الأول في الرئاسة الأولى: ”إن البذور التي ’سقطت على الممرات‘ (مرقس ٤: ٤) لم تصل إلى تربة فانية حيث يمكن لها أن تنمو. إنها مثل التعاليم التي تقع على قلب صلب أو غير مستعد“.
بالإضافة إلى ذلك ، في بعض الأحيان فإننا لا نفهم ما نسمعه أو نقرأه في النصوص المقدسة لأن قلوبنا غير مستعدة. ماذا يجب أن نفعل في مثل هذه الحال؟
يمكننا طلب تفسير من أولئك الذين يفهمون. يمكننا أن نسأل المبشرين ، أو أحد معلمي مدرسة الأحد ، أو أحد قادة الكهنوت أو الكنيسة ، أو أحد المدرسين في الحلقات الدراسية الشبابية ومعاهد الدين، أو أولئك الذين يخدموننا رعويا ، أو والدينا وأفراد عائلتنا المؤمنين. يمكننا أيضا دراسة كلمات المؤتمر العام. كما يوفر تطبيق مكتبة الإنجيل العديد من الموارد التي يمكن أن تساعدنا في سعينا للحصول على مزيد من الفهم.
كما يجب أن نصلي ونطلب من الله أن يمنحنا المزيد من النور. وإذا كانت قلوبنا صادقة ، وكانت نيتنا حقيقية ، ولدينا إيمان بالمسيح ، فسنحصل على معرفة بحقائق الإنجيل (راجع موروني ١٠: ٤-٥). قال الرب:
 
”اسألوا تعطوا؛ اطلبوا تجدوا؛ اقرعوا يُفتح لكم.
”لأن كل من يسأل يعطى؛ ومن يطلب يجد؛ ومن يقرع يفتح له“. (٣ نافي ١٤: ٧-٨).

التربة في الأماكن الصخرية

بعض الناس يسمعون الإنجيل المستعاد من خلال المبشرين ، ويشعرون بمحبة المسيح ، ويحضرون اجتماعات الكنيسة ويستمتعون بها. ومع ذلك ، وبمرور الوقت ، فإن صعوبات الحياة تستمر. ويكتشفون أن الحياة لم تتحول إلى تيار من النعم التي لا تنتهي. ونتيجة لذلك يتضاءل إيمانهم ويبتعدون عن الإنجيل.
يرى البعض أيضًا ”الأماكن الصخرية“ عندما يحضرون اجتماعًا أو مؤتمرًا ويشعرون بالإلهام لفعل كل شيء منذ تلك اللحظة فصاعدًا. لكنهم يعودون يوم الاثنين إلى مسؤولياتهم الحياتية المعتادة. حيث يجدون أن التحديات في العمل لا تزال صعبة والإغراءات تبدو جذابة للغاية. ولذا فإن رغبتهم في الارتقاء الروحي تتلاشى أو تختفي.
إنهم يتعلمون بالطريقة الصعبة أنه بدون جذور روحية عميقة تثبتنا عند هبوب الريح ، أو تطعمنا عندما نجوع ، أو تنعشنا عندما تكون الشمس حارة ، فإننا قد نهلك روحياً.
كيف يمكننا تحسين التربة الصخرية؟ وإزالة الحجارة وتعميق جذورنا الروحية.
قد تكون إزالة الصخور صعبة. وقد يتطلب الأمر خلق بيئة يتم فيها تشجيع الإيمان. أو قد يتطلب إقامة صداقات جديدة والامتناع عما قد يكون له مظهر الشر (راجع تسالونيكي الأولى ٢٢: ٥).

يسوع المسيح يحمل الحجارة

لكي تكون لدينا القوة لإزالة الحجارة فإننا نحتاج إلى مساعدة المخلص. يحدث ذلك عندما نقبل العهود التي يقدمها. يبدأ هذا بقبول الدعوة للتعميد. إنه يعني أن يتم تثبيت المرء وتلقيه هبة الروح القدس. كما يعني قبول أي عهود لا نزال نفتقر إليها ، مثل تلقي الكهنوت أو الذهاب إلى الهيكل. كما يعني حضور اجتماعات الكنيسة وتجديد العهود بتناول القربان كل أسبوع.
عندما تصادفنا التجارب والإغراءات يمكننا التمسك بالعهود التي قطعناها مع الرب. قال الشيخ ديفيد بدنار من رابطة الرسل الاثني عشر: ”نرتبط بشكل آمن بالمخلص ومعه عندما نتذكر بإخلاص أن نبذل قصارى جهدنا للعيش وفقًا للالتزامات التي قبلناها. إن هذا الارتباط به هو مصدر القوة الروحية في كل مرحلة من حياتنا“.

التربة بين الأشواك

تسمح هذه التربة للنباتات بالنمو ، بما في ذلك الأشواك. الأشواك هي ”هموم هذه الحياة وغناها وملذاتها“ التي تجعلنا ”لا ننتج ثمرا ناضجا“. (لوقا ٨: ١٤).
ماذا يحدث عندما نقبل العهود ولكننا نتوقف بعد ذلك عن سلوك درب العهد؟ أو المشاركة في القربان ولا نطلب المغفرة ، بل نتوقف عن التفكير في أخطائنا بعد ذلك. أو قد نطلب المغفرة لكننا نرفض مسامحة الآخرين. أو قد نقبل عهود الهيكل ولكننا نفشل في خدمة المحتاجين. أو نتجنب فرصًا لمشاركة الإنجيل لأننا نخشى أنه قد يبدو غير مناسب أو محرجًا ، أو لأننا لم نعد نعرف ماذا نقول.
الحل هو أن نعيش العهد الذي قطعناه عندما تعمدنا ، " لِلْحُزْنِ مَعَ الْحَزانى؛ أَجَلْ، وَأَنْ [نعزي] الَّذينَ يَحْتاجونَ إِلى التَّعْزِيَةِ، وَأَنْ [نقف] كَشُهودٍ لِلّٰهِ في جَميعِ الْأَوْقاتِ وَفي كُلِّ الْأَشْياءِ وَفي جَميعِ الْأَماكِنِ الَّتي قَدْ [نكون] فيها حَتّى الْمَوْتِ "(موصايا ١٨: ٩).
نزيل الزوان من حياتنا عندما نتوب كل يوم ، ونجري تعديلات صغيرة أو كبيرة ، ونعود إلى سلوك درب العهد المستقيم والضيق.
كما نرفض أن نسمح لزوان الحياة أن يخنقنا. نقوم بذلك من خلال تحويل بيوتنا إلى ملاجئ للإيمان. ونسعى لكل ما يدعو تأثير الروح إلى حياتنا. ونرفض بتاتا كل ما يبعد هذا التأثير عن حياتنا. ونخدم في ملكوت الله - في دعواتنا ، وفي الهيكل ، وفي العمل التبشيري ، وفي عائلاتنا.

الأرضية الجيدة

كثيرون يسمعون الكلمة ويفهمونها وتنمو في قلوبهم. يقول الرب لهم ، ”أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَعَيَّنْتُكُمْ لِتَنْطَلِقُوا وَتُنْتِجُوا ثَمَراً وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ“. (يوحنا ١٥: ١٦). بالنسبة لمثل هؤلاء الأشخاص ، الإجابة هي المضي قدمًا بإيمان والصبر في أداء الأعمال الصالحة.
تساءل الرئيس أوكس ، ”ماذا سنفعل بتعاليم المخلص خلال عيشنا لحياتنا؟“ هذا العام ، أثناء دراستنا العهد الجديد ، هل يمكننا الاقتراب من المخلص وتحسين تربتنا الروحية حتى نتمكن من الحصول على الكلمة. يمكننا عندئذ أن ننتج الثمار التي يطلب منا أن ننتجها من خلال قبول وتجديد العهود التي تربطنا به ، ومن خلال خدمة الله ومحبة الجيران ، والتقدم على درب العهد الذي سيعيدنا يومًا ما إلى بيتنا السماوي.