المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتاب المقدس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الكتاب المقدس. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 1 أغسطس 2024

ثلاثة وعشرون سؤالًا أجاب عنها كتاب مورمون



يحتوي كتاب مورمون على ملء تعاليم إنجيل يسوع المسيح
كتاب مورمون يحتوي على ملء تعاليم الإنجيل


إذا كنت تعتقد أن الكتاب المقدس وحده كاف للإجابة عن كافة أسئلتك الروحية فإننا ندعوك للتأمل في الأسئلة التالية ثم قراءة الأجوبة من المراجع الكتابية المذكورة أدناه.


١هل يتضمن الكتاب المقدس جميع كلام الله؟ (٢ نافي ٢٩: ٧-٨)

٢. من هم "الخراف الأخرى" الذين أشار إليهم يسوع في يوحنا ١٠:١٦؟ (٣ نافي ١٥: ١٧)

٣. كيف يمكن للإنسان أن يعرف أن كتاب مورمون صحيح؟ (موروني ١٠: ٤)

٤. كيف يمكن للرغبة في الإيمان أن تتحول إلى إيمان قوي؟ (ألما ٣٢: ٢٨)

٥. ما هو هدف وجود الإنسان؟ (٢ نافي ٢: ٢٥)

٦. كيف يمكن لله أن يكون عادلاً ورحيماً؟ (ألما ٤٢: ١٣)

٧. ماذا يحدث لأرواحنا عند الموت؟ (ألما ٤٠: ١١)

٨. كيف يمكن للإنسان أن يحول نقاط ضعفه إلى نقاط قوة؟ (أثير ١٢: ٢٧)

٩. ماذا حدث في أمريكا عند ولادة يسوع في بيت لحم؟ (٣ نافي ١: ١٣-٢١)

١٠. ماذا حدث في أمريكا عند صلب يسوع في أورشليم؟ (٣ نافي ٨: ٥-٢٣)

١١. بماذا نشهد "للآب" عندما نتعمد؟  (٢ نافي ٣١: ٥)  

١٢. لماذا تعمد يسوع المسيح؟  (٢ نافي ٣١: ٤-٩)

١٣. ما هو إنجيل يسوع المسيح؟ (٣ نافي ٢٧: ١٣)

١٤. لماذا كانت كفارة يسوع المسيح ضرورية؟ (٢ نافي ٩: ٢١؛ ألما ٣٤: ٨-١٧)

١٥. إلى أي مدى يكون الإنسان مسؤولًا عن خياراته وأفعاله؟ (٢ نافي ٩؛ ٢ نافي ٢: ٢٧؛ حيلامان ١٤: ٣٠-٣١)

١٦. هل يحتاج الأطفال الصغار إلى التوبة والمعمودية؟ (موروني ٨: ١٠)

١٧. هل يحمي الرب دائمًا الأبرار من الأشرار؟ (ألما ٦٠: ١٣)

١٨. كيف وصف نبي عاش في عام ٦٠٠ ق.م. عصرنا هذا؟ (٢ نافي ٢٨: ٩)

١٩. عن ماذا يجب أن نصلي؟ (ألما ٣٤: ١٧-٢٨)

٢٠. لماذا لا يجب أن نؤجل توبتنا؟ (ألما ٣٤: ٣٣-٣٥)

٢١. كيف ستكون أجسادنا في القيامة؟ (ألما ٤٠: ٢٣)

٢٢. هل نخلص بالنعمة، بالأعمال، أم كليهما؟ (٢ نافي ٢٥: ٢٣)

٢٣. في عالم مليء بالأصوات المتضاربة، كيف يمكن للشخص أن يميز بين الخير والشر؟ (موروني ٧: ١٦-١٩)

الأحد، 23 يونيو 2024

الرب يمنحنا النور لنسلك بأمان في ظلمات الحياة

 كلمة الشيخ باتريك كيرون 
عضو رابطة الرسل الإثني عشر في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

الشيخ باتريك كيرون
الشيخ باتريك كيرون

من خطاب تخرج أُلقي للطلاب في جامعة بريغهام يونغ – هاواي في ٨ ديسمبر ٢٠٢٣. للاطلاع على الخطاب كاملاً، يُرجى زيارة الموقع speeches.byuh.edu.

(ألقى الشيخ كيرون هذه الكلمة في ذات اليوم الذي أُعلن فيه عن دعوته إلى المنصب الرسولي) 

لوحة إنقاذ الضائع لمايكل مالم
لوحة إنقاذ الضائع لمايكل مالم

أصدقائي الأعزاء، إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في هذا المكان الجميل، ويشرفني أن أخاطبكم في يوم هام جدًا في حياتكم.

بينما كنت أعد الأفكار لأشاركها معكم، لم أتخيل قط أنني سأشاركها في اليوم الذي سأُعلن فيه كأحدث عضو في هيئة الاثني عشر رسولًا. إنه أمر يبعث على الدهشة بالنسبة لي حتى أن أذكره. جاءت هذه الدعوة أمس. جافاني النوم في الليلة الماضية، كما يمكنكم أن تتصوروا. أدرك الآن، بطريقة استثنائية، أنني لم أجهز من قبل كلمة للآخرين تناسب لحظة بهذا الكمال في حياتي الخاصة. الله، الذي يسود كل شيء، والذي لم تكن دعوته لي أمس مفاجئة له (على الرغم من أنها كانت مفاجأة لي وبالتأكيد لكل من يعرفني جيدًا)، هداني لتوجيه هذه الكلمات لكم. ولكنها، في هذه اللحظة في حياتي، لي أيضًا. وأنا بحاجة ماسة لأستوعبها خلال الأسابيع والأشهر وبالفعل السنوات القادمة.


كونك رسولًا يعني أن تكون شاهدًا خاصًا للرب يسوع المسيح. أنا واعٍ تمامًا بأنني بحاجة للنمو بكل طريقة ممكنة لأصبح الخادم الذي يحتاجه المخلص. نقاط ضعفي وعجزي واضحة لي بشكل مؤلم، لكن لدي إيمان بصبر أبي السماوي، ونعمة يسوع المسيح، وتعليم الروح القدس.


أود أن أشارك بعض الكلمات التي كتبتها الشاعرة ميني لويز هاسكنز:


"وقلت للمؤذن ببداية العام: 'أعطني ضوءًا لأخطو به بأمان نحو المجهول.'


فأجاب: 'اخرج إلى الظلام وضع يدك في يد الله، فذلك خير لك من الضوء وأكثر أمنا من طريق معلوم.'


فخرجت، ووجدت يد الله، وسرت بسرور في الليل.


وقادني نحو التلال وبزوغ الفجر."




خطواتكم القادمة قد تكون نحو المجهول—وفعلًا، ستواجهون العديد من مثل هذه العتبات في حياتكم، حيث الكثير من مستقبلكم مجهول. ولكن إذا "وضعتم يدكم في يد الله"، فإنني أعلم أنه، كما تعد القصيدة، ستكون هدايته "أفضل من الضوء وأكثر أمنا من طريق معلوم."


ضع يدك في يد الله




ماذا يعني "أن تضع يدك في يد الله"؟ ربما يعني ذلك ممارسة إيمان أرملة صرفة، التي استهلكت آخر ما لديها من موارد متواضعة لإطعام النبي إيليا. وضعت يدها في يد الله بثقة مذهلة، ولم ينضب برميل طحينها وجرة زيتها بل وفرت الغذاء لتواصل هي وابنها الحياة خلال المجاعة (انظر الملوك الأول ١٧). أو ربما تظهر في طاعة نعمان، القائد العسكري الذي عانى من الجذام، حيث أطاع النبي إليشع واغتسل سبع مرات في نهر الأردن ليُشفى (انظر الملوك الثاني ٥). وقد تذكرنا هذه العبارة بمريم، أم يسوع، التي قبلت تكليفًا يغير الحياة واستجابت بعبارة عظيمة "ها أنا أمة الرب" (لوقا ١: ٣٨).


بالتأكيد، وضع يدك في يد الله يعني السعي المستمر للتقرب من أبينا السماوي ومخلصنا يسوع المسيح، والشعور بفرح تلقي حبهما الكامل. ويعني التوسل بالصلاة لنفهم أنهما معنا دائمًا، والتعرف على محضرهما الذي يملأ حياتنا بالنعمة، وتجربة البهجة والامتنان الذي يجب أن تلهمنا إياه مثل هذه الرفقة. إنه يعني "التفكير السماوي"، والتطلع إلى "بزوغ الفجر" الذي يقودنا الله إليه بصبر، وتكريس أنفسنا لهذا الهدف المشرق. أصدقائي، إذا سعينا لأن يقودنا الله بيده فقط وليس أي تأثير آخر، فسنتمكن من مواجهة ما هو مجهول في مستقبلنا بإيمان دائم وثقة راسخة.


إيجاد يد الله

كيف إذًا يمكننا التوصل إلى ذلك؟ كيف يمكننا إيجاد يد الله و، كما تصف القصيدة، المشي "بسرور في الليل"؟ إنجيل يسوع المسيح مليء بالنور الذي يمكِّننا وسيساعدنا في "إيجاد يد الله."


يسوع المسيح، مخلصنا الحبيب، هو مصدر النور الأعظم في حياتنا. لقد أكد لنا بنفسه: "أنا نور العالم: من يتبعني لن يمش في الظلام، بل سيكون له نور الحياة" (يوحنا ٨: ١٢). نور الحياة! هذا هو. هذا ما يعرضه علينا. بسبب نوره، يمكننا حقًا اختيار الأمل والبهجة في خضم عواصف الحياة المربكة. إذا اكتشفتم هذا، فستعرفون المعجزة التي تجعل من الممكن لنوره اختراق أي ظلام.


الاستفادة من هذه المنارة الساطعة في حياتنا يعني اكتشاف ما وصفه الرئيس رسل إم. نلسن بأنه بهجة التوبة اليومية. لقد أخبرنا أن "التوبة هي هبة متألقة. إنها عملية لا يجب أن نخاف منها أبدًا. إنها هدية لنا لنتلقاها بابتهاج ولنستخدمها—بل وعلينا أن نحتضنها—يومًا بعد يوم وأن نسعى لنصبح أكثر شبهًا بمخلصنا." العودة المتكررة إلى الله كلما زللنا تحررنا من قيود الخطيئة والبؤس التي يود العدو أن يخنقنا بها. يمكننا تعلم الاستمتاع بفرصة التوبة اليومية—حتى الدائمة—ونفعل ذلك بامتنان صادق.


الكتاب المقدس هو مصدر آخر ثمين للنور في حياتنا. كتب الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ ذات مرة في رسالة إلى أخيه، "لا تعرف كم أنا مُنجذب إلى الكتاب المقدس؛ أقرأه يوميًا، لكنني أود أن أحفظه عن ظهر قلب وأن أنظر إلى الحياة في ضوء العبارة، 'كلمتك مصباح لقدمي ونور لسبيلي.'" عندما أنظر إلى التعقيد الجميل للوحاته، وبالأخص تصويره الدائم للنور، فإنني أتخيل أنه في فنه صوّر العالم من خلال عدسة رغبته في رؤية الحياة من خلال نور كلمة الله.


هل تنير كلمات الكتاب المقدس وتشكل الطريقة التي ترى بها العالم؟ ربما قد طورت بالفعل هذه العلاقة الحميمة مع كلمة الله—ربما لا. أينما كنت في دراستك الشخصية للكتاب المقدس، فإنني أشجعك على مواصلة البحث والتعلم. لم يفت الأوان أبدًا لنا لنفتح قلوبنا للكتاب المقدس ولنسترشد بنوره. يُعلم الرئيس دالين إتش. أوكس، المستشار الأول في الرئاسة الأولى: "نقول إن الكتاب المقدس يحتوي على إجابات لكل سؤال لأن الكتاب المقدس يمكن أن يقودنا إلى كل إجابة. سوف يضعنا في موقف يمكننا من الحصول على إلهام للإجابة على أي سؤال عقائدي أو شخصي، سواء كان السؤال يتعلق مباشرة بالموضوع الذي ندرسه في الكتاب المقدس أم لا. هذه حقيقة عظيمة لا يفهمها الكثيرون."


وكمنارة في عاصفة، فإن الهيكل هو مصدر ثابت للنور ورمز للأمان. العقيدة الثابتة للعبادة في الهيكل توفر ثباتًا مستمرًا في عالم من الاضطراب وعدم اليقين. إن العهود التي نعقدها في الهيكل تمنحنا القوة، قوة الله، وتملؤنا بنور الرب. نخرج من الهيكل واسمه علينا، ومجده يحيط بنا، وملائكته تحفظنا.


لقد علمنا الرئيس نلسن أن "عقد العهد مع الله يغير علاقتنا به إلى الأبد. ويباركنا بقدر إضافي من الحب والرحمة. ويؤثر في شخصيتنا والكيفية التي سيساعدنا بها الله على أن نصبح ما يمكن أن نصبح عليه." حقًا، عقد مثل هذه العهود والحفاظ عليها هو "وضع يدك في يد الله." إذا لم يملأك الهيكل بعد بالنور والسلام، فإنني أشجعك على زيارته بشكل أكثر تكرارًا. ابحث عن الله في بيته المقدس. لأن "ذلك الذي هو من الله هو نور؛ ومن يتلقى النور، ويستمر مع الله، سيتلقى المزيد من النور؛ ويزداد ذلك النور سطوعًا وسطوعًا حتى اليوم المثالي" (المبادئ والعهود ٥٠: ٢٤).


هذه الآية الكريمة صحيحة فيما يخص نور الإنجيل. وأنت "تضع يدك في يد الله"، وتسعى إلى المسيح، وتدرس الكتاب المقدس بعناية، وتعقد عهودًا مقدسة في الهيكل، فسيزداد نور "بزوغ الفجر"، وذلك "اليوم المثالي"، تدريجيًا. بالفعل، ستصبح جزءًا من ذلك النور بنفسك.


  حياة ملؤها الخدمة


القصيدة التي كنت أشير إليها اليوم اشتهرت من خلال رسالة عيد الميلاد للملك جورج السادس من المملكة المتحدة. في ديسمبر ١٩٣٩، كانت أوروبا غارقة في الصراعات، وكان صدى الحرب يتردد في قلوب الملايين. توقع المواطنون عاما جديدا يعد بالتقنين، وإطفاء الحرائق، وغارات القصف. والكثير منهم كانوا قد عانوا من خسائر بالفعل، وبدا أن المستقبل لا يحمل في طياته سوى الظلمات.


في هذا السياق، تحدث الملك جورج السادس إلى شعبه وشارك كلمات منى لويز هاسكنز: "اخرج إلى الظلام وضع يدك في يد الله. فذلك سيكون لك أفضل من النور وأكثر أمنا من طريق معلوم." كلمات الملك قدمت العزاء، والشجاعة، وإحساسًا بالوحدة الوطنية، مما أضفى نغمة على روح الحرب التي ستميز السنوات القادمة. كان المستقبل يحمل صعوبات جسيمة وعدم يقين لشعوب أوروبا في عام ١٩٣٩، والمستقبل بلا شك يحمل تحديات وفرص نمو لنا أيضًا. ما يعدنا به الإنجيل هو أنه إذا كنا مُسترشدين بالله، ووضعنا يدنا في يده، فإننا سنُرشد خلال اختبارات الحياة وصراعاتها نحو نوره المتزايد دائمًا.


قاد الملك جورج السادس شعبه خلال واحدة من أشد النزاعات في التاريخ. جاءت خدمته لبلاده بتضحيات شخصية عظيمة—تولى مهام العرش بتردد بعد تنازل أخيه الأكبر عن الحكم. القيادة، وبشكل خاص الخطابة العامة، لم تأت إليه بشكل بديهي. ومن خلال جهود مستمرة، بما في ذلك التغلب على عائق التأتأة، استطاع أن يخدم شعبه بفعالية.


لقيادة الآخرين بالطريقة التي قاد بها المسيح، وبالطريقة التي يريد لنا أن نقود بها، فإن علينا خدمتهم. غالبًا ما تتطلب هذه الخدمة منا التضحية والنمو. ودائمًا، ستساعد مثل هذه الخدمة على تنقيتنا وتقديسنا، وستغير قلوبنا وستشكل شخصياتنا لتصبح أكثر شبهًا بمثالنا الأعلى، يسوع المسيح، أعظم خادم على الإطلاق.


يعلم الرئيس هنري بي. إيرينغ، المستشار الثاني في الرئاسة الأولى:


"مفتاحك ومفتاحي للوصول إلى إمكانياتنا كخدم للرب هو معرفة سيدنا، والقيام بما يمكننا من أجله، والرضا بترك ما لا نقدر عليه بين يديه. دعني أعطيكم مثالًا ستواجهونه في الأيام المقبلة. ستواجهون آلام الموازنة بين مطالب توفير المأكل والمسكن، ورعاية حاجاتكم العائلية، والاستجابة لصرخات الأرامل أو الأيتام من حولكم، وفي الوقت نفسه لتلبية متطلبات الدعوة التي قبلتموها في الكنيسة. عندما يحدث ذلك، سيغريكم التذمر بشدة، وربما حتى الشكوى.


"لكن تذكروا أنكم تخدمون سيدًا يحبكم، ويعرفكم، وهو القادر على كل شيء. لم يخلق مطالبًا لخدمتكم ولكن فرصًا لنموكم. يمكنكم الصلاة إليه بثقة وأن تسألوه، 'ماذا تريد مني أن أفعل بعد ذلك؟' إذا استمعتم بتواضع وإيمان، فستشعرون بإجابة. وستقومون، إذا كنتم حكماء وطيبين، بالقيام بما أمركم به سيدكم. وستتركون ما لا تقدرون عليه في يديه."


وفي طريقكم "نحو المجهول"، متمسكين بمصادر الحق والنور النقية، فليكن شعاركم "من يمكنني أن أخدم؟" تذكروا أن المسيح قد نصح، "من هو الأعظم بينكم، فليكن خادمكم" (متى ٢٣: ١١). في عيون الرب، تُقاس العظمة ليس بإنجازاتنا الشخصية ولكن بالمحبة التي نعامل بها أبناءه.


أبوكم في السماء يؤمن بكم


أشهد بواقعية أبينا المحب في السماء، الذي يسمع كل صلاة؛ وابنه الحي، مخلصنا يسوع المسيح؛ وعن هبة الفداء اللانهائية التي منحنا إياها فادينا جميعًا. لقد كانت هناك استعادة للمعرفة الأبدية والحقيقة. وهي مستمرة الآن وستستمر حتى ذلك اليوم المجيد عندما يعود يسوع المسيح. كل واحد منكم محبوب بطرق لا يمكنكم فهمها.


أنا ممتن لأنني أعلم أن المستقبل سيتشكل بواسطة قادة خدمة مخلصين مثلكم. لا يمكن إحصاء الطرق سترفعون بها الأيدي المسترخية (المبادئ والعهود ٨١: ٥)؟ إنني أؤمن بقدرتكم على خدمة البشرية. والأهم من ذلك، أبوكم في السماء يؤمن بكم. إنه يعرف كل واحد منكم شخصيًا، وهو يمد يده ليعطيكم إياها ويقودكم نحو "بزوغ الفجر." تقدموا إلى الأمام، يا أصدقائي، وبابتهاج، "ضعوا يدكم في يد الله،" ودعوه يقودكم "بأمان نحو المجهول."


السبت، 8 يونيو 2024

ترجمة كتاب مورمون



قال جوزيف سميث إن كتاب مورمون هو "أصح كتاب على وجه الأرض وهو حجر الزاوية في ديننا، ويمكن للإنسان أن يقترب من الله بالالتزام بتعاليمه أكثر من أي كتاب آخر." جاء كتاب مورمون إلى العالم من خلال سلسلة من الأحداث المعجزة. يمكن معرفة الكثير عن ظهور النص الإنجليزي لكتاب مورمون من خلال دراسة دقيقة للتصريحات التي أدلى بها جوزيف سميث، وكتّابه، والآخرين المرتبطين عن كثب بترجمة كتاب مورمون.


 "بموهبة وقوة الله"


أفاد جوزيف سميث أنه في مساء يوم ٢١ سبتمبر ١٨٢٣، بينما كان يصلي في الغرفة العليا في بيت والديه الصغير في مدينة بالمايرا، بنيويورك، ظهر له ملاك يدعى موروني وأخبر جوزيف أن "الله لديه عمل لك لتقوم به." أخبره أن "هناك كتاب مودع، مكتوب على ألواح ذهبية، يروي قصة السكان السابقين لهذه القارة، والمصدر الذي جاءوا منه." يمكن العثور على الكتاب في تلة ليست بعيدة عن مزرعة عائلة سميث. لم تكن هذه سجلات تاريخية عادية، بل كانت تحتوي على “ملء الإنجيل الأبدي كما قدمه المخلص يسوع المسيح للبشر.”


كلف الملاك جوزيف سميث بترجمة الكتاب من اللغة القديمة التي كُتب بها. رغم أن الشاب كان يتمتع بمقدار ضئيل من التعليم الرسمي  ولم يكن قادرًا على كتابة كتاب بمفرده، ناهيك عن ترجمة كتاب قديم مكتوب بلغة غير معروفة، معروفة في كتاب مورمون باسم "المصرية المُعدّلة.” أكدت زوجة جوزيف، إيما، أنه عندما قام بالترجمة، كان جوزيف "لا يستطيع كتابة أو إملاء رسالة متماسكة ومصاغة جيدًا، ناهيك عن إملاء كتاب مثل كتاب مورمون."


تلقى جوزيف الألواح في سبتمبر ١٨٢٧ وبدأ في الربيع التالي، في هارموني، بنسلفانيا، في ترجمتها بجدية، مع إيما وصديقه مارتن هاريس ككتبته الرئيسيين. النص الإنجليزي الذي نتج عن ذلك، والمعروف بكتاب لاحي والذي أشار إليه جوزيف سميث على أنه مكتوب على ١١٦ صفحة، ضاع أو سُرق لاحقًا. ونتيجة لذلك، وُبِخ جوزيف سميث من الرب وفقد القدرة على الترجمة لفترة قصيرة.


بدأ جوزيف الترجمة مرة أخرى في عام ١٨٢٩، وتم ترجمة كافة نص كتاب مورمون الحالي تقريبًا خلال فترة ثلاثة أشهر بين أبريل ويونيو من ذلك العام. كان الكاتب الرئيس خلال هذه الأشهر هو أوليفر كاودري، وهو مدرس من مدينة فيرمونت عرف عن كتاب مورمون أثناء إقامته مع والدَي جوزيف في مدينة بالمايرا. دعاه الله في رؤيا، فسافر كاودري إلى مدينة هارموني لمقابلة جوزيف سميث والتحقيق أكثر في الموضوع. كتب كاودري عن تجربته ككاتب: "كانت هذه أيام لا تُنسى - أن أجلس بجانب صوت يُملي ما تلهمه السماء.”


النص المخطوط الذي أملاه جوزيف سميث على أوليفر كاودري والآخرين يعرف اليوم بالمخطوط الأصلي، الذي ما زال نحو ٢٨ بالمائة منه موجودًا. يؤكد هذا المخطوط تصريحات جوزيف سميث بأن النص المخطوط كتب في فترة زمنية قصيرة وأنه أُملي من لغة أخرى. على سبيل المثال، يتضمن الأخطاء التي توحي بأن الكاتب سمع الكلمات بشكل غير صحيح بدلاً من قراءة الكلمات بشكل خاطئ من مخطوط آخر. بالإضافة إلى ذلك، تظهر بعض التركيبات النحوية الأكثر تميزًا في اللغات الشرقية القديمة منها في اللغة الإنجليزية في النص المخطوط الأصلي، مما يوحي بأن لغة الترجمة الأساسية لم تكن الإنجليزية.


وعلى عكس معظم المسودات التي تم إملاؤها، اعتبر جوزيف سميث المخطوط الأصلي، في جوهره، منتجًا نهائيًا. للمساعدة في نشر الكتاب، قام أوليفر كاودري بعمل نسخة مكتوبة بخط اليد من المخطوط الأصلي. تُعرف هذه النسخة اليوم بمخطوط المطبعي. نظرًا لأنه لم يُطلب من جوزيف سميث وضع علامات الترقيم، مثل النقاط والفواصل وعلامات الاستفهام، أثناء الإملاء، فإن هذه العلامات ليست في المخطوط الأصلي. قام مُعد الطباعة بإدخال علامات الترقيم لاحقًا عندما أعد النص للطباعة. وباستثناء علامات الترقيم والتنسيق والعناصر الأخرى لإعداد الطباعة والتعديلات الطفيفة اللازمة لتصحيح أخطاء النسخ والكتابة، أصبح نص النسخة الإملائية هو نص الطبعة المطبوعة الأولى من الكتاب.


 أدوات الترجمة


تُظهر العديد من الروايات في الكتاب المقدس أن الله نقل الوحي لأنبيائه بطرق متنوعة. تعلم إيليا أن الله لم يتحدث إليه عبر الرياح أو النار أو الزلزال بل عبر "صوت خفيف هادئ." بولس والرسل الأوائل الآخرون تواصلوا أحيانًا مع الملائكة وأحيانًا مع الرب يسوع المسيح. في أوقات أخرى، جاء الوحي في شكل أحلام أو رؤى، مثل الوحي لبطرس ليبشر الأمم، أو من خلال أشياء مقدسة مثل الأوريم والتميم.


يبرز جوزيف سميث بين أنبياء الله، لأنه دُعي لترجمة مجلد كامل من النصوص المقدسة إلى لغته الخاصة، يبلغ عدد صفحاته أكثر من ٥٠٠ صفحة مطبوعة، تحتوي على عقائد تعمق وتوسع الفهم اللاهوتي لملايين البشر. ولأداء هذا العمل الجليل، أعد الله مساعِدات إضافية وعملية على شكل أدوات ملموسة.


كتب جوزيف سميث وكتّابه عن أداتين استخدمتا في ترجمة كتاب مورمون. وفقًا لشهادات المترجمين، عندما نظر جوزيف في الأدوات، ظهرت كلمات الكتابات المقدسة باللغة الإنجليزية. أداة واحدة، تُسمى في كتاب مورمون "المترجمين"، تُعرف بشكل أفضل لدى القديسين اليوم باسم "الأوريم والتميم." وجد جوزيف المترجمين مدفونين في التلة مع الألواح. أولئك الذين رأوا المترجمين وصفوهم بأنهم حجران شفافان مربوطان بإطار معدني. أشار كتاب مورمون إلى هذه الأداة، مع صدرية، كجهاز "حافظت عليه يد الرب" و"توارثته الأجيال" لغرض تفسير اللغات.


الأداة الأخرى، التي اكتشفها جوزيف سميث في الأرض قبل سنوات من استلامه للألواح الذهبية، كانت حجرًا صغيرًا بيضاوي الشكل، أو "حجر الرؤيا.” كشاب في العشرينيات من القرن التاسع عشر، استخدم جوزيف سميث حجر الرؤيا للبحث عن الأشياء المفقودة والكنوز المدفونة. مع نمو فهم جوزيف لدعوته النبوية، تعلم أن بإمكانه استخدام هذا الحجر لغرض أعلى هو ترجمة النصوص المقدسة.


وعلى ما يبدو ولسهولة الاستخدام، فغالبًا ما ترجم جوزيف باستخدام حجر رؤيا واحد بدلاً من الحجرين المربوطين معًا. كانت هاتان الأداتان - المترجمات وحجر الرؤيا - قابلة للتبدبل وتعمل بنفس الطريقة، لدرجة أنه بمرور الوقت، غالبًا ما استخدم جوزيف سميث ورفاقه مصطلح "الأوريم والتميم" للإشارة إلى الحجر الفردي وكذلك المترجمات. في العصور القديمة، استخدم الكهنة الإسرائيليون الأوريم والتميم للمساعدة في تلقي الوحي والتواصل مع الله. وعلى الرغم من أن المعلقين يختلفون حول طبيعة الأداة،فإن  عدة مصادر قديمة تذكر أن الأداة تضمنت أحجارًا مشعة أو تضيء بإلهام إلهي. فهم القديسون اللاحقون مصطلح "الأوريم والتميم" على أنه يشير حصريًا إلى المترجمات. ومع ذلك، يبدو أن جوزيف سميث والآخرين فهموا المصطلح أكثر كتصنيف للأدوات المستخدمة للحصول على الوحي الإلهي وأقل كاسم لأداة محددة.


لقد اعترض البعض على هذا الادعاء باستخدام أدوات مادية في عملية الترجمة الإلهية، لكن مثل هذه الوسائل لتسهيل نقل قوة الله وإلهامه تتسق مع الروايات المذكورة في الكتاب المقدس. فبالإضافة إلى الأوريم والتميم، يذكر الكتاب المقدس أدوات مادية أخرى استخدمت لإظهار قوة الله: عصا هارون، ثعبان نحاسي، زيوت المسحة المقدسة، تابوت العهد، وحتى التراب المختلط باللعاب لشفاء عيني الرجل الأعمى.


 آليات الترجمة


في مقدمة طبعة عام ١٨٣٠ من كتاب مورمون، كتب جوزيف سميث: "أود أن أخبركم أنني ترجمت [الكتاب] بموهبة وقوة الله." عندما ضغط عليه للحصول على تفاصيل حول عملية الترجمة، كرر جوزيف في عدة مناسبات أن ذلك تم "بموهبة وقوة الله" وأضاف مرة واحدة، "لم يكن القصد أن يتم إخبار العالم بجميع تفاصيل ظهور كتاب مورمون."


ومع ذلك، ترك الكتبة وآخرون ممن شهدوا الترجمة العديد من  الروايات التي تلقي نظرة على عملية. تشير بعض الروايات إلى أن جوزيف درس الشخصيات على الألواح. تتحدث معظم الروايات عن استخدام جوزيف للأوريم والتميم (سواء المترجمات أو حجر الرؤيا)، وتشير العديد من الروايات إلى استخدامه حجرًا واحدًا. وفقًا لهذه الروايات، كان جوزيف يضع إما المترجمات أو حجر الرؤيا في قبعة، ويغمر وجهه في القبعة لحجب الضوء الخارجي، ويقرأ بصوت عال الكلمات الإنجليزية التي تظهر على الأداة. العملية كما وُصفت تذكرنا بفقرة من كتاب مورمون تتحدث عن إعداد الله "حجرًا، يضيء في الظلام ويبعث النور."


كان الكَتبة الذين ساعدوا في الترجمة يؤمنون بلا شك بأن جوزيف ترجم بقوة إلهية. أوضحت زوجة جوزيف، إيما، أنها "كتبت كثيرًا يومًا بعد يوم" على طاولة صغيرة في منزلهم في مدينة هارموني، في بنسلفانيا. وصفت جوزيف "جالسًا ووجهه مدفون في قبعته، مع الحجر فيها، ويملي لساعات بلا توقف دون أي شيء بيننا." وفقًا لإيما، كانت الألواح "غالبًا ما تكون على الطاولة دون أي محاولة لإخفائها، ملفوفة في منديل طاولة صغير." عندما سُئلت عما إذا كان جوزيف قد أملى من الكتاب المقدس أو من مخطوط أعده سابقًا، نفت إيما هذه الاحتمالات بشكل قاطع: "لم يكن لديه لا مخطوط ولا كتاب ليقرأ منه." قالت إيما لابنها جوزيف سميث الثالث، "كتاب مورمون ذو أصالة إلهية - ليس لدي أدنى شك في ذلك. أنا مقتنعة بأنه لا يمكن لرجل أن يملي كتابة المخطوطات إلا إذا كان مُلهَماً؛ فعندما كنت أعمل ككاتبة له، كان والدك يملي عليّ لساعات بلا توقف؛ وعند العودة بعد الوجبات، أو بعد الانقطاعات، كان يبدأ على الفور من حيث توقف، دون أن يرى المخطوط أو أن يتم قراءة أي جزء منه له."


كاتب آخر، مارتن هاريس، جلس على الجانب الآخر من الطاولة من جوزيف سميث وكتب الكلمات التي أملاها جوزيف. روى هاريس لاحقًا أنه عندما استخدم جوزيف حجر الرؤيا للترجمة، ظهرت الجمل. قرأ جوزيف تلك الجمل بصوت عال، وبعد كتابة الكلمات، كان هاريس يقول، "مكتوب." سجل أحد المعارف الذي أجرى مقابلة مع هاريس قوله إن جوزيف "كان يمتلك حجر رؤيا، مما مكنه من الترجمة بالإضافة إلى استخدامه الأوريم والتميم، ولتسهيل العملية استخدم أحيانا حجر الرؤيا.”


شهد الكاتب الرئيس، أوليفر كاودري، تحت القسم في عام ١٨٣١ أن جوزيف سميث "وجد مع الألواح، التي ترجم منها كتابه، حجرين شفافين، يشبهان الزجاج، موضوعين في أقواس فضية. أنه من خلال النظر عبر هذه الأحجار، كان قادرًا على قراءة الحروف المصرية المعدلة، والتي كانت منقوشة على الألواح، باللغة الإنجليزية ." في خريف عام ١٨٣٠، زار كاودري قرية يونيون، في أوهايو، وتحدث عن ترجمة كتاب مورمون. بعد ذلك بوقت قصير، أفاد أحد سكان القرية أن الترجمة أُنجزت بواسطة "حجرين شفافين على شكل نظارات نظر من خلالهما المترجم إلى النقوش."


 الخاتمة


شهد جوزيف سميث باستمرار أنه ترجم كتاب مورمون ب"موهبة وقوة الله." شارك كتبته تلك الشهادة. الملاك الذي جاء بأخبار السجل القديم على ألواح معدنية مدفونة في تل والأدوات الإلهية التي أُعدت خصيصًا لجوزيف سميث للترجمة كانت كلها جزءًا مما اعتبره جوزيف وكتبته معجزة الترجمة. وعندما تفرغ في عام ١٨٣٢ لكتابة تاريخه الخاص لأول مرة، بدأ بوعده بأن يتضمن “رواية لتجاربه المدهشة." كانت ترجمة كتاب مورمون حقًا عملية مدهشة.


يمكن معرفة حقيقة كتاب مورمون ومصدره الإلهي اليوم. يدعو الله كل واحد منا لقراءة الكتاب، وتذكُّر رحمة الرب والتأمل فيها في قلوبنا، "والسؤال من الله، الأب الأزلي، باسم المسيح، إذا كانت هذه الأشياء ليست صحيحة." يعد الله بأنه "إذا طلبتم بقلب صادق، بنية حقيقية، مؤمنين بالمسيح، فسوف يعلن لكم صحة ذلك [الكتاب]، بقوة الروح القدس."


منقول إلى اللغة العربية عن Book of Mormon Translation, Gospel Topics Essays

السبت، 29 أبريل 2023

دروس إنجيلية من مصر

خلال رحلة الشيخ أوختدورف إلى مصر اكتشف صلات البلاد بإنجيل يسوع المسيح وتعلم عن القواسم المشتركة بين الأديان*

 يقول الرسول أوختدورف، ”العقيدة الأساسية ليسوع المسيح أكثر صلابة وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنه حقيقي بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق به“.

 ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٣

 


القبطان كريم يبحر على نهر النيل في القاهرة ، مصر يوم الأحد ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
 
القاهرة، جمهورية مصر العربية—منذ ما يقرب من ٦٠ عامًا ، كان ديتر أوختدورف طيارا حربيا  في أواخر العشرينات من عمره، وكان قد تخرج حديثًا من تدريب القوات الجوية الألمانية والأمريكية ويعمل كطيار مدني في شركة لوفتهانزا. في تلك الفترة كان ديتر قد حلق عدة مرات إلى مدينة القاهرة، بالإضافة إلى مدن ودول أخرى في الشرق الأوسط كانت محطات توقف ليلية أو مرور.
 
خلال رحلاته أثار إعجابه منظر نهر النيل من الجو، وكيف أن المساحات الخضراء من المياه والفيضانات من حولها ستطغى عليها في نهاية المطاف الرمال و ”جبروت الصحراء“.
 

أهرامات الجيزة في القاهرة ، مصر ، يوم الجمعة ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كان هو وآخرون يستأجرون الخيول من مكان بعيد عن العاصمة المصرية الصغيرة نسبيًا، ويمتطونها عبر الكثبان الرملية إلى أهرامات الجيزة التي بناها الفراعنة الذين حكموا مصر في الماضي. أطول هذه الصروح—المعروف بالهرم الأكبر—بناه خوفو، والثاني من حيث الاكتمال والحجم بناه ابنه خفرع، وثالثها وأصغرها بناه حفيده منقرع.
 
ثم كان ديتر ومن معه يركبون الخيول إلى تمثال أبو الهول العظيم ثم نحو ما يعرف حاليا بمقبرة سقارة، حيث يوجد الهرم المدرج وسلسلة من الآثار التي لا تزال قيد التنقيب، والساحات، والمقابر والممرات الجنائزية حيث تستمر الاكتشافات التي لا نسمع عنها إلا بين الحين والآخر في الأخبار عن حضارات يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة آلاف عام.
 
لم يرجع ديتر، وهو الآن الشيخ أوختدورف عضو رابطة الرسل الاثني عشر، إلى القاهرة منذ حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧ بين إسرائيل وتحالف من الدول العربية، حتى الأسبوع الماضي، عندما تم تكليفه من الكنيسة بزيارة ثلاث دول عربية منها جمهورية مصر العربية حيث زار مدينة القاهرة حيث أتيح له أن يرى من جديد أكبر مدينة  في القارة الأفريقية حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من ٢٢ مليون شخص.
 


الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يستقبلان الشبيبة قبل اجتماع القربان المشترك لفرعي القاهرة يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كانت تلك فرصة له للتعرف مجددًا على المدينة ومحيطها وسكانها لأول مرة شخصيًا منذ أكثر من نصف قرن – كما كانت هذه هي زيارته الأولى منذ ما يقرب من ٣٠ عامًا كسلطة عامة في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة—بما في ذلك منذ تقلده السلطة الرسولية في عام ٢٠٠٤، وقبل ١٠ سنوات عندما كان مستشارا في الرئاسة الأولى.
 
قال الشيخ أوختدورف: ”لقد تغيرت المدينة من نواحٍ عديدة“، مشيرًا إلى الكتلة السكانية للقاهرة وحجم المدينة، التي انتشرت الآن إلى الصحراء المحيطة بالمدينة لتزاحم المواقع التي تحتلها الأهرامات المهيبة وأبو الهول.
 
“لكن بعض الأشياء بقيت كما هي—وكذلك الأمر في الكنيسة، فإن بعض الأشياء تبقى كما هي، عقيدة يسوع المسيح الأساسية. وهي أكثر رسوخا وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنها حقيقية بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق بها“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يسيران بالقرب من أهرامات الجيزة في القاهرة ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ .جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

بالنسبة للأخت هارييت أوختدورف، التي رافقته، كانت هذه أول زيارة لها إلى مصر وأول نظرة لها على ما رواه لها زوجها منذ عقود عن القاهرة والنيل والمواقع الأثرية بالإضافة إلى ما درسته لسنوات في الروايات التوراتية عن مصر.
 
 
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يلقيان نظرة على النقوش الهيروغليفية المعروفة باسم نصوص الأهرام ، في مصر يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

قالت: ”بالنسبة لي، فإن هذه اللحظة مثل الحلم لأنني قريبة جدًا من كل هذه الأشياء هنا. الولايات المتحدة حيث نعيش بعيدة جدًا عن كل هذه الأشياء ولكنني الآن هنا“.
 
وصل الشيخ أوختدورف وزوجته إلى القاهرة بعد أيام قليلة من إحياء ذكرى عيد الفصح في ٩ نيسان/أبريل من قبل الطوائف المسيحية الغربية ، والذي يسبق عيد الفصح الأرثوذكسي الذي يُحيى في ١٦ نيسان/أبريل. كما تصادف وجودهم أيضا مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان الذي يحتفي به المسلمون في جميع أنحاء العالم.
 
قال الشيخ أوختدورف: ”هناك الكثير من الاحتفالات المختلفة، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الطيبين“، مضيفًا أن أهم أمر لقديسي الأيام الأخيرة هو ”قبول الهبة التي قدمها لنا يسوع المسيح جميعًا—وهي أنه بذل حياته لأجلنا، وقام من الموت. ما يعلمنا إياه جميعا هو أننا نستطيع أن نتوب ونبدأ من جديد.
 


الركاب ينتظرون العبارة على نهر النيل في القاهرة، يوم الأحد ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

ويقوم الشيخ أوختدورف بتأدية مهمة تشمل ثلاث دول، ابتدأت بخدمة الأعضاء والمبشرين وغيرهم في مدينة باريس.
 
ثم سافر آل أوختدورف من باريس إلى القاهرة، ليبدأا زيارتهما باجتماع قربان مشترك صباح يوم الجمعة مع قديسي الأيام الأخيرة الناطقين بالإنجليزية والعربية والذين ينتمون إلى فرعين محليين. ثم تابعا رحلتهما إلى الأراضي المقدسة واجتمعا هناك مع قديسي الأيام الأخيرة والطلاب في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس لدراسات الشرق الأدنى.
 
وتُعقَد اجتماعات قديسي الأيام الأخيرة في القاهرة أيام الجمعة. وخلال اجتماع القربان صباح يوم الجمعة هذا، وعلى مدار أيامهم الأربعة في القاهرة، وجد الشيخ أوختدورف مرارًا أمورا في التاريخ والثقافة المصرية القديمة مماثلة لتاريخ وثقافة قديسي الأيام الأخيرة.
 


أهرامات الجيزة مضاءة خلال عرض ضوئي وصوتي في القاهرة ، مصر ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

تحت قيادة موسى، كان بنو إسرائيل يتغذون يوميًا على المن وبين الحين والآخر كان الرب يرسل لهم سربا كبيرا من السمان. ”ما هو المن؟“ سأل الرسول قبل أن يتابع مجيبا على ذلك، ”إنه صلواتنا اليومية، إنه علاقتنا اليومية بالسماء—من خلال النصوص المقدسة ومن خلال مساعدة منهاج ’تعال ، اتبعني‘“. ثم رجع إلى كفارة يسوع المسيح على أنها ”المن اليومي—لذا ثقوا بالله، وثقوا بأنه سيساعدكم“.
 

زوجان يصطادان السمك على نهر النيل في القاهرة ، مصر ، يوم الأحد ١٦ أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وقال الشيخ أوختدورف، واصفا نهر النيل بأنه شريان الحياة لمصر ، ”إن شريان الحياة بالنسبة لنا هو إنجيل يسوع المسيح“ ، مشيرًا إلى الكيفية التي ساعدت بها السدود في القرن العشرين في السيطرة على مياه النيل بعد قرون من الارتفاع وفيضان مياهه بشكل لا يمكن التنبؤ به. ”نحن بحاجة إلى ضبط أنفسنا، تمامًا مثلما تم ضبط نهر النيل“.
 
ثم تكلم الشيخ أوختدورف عن قائد روحي مهم في العهد القديم ومعاصر له في العصر الحديث. وقال الرسول إن الرئيس رسل نلسن، رئيس الكنيسة الحالي، هو ”نبي مثل موسى“، مقتبسا ببعض التصرف من كتاب المبادئ والعهود ١٠٧: ٩١-٩٢ 
 
كما أكد على دور الرئيس نلسن كما ورد في كتاب العهد القديم. ” سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ“ (تثنية ١٨: ١٥).
 
النقوش الهيروغليفية المعروفة بنصوص الأهرام في مصر يوم السبت ١٥ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كما علّق كل من الشيخ والأخت أوختدورف على الأدلة التاريخية المتعلقة بالإنجيل والتي استعرضاها في القاهرة، بدءا بذكر إسرائيل على لوح حجري معروض في المتحف المصري الضخم إلى لفائف ورق البردي التي تمتد لعدة أمتار، والعديد من الكتابات الهيروغليفية على الجدران الحجرية في المقابر والغرف الجنائزية التي تصف رحلة الشخص الميت إلى الحياة الآخرة.
 
وقال في هذا الصدد: ”ما أحببته حقًا هو الكيفية التي أظهروا بها أن القلب يُوزن في الآخرة، وإذا كان ثقيلا فإنه يكون ممتلئا بالسيئات، ونتيجة لذلك يكون على الشخص أن يعاني ويدفع ثمن أخطائه“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف مع كاهن قبطي أثناء صعوده على متن طائرة في القاهرة ، مصر ، يوم الاثنين ، ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ . جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وأضاف، ”لكن عندما يكون الشخص صالحًا، فإن القلب يكون نقيا وخفيفا، ويعيش الشخص في حالة أكثر سعادة“، مضيفًا أن العديد من الثقافات والأديان، بما في ذلك الهندوس، الذين التقى بهم في رحلة في وقت سابق من هذا العام إلى الهند، تتفق معنا في العديد من القواسم المشتركة مثل الإيمان بالآخرة والرغبة في أن نكون معًا كعائلات.

وأشار إلى نصوص العهد القديم، من سفر الملوك الأول إلى إشعياء، والتي تتحدث عن رغبة الله في إعطاء أطفاله قلبًا نقيًا وقلبًا متفهمًا. ”إن الله يعطيكم قلبًا جديدًا، قلبًا خفيفًا، لأنه يحرص على خروج السيئات منها بالتوبة والمغفرة. وهذه هي العملية التي تلعب فيها كفارة يسوع المسيح دورا حيويا“.
 

الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، يحيي رجلاً يقرأ القرآن في شوارع القاهرة، يوم الاثنين ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وأضاف الشيخ أوختدورف: ”بالنسبة لنا ككنيسة، فإننا نحتاج إلى إيجاد طريقة أفضل للحوار بشكل أفضل مع ديانات العالم - ليس ضد بعضنا البعض ولكن مع بعضنا البعض“.

وقد كان الرسول نموذجًا لذلك حيث قام بالحديث مع مجموعة متنوعة من الأفراد أثناء شق طريقه عبر القاهرة، وسؤال المواطنين المصريين عن أحوالهم في رمضان، والتفاعل مع رجل يجلس خارج متجره في البلدة القديمة ويقرأ القرآن، والتعرف على كاهن قبطي على متن طائرته قبل إقلاعها إلى الأراضي المقدسة.
 
وقال الشيخ أوختدورف، ”يجب أن نعتز بالقواسم المشتركة فيما بيننا ونعتبرها قاعدة انطلاق للعلاقات المتبادلة، وأيضا احترام الاختلافات ولكن تقديرها وتقدير القواسم المشتركة - وقلوب البشر الطيبين“.
 
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، يتأمل في كنيسة الكهف والشهيدين سرجيوس وباخوس في القاهرة القبطية القديمة، يوم الاثنين ، ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

*الأصل الإنجليزي للمقال هنا