المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الخميس، 5 مايو 2022

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة


 

مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي

”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“

 الرئيس رسل م. نلسن 


 أُلقي هذا الخطاب في برلمان أديان العالم لعام ١٩٩٣ ، في مدينة شيكاغو ، ولاية إلينوي ، ٢ أيلول/سبتمبر ١٩٩٣.


أيها الزملاء والأصدقاء الأعزاء ، إنه لشرف لي أن أمثل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في هذا البرلمان التاريخي.  وأشيد بمن نظموه وكل من شارك فيه.


 قبل دعوتي إلى التفرغ للخدمة في منصب قيادي في الكنيسة ، عملت كطبيب متخصص في التدريس والبحث وممارسة جراحة الصدر والقلب والأوعية الدموية.  لقد أجريت حوالي سبعة آلاف عملية جراحية.  وخلال ما يقرب من أربعة عقود كدارس لعلم الطب ، تعلمت التمييز بين المكونات الجسدية والروحية للنفس البشرية.  يمكن أن يكون المريض ضعيفًا جسديًا ولكن قويًا روحانيًا والعكس صحيح.  مثلا ، في مناسبات عديدة ، شاهدت أشخاصا يعانون من حالات حرجة يحشدون قوة روحية كبيرة من أجل الخضوع لعملية عالية المخاطر لتصحيح مشكلة جسدية (في القلب).  وفي المقابل ، رأيت أفراداً لا يعانون من خلل جسدي ولكنهم كانوا مرضى بشكل خطير بسبب فقدان روحهم لقلب.


بسبب واجبات دعوتي سافرت إلى ما يقرب من مائة دولة من دول العالم ، حيث لاحظت الازدواجية بين الأمور الجسدية والروحية للحياة على نطاق أوسع.  كما لاحظت خلال أسفاري أمثلة على نفس التباين الجسدي والروحي الذي لاحظته سابقًا خلال مزاولتي مهنتي.  لقد لاحظت أنه إذا حدثت كارثة كبيرة ذات تأثير على ما هو جسدي ، مثل زلزال أو فيضان مدمر ، فإن الدافع الروحي للناس هو رغبة غير مألوفة في مساعدة بعضهم البعض.  مثلا، بعد الزلزال العظيم الذي ضرب أرمينيا في كانون الأول (ديسمبر) ١٩٨٨  ، رأيت تدفقات تلقائية من المساعدة من جميع أنحاء العالم.  ساهم المانحون من العديد من الدول في تقديم المساعدة لمئات الآلاف من الضحايا المشردين.  يبدو أن الكرم يتجاوز الاختلافات السياسية أو العرقية.


 لحسن الحظ ، مثل هذه الكوارث الكبرى نادرة.  لكن لسوء الحظ ، عندما تعود الحياة إلى مجاريها ، يبدو أن البندول يتأرجح من الحيوية الروحية والنشاط إلى التراخي والكسل.  ومن المفارقات أنه مع زيادة الثراء والرخاء، فإن القوة الروحية تتضاءل.  دفعتني هذه الملاحظة إلى جعل عنوان كلمتي: "مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي".  إن قهر هذه الأزمة التي تواجهها صحة الروح البشرية يشكل تحديا هائلا.


 التغييرات منذ البرلمان الأخير لأديان العالم


 في القرن الذي انقضى منذ الاجتماع الأخير لبرلمان أديان العالم ، كان هناك تقدم ملحوظ في كل مجال من مجالات المساعي البشرية تقريبًا.  فكروا في التقدم الذي تم إحرازه في النقل والاتصالات والتجارة والزراعة والطب والعلوم والإلكترونيات.


 لكن التقدم الروحي تعطل حيث نرى دلائل على تزايد التفرقة العرقية والكراهية.  ويبدو أن المشاعر القومية لها الأولوية مقارنة بالحب الأخوي.  العنف والحروب الأهلية مستعرة.  لقد أدى الطلاق وتضاؤل ​​احترام قدسية الحياة البشرية إلى تآكل قوة الأسرة - الوحدة الأساسية للمجتمع.  والفجور ، والخيانة الزوجية ، والمجون - والتي كان يتم نبذها في الماضي - أصبحت الآن مقبولة بل ويتم التغاضي عنها.  لقد شهدنا أيضا التطفل السرطاني الخبيث للمواد الإباحية ، مع ما يصاحب ذلك من تشويه للروح البشرية.  وكذلك المقامرة ، التي تلتهم أرزاق الفقراء والمقهورين ، والتي تسللت من ظلال عالم المحظورات إلى ميدان الرعاية الحكومية العلنية.


 دور الدين في القرن الماضي


 ربما نسأل: "ما هو دور الدين خلال القرن الماضي؟"  إن الأهداف السامية والمثل العليا التي تروج لها أديان العالم تستحق الثناء حقًا.  لقد تم عمل الكثير من الخير من خلالها.  ولذلك يجب أن نشعر جميعًا بإحساس عميق بالامتنان للأسلاف النبلاء في كل الجماعات الدينية.


 في الوقت نفسه ، يجب أن نتحلى بالموضوعية الكافية لتحليل النشاطات السابقة وملاحظة أي جهود قد تكون غير كافية أو خاطئة التوجيه أو حتى تؤدي إلى نتائج عكسية.  على سبيل المثال ، ربما تم استيعاب الاتجاهات الدنيوية في بعض الأيديولوجيات الدينية.  وأحيانا ، قد يضل الدين سبيله ليتوغل عن غير هدى في الساحة السياسية.  وعلى الرغم من السلوك النموذجي لغالبية القادة والأفراد المتدينين ، فإن السلوك غير اللائق من قبل أي فرد مرتبط بحركة دينية معينة يميل إلى تشويه صورة جميع المنتمين إلى تلك الحركة .  وللأسف ، لقد شهدنا أيضًا حالات من الخلاف والأذى والتعصب بين الأديان.


 علاوة على ذلك ، قد يكون الأشخاص الصادقون الذين يبحثون عن إجابات لأعظم الأسئلة في الحياة قد توجهوا إلى الدين ، متسائلين ، "من أين أتيت؟  ما هو سبب وجودي هنا؟  وما هو مصيري بعد هذه الحياة ؟"  وأحيانا لا يحظى هؤلاء المتسائلون بأجوبة مُرضِية أو مقنعة.


 بالنظر إلى هذه الحقائق ، فإن الدين يجب أن يتحمل مسؤولية أكبر في شفاء المرض الروحي الذي يجتاح عالمنا.


دور الدين في المستقبل


 هذه الصورة الكئيبة للظلال التي يلقيها الانحلال الروحي على عالم اليوم تتيح فرصة نادرة لانبثاق نور الدين لينير الدرب نحو غد جديد.  يمكن أن يحدث هذا فقط عندما نعلن الحقائق الأبدية التي تمتلك القدرة على توليد القوة الروحية.  لا يمكن تغيير الطبيعة البشرية عن طريق إصلاح السياسة العامة ؛  يحدث هذا النوع من التغيير من خلال تعريض العقل والقلب البشريين لتعاليم الرب يسوع المسيح المُغيِّرة للنفوس.  لقد تعلمت أننا عندما نقوم بتعليم مبادئه الصحيحة ، فإن الناس يحكمون أنفسهم بشكل مناسب.


 نحن في هذا البرلمان العالمي نمثل العديد من المعتقدات الدينية.  ونظرًا لوجود الكثير مما يستحق الثناء في كل من دياناتنا ، فمن المهم بالنسبة لنا الحفاظ على سلامة مؤسساتنا الدينية والحفاظ على التسامح مع المعتقدات المقدسة التي نؤمن بها.  هذه العوامل ضرورية لتقوية المجتمع التعددي حيث يتعزز التسامح والتفاهم في المجتمع عندما نعلم  مبادئ أدياننا بوضوح ولطف.


 بهذه الروح ، أود أن أتحدث عن المنظمة التي أمثلها.  أرغب في أن أتحدث عن المؤسسة والعقيدة التي تمثلها كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، والتي تُعرف أحيانًا باسم كنيسة "المورمون".  وهذا ليس اسمها الصحيح أو الرسمي ، كما قد يعرف الكثير منكم ؛  إنه مجرد لقب مشتق من إيماننا بكتاب مورمون ، والذي سأتحدث عنه لاحقًا.


 كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة


 تاريخ الكنيسة


لقد تحملت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة الكثير من الاضطهاد والإجحاف والمصاعب.  من هذه التجارب نشأ شغفنا الحقيقي بالتسامح وتقدير صادق للمشاعر التي يقدسها الآخرون.  كان أعضاء هذه الكنيسة الأوائل من الرواد العظماء في تطوير الولايات المتحدة الأمريكية.  على سبيل المثال ، كان أجدادي الثمانية جميعًا من الذين اهتدوا مبكرًا إلى هذه الكنيسة من دول أوروبية كثيفة السكان.  كل هؤلاء الثمانية هاجروا إلى الولايات المتحدة وأصبحوا جزءًا من الرحلة التاريخية الرائدة في القرن التاسع عشر باتجاه الغرب الأميركي.


 يبلغ عدد أعضاء الكنيسة الآن في جميع أنحاء العالم أكثر من ثمانية ملايين شخص (حوالي ١٧ مليون حسب آخر الاحصائيات لعام ٢٠٢١–المترجم).  على الرغم من أن مقرها العالمي يقع في مدينة سولت ليك في ولاية يوتا الأمريكية ، إلا أن كنيستنا تزدهر في جميع أنحاء العالم في حوالي مائة وخمسين دولة في ست قارات.


 إن خدمتنا في الكنيسة هي خدمة يقدمها عموم الأعضاء. على سبيل المثال ، عملت أنا سابقًا كرئيس عام لمدرسة الأحد للكنيسة لمدة ثماني سنوات ، بينما كنت أواصل عملي المهني كجراح قلب وأوعية دموية.  أنشطتنا الدينية في جميع أنحاء العالم يقودها متطوعون من الرجال والنساء.  نعتقد أنه يمكن للجميع أن يكونوا سعداء لأن الجميع يمكنهم تقديم الخدمة.  ويقود الألمان اجتماعات الكنيسة في ألمانيا ، ويقودها البيروفيون في البيرو ، ويقودها اليابانيون في اليابان ، وهكذا دواليك.  الحكم بموافقة من المحكومين هو قاعدة الحكم في الكنيسة.


 القديسون


 تم التعامل مع أعضاء الكنيسة في أزمنة الكتاب المقدس على أنهم قديسين. وبالمثل ، يُعرف أعضاء الكنيسة اليوم باسم قديسي الأيام الأخيرة.  ونحن نعتبر أن القديس هو المؤمن بالمسيح ، شخص يعرف حب المسيح الكامل ويسعى للعيش وفقًا لوصاياه.  كما يشير المصطلح إلى مستوى عالٍ من الالتزام باتباع المخلّص.


بنود الإيمان


 لطالما عُرف ملخص مبادئ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ببنود الإيمان. وتتوفر نسخ منها لأي شخص مهتم.  سأعتمد بشكل كبير على الاقتباس من هذه البنود عند مناقشة عقائد كنيستنا.


 الرئاسة الإلهية


 أولاً ، "نؤمن بالله الآب الأبدي وبابنه يسوع المسيح وبالروح القدس" (بنود الإيمان ١:١).  نعبد أبينا السماوي ونصلي إليه باسم ابنه الحبيب يسوع المسيح بقوة الروح القدس.  نحن نبجل ابن الله كمخلصنا وفادينا وسيدنا.  أتى إلى العالم ليفعل إرادة أبيه (راجع ٣ نافي ٢٧: ١٣).  مات لأجلنا وقام من القبر.  انتصاره على الموت يجلب بركات القيامة والخلود للبشرية جمعاء (انظر رسالة كورنثوس الأولى ١٥: ٢٠-٢٢). المقطع التالي من كتاب مورمون يوجز كيفية عبادتنا إياه:


 "وَعَنِ الْمَسيحِ نَتَكَلَّمُ وَبِالْمَسيحِ نَبْتَهِجُ وَعَنِ الْمَسيحِ نَكْرِزُ وَعَنِ الْمَسيحِ نَتَنَبَّأُ، ... كَيْ يَعْرِفَ أَبْناؤُنا مِنْ أَيْنَ يَطْلُبونَ مَغْفِرَةَ خَطاياهُمْ." (٢ نافي ٢٥: ٢٦).


 لا شيء في تاريخ البشرية يضاهي عجائب ، أو عظمة ، أو ثمار حياة ابن الله التي لا مثيل لها.  إنه قدوتنا ورئيس إيماننا.  وذات يوم سيأتي إلى الأرض مرة أخرى ليبدأ حكمه الألفي الموعود.




الأنبياء


 كما أننا نؤمن أيضا بالأنبياء.  علم الله أبناءه على الأرض دائمًا من خلال الأنبياء.  في العصور القديمة ، كان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإشعياء وحزقيال وإرميا وآخرين كثيرين من بين الذين اختارهم الله كأنبياء له.  وبالمثل ، نعتقد أن الله دعا جوزف سميث ليكون نبيًا لتدشين هذه الحقبة الحالية ، والمعروفة باسم "تدبير تمام الأزمنة" (انظر أفسس ١: ١٠. ...).  تم استدعاؤه واختياره ليجمع كل ما سبقه من "تدابير ومفاتيح وقوى ... من أيام آدم حتى الوقت الحاضر" (المبادئ والعهود ١٢٨: ١٨).  التدابير السابقة تشمل تلك التي ارتبطت بآدم ونوح وموسى ويسوع ورسله في منتصف الزمان.





 الارتداد


 هذا التدبير الحديث الذي أتحدث عنه يحقق الوعد الكتابي بتحقيق "الإصلاح الشامل لكل شيء" (أعمال الرسل ٣: ٢٢؛ انظر أيضًا رؤيا ١٤: ٦-٧).  كما أنه يحقق وعدًا كتابيًا آخر بأن "الرب يمنح كل الأمم ، من أمتهم ولسانهم ، من يعلمون كلمته" (ألما ٨: ٢٩).  نحن نؤمن برجوع نفس التنظيم الذي كان موجودا في الكنيسة المسيحية الأولى ، والذي يشمل وجود الرسل والأنبياء والمعلمين (انظر بنود الإيمان ١: ٦).  لم تنبع أصولنا من احتجاج من أي نوع على الكنائس التقليدية.  وبالتالي ، فنحن لسنا طائفة بروتستانتية.  بدلاً من ذلك ، فإن مفهومنا هو أن كنيسة يسوع المسيح قد أُعيدت إلى الأرض ، كما أعلن الرسول بولس ذات مرة ، "على أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَالْمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ الأَسَاسُ" (أفسس ٢: ٢٠).


ظهر الله الآب وابنه ، يسوع المسيح ، حرفياً وفعليا للنبي جوزف سميث في نيسان/أبريل ١٨٢٠. وفي حين أن هذا الحدث قد يكون غير معروف نسبيًا في سجلات التاريخ ، إلا أنه شكل حدثًا بارزا في تاريخ البشرية - حيث أنه دليل على  عمق محبة الله لجميع أبنائه وبناته.  ولأن هذا الحدث مهم للغاية ، فإنني أود أن أقتبس مقتطفات من الرواية المكتوبة للنبي:


 "رأيت شخصين يقصر على تألقهما ومجدهما الوصف، قد وقفا من فوقي في الفضاء. وناداني أحدهما باسمي قائلاً وهو يشير إلى الآخر: ”هذا هو ابني الحبيب. لَهُ اسمع"  (تاريخ جوزف سميث ١: ١٧).


 واجه جوزف سميث اضطهادًا شديدًا بعد أن أصبحت تجربته هذه معروفة. كتب جوزف:


 "كنت حقّاً قد رأيت نُوراً، وفي وسط النور رأيت شخصين، وتحدث الشّخصان إليّ ما في ذلك شكّ. وما أعلنته من أنّي شاهدت رؤيا كان حقّاً رغم أنّه عرّضني للبغض والاضطهاد. وبينما هم يضطهدونني ويَشْتمونني ويتّهمونني كذباً بكلّ شرّ لأنّني أذعتُ بينهم ما أذعت، كنت أتساءل في قلبي: لم يضطهدونني وأنا صادق؟ أنا واثق من أنّي رأيتُ الرّؤيا، ومن أنا حتّى أقاوم الله؟ ولماذا يجتهد النّاس في حملي على إنكار ما قد رأيته فعلاً؟ ذلك أنّي كنت على يقين من أَنّي رَأَيْتُ رؤيا، وكنت على يقين من أنّ الله عالم بأمر تلك الرّؤيا، ولم أكن أستطيع إنكارها، وما كان لي أن أفعل وأنا واثق من أنّ الإنكار يسوء الله ويعرّضني لنقمته" (تاريخ جوزف سميث ١: ٢٥).


 نحن نعتبر أن هذا التجلي الإلهي - الذي نسميه الرؤيا الأولى - والتواصلات اللاحقة للنبي جوزف سميث مع الكائنات السماوية هي أحداث حقيقية كحقيقة حديثي معكم الآن.  هذه الزيارات وغيرها والمتعلقة باستعادة الكنيسة الموعودة هي أحداث تاريخية موثقة جيدا.



وفي سبيل خدمته الفريدة كالنبي المدعو لتدشين هذا التدبير فقد استشهد جوزف سميث في سن الثامنة والثلاثين الصغيرة نسبيا.  وكما نكرم أنبياء الأيام السابقة ، فإننا نكرم النبي جوزيف سميث.  اسمحوا لي أن أقتبس من مقال كُتب بعد وقت قصير من استشهاده عام ١٨٤٤ ، صاغه أحد معاصريه:


 "في فترة قصيرة تبلغ عشرين عامًا ، أخرج (النبي جوزف سميث) إلى الوجود كتاب مورمون ، والذي ترجمه بعطية الله وقوته ، وقام بنشره في قارتين ؛  لقد أرسل ملء الإنجيل الأبدي الذي يحتويه إلى أركان الأرض الأربعة ؛  ومن خلاله أتت الوُحِي والوصايا التي يتألف منها كتاب المبادئ والعهود ، والعديد من الوثائق والتعليمات الحكيمة الأخرى لمنفعة أبناء البشر ؛  كما جمع الآلاف من قديسي الأيام الأخيرة ، وأسسوا مدينة عظيمة ، وتركوا شهرة واسمًا لا يمكن القضاء عليهما.  لقد عاش عظيما ومات عظيما في عيني الله وشعبه.  ومثل معظم من مسحهم الرب في العصور القديمة ، فقد ختم رسالته وأعماله بدمه "(المبادئ والعهود ١٣٥: ٣).


 الأعمال الأساسية 




 نحن نعتبر كتاب مورمون كتابًا مرافقا للكتاب المقدس (انظر بنود الإيمان ١: ٨).  وفي حين يحتوي الكتاب المقدس سجلاً للتعاليم التي أعطاها الرب لأنبيائه الذين عاشوا في العالم القديم ، فإن كتاب مورمون يحتوي على تعاليم أعطاها الرب لأنبيائه الذين عاشوا في الأمريكيتين.  يغطي هذا السجل فترة تمتد حوالي ألف عام ، من حوالي عام ٦٠٠ قبل الميلاد إلى عام ٤٠٠ ميلادي (على الرغم من وجود إشارة إلى هجرات وشعوب أخرى إلى الأمريكيتين سبقت ذلك الوقت).  يحتوي كتاب مورمون على سجل لخدمة يسوع المسيح الشخصية ، بصفته الرب المُقام من بين الأموات ، لسكان أمريكا القديمة.  سجل الأنبياء تعاليمه التي علمها حين كان بينهم.  ومن ثم ، فإن كتاب مورمون هو "شاهد آخر ليسوع المسيح" (صفحة عنوان كتاب مورمون).  جاء تحقيقا لنبوءة الكتاب المقدس: "على فم شاهدين أو ثلاثة تثبت كل كلمة" (رسالة كورنثوس الثانية ١٣: ١).  لقد جاء كهبة سماوية لجميع أفراد الأسرة البشرية.  نُقِش هذا السجل في الأصل على لوحات معدنية وكُتب بلغة مصرية معدلة ، وقد تم حفظه لقرون عديدة ، ثم أصبح متاحًا للترجمة إلى اللغة الإنجليزية.  تمت هذه الترجمة على يد النبي جوزف سميث من خلال هبة الله وقوته.  بعد ذلك ، تمت ترجمة الكتاب إلى العديد من اللغات الأخرى.  منذ نشره لأول مرة في عام ١٨٣٠ ، تمت طباعة ملايين النسخ من كتاب مورمون.  في عام ١٩٩٢ وحده ، تم توزيع ما يقرب من خمسة ملايين نسخة. (بلغ عدد النسخ المطبوعة من كتاب مورمون في عام ٢٠١١ حوالي ١٥٠ مليون نسخة حسب التقديرات الرسمية للكنيسة—المترجم)




لقد لاحظنا أن الدراسة المخلصة لكتاب مورمون تحوّل النفس وتولد شهادة ليسوع المسيح تشفي القلوب الروحية للرجال والنساء في جميع أنحاء العالم.  وكلما تمت قراءته وفهمه على نطاق أوسع ، كلما زاد تأثيره من أجل الخير.  كما نجد أنه مع انتشار كتاب مورمون إلى أركان العالم الأربعة ، يُظهر الرجال والنساء قدرًا أكبر من التفاني ويصبحون من دعاة السلام ضمن عائلاتهم ومجتمعهم.


وقد أُضيف إلى نصوصنا المقدسة الوُحِي الإلهية الأخرى التي تلقاها الأنبياء ، قديماً وحديثاً  - ضمن كتب معروفة باسم المبادئ والعهود والخريدة النفيسة.  وعلى هذا الأساس فإننا نعتقد أن الكتاب المقدس ، وكتاب مورمون ، والمبادئ والعهود ، والخريدة النفيسة هي نصوصنا المقدسة الأساسية الأربع.


هذه الكتب الموحى بها ، والتي دونها الأنبياء من عصر إلى عصر ، تقدم لنا منظورًا أبديًا واسعًا وتوضح الغرض من وجود الإنسان.  تعلمنا هذه النصوص المقدسة أننا جميعًا نعيش كأبناء روحيين لله قبل أن نأتي إلى هذه الحياة.  لقد جئنا إلى الأرض للحصول على الجسد ، ولاكتساب الخبرات من الحياة الأرضية ، وإثبات إيماننا خلال مواجهة تحديات الحياة العديدة.  ولأن هناك اختلافات في درجة الطاعة لقوانين الله الأبدية ، فستكون هناك تدرجات مختلفة ، أو درجات مجد ، في أقدارنا الأبدية.  علم يسوع أن "“فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ الأَمْرُ كَذلِكَ لَقُلْتُ لَكُمْ! فَإِنِّي ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً.” (يوحنا ١٤: ٢ ؛ انظر أيضًا كورنثوس الأولى ١٥: ٤٠-٤١ ؛ المبادئ والعهود ٧٦: ٧٠-٩٨ ؛ المبادئ والعهود ٩٨: ١٨).


 تكشف خطة الخلاص هذه عن الإمكانات الفائقة التي يتمتع بها كل واحد منا كأبناء أو بنات مميزين لأبينا السماوي.  من الممكن لكل منا حرفيا العودة إلى محضره ، لنصبح ورثة لكل ما يدخره للمؤمنين.  تخبرنا هذه الخطة من أين أتينا ، وسبب وجودنا ، وإلى أين سننتهي.  إننا نعتز بهذه المعرفة ونشعر بالامتنان للرضا والسرور الناتجين عنها .


 استعادة سلطة الكهنوت



 نحن نؤمن أن قادة الكهنوت في كنيستنا قد جرى ترسيمهم من خلال السلطة التي أعادها مراسيل سماويون في هذه الأيام الأخيرة وأن قادة الكنيسة يمكنهم مباشرة أن يتلقوا الوحي والإلهام (انظر بنود الإيمان ١: ٥، ٧، ٩).  تمت استعادة كهنوت أدنى - مثل الذي كان فاعلا في أيام موسى - وكهنوتًا أعلى- مثل الذي كان فاعلا في أيام يسوع والرسل - وما يصحبها من العديد من المناصب والمفاتيح الكهنوتية.  أثناء خدمته في الحياة الأرضية ، "اختار يسوع اثني عشر سماهم أيضًا رسلاً" (لوقا ٦: ١٣).  لقد تمت استعادة تلك المناصب الرسولية المقدسة، ويشهد رسل أحياء مرة أخرى باسم المسيح لكل العالم.  كما جرت استعادة جميع وظائف ومفاتيح الكهنوت تحت إشراف الرب على يد مراسيل سماويين ، بما في ذلك يوحنا المعمدان ، وبطرس ، ويعقوب ، ويوحنا ، وموسى ، وإيليا ، وإلياس ، وموروني ، وآخرين.  تمتد قوة الكهنوت إلى ما وراء الحياة عبر حجاب الموت وإلى الأبدية.


كتب الرسول بولس ذات مرة عن الكهنوت: "وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَّخِذُ لِنَفْسِهِ هَذِهِ الْوَظِيفَةَ الجَّلِيلَةَ مَتَى أَرَادَ، بَلْ كَانَ يَتَّخِذُهَا مَنْ دَعَاهُ اللهُ إِلَيْهَا، كَمَا دَعَا هرُونَ"(العبرانيين ٤:٥)

كما في الأيام السابقة ، يُمنح الكهنوت مرة أخرى بالرسامة بوضع أيدي من يملكون السلطة.  يتم التحكم في نفوذ الكهنوت بشروط يضعها الرب في قوله:


 "حقوق الكهنوت مرتبطة ارتباطا وثيقا بقوات السماء، ولا يمكن فصلها، كما لا يمكن التحكم فيها أو التصرف فيها إلا على أسس البر فقط.


 "صحيح أنه يجوز منحه [للرجال] ؛  ولكنهم عندما يعملون على التغطية على خطاياهم ، أو إرضاء كبريائهم ، أو طموحهم الباطل ، أو ممارسة السيطرة أو الإجبار أو الإكراه على نفوس أبناء البشر ، بأي شكل يفتقر إلى البر ،  … فإن روح الرب يحزن.  وعندما ينسحب الروح ، فإن الكهنوت أو السلطة تزول عن ذلك الرجل ...


 "لا يمكن ولا يجب ادعاء السلطة أو النفوذ اعتمادا على الكهنوت ، تتحقق السلطة فقط عن طريق الإقناع ، وطول الأناة ، والرقة والوداعة ، والمحبة غير المشروطة ؛


 "وباللطف والمعرفة النقية التي ستوسع الروح بشكل كبير بدون رياء وبدون مكر" (المبادئ والعهود ١٢١: ٣٦-٣٧ ، ٤١-٤٢).


هذه السلطة الكهنوتية مدعومة بالقدرة الإلهية على منح المراسيم المقدسة الملزِمة على امتداد الأبدية.  للتوضيح ، يمكن للزوج والزوجة أن يتزوجا إلى الأبد حتى بعد الموت ، ويمكن أن يكونا هما وعائلتهما معًا إلى الأبد في المحضر الإلهي.  يتم تنفيذ هذا المرسوم التمكيني في هياكلنا المقدسة.  علاوة على ذلك ، يمكن تنفيذ هذه المراسيم وغيرها من المراسيم الضرورية للخلاص ، مثل المعمودية ، من قبل أفراد أحياء يعملون نيابة عن أفراد الأسرة المتوفين.


 ومن ثم ، وكجزء من مسؤوليتنا الدينية ، فإننا نحدد هوية أسلافنا ، لأنه كما قال الرسول بولس للقديسين العبرانيين ، "حتى لا يكملوا بمعزل عنا" (عبرانيين ١١: ٤٠).  ولهذا الغرض ، تنتشر مكتبات التاريخ العائلي الكنسية في الأرض ؛  ويتم  استخدامها على نطاق واسع مجانا وبدون رسوم من قبل الباحثين ، سواء كانوا من أعضاء كنيستنا أو من قد يكون لديهم انتماء ديني آخر.


المعونات والمساعدات الإنسانية



 يمارس أعضاء هذه الكنيسة مبادئ الحياة المسيحية من خلال مساعدة المشردين والجياع والمحتاجين في جميع أنحاء العالم.  إننا نسعى جاهدين لتطبيق ما حثنا عليه يعقوب بقوله: "فَالدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ فِي نَظَرِ اللّٰهِ الآبِ تَظْهَرُ فِي زِيَارَةِ الأَيْتَامِ وَالأَرَامِلِ لإِعَانَتِهِمْ فِي ضِيقِهِمْ، وَفِي صِيَانَةِ النَّفْسِ مِنَ التَّلَوُّثِ بِفَسَادِ الْعَالَمِ." (يعقوب ١: ٢٧).


 مرة واحدة في الشهر ، إذا كان الأعضاء قادرين جسديًا ورغبوا في القيام بذلك ، فإنهم يقومون طواعية بالامتناع عن تناول وجبتين ويساهمون بتقديم المال الذي كان سيتم إنفاقه على هاتين الوجبتين كعطاء صوم.  ثم يتم استخدام هذه الأموال لمساعدة الفقراء والمحتاجين على النحو الذي يحدده قادة الجماعات المحلية.  بعد ذلك يتم تجميع المساهمات الزائدة عن الاحتياجات المحلية وإتاحتها للمساعدة في مواقع أخرى.  بالإضافة إلى ذلك ، يتبرع أعضاؤنا  كل عام بشكل طوعي بملايين الساعات لتقديم الخدمة الرحيمة.


 خلال عام ١٩٩٢ ، على سبيل المثال ، مكنت التبرعات الإنسانية الطوعية الكنيسة من المساعدة في رعاية الفقراء من خلال أكثر من ثلاثمائة وخمسين مشروعًا في آسيا وأوروبا الشرقية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.  كانت هذه المساعدة في شكل طعام ، وملبس ، ومأوى ، وكتب مدرسية ، وإمدادات طبية ، وعمل تطوعي ، ومستشارين ماهرين.  في هذه الأنشطة وغيرها ، ضمت الكنيسة جهودها وطاقاتها إلى أكثر من مائتي منظمة تطوعية خاصة ، وكنائس أخرى ، ووكالات مجتمعية مثل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية ، وخدمات الإغاثة الكاثوليكية ، ومنظمة الغذاء للفقراء ، وجيش الخلاص ،  على سبيل المثال لا الحصر. (يمكن الحصول على أحدث البيانات المتعلقة بالمساعدات والمعونات الإنسانية لجمعية قديسي الأيام الأخيرة للأعمال الخيرية على الرابط التالي--المترجم)


 وفي الآونة الأخيرة (في عام ١٩٩٣--المترجم) ، استجابة للجفاف المدمر في شرق إفريقيا ، قدمت الكنيسة ما يقرب من مليون دولار من الحليب المجفف والزيت والدقيق والفول والملابس للمساعدة في رعاية الأمهات الحوامل أو المرضعات والأطفال الصغار وغيرهم.  وتم إرسال عشرين ألف جنيه من المعدات الطبية إلى ألبانيا ، حيث هناك حاجة ماسة للرعاية الطبية الحديثة.  كما جرى إرسال المئات من معدات النظافة والملابس الأساسية إلى كرواتيا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون في ذلك البلد الذي مزقته الحرب. (انتهت الحرب في كرواتيا في عام ١٩٩٥–المترجم)


 كل من هذه المساعي الإنسانية هي تطبيق للأمر الكتابي "أحب قريبك كنفسك" (لاويين ١٩: ١٨ ؛ انظر أيضًا لوقا ١٠: ٢٧).


 تطبيق المبادئ في حياة الأفراد



 عندما نتوب ونعيش وفقًا لوصايا الله ، تصبح كفارة يسوع المسيح قوة للتغيير الدائم في حياتنا.  نصبح أكثر نقاء في القلب وتلاميذاً حقيقيين للمعلم. الصلاة الشخصية ، والمساهمات بالعشور والتقدمات ، وتكريم يوم سبت الرب ، وتناول القربان ، هي كلها ممارسات منتظمة تحمينا من عبودية الخطيئة وتمنحنا الحرية والفرح الحقيقيين.


 لا تقتصر الممارسة اليومية لعقيدتنا على الشعائر الدينية فقط بل نتواصل أيضا لمساعدة المجتمعات التي نعيش فيها.  علي سبيل المثال، تتلقى دعمنا جمعيات الآباء والمعلمين والمدارس العامة والأنشطة المدنية الجديرة التي تماثلها.


 نحن نقدر المعلمين الجيدين.  إننا ندعم المطلب الكتابي ، "علموا باجتهاد ... لكي يتم إرشادكم بشكل أكمل" (المبادئ والعهود ٨٨: ٧٨).  نؤكد أن "مجد الله هو الإدراك" (المبادئ والعهود ٩٣: ٣٦) ، ونسعى للحصول على الحكمة من أفضل الكتب (راجع المبادئ والعهود ٨٨: ١١٨؛ المبادئ والعهود ١٠٩: ٧، ١٤).  نحن نعتبر تعليم المرء مسؤولية دينية لها مكافأة أبدية.  تقول النصوص المقدسة أنه "مهما كان مستوى الإدراك الذي نصل إليه في هذه الحياة ، فإنه سوف يصعد معنا عند القيامة.  وإذا اكتسب شخص مزيدًا من المعرفة والإدراك في هذه الحياة ، من خلال اجتهاده وطاعته ، أكثر من شخص آخر ، فسيكون لديه الكثير من الأفضلية في العالم الآتي "(المبادئ والعهود ١٣٨: ١٨-١٩).



 نحن لا نؤيد الاعتماد على الحظ أو الاتكال على العطايا العشوائية.  يشهد النص المقدس أن النتائج المضمونة لا تحصل إلا عند طاعة القانون الإلهي:


 "هناك قانون ، صدر في السماء بشكل لا رجوع فيه قبل تأسيس هذا العالم ، وعليه تقوم كل البركات -


 "وعندما نحصل على أي بركة من الله ، فإنها تستند إلى طاعة هذا القانون" (المبادئ والعهود ١٣٠: ٢٠-٢١).


 بصفتي جراح قلب ، فإنه يمكنني أن أشهد أن هذا الفهم ساعدني كثيرًا أثناء عملي في غرفة العمليات ، لم تكن الآمال كافية لنجاح العملية. كنت أعلم أنني يجب أن أبقى في موقعي وأؤدي بدقة كل ما هو مطلوب مني لتنظيم الأمور على النحو الصحيح.  عندها فقط يمكن توقع الحصول على بركة الشفاء والصحة المرغوب بها.


الرقي الأخلاقي الشخصي



نحن نعلم أن المشروبات الكحولية والتبغ ليست جيدة لصحة البشر.


حصلنا على فهمنا هذا عن طريق وحي إلهي دُوِّن منذ أكثر من قرن ونصف في عام ١٨٣٣.


علاوة على ذلك ، نعلم أن المنشطات والمواد الضارة الأخرى تتعارض مع إرادة الله فيما يتعلق بأجسادنا.


توثق الدراسات العلمية فوائد الانصياع لقانون الصحة هذا.


مثلا ، أظهر بحث من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس نُشر في عام ١٩٨٩ ، أن طول حياة الأعضاء المؤمنين في هذه الكنيسة كان أطول بكثير من المعتاد.


وتم الإبلاغ عن انخفاض معدلات الوفيات بين الرجال والنساء من قديسي الأيام الأخيرة بسبب أمراض السرطان والقلب


عند مقارنتهم إحصائيا بمجموعات سكانية ضابطة.


هذه البيانات مهمة لأننا نؤكد ، كما فعل الرسول بولس ، أن أجسادنا هي هياكل لأرواحنا ، مخلوقة إلهياً من قبل أبينا السماوي الذي يحبنا (راجع رسالة كورنثوس الأولى ٣: ١٦-١٧)


نحن نؤمن أيضًا بـ ”الأمانة ، والصدق ، والعفة ، والخير ، والفضيلة ، وعمل الخير لجميع البشر ... وإذا كان هناك أي شيء فاضل ، أو جميل ، أو يبشر بالخير ، أو جدير بالثناء ، فإننا نسعى إليه“ (بنود الإيمان ١: ١٣).


نتيجة لذلك ، فإننا نعتز بالعلاقات السعيدة والغنية مع عائلاتنا والآخرين أينما نعيش.


ونكرم الأسرة كأساس للحياة الأخلاقية الفاضلة.


الخدمة التبشيرية



نظرًا لأن هذه العقائد نبيلة ومرضية للغاية ، فإن لدينا رغبة حقيقية في مشاركة أخبار الإنجيل السارة مع الآخرين (انظر الأمثال ٢٥: ٢٥).


في كنيستنا العديد من المبشرين الذين يخدمون بناء على دعوة من قادتهم الكنسيين. ويذهبون حيثما تتم دعوتهم ليعيشوا ويعملوا بين الناس هناك.


معظم المبشرين في كنيستنا هم من الشباب والشابات الذين يخدمون لمدة تتراوح ما بين عام ونصف إلى عامين ، ويفعلون ذلك بدون أجر مالي ، ويدعمون خدمتهم التبشيرية من مدخراتهم الشخصية والمساهمات المالية التي يقدمها لهم أفراد الأسرة والأحباء.


يقوم مبشرونا الآن بتدريس الإنجيل في جميع أنحاء العالم بتسع وستين لغة.


عند تسريحهم من الخدمة ، فإنهم يعودون إلى ديارهم لاستئناف تعليمهم وممارسة الحياة الطبيعية.


لكنهم يستمرون أيضًا في مناصرة الأشخاص الذين بشروا بينهم وصاروا يحبون ثقافتهم ولغتهم وطرق حياتهم.


هؤلاء المبشرون يخدمون لأن الرب أصدر وصية:


”فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“ (متى  ٢٨: ١٩؛ راجع أيضا مرقس ١٥:١٦).


وفي مناسبة أخرى ، قال المعلم: "لَا يُمْكِنُ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ مَلَكُوتَ اللهِ إِلّا إِذَا وُلِدَ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ."يوحنا ٣: ٥).


إننا نمتثل لهذا عن طريق المعمودية بالتغطيس ثم منح هبة الروح القدس بوضع الأيدي من قبل من يحملون السلطة المناسبة.


وبالتالي ، فإن جهودنا التبشيرية هي استجابة للمقررات الإلهية.


مراعاة القانون



"نؤمن بأنه يجب علينا أن نخضع للملوك والرؤساء والحكام وأصحاب السلطة القضائية، كما نؤمن بأنه يجب علينا طاعة القانون واحترامه وتأييده." (بنود الإيمان ١: ١٢).


نشجع أعضاءنا على أن يكونوا مواطنين مستقيمين ومخلصين في البلدان التي تمنحهم جنسيتها وأن يدعموا القادة الحكوميين وأن يلتزموا بالقوانين المدنية أينما كانوا.


نحن نتمسك بمعيار واحد للأخلاق.


كل من الرجال والنساء مطالبون بمراعاة قانون العفة.


وصية "لا تزن" تنطبق على الجميع.


الاختلاط وجميع العلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج خطيئة في نظر الله ، ويخضع أعضاء الكنيسة الذين يمارسون هذه الأعمال وما يماثلها لإجراءات تأديبية.


ملخص وإيجاز


قبل المضي قدمًا ، قد يكون من المفيد التوقف مؤقتًا للحصول على ملخص موجز لهذه المناقشة حول عقائد كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.


اسمحوا لي أن أقدم عشرة بيانات موجزة.


(أعتذر أن الوقت لن يسمح بقائمة أكثر شمولاً). إننا نؤمن:


١. بالله الآب الأبدي وابنه الحبيب يسوع المسيح وبالروح القدس.


٢. بأنه كما عاش الأنبياء في أيام العهد القديم والجديد، فإنهم يتواجدون ثانية في الأزمنة الحديثة. لقد كان جوزف سميث هو النبي المختار لقيادة هذه الحقبة - تدبير ملء الأزمنة.


٣. بأن النصوص المقدسة تشمل الكتاب المقدس ، وكتاب مورمون ، والمبادئ والعهود ، والخريدة النفيسة..


٤. بأنه تمت إعادة سلطة الكهنوت إلى الأرض.


٥. بأنه من خلال كفارة يسوع المسيح ، يمكن أن تخلص البشرية جمعاء. إن التوبة وطاعة وصاياه أمران حيويان للتقدم الشخصي.


٦. بأن وصية المخلص بالمضي إلى العالم بأسره والتبشير بالإنجيل لكل مخلوق تشكل تكليفنا بعملنا التبشيري.


٧. بأنه يمكن الحصول على أعظم البركات المتوفرة في هذه الحياة من خلال المراسيم التي يتم إجراؤها في الهياكل المقدسة. إن الزيجات التي تعقد هناك بموجب السلطة الكهنوتية توحد الأزواج والزوجات وأطفالهم ليس فقط لهذه الحياة بل للأبد أيضًا.


٨. بأن رعاية الفقراء والمحتاجين وخدمة الآخرين امتيازات ومسؤوليات دينية.


٩. بأن كل إنسان كان موجودًا كروح ما قبل الحياة الأرضية وسيعيش بعد الموت ككائن مقام من الموت.  إن إمكانية الحياة في المجد الأبدي مع أحبائنا في محضر الله تلهمنا لطاعة وصايا الله.


١٠. بأن الغرض من خلقنا هو أن نحظى بالبهجة الأبدية ، كأفراد وكعائلات.


وخلال تنفيذ هذه المبادئ وغيرها من التعاليم الهامة ، تعتنق الكنيسة التسامح مع جميع الجماعات الدينية ، ولا تدعي لنفسها حقوقا أو امتيازات في حين تنكرها على الآخرين.


إنها تؤكد على أنها كنيسة المسيح القديمة ، والتي أعيد تأسيسها من جديد.


رسالتها إلى العالم هي رسالة سلام وحسن نية ، مع دعوة مخلصة للحضور والمشاركة في كل البركات التي حدثت في العهد الجديد والأزلي بين الله وأبنائه وبناته.


التعاون بين الأديان


أنتقل الآن من مناقشة المذاهب والمعتقدات المميزة لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، لأتحدث عن المجالات التي قد تتعاون فيها الجماعات الدينية.


غالبًا ما ينضم أعضاء كنيستنا إلى المواطنين الآخرين ذوي التفكير المماثل ، بغض النظر عن المعتقد الديني ، لدعم القضايا الجديرة بالاهتمام والمشاريع الإنسانية.


يمكن القيام بذلك دون فقدان الهوية المستقلة والقدرة.


يعلمنا التاريخ بأن محاولات الجماعات الدينية المختلفة لتحقيق الوحدة من خلال المزج ما بين المبادئ اللاهوتية لم تكن ناجحة دائمًا.


في الواقع ، عندما يتم المساس بالعقائد الإلهية لاستيعاب الضغوط الاجتماعية ، فإن المؤسسات الدينية تفقد تميز مهمتها وتصبح غير مختلفة عن الوكالات والمؤسسات الأخرى ذات النوايا الحسنة.


في الوقت نفسه ، يجب أن نكون نماذجا للتسامح مع الآخرين الذين قد تختلف معتقداتهم المقدسة عن معتقداتنا.


نحن ندرك أنه إذا تعرض دين واحد للاضطهاد ، فجميع الأديان تتعرض للهجوم أيضا.


نحن بحاجة إلى حماية العلاقات الدينية الصحيحة مع الحكومات والأشخاص الذين نخدمهم.


نحن ملزمون باتخاذ موقف قوي بشأن القضايا الأخلاقية من أجل الحفاظ على بيئة صحية وأخلاقية.


كقادة دينيين ، فقد تكون مشاركتنا في العملية السياسية ضرورية لحماية الحرية الدينية الثمينة.


هذا مهم بشكل خاص في بلدان العالم التي حُرم مواطنوها ، حتى وقت قريب ، من حرية التعبير والممارسة في مجال الدين.


تقوم العديد من تلك الدول الآن بصياغة قوانين للسماح بالحريات التي تمتع بها المواطنون في بلدان أخرى لفترة طويلة.


هذه الديمقراطيات النامية تستحق الدعم.


يمكن متابعة تنفيذ مشاريع إنسانية مختارة بشكل مستقل أو تعاوني.


يمكننا تعزيز التعليم فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية والفنون وخدمة الإنسانية وقيمة التعليم نفسه.


يمكننا أن نقدم التشجيع للحياة الأسرية ، عالمين أن الصبر والبر والمحبة ستكافأ بالبهجة.


خاتمة


بالعودة إلى المثل الطبي الذي بدأت كلمتي به ، فإنني أشعر بقوة أن الناس في هذا العالم يمكن شفاؤهم عندما نبذل قصارى جهدنا في مكافحة الانحلال الروحي - والذي هو وباؤنا العالمي.


يتطلب الشفاء تطويرًا متزامنًا لإرادة الحياة ، والإيمان بالشفاء ، والحافز لتحسين عالمنا للأجيال القادمة.


اسمحوا لي أن أختتم خطابي بملاحظة شخصية.


ما عبرت عنه في كلمتي يمثل أكثر من مجرد إيماني الشخصي.


أعلم من التجربة الشخصية أن الله يمكنه التواصل مع الأفراد.


من خلال هذا الوحي الشخصي ، يمكن أن يعرف المرء بالتأكيد أن الله حي ، وأن ابنه الحبيب ، يسوع ، هو المسيح ، وأن التعاليم التي ناقشتها والتي تتعلق بخلاص الإنسان وتقدمه الأبدي صحيحة.


قناعات قوية مماثلة في قلوب الملايين من الأفراد هي عنصر حيوي لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.


بعد هذا العرض لجذور إيماننا ، فإنكم تستحقون أن تتذوقوا بعض الثمار الجيدة التي من خلالها ستتعرفون علينا أيضًا.


لذلك طلبت من العديد من الأطفال من منطقة شيكاغو ، جميعهم أعضاء في كنيستنا ، أن يغنوا لكم.


عنوان أغنيتهم "أنا ابن لله". وباعترافهم بأبوّة الله ، فإنهم يبينون أيضًا أخوّة البشرية جمعاء.


ستشكل أغنيتهم الجزء الختامي من كلمتي لكم.


نردد معًا بيانًا نشرته سابقًا الرئاسة الأولى لكنيستنا:


"رسالتنا إلى العالم هي رسالة حب خاص واهتمام بالصالح الأبدي لجميع الرجال والنساء على وجه الأرض، بغض النظر عن المعتقد الديني أو العرق أو الجنسية ، مع العلم أننا إخوة وأخوات حقًا لأننا أبناء وبنات نفس الأب الأبدي . "


أعرب لكم كل واحد منكم عن خالص تقديري وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في جميع مساعيكم القيّمة.


ليبارككم الله وليبارك أحباءكم وليدعم سعينا المتبادل من أجل تحقيق القوة الروحية والنوايا الحسنة والسلام على الأرض ، أصلي لأجل ذلك باسم يسوع المسيح ، آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.