خلال رحلة الشيخ أوختدورف إلى مصر اكتشف صلات البلاد بإنجيل يسوع المسيح وتعلم عن القواسم المشتركة بين الأديان*
يقول الرسول أوختدورف، ”العقيدة الأساسية ليسوع المسيح أكثر صلابة وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنه حقيقي بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق به“.
القبطان كريم يبحر على نهر النيل في القاهرة ، مصر يوم الأحد ١٦ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
القاهرة، جمهورية مصر العربية—منذ ما يقرب من ٦٠ عامًا ، كان ديتر أوختدورف طيارا حربيا في أواخر العشرينات من عمره، وكان قد تخرج حديثًا من تدريب القوات الجوية الألمانية والأمريكية ويعمل كطيار مدني في شركة لوفتهانزا. في تلك الفترة كان ديتر قد حلق عدة مرات إلى مدينة القاهرة، بالإضافة إلى مدن ودول أخرى في الشرق الأوسط كانت محطات توقف ليلية أو مرور.
خلال رحلاته أثار إعجابه منظر نهر النيل من الجو، وكيف أن المساحات الخضراء من المياه والفيضانات من حولها ستطغى عليها في نهاية المطاف الرمال و ”جبروت الصحراء“.
أهرامات الجيزة في القاهرة ، مصر ، يوم الجمعة ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
كان هو وآخرون يستأجرون الخيول من مكان بعيد عن العاصمة المصرية الصغيرة نسبيًا، ويمتطونها عبر الكثبان الرملية إلى أهرامات الجيزة التي بناها الفراعنة الذين حكموا مصر في الماضي. أطول هذه الصروح—المعروف بالهرم الأكبر—بناه خوفو، والثاني من حيث الاكتمال والحجم بناه ابنه خفرع، وثالثها وأصغرها بناه حفيده منقرع.
ثم كان ديتر ومن معه يركبون الخيول إلى تمثال أبو الهول العظيم ثم نحو ما يعرف حاليا بمقبرة سقارة، حيث يوجد الهرم المدرج وسلسلة من الآثار التي لا تزال قيد التنقيب، والساحات، والمقابر والممرات الجنائزية حيث تستمر الاكتشافات التي لا نسمع عنها إلا بين الحين والآخر في الأخبار عن حضارات يعود تاريخها إلى أكثر من أربعة آلاف عام.
لم يرجع ديتر، وهو الآن الشيخ أوختدورف عضو رابطة الرسل الاثني عشر، إلى القاهرة منذ حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧ بين إسرائيل وتحالف من الدول العربية، حتى الأسبوع الماضي، عندما تم تكليفه من الكنيسة بزيارة ثلاث دول عربية منها جمهورية مصر العربية حيث زار مدينة القاهرة حيث أتيح له أن يرى من جديد أكبر مدينة في القارة الأفريقية حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من ٢٢ مليون شخص.
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يستقبلان الشبيبة قبل اجتماع القربان المشترك لفرعي القاهرة يوم الجمعة ، ١٤ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
كانت تلك فرصة له للتعرف مجددًا على المدينة ومحيطها وسكانها لأول مرة شخصيًا منذ أكثر من نصف قرن – كما كانت هذه هي زيارته الأولى منذ ما يقرب من ٣٠ عامًا كسلطة عامة في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة—بما في ذلك منذ تقلده السلطة الرسولية في عام ٢٠٠٤، وقبل ١٠ سنوات عندما كان مستشارا في الرئاسة الأولى.
قال الشيخ أوختدورف: ”لقد تغيرت المدينة من نواحٍ عديدة“، مشيرًا إلى الكتلة السكانية للقاهرة وحجم المدينة، التي انتشرت الآن إلى الصحراء المحيطة بالمدينة لتزاحم المواقع التي تحتلها الأهرامات المهيبة وأبو الهول.
“لكن بعض الأشياء بقيت كما هي—وكذلك الأمر في الكنيسة، فإن بعض الأشياء تبقى كما هي، عقيدة يسوع المسيح الأساسية. وهي أكثر رسوخا وثباتًا من أهرامات الجيزة. إنها حقيقية بالنسبة لنا، ويمكننا الوثوق بها“.
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يسيران بالقرب من أهرامات الجيزة في القاهرة ، يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ .جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
بالنسبة للأخت هارييت أوختدورف، التي رافقته، كانت هذه أول زيارة لها إلى مصر وأول نظرة لها على ما رواه لها زوجها منذ عقود عن القاهرة والنيل والمواقع الأثرية بالإضافة إلى ما درسته لسنوات في الروايات التوراتية عن مصر.
الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف ، يلقيان نظرة على النقوش الهيروغليفية المعروفة باسم نصوص الأهرام ، في مصر يوم السبت ١٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٣.جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
قالت: ”بالنسبة لي، فإن هذه اللحظة مثل الحلم لأنني قريبة جدًا من كل هذه الأشياء هنا. الولايات المتحدة حيث نعيش بعيدة جدًا عن كل هذه الأشياء ولكنني الآن هنا“.
وصل الشيخ أوختدورف وزوجته إلى القاهرة بعد أيام قليلة من إحياء ذكرى عيد الفصح في ٩ نيسان/أبريل من قبل الطوائف المسيحية الغربية ، والذي يسبق عيد الفصح الأرثوذكسي الذي يُحيى في ١٦ نيسان/أبريل. كما تصادف وجودهم أيضا مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان الذي يحتفي به المسلمون في جميع أنحاء العالم.
قال الشيخ أوختدورف: ”هناك الكثير من الاحتفالات المختلفة، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الطيبين“، مضيفًا أن أهم أمر لقديسي الأيام الأخيرة هو ”قبول الهبة التي قدمها لنا يسوع المسيح جميعًا—وهي أنه بذل حياته لأجلنا، وقام من الموت. ما يعلمنا إياه جميعا هو أننا نستطيع أن نتوب ونبدأ من جديد.
ويقوم الشيخ أوختدورف بتأدية مهمة تشمل ثلاث دول، ابتدأت بخدمة الأعضاء والمبشرين وغيرهم في مدينة باريس.
ثم سافر آل أوختدورف من باريس إلى القاهرة، ليبدأا زيارتهما باجتماع قربان مشترك صباح يوم الجمعة مع قديسي الأيام الأخيرة الناطقين بالإنجليزية والعربية والذين ينتمون إلى فرعين محليين. ثم تابعا رحلتهما إلى الأراضي المقدسة واجتمعا هناك مع قديسي الأيام الأخيرة والطلاب في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس لدراسات الشرق الأدنى.
وتُعقَد اجتماعات قديسي الأيام الأخيرة في القاهرة أيام الجمعة. وخلال اجتماع القربان صباح يوم الجمعة هذا، وعلى مدار أيامهم الأربعة في القاهرة، وجد الشيخ أوختدورف مرارًا أمورا في التاريخ والثقافة المصرية القديمة مماثلة لتاريخ وثقافة قديسي الأيام الأخيرة.
تحت قيادة موسى، كان بنو إسرائيل يتغذون يوميًا على المن وبين الحين والآخر كان الرب يرسل لهم سربا كبيرا من السمان. ”ما هو المن؟“ سأل الرسول قبل أن يتابع مجيبا على ذلك، ”إنه صلواتنا اليومية، إنه علاقتنا اليومية بالسماء—من خلال النصوص المقدسة ومن خلال مساعدة منهاج ’تعال ، اتبعني‘“. ثم رجع إلى كفارة يسوع المسيح على أنها ”المن اليومي—لذا ثقوا بالله، وثقوا بأنه سيساعدكم“.
ثم تكلم الشيخ أوختدورف عن قائد روحي مهم في العهد القديم ومعاصر له في العصر الحديث. وقال الرسول إن الرئيس رسل نلسن، رئيس الكنيسة الحالي، هو ”نبي مثل موسى“، مقتبسا ببعض التصرف من كتاب المبادئ والعهود ١٠٧: ٩١-٩٢
كما أكد على دور الرئيس نلسن كما ورد في كتاب العهد القديم. ” سَيُقِيمُ الرَّبُّ فِيكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَهُ تَسْمَعُونَ“ (تثنية ١٨: ١٥).
وقال في هذا الصدد: ”ما أحببته حقًا هو الكيفية التي أظهروا بها أن القلب يُوزن في الآخرة، وإذا كان ثقيلا فإنه يكون ممتلئا بالسيئات، ونتيجة لذلك يكون على الشخص أن يعاني ويدفع ثمن أخطائه“.
الشيخ ديتر ف.أختدورف مع كاهن قبطي أثناء صعوده على متن طائرة في القاهرة ، مصر ، يوم الاثنين ، ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣ . جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
وأضاف، ”لكن عندما يكون الشخص صالحًا، فإن القلب يكون نقيا وخفيفا، ويعيش الشخص في حالة أكثر سعادة“، مضيفًا أن العديد من الثقافات والأديان، بما في ذلك الهندوس، الذين التقى بهم في رحلة في وقت سابق من هذا العام إلى الهند، تتفق معنا في العديد من القواسم المشتركة مثل الإيمان بالآخرة والرغبة في أن نكون معًا كعائلات.
وأشار إلى نصوص العهد القديم، من سفر الملوك الأول إلى إشعياء، والتي تتحدث عن رغبة الله في إعطاء أطفاله قلبًا نقيًا وقلبًا متفهمًا. ”إن الله يعطيكم قلبًا جديدًا، قلبًا خفيفًا، لأنه يحرص على خروج السيئات منها بالتوبة والمغفرة. وهذه هي العملية التي تلعب فيها كفارة يسوع المسيح دورا حيويا“.
الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، عضو رابطة الرسل الاثني عشر، يحيي رجلاً يقرأ القرآن في شوارع القاهرة، يوم الاثنين ١٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز
وقد كان الرسول نموذجًا لذلك حيث قام بالحديث مع مجموعة متنوعة من الأفراد أثناء شق طريقه عبر القاهرة، وسؤال المواطنين المصريين عن أحوالهم في رمضان، والتفاعل مع رجل يجلس خارج متجره في البلدة القديمة ويقرأ القرآن، والتعرف على كاهن قبطي على متن طائرته قبل إقلاعها إلى الأراضي المقدسة.
وقال الشيخ أوختدورف، ”يجب أن نعتز بالقواسم المشتركة فيما بيننا ونعتبرها قاعدة انطلاق للعلاقات المتبادلة، وأيضا احترام الاختلافات ولكن تقديرها وتقدير القواسم المشتركة - وقلوب البشر الطيبين“.
*الأصل الإنجليزي للمقال هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.