يسوع المسيح مخلصنا
بقلم الرئيس رسل م. نلسن رئيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
معجزات يسوع
أشهد أنه من خلال قيامة المسيح واستعادة إنجيله، فقد أتاح يسوع المسيح للبشر كل فرصة للمرور عبر الحجاب إلى محضر أبيه.
المسيح قام
سأل المخلص القائم من الموت مريم المجدلية وهي تقف خارج القبر الفارغ ”لماذا تبكين؟“.
فأجابت: ”يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ لِآخُذَه“.
قال يسوع: ”يا مريم“.
فأجابت، ”ربوني“ عندما تعرفت على المعلم. (راجع يوحنا ٢٠: ١٥-١٦).
من ظهور المخلص لمريم إلى ظهوره لرسله في العلية (انظر لوقا ٢٤: ٣٦-٤٣) ، و ٥٠٠ من الإخوة دفعة واحدة (راجع كورنثوس الأولى ١٥: ٦) ، وجمع بلغ عدده ٢٥٠٠ شخص في أرض الخصيبة (راجع ٣ نافي ١١: ٧-١٧) ، وجوزيف سميث في أيامنا هذه، فإن قيامته هي واحدة من الأحداث الموثقة بأكثر عناية في تاريخ البشرية.
كما أنها أهم حدث في التاريخ كله.
خلال خدمته الأرضية، أقام يسوع المسيح من بين الأموات ابنًا لأرملة (راجع لوقا ٧: ١١-١٥)، وابنة يايرس (راجع مرقس ٥: ٣٨-٤٢) ، وصديقه لعازر (راجع يوحنا ١١: ٣٩-٤١). ). ثم، عندما انتهت خدمته الأرضية، وبقوة منحها إياه الله الآب، فقد أقام يسوع نفسه.
قال عن جسده، ”انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه“ (يوحنا ٢: ١٩).
وقال، ”إِنَّ الآبَ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذِلُ حَيَاتِي لِكَيْ أَسْتَرِدَّهَا.
”لَا أَحَدَ يَنْتَزِعُ حَيَاتِي مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذِلُهَا بِاخْتِيَارِي. فَلِي السُّلْطَةُ أَنْ أَبْذِلَهَا وَلِيَ السُّلْطَةُ أَنْ أَسْتَرِدَّهَا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ تَلَقَّيْتُهَا مِنْ أَبِي“. (يوحنا ١٠: ١٧-١٨)
كانت قيامة المخلص هي الانتصار النهائي، والمعجزة النهائية، الناتجة من الاصطفاء المسبق ، والعذاب الذي لا يوصف، والقوة الإلهية من الأعالي. من خلال هذه القوة غير المفهومة - والتي تم تفعيلها من خلال محبة أبيه ومعرفته وقدرته المطلقة – فقد أصبح يسوع المسيح ”باكورة“ (كورنثوس الأولى ١٥: ٢٣) من قاموا من الموت.
ما تعنيه القيامة بالنسبة لنا
أنا ممتن لأنني كنت في المنزل يوم السبت من عام ٢٠٠٥. كنت أنا وزوجتي الأولى، دانتزل، قد أكملنا أعمالنا المنزلية وقررنا الاسترخاء لبضع دقائق. جلسنا على الأريكة، ممسكين بأيدي بعضنا، وبدأنا في مشاهدة برنامج على التلفزيون.
في غضون لحظات قليلة، انزلقت نفس دانتزل فجأة وبشكل غير متوقع بسلام إلى الأبدية وباءت كافة جهودي لإحيائها بالفشل. غمرتني الصدمة والحزن. لقد فقدت من كانت أعز صديقة لي لما يقرب من ٦٠ عامًا.
قبل عشر سنوات، فقدت ابنتي بسبب مرض السرطان. كانت إميلي تبلغ من العمر ٣٧ عامًا فقط. في عام ٢٠١٩، فقدت ابنتي الثانية الغالية بسبب هذا المرض الرهيب. كانت ويندي تبلغ من العمر ٦٧ عامًا فقط.
خلال تلك الأوقات العصيبة، كنت ممتنًا كثيرا لشهادتي عن الرب يسوع المسيح. في انتصاره على القبر نرى وعد قيامتنا.
أقبِلوا إليّ
أعلن المخلص بعد قيامته أنه ”دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ“ (متى٢٨: ١٨). وتشمل تلك القوة مفاتيح القيامة. أعلم أنه سيستخدم هذه المفاتيح لإقامة دنتزل وإيميلي وويندي، تمامًا كما سيستخدمها لإقامة بقية أفراد العائلة البشرية.
بالنسبة لأولاد الله، فإن القيامة تعني زوال الشيخوخة والتدهور والفساد. ”هٰذا الْفاني سَوْفَ يَلْبَسُ عَدَمَ الْفَناءِ“ (موسيا ١٦: ١٠) ، و ”يَتَّحِدُ الرّوحُ وَالْجَسَدُ ثانِيَةً في صورَةٍ كامِلَةٍ“ (ألما ١١: ٤٣)
القيامة تجعل من الممكن أيضا لم شمل آخر - لم شمل العائلات. نحن نعيش معًا في الحب، لذلك نبكي عندما يموت أحد الأحباء (انظر المبادئ والعهود ٤٢: ٤٥). لكن مثل مريم المجدلية، يمكننا أن نجعل دموع حزننا تتحول إلى دموع ابتهاج ونحن ننتظر المستقبل من منظور عائلة أبدية.
من خلال العهد الجديد والأبدي للإنجيل، فإننا نتزوج للأبد في الهيكل. وعندما نحترم العهود التي قطعناها هناك ونفكر في وعود الرب لشعب عهده، فإننا نفقد خوفنا من الموت. عوضا من ذلك، فإننا نتطلع بابتهاج إلى دخول محضر الله مجددًا مع أحبائنا.
إن الزواج السماوي هو عهد الإعلاء. من يتزوجون، كما وعد الرب، "سيتقدمان في القيامة الأولى ... ويرثان عروشًا وممالك وإمارات وسلاطين وسيادات ... إلى إعلائهما ومجدهما في جميع الأمور“ (المبادئ والعهود ١٣٢: ١٩).
تتلاقى أغراض الخلق والسقوط والكفارة في الهياكل. العالم بحاجة إلى هذه المعرفة المانحة للعزاء. هذا هو سبب جمعنا لإسرائيل.
لا توجد كراسي فارغة
استعدوا لمستقبلكم الأبدي
يذكرني رحيل دانتزل وبناتي بحقيقة مهمة: ”هذه الحياة هي فترة استعداد البشر لملاقاة الله؛ نهار هذه الحياة هو النهار الذي ينجز البشر فيه أعمالهم“ (ألما ٣٤: ٣٢).
طوال حياتها، استعدت دانتزل للعودة إلى منزلها السماوي. كانت تعلم أن وقتها على الأرض كان ثمينًا. لذلك فقد عاشت كل يوم كما لو كان آخر يوم لها.
سأل أيوب، ”ِإنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟“ (أيوب ١٤: ١٤). بسبب كفارة يسوع المسيح، فإن الإجابة على سؤال أيوب هي بالإيجاب ولا لبس فيها! إننا سنقوم من الموت. السؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل منا هو: ”هل سأكون مستعدًا للعيش في محضر الله بعد قيامتي؟“
يعيش بعض أبناء الله كما لو أنهم لا يخططون للموت. يعيش الآخرون كما لو أنهم لن يواجهوا أي مساءلة عن أفعالهم. هل نتخذ قراراتنا للأبدية أم للحاضر فقط؟ لا يمكننا أن نجعل أولوياتنا تعتمد على الأشياء التي من هذا العالم وأن نكون في نفس الوقت مستعدين للأشياء الأبدية للعالم القادم.
سيعيش البعض منا حياة طويلة. والبعض الآخر سيعيش حياة قصيرة. وسواء كانت طويلة أو قصيرة، فإن أيامنا معدودة. إن الموت جزء ضروري من تقدمنا الأبدي وكمال البهجة التي تنتظر القديسين المخلصين. عندما نفهم وجودنا من منظور أبدي، فإننا نفهم أن الموت جزء رحيم من خطة الخلاص. إنه بوابة العودة إلى محضر الله.
الموت سابق لأوانه فقط إذا كنا غير مستعدين لمقابلة الله. لذا فإننا يجب أن نستعد.
إننا نستعد بالحفاظ على تركيزنا على المخلص وإنجيله.
إننا نستعد بممارسة الإيمان والاستفادة من ”دم كفارة المسيح“ (موسيا ٤: ٢) من خلال التوبة، والمعمودية، وقبول هبة الروح القدس.
إننا نستعد من خلال الحصول على الأعطية والختم في الهيكل المقدس.
إننا نستعد من خلال وضع المنطق فوق الشهوات، والاهتمام بجسدنا حتى نتمكن من ”تقديمه نقيًا أمام الله في الملكوت السماوي“.
إننا نستعد من خلال تطوير صفات شبيهة بالمسيح ومحبة الله وقريبنا (راجع متى ٢٢: ٣٧-٤٠)
إننا نستعد من خلال احترام عهودنا، والسماح لله أن يغلب في حياتنا، وجمع إسرائيل على جانبي الحجاب، والتحمل حتى نهاية أيامنا.
شاهد رسولي
عند موت المخلص، اهتزت الأرض، وتشققت الصخور، وفُتحت القبور، وانشق حجاب الهيكل في أورشليم ”إلى شطرين من الأعلى إلى الأسفل" (متى ٢٧: ٥١ ؛ راجع أيضًا مرقس ١٥: ٣٨ ؛ لوقا ٢٣: ٤٥).
كان الحجاب يفصل قدس الأقداس، الذي يرمز إلى محضر الله، عن باقي الهيكل. فقط في يوم الكفارة كان يمكن للكاهن العالي المترئس أن يمر عبر الحجاب وأن يرش دم ذبيحة خطيئة للتكفير عن خطايا كل إسرائيل.
عندما سُفك دم يسوع المسيح، فقد قام "بالكفارة اللامتناهية" (٢ نافي ٩: ٧) وأتم الناموس. إن تمزق حجاب الهيكل يرمز إلى أن عظيم الكهنة قد اجتاز حجاب الموت، وسرعان ما سيدخل محضر أبيه ، ليتيح أمام الجميع الفرصة للمرور أيضًا عبر الحجاب إلى محضر الله الأبدي.
مع إخوتي في الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر، فإنني أشهد عن حقيقة ذلك الوعد السماوي.
إنني أشهد أنه ”سيكون لكم رجاء، عن طريق غفران المسيح وقوة قيامته، أن تُرفعوا إلى حياة أبدية وهذا بسبب إيمانكم به حسب الموعد“ (موروني ٧: ٤١).
أشهد أنه بسبب معجزة قيامة المخلص وكفارته، فإن ”كُلُ رُكْبَةٍ سَتَجثو وكُلُ لسان سَيَعْبُده. كُلُ واحدٍ منّا سيقف ليُحاكَم وِفْقاً لأفعاله ورغبات قلبه“.
لعلنا جميعا نستعد لهذا اليوم المجيد.