المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الاثنين، 6 مايو 2024

تاريخ تعدد الزوجات في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

 


تاريخ تعدد الزوجات في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (الجزء الأول)

يؤمن قديسو الأيام الأخيرة بأن زواج رجل وامرأة واحدة هو القانون الوحيد الذي لا يتغير بالنسبة للزواج في نظر الرب. في العصور الكتابية، أمر الرب بعض الأشخاص بممارسة تعدد الزوجات - زواج رجل واحد من أكثر من امرأة. من خلال الوحي، أمر الرب النبي جوزف سميث بتنفيذ وصية ممارسة تعدد الزوجات بين أعضاء الكنيسة في بدايات الأربعينيات من القرن التاسع عشر. ولمدة أكثر من نصف قرن، تم ممارسة تعدد الزوجات من قبل بعض قديسي الأيام الأخيرة بتوجيه من رئيس الكنيسة.

لا يفهم قديسو الأيام الأخيرة جميع أغراض الله في التوصية بتعدد الزوجات من خلال أنبيائه. وتنص الكتابات المقدسة على أن الهدف الرئيس لتوصية الله به هو زيادة عدد الأطفال المولودين في عهد الإنجيل من أجل "تنشئة نسل للرب".

أدى تعدد الزوجات إلى ولادة أعداد كبيرة من الأطفال ضمن عائلات قديسي الأيام الأخيرة المؤمنين. كما أنه شكل المجتمع المورموني في القرن التاسع عشر بعدة طرق: فقد أصبح الزواج متاحًا لجميع من يرغبون فيه تقريبًا؛ وتقلصت الفجوة الاقتصادية في الظروف المالية للأفراد حيث تزوجت النساء اللواتي يعانين من صعوبات اقتصادية وأصبحن جزءا من عائلات أكثر استقرارًا ماليًا؛ وزادت الزيجات بين الأعراق، مما ساعد في توحيد المهاجرين المتنوعي الأعراق. كما ساعد تعدد الزوجات في إنشاء وتعزيز الشعور بالانتماء بين قديسي الأيام الأخيرة والروابط الاجتماعية بينهم. بدأ أعضاء الكنيسة ينظرون إلى أنفسهم على أنهم "شعب ذا عادات مختلفة"، ملتزمون بتنفيذ أوامر الله رغم المعارضة الخارجية لها.

بدايات تعدد الزوجات في الكنيسة

 كانت تعددية الزوجات من الممارسات المقبولة لآلاف السنين في العديد من الثقافات والديانات، باستثناء قليل منها، وتم رفضها في الثقافات الغربية. في عهد جوزيف سميث، كان الزواج الأحادي هو الشكل القانوني الوحيد للزواج في الولايات المتحدة.

ظهر الوحي المتعلق بتعدد الزوجات، المسجل في كتاب المبادئ والعهود القسم ١٣٢، جزئيًا بسبب دراسة جوزيف سميث للعهد القديم في عام ١٨٣١. كان من المفهوم لدى قديسي الأيام الأخيرة أنهم يعيشون في الأيام الأواخر، فيما أطلق عليه الوحي اسم "تدبير ملء الأزمنة" حين ستُستعاد المبادئ القديمة - مثل الأنبياء والكهنوت والهياكل - إلى الأرض. كان تعدد الزوجات، الذي كان يمارسه الآباء القدامى مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى، واحدًا من تلك المبادئ القديمة.

كان الوحي نفسه الذي علم عن تعدد الزوجات ضمن وحي حول الزواج الأبدي—وهو التعليم بأن الزواج يدوم بعد الموت. يمكن للزواج الأحادي وتعدد الزوجات الذي يؤديه حملة الكهنوت أن "يختم" من يحبون بعضهم إلى الأبد، بشرط أن يعيشوا في بر وصلاح.

تضمن الوحي المتعلق بالزواج مبادئ عامة؛ لكنه لم يوضح كيفية تنفيذ تعدد الزوجات بكل تفاصيله. في مدينة نافو، تزوج جوزيف سميث زوجات إضافيات وسمح لقديسي الأيام الأخيرة الآخرين بممارسة تعدد الزوجات. تم طرح هذه الممارسة بحذر وبشكل تدريجي، وتعهد المشاركون بالحفاظ على مشاركتهم سرية، منتظرين حلول وقت يتمكن فيه الأزواج من الاعتراف بزواجهم علنًا.

تعدد الزوجات والأسر في أواخر القرن التاسع عشر في يوتا

ما بين عامي ١٨٥٢ و ١٨٩٠، كانت تعدد الزوجات ممارسة شائعة بين قديسي الأيام الأخيرة. وكانت معظم الأسر التعددية تعيش في ولاية يوتا. أشار النساء والرجال الذين عاشوا في هذه الأسر إلى التحديات والصعوبات التي واجهوها، ولكن أيضًا إلى الحب والبهجة التي وجدوها في محيطهم الأسري. كانوا يؤمنون أن تعدد الزوجات كان وصية من الله في ذلك الزمن، وأن الطاعة لهذه الوصية ستجلب لهم ولأسرهم بركات عظيمة. علّم قادة الكنيسة أن المشاركين في تعدد الزوجات يجب أن يسعوا لتنمية روح السخاء والمحبة النقية التي يعلمها المسيح لجميع المعنيين بهذا الأمر.

وبينما كان بعض قادة الكنيسة تمتلك أسرًا كبيرة تعددية، إلا أن ثلثي الرجال المتعددين لديهم امرأتين فقط في نفس الوقت. وعرفت الكنيسة أن تعدد الزوجات كان يمكن أن يكون صعبًا بشكل خاص على النساء. لذا كان الطلاق متاحًا للنساء اللواتي كن غير سعداء في زيجاتهن، وكان بإمكانهن الزواج مرة أخرى بسهولة. وغالبًا ما كانت النساء يتزوجن في سن مبكرة في العقد الأول للسكن في يوتا، وهو أمر كان شائعا بين النساء في المناطق الحدودية في ذلك الوقت. وفي ذروة هذه الممارسة في عام ١٨٥٧،كان نصف سكان يوتا من قديسي الأيام الأخيرة تقريبا يعيشون تجربة تعدد الزوجات كزوجة أو زوج أو طفل. وانخفضت نسبة المشاركة في تعدد الزوجات بشكل مطرد خلال الثلاثة عقود التالية.

خلال السنوات التي تم فيها تعليم تعدد الزوجات بشكل علني، لم يُتوقع من جميع قديسي الأيام الأخيرة أن يعيشوا حسب هذا المبدأ، على الرغم من أنه كان متوقعًا من الجميع أن يقبلوه كوحي من الله. في الواقع، لم يكن بالإمكان تطبيق هذا النظام من الزواج على نطاق شامل بسبب نسبة عدد الرجال إلى النساء. كما كانت النساء حريصات على اختيار شركاء حياتهن، سواء كن يرغبن في دخول علاقة زواج متعددة أو زواج أحادي، أو حتى الزواج عمومًا. بعض الرجال عملوا بوصية تعدد الزوجات لأن قادة الكنيسة طلبوا منهم ذلك، في حين بدأ آخرون بعمل ذلك بأنفسهم؛ وكان من المطلوب من الجميع الحصول على موافقة قادة الكنيسة قبل العمل بهذه الوصية.

التشريعات المعادية لتعدد الزوجات ونهاية تعدد الزواج

ابتداءً من عام ١٨٦٢، أقرت الحكومة الأمريكية قوانين ضد ممارسة تعدد الزواج. بعد أن وجدت المحكمة العليا الأمريكية أن قوانين مكافحة تعدد الزواج دستورية في عام ١٨٧٩، بدأ المسؤولون الفيدراليون في محاكمة الأزواج والزوجات ضمن هذه العلاقات خلال الثمانينيات من القرن التاسع عشر. وبسبب اعتبارهم هذه القوانين غير عادلة، فقد شارك قديسو الأيام الأخيرة في عصيان مدني من خلال مواصلة ممارسة تعدد الزواج ومحاولة تجنب الاعتقال عن طريق الانتقال إلى منازل الأصدقاء أو العائلة أو الاختباء تحت أسماء مستعارة. وعندما كانت تتم إدانتهم، فقد كانوا يدفعون الغرامات ويخضعون لفترات في السجن.

أحد القوانين المعادية لتعدد الزوجات سمحت للحكومة الأمريكية بالاستيلاء على ممتلكات الكنيسة. وهدد المسؤولون الفيدراليون بأنهم قريبًا سيستولون على الهياكل التي كانت لقديسي الأيام الأخيرة. وأضحى عمل الخلاص للأحياء والأموات في خطر. وفي سبتمبر ١٨٩٠، شعر رئيس الكنيسة ويلفورد وودروف بالإلهام لإصدار بيان. أوضح الرئيس وودروف، "بسبب ما تم من تشريع للقوانين من قبل الكونغرس والتي تحظر تعدد الزوجات"، فإنني أعلن هنا نيتي بالامتثال لتلك القوانين، وباستخدام نفوذي لدى أعضاء الكنيسة التي أترأسها لجعلهم يفعلون المثل".

لم تكن معاني وثيقة البيان واضحة في البداية. فأسلوب الرب هو أن يتحدث "هنا قليلاً، وهناك قليلاً". ومثلما كان الأمر عند بداية تعدد الزوجات في الكنيسة، فقد كانت نهاية الممارسة تدريجية وتراكمية، وهي عملية كانت حافلة بالصعوبات والشكوك.

أعلن البيان عن نية الرئيس وودروف للامتثال لقوانين الولايات المتحدة، وانتهت الزيجات المتعددة الجديدة داخل ولاية يوتا تقريباً. ولكن استمر عدد قليل من الزيجات المتعددة في المكسيك وكندا، تحت رعاية بعض قادة الكنيسة. كقاعدة، لم تُشَجّع هذه الزيجات من قبل قادة الكنيسة وكان من الصعب الحصول على موافقة عليها. كان يجب على أحد أو كل من الزوجين الذين دخلوا في هذه العلاقات عادة أن يوافقوا على البقاء في كندا أو المكسيك. بشكل استثنائي، تم إجراء عدد أقل من الزيجات المتعددة داخل الولايات المتحدة بين عامي ١٨٩٠ ١٩٠٤.

أصبح دور الكنيسة في هذه الزيجات موضوع جدل عام شديد بعد انتخاب ريد سموت، أحد الرسل، لمجلس الشيوخ الأمريكي في عام ١٩٠٣. في مؤتمر الكنيسة العام في أبريل ١٩٠٤، أصدر الرئيس جوزيف ف. سميث بيانًا قويًا، يعرف باسم البيان الثاني، جعل فيه الزيجات المتعددة الجديدة مؤدية للطرد من الكنيسة. ومنذ عهد الرئيس سميث، أكد رؤساء الكنيسة مرارًا وتكرارًا أن الكنيسة وأعضاؤها لم يعد لديهم الإذن بدخول الزواج المتعدد وأكدوا صدق كلماتهم من خلال حث القادة المحليين على إحالة الأعضاء الذين لا يلتزمون إلى المجالس الكنسية للانضباط.

الخاتمة

كان تعدد الزواج من بين أصعب جوانب استعادة الإنجيل. وبالنسبة للكثيرين الذين مارسوه، كان تعدد الزواج امتحانًا للإيمان. فقد خالف هذا التطبيق الأعراف الاجتماعية والقانونية، مما أدى إلى وقوع الاضطهاد والتشنيع على الكنيسة. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فقد استفادت الكنيسة من تعدد الزواج بطرق لا تحصى. فمن خلال نسل هؤلاء القديسين في القرن التاسع عشر، جاء العديد من قديسي الأيام الأخيرة الذين ظلوا أوفياء لعهود الإنجيل كأمهات وآباء بارين؛ تلاميذ مخلصين ليسوع المسيح؛ أعضاء كنيسة مخلصين وقادة ومبشرين؛ ومواطنين جيدين ومسؤولين عامين بارزين. يكرم قديسو الأيام الأخيرة الحديثون ويحترمون هؤلاء الرواد المخلصين الذين قدموا الكثير من أجل إيمانهم وأسرهم ومجتمعهم.

تقدر الكنيسة مساهمة عدد من الباحثين في المحتوى التاريخي المقدم في هذا المقال؛ حيث تم استخدام أعمالهم بإذن.

هذه المقالة تعريب لمقالة تاريخ تعدد الزوجات في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ضمن قسم مواضيع الإنجيل

هل المورمون مسيحيون؟


 هل المورمون* مسيحيون؟


أفراد كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة يؤكدون بلا تردد هويتهم كمسيحيين. إنهم يعبدون الله الآب الأبدي باسم يسوع المسيح. عندما سُئل جوزيف سميث عن معتقدات قديسي الأيام الأخيرة، وضع المسيح في مركز هذه التعاليم قائلا: "المبادئ الأساسية لديننا هي شهادة الرسل والأنبياء بشأن يسوع المسيح، 'أنه توفي ودفن وقام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء'؛ وكل الأمور الأخرى التي تتعلق بديننا ليست سوى ملحقات." كما أكد الرسل الاثني عشر المعاصرون تلك الشهادة عندما أعلنوا: "يسوع هو المسيح الحي، ابن الله الخالد. ... ودربه هو الدرب الذي يؤدي إلى السعادة في هذه الحياة والحياة الأبدية في العالم الآتي."

لكن في العقود الأخيرة، زعم بعض الأشخاص أن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ليست كنيسة مسيحية. ومن أكثر الأسباب التي ذكروها هي:

·      لا يقبل قديسو الأيام الأخيرة العقائد والاعترافات والتشكيلات من الفترة المسيحيّة ما بعد العهد الجديد.

·      لا تنحدر كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الخط التاريخي للمسيحية التقليدية. بمعنى آخر، كنيسة قديسي الأيام الأخيرة ليست كاثوليكية، أو أرثوذكسية، أو بروتستانتية، أو قبطية.

·      لا يعتقد قديسو الأيام الأخيرة أن النصوص المقدسة تتألف فقط من الكتاب المقدس، ولكن لديهم شريعة دينية موسّعة تشمل كناب مورمون والمبادئ والعهود والخريدة النفيسة.

 سنقوم بفحص كل من هذه النقاط أدناه.

١.  لا يقبل قديسو الأيام الأخيرة العقائد من الفترة المسيحيّة بعد العهد الجديد

 منذ فترة طويلة، اعترف العلماء بأن مفهومهم عن الله والذي اعتنقه أوائل المسيحيين تغير بشكل كبير على مر القرون. كانت آراء المسيحيين الأوائل حول الله أكثر شخصية وإنسانية وأقل تجريدًا مما ظهر لاحقًا في العقائد المكتوبة على مدى القرون العديدة التالية. الانتقال الفكري الرئيسي الذي بدأ في القرن الثاني بعد الميلاد، بعد فقدان السلطة الرسولية، نتج عنه اندماج في المفاهيم بين العقيدة المسيحية والفلسفة اليونانية.

 يعتقد قديسو الأيام الأخيرة أن اندماج اللاهوت المسيحي المبكر مع الفلسفة اليونانية كان خطأ فادحًا. كما يؤمنون أن مبدأ اللاهوت الحقيقي للآب (الله أبونا) وابنه يسوع المسيح والروح القدس قد استُعيدَ من خلال النبي جوزيف سميث. ونتيجة لذلك، يعتبر قديسو الأيام الأخيرة أن الله الآب كان كائنًا ذا جسد، وهو اعتقاد يتماشى مع السمات التي كان الكثير من المسيحيين الأوائل ينسبونها إلى الله. وهذا الاعتقاد لدى قديسي الأيام الأخيرة يختلف عن العقائد المسيحية بعد فترة العهد الجديد.

 بغض النظر عن الاختلافات العقائدية بين قديسي الأيام الأخيرة وأعضاء الكنائس المسيحية الأخرى، فإن الأدوار التي يسندها قديسو الأيام الأخيرة لأعضاء الرئاسة الإلهية تتوافق إلى حد كبير مع آراء الآخرين في العالم المسيحي. يعتقد قديسو الأيام الأخيرة أن الله قادر على كل شيء وعالم بكل شيء ومُحِب، كما يُصَلون إليه باسم يسوع المسيح. ويعترفون بالآب كأساس لعبادتهم وبالابن كرب وفادي وبالروح القدس كرسول ومنبِّئ بالآب والابن. وباختصار، لا يقبل قديسو الأيام الأخيرة العقائد المسيحية من زمن ما بعد العهد الجديد ولكن يعتمدون بعمق على كل عضو في الهيئة الإلهية في عبادتهم وممارساتهم الدينية اليومية، كما كان الحال مع المسيحيين الأوائل.

٢.  قديسو الأيام الأخيرة يؤمنون بمسيحية مُستَعادة 

من الافتراضات المستخدمة في الجدال بأن القديسين الأخيرين ليسوا مسيحيين أيضًا أن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الايام الأخيرة لا تنتمي إلى السلالة التقليدية للكنائس المسيحية في الوقت الحاضر: قديسو الأيام الأخيرة ليسوا كاثوليكًا أو أرثوذكسيين أو بروتستانت. ويؤمن قديسو الأيام الأخيرة أن السلطة الكهنوتية عادت أو أُحضِرَت من جديد إلى العالم لجوزيف سميث على يد الملائكة ، وهم ينظرون إلى كنيستهم ككنيسة "مُستعادة"، وليس "إصلاحية". هذا المعتقد يساعد في فهم سبب انتماء العديد منهم إلى طوائف مسيحية أخرى قبل انضمامهم إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، حيث أنهم لم يعتبروا أنفسهم خارجين عن المسيحية، بل شعروا بالامتنان لانضمامهم إلى كنيسة يسوع المسيح المستعادة، التي رأوا فيها كنيسة مسيحية أكثر اكتمالًا وثراءً، سواءً من الناحية الروحية أو التنظيمية أو العقائدية.

 وغالبًا ما يفترض أعضاء الكنائس العقائدية بشكل خاطئ أن جميع المسيحيين اتفقوا ويجب أن يتفقوا دائمًا على مجموعة ثابتة تاريخيًا وموحدة من المعتقدات. ولكن كما صرح العديد من الباحثين، فإن المسيحيين اختلفوا بشدة حول كل مسألة من مسائل اللاهوت والممارسة الدينية على مر القرون، مما أدى إلى إنشاء عدد كبير من الطوائف المسيحية. وعلى الرغم من اختلاف مذهب كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عن مذاهب الكنائس المسيحية العقائدية الكثيرة، فهو متسق مع المسيحية الأولى. يجب أن يكون لمن يحب ويعبد ويتبع المسيح بصدق الحرية في فهم العقيدة وفقاً لما يقتضيه ضميره دون وَصْمِه بأنه غير مسيحي. 

٣. قديسو الأيام الأخيرة يؤمنون بنصوص مقدسة مفتوحة

المبرر الثالث الذي يُوصَم لأجله قديسي الأيام الأخيرة بأنهم غير مسيحيين يتعلق بإيمانهم بنصوص مقدسة مفتوحة. بالنسبة لأولئك الذين يطرحون هذه الحجة، وهي أنه كي يكون المرء مسيحيًا فإن هذا يعني بأن عليه أن يوافق على أنه لا يمكن الإيمان بأي نص مقدس عدا الكتاب المقدس، أو كفاية الكتاب المقدس. ولكن الادعاء بأن الكتاب المقدس هو الكلمة الوحيدة والنهائية لله - وبالتحديد، كلمة الله النهائية المكتوبة - هو ادعاء لا يوجد له إسناد في الكتاب المقدس نفسه. حيث أنه لا يوجد موقع يعلن فيه الكتاب المقدس أن جميع الوُحِي من الله ستُجمع في كتاب واحد ليتم بعد ذلك ختمه إلى الأبد وأنه لا يمكن بعد ذلك استلام أي وحي ديني آخر.

 علاوة على ذلك، فإن جميع كنائس المسيحية ليست على ثقة بأن الديانة المسيحية يجب أن تكون محدودة بالالتزام بشريعة مغلقة. في الحقيقة، يبدو أن الحجة المؤيدة للاستبعاد بسبب انغلاقية الكتاب المقدس تستخدم انتقائياً لاستبعاد قديسي الأيام الأخيرة من المجتمع المسيحي. لا يقيد أي فرع من فروع المسيحية نفسه بالكامل بالنص الكتابي في اتخاذ القرارات العقائدية وتطبيق المبادئ الكتابية. على سبيل المثال، يلجأ الكاثوليك إلى التقاليد الكنسية والمجمع الكنسي (المعلمون، بما في ذلك الباباوات والمجامع) للحصول على الإجابات. بالنسبة للبروتستانت، وخاصة الإنجيليين، فإنهم يلجأون إلى علماء اللغة وعلماء الكتاب المقدس للحصول على إجاباتهم، بالإضافة إلى المجامع والعقائد الكنسية من فترة ما بعد العهد الجديد. وبالنسبة للكثير من المسيحيين، فإن آراء هذه المجامع والعقائد هي بأهمية الكتاب المقدس نفسه. ولتحديد العقيدة وفهم النص الكتابي، فإن قديسي الأيام الأخيرة يلجأ ون إلى الأنبياء الأحياء وإلى كتب دينية إضافية مثل كناب مورمون، والمبادئ والعهود، والخريدة النفيسة.

مع العهدين القديم والجديد، يدعم كناب مورمون شهادة ثابتة ليسوع المسيح. يقول مقطع واحد إن كناب مورمون "يؤكد الحقائق" الموجودة في الكتاب المقدس "ويجعل من المعلوم لجميع الشعوب والألسنة والبشر أن حَمَل الله هو ابن الآب الأبدي، ومخلص العالم؛ وأن جميع البشر يجب أن يأتوا إليه، وإلا فإنه لا يمكن لهم أن يخلصوا." ومن خلال أكثر من ستة آلاف آية، يشير كناب مورمون إلى يسوع المسيح ما يقرب من أربعة آلاف مرة وبأكثر من مائة اسم مختلف: "يهوه"، "عمانوئيل"، "المسيح المقدس"، "حمل الله"، "فادي إسرائيل"، وهلم جرا. إن كناب مورمون هو بالفعل "شهادة أخرى ليسوع المسيح"، كما هو معلن في صفحة عنوانه.

   الخاتمة

 ما زال المهتدون في جميع أنحاء العالم ينضمون إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة جزئيًا بسبب تميزها العقائدي والروحي. وينبع هذا التميز من المعرفة المستعادة إلى هذه الأرض من خلال هذه الكنيسة، إلى جانب قوة الروح القدس الموجودة في الكنيسة بسبب السلطة الكهنوتية المستعادة، والمفاتيح، والطقوس، وكامل إنجيل يسوع المسيح. كما تظهر ثمار الإنجيل المستعادة في حياة أعضائها المؤمنين.

 وفي حين أن أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة لا يرغبون في التنازل عن تميُّز كنيسة يسوع المسيح المستعادة، إلا أنهم يتمنون العمل جنبًا إلى جنب مع المسيحيين الآخرين - وكل من ينتمون إلى جميع الأديان – وخصوصا لمواجهة المشاكل الأخلاقية والأسرية التي تواجه المجتمع. يصبح الحوار المسيحي أكثر ثراءً من خلال ما يقدمه قديسو الأيام الأخيرة. وليس هناك سبب يبرر استبعاد الطوائف المسيحية بعضها البعض في زمن الحاجة فيه مُلِحّة للوحدة بين الكنائس المسيحية في الإعلان عن ألوهية يسوع المسيح وتعاليمه.

 

  تقدّر الكنيسة إسهام عدد من الباحثين في المحتوى التاريخي المقدم في هذا المقال؛ وقد تم استخدام عملهم بإذن.

هذا المقال هو تعريب النص الإنجليزي لمقالات مواضيع الإنجيل

كانت كلمة "مورمون" تُستخدم لتسمية أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، واشتُقت هذه الكلمة من كتاب مورمون، وهو أحد النصوص المقدسة في الكنيسة، والذي يأتي اسمه من النبي مورمون الذي يُعتقد أنه جمع محتوياته. بمرور الزمن، أصبحت كلمة "مورمون" تعبيراً شائعاً لوصف أتباع الكنيسة.


ومع ذلك، يفضل أفراد كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عموماً عدم استخدام مصطلح "مورمون" لوصف أنفسهم أو عقيدتهم. ويعود هذا التفضيل إلى اعتقادهم بأهمية المسيح في ديانتهم ورغبتهم في التركيز على التزامهم به. وبالتالي، يفضلون تسمية أنفسهم بـ"قديسي الأيام الأخيرة"، مما يبرز إيمانهم بأنهم من أتباع المسيح في الزمن الأخير كما تم التنبؤ في الكتاب المقدس. وبالإضافة إلى ذلك، فإنهم يسعون إلى تجنب الالتباسات التي قد تنشأ من استخدام مصطلح "مورمون"، وبدلاً من ذلك يركزون على معتقداتهم وتعاليمهم الأساسية.

الأحد، 14 مايو 2023

آخر الأخبار عن جهود الإغاثة الكنسية من الزلازل في تركيا وسوريا

 آخر الأخبار عن جهود الإغاثة الكنسية من الزلازل في تركيا وسوريا

تواصل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة التعاون مع المنظمات الدولية لتقديم الإغاثة

 ١١ أيار/مايو ٢٠٢٣


اثنان من الشباب الناجين من الزلزال يتلقون وجبات الطعام التي قدمها أحد متطوعي منظمة NuDay في سوريا.

قامت كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بتقديم الدعم لمنظمة NuDay في جهود الإغاثة بعد الزلازل في شباط/فبراير ٢٠٢٣.

خلال عمل المنظمات غير الحكومية ووكالات الإغاثة لمساعدة الناجين من زلزال فبراير في تركيا وسوريا، فإنهم يتلقون دعمًا مستمرًا من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

ولقى ما لا يقل عن ٥٠ ألف شخص مصرعهم عندما ضربت المنطقة زلازلا بقوة ٧,٨ و ٧,٥ درجة فى ٦ شباط/فبراير.

وكانت منطقة شمال غرب سوريا تعاني في ذلك الحين من النزاعات في المنطقة، مما تسبب في نزوح حوالي ٢,٨ مليون شخص داخليًا واعتمادهم على المساعدات الإنسانية. وكانت الزلازل قد عرّضت المزيد من الناس للعوامل الجوية وتركتهم بحاجة إلى المساعدة في الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والمياه النظيفة.

بحلول أوائل أبريل/نيسان، ساهمت الكنيسة بأكثر من ١٣,٥ مليون دولار كمساعدات من خلال ٢٠ مشروع إغاثة. قدم تقرير هذا الأسبوع على موقع ChurchofJesusChrist.org المزيد من المعلومات المفصلة عن استمرار المساعدات.

على سبيل المثال، تعمل الكنيسة مع NuDay ، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام ٢٠١٣ وتقدم الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الأزمة في سوريا. منذ الساعات الأولى بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، بدأت NuDay في المساعدة في عمليات الإجلاء ودعم الملاجئ المؤقتة للذين فقدوا منازلهم.

 وقالت هدى علاوة مديرة التنمية في NuDay ، بفضل الدعم من [الكنيسة] ، قفقد منا بتوزيع سلال غذائية ووجبات وحليب أطفال - وكلها لا تزال مطلوبة بشدة. ونحن نعمل الآن معًا لتطوير خطط تعافي طويلة الأجل، مثل إصلاح البنية التحتية ودعم الأسر وإعادة بناء سبل العيش حتى يكون لسوريا أمل في تكوين مستقبل جديد“.

فتاة صغيرة تقبل الطعام الطازج لعائلتها المكونة من سبعة أفراد على يد متطوع في منظمة NuDay في سوريا. وتدعم كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة منظمة NuDay في جهود الإغاثة منذ الزلازل في فبراير/شباط ٢٠٢٣.

كما دعمت الكنيسة العديد من المنظمات الأخرى التي تساعد شعبي تركيا وسوريا. وهذه الجهود مذكورة فيما يلي.

 وكالة رحمة العالمية تدخلت لتقديم الإغاثة منذ الأيام الأولى بعد الزلزال، بما في ذلك المشاركة في عمليات الإنقاذ وتقييم الاحتياجات للتواصل مع الوكالات الأخرى. كما قدم عمالها الطعام والوقود والإمدادات الأخرى.

وقد قدمت منظمة Mercy Corps الطعام والمياه والصرف الصحي ومواد النظافة لحوالي ٥٠٠ عائلة نازحة جديدة تعيش في ملاجئ مؤقتة. وستستمر العائلات في تلقي سلال غذائية شهرية وحزم خبز من المخابز المحلية.

كما قامت منظمة كير بتلبية احتياجات ١٩٠٠ عائلة متضررة من الزلزال في سوريا من خلال توفير سخانات خاصة للخيام إضافة إلى المراتب والبطانيات ومستلزمات المطبخ. كما تم توزيع مجموعات مستلزمات النظافة مع فراشي الأسنان والصابون والأغراض الشخصية الأخرى.

أما منظمة MedGlobal فقد قامت بالعمل على صيانة مولدات الأكسجين، وقدمت المعدات الطبية وبناء قدرات برامج التعليم الطبي في المستشفيات والمراكز الصحية ومخيمات اللاجئين في شمال غرب سوريا.

كما ساعدت وكالة الأدفنتست للتنمية والإغاثة ٨٠٠ أسرة في توفير المأوى والطعام والمفارش ومعدات الطبخ والملابس الدافئة. كما يتم توفير مستلزمات النظافة الشخصية للحماية من انتشار الأمراض والقمل في بعض المخيمات.

أما الهيئة الطبية الدولية فقد قامت بتوزيع مواد العناية الحرجة مثل البطانيات وأكياس النوم والملابس الدافئة في كل من سوريا وتركيا. كما عملت على توزيع الأدوية والمضادات الحيوية ومستلزمات الصدمات ومستلزمات الكوليرا للمساعدة في الحماية من انتشار المرض.

وقال بويس فيتزجيرالد، مدير الشؤون المادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الكنيسة، إن الكنيسة ستواصل دعم جهود الإغاثة في المنطقة.

وقال فيتزجيرالد: ”إن التبرعات السخية من قديسي الأيام الأخيرة في جميع أنحاء العالم هي ما يجعل من الممكن لنا مساعدة المحتاجين ونحن نحاول أن نخدم كالرب يسوع المسيح، ونحن ممتنون للانضمام إلى المنظمات الرائعة الأخرى في جهودهم هذه“.

متطوع في وكالة NuDay يقيِّم الدمار الذي خلفه الزلزال بعد زلزال شباط/فبراير ٢٠٢٣ في تركيا وسوريا.




الجمعة، 12 مايو 2023

الشيخ أوختدورف يقول خلال اجتماعات القدس: ”أنا تلميذ ليسوع المسيح“

الشيخ أوختدورف يقول خلال اجتماعات القدس: ”أنا تلميذ ليسوع المسيح“*

يعلّم الرسول أن ”التلمذة هي حالة وجودية“ في اجتماع روحي خلال مؤتمر قطاع القدس.

٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣



الشيخ ديتر ف. أوختدورف يتحدث في قاعة مركز القدس لجامعة بريغهام يونغ

الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر ، وهو يتحدث خلال مؤتمر خاص لمنطقة القدس في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم السبت، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

القدس، الأراضي المقدسة - مع غروب شمس مساء الجمعة على الروافد الغربية لمدينة القدس وإعلان بدء السبت اليهودي لمدة ٢٥ ساعة—وهو يوم للراحة والإثراء الروحي—اجتمعت عصبة مختارة ولكن متنوعة من أتباع يسوع المسيح على التلال بين جبل الزيتون في المدينة وجبل المشارف للعبادة والاستماع إلى أحد شهود الرب المميزين والذي كان يقف في وسطهم.

لم يأتِ الحاضرون في اليوم التالي من مدينة القدس فحسب، بل من مدينة بيت لحم المجاورة إلى الجنوب، ومن تل أبيب وحيفا شمالًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الداخل من مدينة طبريا المطلة على بحيرة طبريا. كما كان بعضهم من خارج البلاد—من أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، ومن أوروبا وأفريقيا، ومن آسيا وجنوب المحيط الهادئ.


طلاب جامعة بريغهام يونغ يشاهدون غروب الشمس في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم السبت ، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وكان عدد قليل من الحضور من المقيمين في المركز منذ فترة طويلة، وكان بعضهم تلاميذًا يدرسون في إسرائيل، وآخرون سافروا من بلدان بعيدة، بعد أن علموا بانعقاد خدمات العبادة الأسبوعية المنتظمة ووجدوا طريقة للانضمام والمشاركة.

وبينما كانوا ينظرون إلى وادي قدرون والبلدة القديمة وجبل الهيكل (الحرم الشريف) الذي يتميز بمعلم معماري معروف وهو قبة الصخرة، استقبل تلاميذ المسيح المعاصرون بعضهم البعض بحرارة، وغنوا الترانيم معًا واحتفلوا بالعيد مغترفين من وليمة روحية تألفت من كلمات من عضو في رابطة الرسل الاثني عشر والذي رحب بهم كرفاق له في التلمذة للمسيح.


الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر يشير إلى طلاب جامعة بريغهام يونغ في مركز القدس يوم الجمعة ، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد، ديزيريت نيوز

وتحدث الشيخ ديتر ف. أوختدورف في اجتماعين عُقدا في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يومي الجمعة والسبت ، ٢١-٢٢ أبريل/نيسان.

كانت كفارة يسوع المسيح ودورها في مساعدة أبناء الله على التوبة والاستحقاق للعودة إليه بمثابة لازمة مشتركة في جميع الكلمات التي ألقاها الشيخ أوختدورف.

وقال "الهبة العظيمة هي أضحية ابنه، مخلصنا الحبيب. إن يسوع المسيح محوريّ، وهذه الهبة العظيمة تملأ قلبي بامتنان عظيم. ...

”إنني أشهد له. أنا تلميذ ليسوع المسيح“، هذه هي العبارة التي كررها الرسول مرارًا وتكرارًا لمستمعيه في كلا الاجتماعين.


الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر وهو يتحدث خلال مؤتمر قطاع القدس في مركز جامعة بريغهام يونغ في مدينة القدس يوم السبت ، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

اجتماع روحي مسائي، مؤتمر القطاع الصباحي

خلال مساء الجمعة، تحدث الشيخ أوختدورف وزوجته، الأخت هارييت أوختدورف، إلى طلاب جامعة بريغهام يونغ الذين أمضوا الفصل الدراسي الماضي في مركز القدس والذين كانوا قد أنهوا في وقت سابق من ذلك اليوم آخر امتحاناتهم. كان هذا التجمع بداية الأسبوع للطلاب قبل العودة إلى ديارهم.

في صباح يوم السبت التالي في نفس قاعة المحاضرات في مركز القدس، خاطب الشيخ أوختدورف والأخت أوختدورف وآخرون أعضاء فروع القدس ونهر الأردن وتل أبيب في منطقة القدس التابعة للكنيسة.


الشيخ ديتر ف.أختدورف ، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف، يتفحصان أرضيات مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم السبت ، ٢٢ نيسان/أبريل ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز


وكما هو الحال في كثير من الأحيان، فقد انضم إلى أعضاء الكنيسة المحليين إلى قديسي الأيام الأخيرة الذين كانوا يقومون بجولة في الأراضي والمواقع المقدسة. وقد كان عدد الحضور كبيرا لدرجة أن القاعة التي تتسع لـ ٢٥٠ مقعدًا كانت ممتلئة وتم إرسال العشرات إلى مناطق استيعاب الحضور الإضافيين لمشاهدة الوقائع عبر البث بالفيديو.

جلس الحضور ينظرون إلى المتحدث، وخلفهم نوافذ كبيرة تطل إطلالة واسعة على المدينة المقدسة. في كلمته الصباحية يوم السبت تحدث الشيخ أوختدورف عن خدمة المخلّص في القدس وفي جميع أنحاء الأرض المقدسة خلال حياته على الأرض وكيف تبارك مبادئ وحقائق إنجيله تلاميذه ليس فقط في أيامنا هذه ولكن أيضا في التحضير للمستقبل، بما في ذلك الاستعداد للمجيء الثاني للمسيح.


منظر للمدينة القديمة من مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم الجمعة، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

أريد أن أكون مستعدا

قال الشيخ أوختدورف: ”إنه [المسيح] سيأتي - إن هذا مؤكد، وعلينا أن نكون مستعدين. إن الاستعداد لا يتعلق بموعد مجيئه، ولكن المهم بالنسبة لي هو أن أكون مستعدا عندما أخطو عبر حجاب الموت، وربما سيكون ذلك قبل وقت طويل من عودته“.

ثم تابع وكلماته تعتريها المشاعر، ”يجب علي أن أكون مستعدًا حتى أتمكن من الركوع على ركبتي أمامه، وتقبيل قدميه، وشكره على تضحيته، وعلى هبته التي منحني إياها لمساعدتي كي أصبح كاملاً من خلاله. إن هذا هو أكثر ما نحتاج إليه – أن نحقق الكمال من خلاله. فنحن من خلال قوتنا لن نكون قادرين على أن نصبح كاملين. فقط من خلال المسيح الذي هو قوتنا، وبنعمته، بنعمة أبينا السماوي، فإننا سنحقق الكمال من خلاله“.


الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر ينظر إلى قبر الحديقة في القدس يوم السبت، ٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد، ديزيريت نيوز

وقد أكد الشيخ أوختدورف أن المسيح كريم في منح إنجيله وقدوته وحياته، ولكن ”يقع على عاتقنا أن نرغب في التوبة وأن نكون مثله بشكل أكبر.

”إن علينا أن نتواصل معه، وأن نقبل الهبة، وأن نكون تلاميذه. إنه حي. إنه حقيقي. إنني أعرفه. أنا أعرف يسوع المسيح“.


داخل قبر الحديقة في القدس، يوم السبت ٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

مزيج ”تاريخي“ يجمع العديد من أعضاء الكنيسة

كما تم بث مؤتمر صباح السبت لقديسي الأيام الأخيرة الذين يعيشون في إسرائيل والضفة الغربية.

ومن ضمن الكلمات التي ألقيت خلال مؤتمر يوم السبت تحدث الشيخ رولاند باك – وهو مستشار في رئاسة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقره في الإمارات العربية المتحدة – لافتا الأنظار إلى أن رسولًا من الكنيسة كان يخدم قديسي الأيام الأخيرة في الأرض المقدسة خلال ذلك الأسبوع. وقال في هذا الصدد: ”إن الوجود هنا في محضر شاهد خاص للمسيح هو حدث فريد جدًا من نوعه وتاريخي للعديد من الأعضاء“.


الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر يتحدث مع الأخت الشابة إيلينا فولكمان بعد مؤتمر منطقة القدس في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم السبت ، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز


وأضاف أنه على الرغم من أن أعضاء وفروع منطقة القدس فريدة من نوعها بسبب موقعها في الأرض المقدسة فإنه، ”يجب على الجميع أن يفهموا أنه بغض النظر عن موقعنا في العالم، فإن بإمكاننا اتباع يسوع المسيح رغم ظروفنا الشخصية وأن نشعر بأننا قريبون منه دائمًا وأن نكون جزءًا من جسد الكنيسة “.

وهذا صحيح بالنسبة لأعضاء المنطقة خارج القدس وتل أبيب وطبرية الذين يضطرون، بسبب المسافة والظروف، إلى العبادة عن بُعد من خلال البث عبر الفيديو. وقال، ”على الرغم من أننا قد نكون بعيدين عن موقع التجمعات الكبيرة للكنيسة، فيمكننا بالروح أن نكون قريبين منهم وعلى اتصال معهم“.

وقال رئيس منطقة القدس جيسون بلكناب إنه يأمل أن يشعر الأعضاء بالروح وتأكيد على وجود المخلص في حياتهم من خلال الكلمات التي استمعوا إليها. وقال، ”إن الوجود هنا ورؤية المكان الذي كان فيه المسيح والشعور بالروح والفهم بأن المسيح حي اليوم - هذا ما هو أردت أن يشعروا به كي يتمكنوا من التقرب بشكل أكبر من المسيح“.


الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف، يقومون بإلقاء التحية بعد لقاء من حضروا اجتماع مؤتمر منطقة القدس في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس في يوم السبت، ٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

زيارة جثسيماني، ومقبرة الحديقة

وقد كانت الرئيسة العامة للشابات إميلي بيل فريمان والتي كان قد تم تأييدها في هذا المنصب مؤخرا، وستبدأ الخدمة في آب/أغسطس، وزوجها، الأخ غريغ فريمان، من بين عشرات السواح الذين يزورون الأراضي المقدسة والذين انضموا إلى المؤتمر.

وقالت الأخت فريمان: ”من الأشياء التي كانت بارزة حقًا بالنسبة لي مما قيل في المؤتمر هو أهمية إظهار القداسة هنا في الأرض المقدسة دون استخدام الكلمات. وأنا أحب هذه المشورة. وأعتقد أن هذا ينطبق علينا هنا في الأرض المقدسة، حيث لا يمكننا التبشير ولكن يمكننا إظهار قداسة الله من خلال قدوتنا أثناء وجودنا هنا - وهذا ينطبق علينا أيضا أثناء وجودنا في أوطاننا“.


الأخت هارييت أوختدورف تقبل الأخت تيريز ماتيو بعد مؤتمر منطقة القدس الذي عقد في مركز جامعة بريغهام يونغ  في القدس يوم السبت، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد، ديزيريت نيوز

الأخت تيريز ماثيو هي عضوة في القطاع من الكاميرون وهي من البلاد الناطقة بالفرنسية في وسط إفريقيا، وتنتظر دعوة للخدمة كمبشرة FamilySearch. قالت تيريز، ”لقد منحني المؤتمر أحاسيس عميقة. إنني أعلم أن الشيخ أوختدورف رسول من عند الله وأن رسالته اليوم خاطبتني بشكل شخصي. لقد كان شرفا لي أن ألتقي به وأن أسمع عن حاجتي إلى المزيد من الصبر في حياتي“.


الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر أثناء مشيه عبر أشجار زيتون عمرها قرون في منطقة حديقة جثسيماني التقليدية في القدس يوم السبت ٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وبعد المؤتمر وغداء خفيف ، اصطحب إريك هانتسمان - المدير الأكاديمي لمركز جامعة بريغهام يونغ في القدس - وزوجته إيلين، الشيخ والأخت أوختدورف في زيارة قصيرة إلى المنطقة التي تعتبرها التقاليد الشائعة حديقة جثسيماني. وأثناء سيرهم بين أشجار الزيتون التي يعود عمرها إلى عدة قرون، توقفوا لقراءة آيات من العهد الجديد عن معاناة المخلص في البستان قبل محاكمته وصلبه، كما غنوا عدة ترانيم.

ثم ذهبوا إلى قبر الحديقة، وهو قبر من التاريخ المبكر يمثل القبر الذي ربما وُضع فيه جسد المسيح. وأثناء تواجدهم هناك قرأوا روايات العهد الجديد عن مريم ونساء أخريات أتين إلى القبر في صباح يوم قيامته، وعن تحية المخلص المقام لمريم. واختتمت الزيارة بغناء ترنيمة.


الشيخ ديتر ف.أختدورف، من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وعضو رابطة الرسل الاثني عشر وزوجته الأخت هارييت أوختدورف، وهما يقفان في حديقة جثسيماني التقليدية في القدس يوم السبت ٢٢ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز


الاجتماع الروحي في مركز القدس لجامعة بريغهام يونغ

في مساء يوم الجمعة تحدث الشيخ أوختدورف عن أهمية التلمذة - بالكلام والفكر والفعل. قال في هذا الصدد: ”إن التلمذة المسيحية هي حالة وجودية، لذا أرجو منكم أن تكونوا تلاميذا ممن يشهدون [للإنجيل] طوال حياتكم من خلال أفعالكم وكذلك من خلال كلماتكم“.

واعترافًا منه بأن قديسي الأيام الأخيرة ممنوعون من التبشير بالإنجيل بشكل مفتوح في إسرائيل فقد قال الشيخ أوختدورف أنه يمكننا أن نشهد للمسيح ”من خلال كياننا، وأفعالنا، وفقط من خلال حياتنا - لذا احرصوا على أن تعيشوا حسب الإنجيل وأن يكون ظاهرا للناس من خلال طبيعة حياتكم، أنكم تمتلكون شهادة ليسوع المسيح وإنجيله“.


التقاط صورة للشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم الجمعة، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

كما شهد أيضًا عن قيام المسيح من بين الأموات. ”الرب قام. إنه حي اليوم. إنه حقيقي. إنه يعرفكم. إنه مخلصكم لأنه مخلصي، وأنتم تلاميذه كما أنني أنا تلميذه“.

وتأكيدًا على مزايا التوبة والمغفرة، فقد قرأ الرسول من كتاب المبادئ والعهود الآية ٥٨: ٤٢ وأضاف: ”إن لديكم القدرة على أن تقولوا: إنني أعلم أنه قد غُفِر لي لأني تبت والله لا يذكر خطاياي بعد الآن. هذه هي رسالة الرجاء، ورسالة الفرح. إنها واحدة من أكثر الآيات الباعثة على الرجاء في النصوص المقدسة “.


الطلاب ينتظرون لرؤية الشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عضو رابطة الرسل الاثني عشر في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم الجمعة ، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وقد تحدثت الأخت أوختدورف عن زيارة المنطقة القريبة من بحيرة طبريا حيث كان المسيح يعلم التطويبات (راجع متى ٥: ٣-١٢؛ لوقا ٦: ٢٠-٢٣) خلال عظته على الجبل. وقالت قبل قراءتها: "يمكن للتطويبات أن تشكل موقفكم في الحياة. هل ترون كيف يمكن لكلمات المسيح هذه أن تؤثر فيكم لعمل الخير؟“ وبعد توجيه هذا السؤال قامت الأخت أوختدورف بالربط بين الامتنان والمواقف التي نتخذها في الحياة ثم اختتمت كلمتها بالإدلاء بشهادتها للمخلص.


طلاب جامعة بريغهام يونغ يشيرون إلى الشيخ ديتر ف.أختدورف بعد أن تحدث في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم الجمعة ، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

ما قاله طلاب مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس

قال ديفين دافي، وهو طالب في المركز من مدينة دنفر، في ولاية كولورادو، أنه أحب وجهة نظر الشيخ أوختدورف حول تنمية الشعور بالامتنان في النفس. وقال في هذا الصدد، ”لقد شعرت كثيرًا بمحضر الرب هنا في الأرض المقدسة، وأريد الحفاظ على هذه المشاعر عندما أعود إلى الولايات المتحدة. لذلك اتضح لي أنني أستطيع إنشاء مساحة تشبه الهيكل في قلبي، أينما كنت. ويمكنني إنشاء حيز من الإيجابية، والتسامي، والبهجة، والتسامح، واللطف أينما كنت - وهذا سيضمن أنني أينما كنت، فسيكون المخلص معي“.

وقالت سايدي آيار من مدينة شيكاغو، في ولاية إلينوي: ”ما ترسخ في ذهني هي البهجة  التي يجلبها الإنجيل - ليس فقط إلينا كأفراد، ولكن بأنه يمكننا أن نكون صانعي سلام وأن نرى الآخرين كما يراهم المسيح، سواء كان ذلك هنا في الأرض المقدسة او في أوطاننا الأم. إن نور المسيح موجود حقًا في الآخرين، ويمكننا أن نجد ذلك النور“.


التقاط صورة للشيخ ديتر ف.أختدورف من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وعضو رابطة الرسل الاثني عشر في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم الجمعة، ٢١ أبريل/نيسان ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وقالت سيرينا ديرينغ من مدينة هيلزبورو بولاية نورث كارولينا، إن الروح أكد لها أن الله بالفعل يتحدث إلى بنيه وأنه يستطيع ذلك بطرق عديدة.

أما كاب جونسن من مدينة بويزي، بولاية أيداهو، فقد أعرب عن تقديره لكلمة الشيخ أوختدورف حول الشبيبة والشبيبة الراشدين ليس فقط لكونهم مستقبل الكنيسة، ولكن أيضًا لأنهم حاضرها ولأنهم جزء من جسد المسيح. وقال عن ذلك، ”في جسد المسيح قد أكون قدما، لكني ما زلت مع ذلك جزءًا من جسد المسيح - هذا جميل جدًا لدرجة أنني أستطيع أن أقوم بدوري لأجلب النور إلى هذه الأرض الآن“.

طلاب جامعة بريغهام يومئون إلى الشيخ ديتر ف.أختدورف بعد أن تحدث في مؤتمر منطقة القدس في مركز جامعة بريغهام يونغ في القدس يوم السبت، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز

وقالت إيلي ماسون من مدينة ميسا، في ولاية أريزونا، أنها تعلمت من خلال الروح وتعاليم الشيخ أوختدورف أنها يمكن أن تساعد في قيادة كنيسة يسوع المسيح. قالت، ”إن الله لا يتوقع مني فقط أن أتنبأ بالمستقبل، ولا يتوقع مني أن أتخذ قرارات مثالية لهذا المسار المثالي الذي خلقه بالفعل. إن الله يريدني أن أجعل المستقبل ممكن الحدوث وأن أشاركه في صنع هذا المستقبل. وقد اعتقدت أن هذه الفكرة كانت قويةً حقًا عندما سمعتها من الشيخ أوختدورف بصفته الرسولية“.

إريك هانتسمان ، المدير الأكاديمي لمركز القدس  يتحدث عن يسوع والعشاء الأخير في اجتماع روحي على نمط ”الغرفة العلوية“ في المركز يوم السبت ، ٢٢ أبريل/نيسان، ٢٠٢٣. جيفري دي ألريد ، ديزيريت نيوز





 

* يمكن قراءة الأصل الإنجليزي للمقال هنا