الأحد، ٦ كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٢٠
روح عيد الميلاد
خطاب الرئيس هنري ب. آيرينغ
المستشار الثاني في الرئاسة الأولى
إخوتي وأخواتي الأعزاء، أنا ممتن لوجودي معكم في هذا الموسم لعيد الميلاد. آمل أن الموسيقى الرائعة والكلمات التي سمعناها للتو قد لمست قلوبكم كما لمست قلبي. لقد جلبت لنفسي الروح الحقيقية لعيد الميلاد. في جوهرها، فإن الروح الحقيقية لعيد الميلاد هي الفرح الذي يأتي من عبادة الرب يسوع المسيح ومحبته.
بالنسبة لي، ينمو شعور العبادة والروح الحقيقية لعيد الميلاد في كل مرة أقرأ فيها نصا مقدسا يساعدني على معرفة ماهية يسوع المسيح. ان رغبتي الليلة هي أن أشارك مع كل واحد منكم بعض النصوص المقدسة التي تساعدني على أمل أن تتعرفوا عليه بشكل أفضل بأنفسكم—من خلال النصوص المقدسة التي سأشاركها ومن خلال الآيات التي تكتشفونها خلال هذا الموسم بأنفسكم.
من خلال قراءة النصوص المقدسة والصلاة، عرفت أن يسوع هو يهوه، والذي بتوجيه من الآب السماوي، خلق كل الأشياء.
وصف كاتب سفر العبرانيين المخلص بأنه الخالق بهذه الطريقة:
"اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ،
"كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ:
الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي:
صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ.
لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا؟
وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ.
وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ.
"وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ".١
ليس من المستغرب إذن أنه عند ولادة يسوع في بيت لحم، ظهرت الملائكة وورنموا. ابتهج الملائكة بمعرفة أن هذا الطفل الصغير سيفتح الباب أمام الخلود والحياة الأبدية. وكان من المناسب تمامًا أن يظهر نجم يضيء السماء لتكريم دخول الابن المولود لله القدير إلى الحياة الفانية.
عندما نفكر في عظمة الخلق الذي صنعه يهوه بإشراف من أبيه السماوي، نشعر أنه من الطبيعي أن نتساءل عن قدرته ونسجد له. كلما صلينا ودرسنا النصوص المقدسة، زاد إحساسنا بالعجب وزادت رغبتنا في عبادته.
إنه يعلو فوقنا، ومع ذلك فإن الأحداث التي أحاطت بميلاده الفاني تولد شعورًا بمحبة غامرة. لقد اختار أن ينزل من عرشه عن يمين الآب ليواجه الموت. لقد فعل ذلك بدافع المحبة لكل الابناء والبنات الروحيين لأبيه الذين سيولدون في العالم. لقد فعل ذلك بدافع الحب من أجلكم ومن أجلي.
أحب الآب ابنه الحبيب. كان من الممكن أن يولد ابنه في أي ظرف يختاره يسوع. ومع ذلك، وُلِد يسوع في قرية صغيرة على التل في ريف اليهودية. رحب به رعاة متواضعون. أتى بعض الحكماء مقودين بالالهام لعبادته. أمر الحاكم السياسي بقتله. كان عليه أن يهرب ناجيا بحياته إلى بلد أجنبي. عندما أخبر ملاك أبويه الأرضيين أنه يستطيع العودة إلى وطنه، جرى نقله إلى قرية مغمورة في الجليل. أمضى هناك ما يقرب من ٣٠ عامًا كنجار قبل أن تبدأ خدمته بين العامة.
قد تتساءلون، مثلي، لماذا أُرسل ابن الله الحبيب في مثل هذه المهمة. تذكروا كيف وصف القبول المتواضع لدعوته في الأسفار المقدسة:
”نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني.
وَهذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.
لأنّ هذه هي مشيئة الذي أرسلني أنّ كل ما يرى الابن ويؤمن به تكون له حيوة أبدية؛ وأنا أقيمه في اليوم الأخير“.٢
أظهر يسوع محبته وتواضعه، وعلى الرغم من مكانة قوته وجلاله في عالم الروح مع أبيه، فقد اختار، خلال خدمته الفانية، من القادة والرفاق، من يمكن اعتبارهم أناسا عاديين. اختار صيادين، وجابي الضرائب، وغيورا.
كان يكرز ويرافق البرص والمرضى والمشوهين والمحتقرين. لقد أحبهم وقبلهم، دون أي تلميح بأنه أعلى منزلة منهم، على الرغم من نزوله من عروش الأعالي لخدمتهم والسمو بهم.
بدا أن لطف المحبة الرائعة وضبط النفس بلغا ذروتهما في نهاية رسالته الأرضية. لقد تحمل المقاومة والكراهية، لكنه عرف أن هذه المقاومة كانت جزءًا من المهمة التي دُعي إليها وقبلها. كانت المهمة أن يتألم عن خطايا وعيوب كل من يأتي إلى الحياة الفانية.
تذكر كلمات يعقوب، متحدثًا عن المخلص، عندما كان يعلم شعبه عن كفارة يسوع المسيح:
"مَا أَسْمَى قَدَاسَةَ إِلٰهِنَا! لأَنَّهُ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلا وَهُوَ يَعْلَمُهُ.
"وَهُوَ يَجِيءُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ إِنْ سَمِعُوا لِصَوْتِهِ؛ فَهُوَ بِأَلَمِ جَمِيعِ ٱلنَّاسِ يَأْلَمُ، أَجَلْ بِأَلَمِ كُلِّ مَخْلُوقٍ حَيٍّ رَجُلاً كَانَ أَمِ ٱمْرَأَةً أَمْ طِفْلاً مِنْ أُسْرَةِ آدَمَ.
"وَهُوَ يُقَاسِي هٰذَا ٱلْأَلَمَ كَيْ تُتَاحُ ٱلْقِيَامَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ فَيَقِفَ ٱلْجَمِيعُ أَمَامَهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ".٣
كان طفل المذود في بيت لحم هو ابن الله الذي أرسله الآب ليكون مخلصنا. كان الابن المولود الوحيد للآب السماوي. كانت حياته قدوة لنا.
لكي نحصل على روح عيد الميلاد، يجب ألا نقرأ عنه فحسب، بل يجب أن نتصرف وفقًا لما نتعلمه. يجب أن نحاول أن نحب كما أحب هو. لم يميز بين الفقير والغني، الصغير أو الكبير، السليم أو العاجز. لم يتجنب الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة أو من خلفيات ثقافية مختلفة. لقد أحب الجميع. إنه يحب الجميع. وقد أوصانا أن "نحب بعضنا البعض" كما أحبنا.٤
أشعر بروح عيد الميلاد وأنا أقرأ كلمات المخلص. أشعر بالنور والتفاؤل الذي يأتي من تأثير الروح القدس كلما أتذكر وأتأمل وأسعى جاهداً لمحاكاة مخلص العالم.
بالنسبة لي، ربما تكون أحلى رسالة هي أن الرب مستعد لمساعدتنا في مثل هذه الجهود، مهما سيصيبنا، كما علّم مورمون:
"لأَنَّ ٱللهَ ٱلْعَاِلِمَ بِكُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْكَائِنَ مِنَ ٱلْأَبَدِ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ قَدْ أَرْسَلَ مَلائِكَةً لِيَخْدِمُوا أَبْنَاءَ ٱلْبَشَرِ وَلِيُعْلِنُوا عَنْ مَجِيءِ ٱلْمَسِيحِ؛ وَبِالْمَسِيحِ يَأْتِي كُلُّ شَيْءٍ صَالِحٍ.
"كَمَا أَعْلَنَ ٱللهُ لِلأَنْبِيَاءِ بِفَمِهِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيَأْتِي.
"وَبِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ أَظْهَرَ بِوُضُوحٍ ٱلْأُمُورَ ٱلصَّالِحَةَ لأَبْنَاءِ ٱلْبَشَرِ؛ وَكُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلصَّالِحَةِ إِنَّمَا تَأْتِي مِنَ ٱلْمَسِيحِ؛ وَإِلا سَقَطَتِ ٱلْبَشَرِيَّةُ وَلا يُمْكِنُ أَنْ يَأْتِيَهُمْ شَيْءٌ صَالِحٌ.
"وَلِذٰلِكَ فَبِخِدْمَةِ ٱلْمَلائِكَةِ وَبِكُلِّ كَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فَمِ ٱللهِ بَدَأَ ٱلْبَشِرُ يُؤْمِنُونَ بِالْمَسِيحِ؛ وَبِالإِيمَانِ تَمَسَّكُوا بِكُلِّ شَيْءٍ صَالِحٍ؛ وَهٰكَذَا كَانَ حَتَّى مَجِيءِ ٱلْمَسِيحِ.
"وَبَعْدَ مَجِيئِهِ خَلَصَ ٱلْبَشَرُ أَيْضًا بِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ؛ وَبِالإِيمَانِ صَارُوا أَبْنَاءَ [وبنات] ٱللهِ. وَبِالتَّأْكِيدِ حَيٌّ هُوَ ٱلْمَسِيحُ فَقَدْ فَاهَ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ لآبَائِنَا قَائِلاً: أَيُّ شَيْءٍ صَالِحٍ تَطْلُبُونَهُ مِنَ ٱلْآبِ بِاسْمِي مُؤْمِنِينَ بِأَنَّكُمْ سَتَنَالُونَهُ فَسَيُعْطَى لَكُمْ".٥
أشهد كشاهد له أن يسوع هو المسيح ابن الله. أعدكم بأنكم عندما تطلبون من الآب السماوي بإيمان وباسم يسوع المسيح وتسعون لمعرفته من خلال دراستكم النصوص المقدسة هذا الموسم، فإن الروح سوف يجلب لكم ولأحبائكم مشاعر السلام في عيد الميلاد هذا ودائمًا. أُعبر عن محبتي لكم، باسم يسوع المسيح المقدس، آمين.