المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الاثنين، 18 أبريل 2022

الطبيعة الإلهية والمصير الأبدي

 

الطبيعة الإلهية والمصير الأبدي

أدعوكم لتركيز حياتكم على يسوع المسيح وتذكر الحقائق الأساسية في شعار الشابات.

الأخوات العزيزات، أشكركن على حضوركن. يشرفني أن أشارك في هذه الجلسة النسائية للمؤتمر العام. كان لي شرف حضور فصول الشابات في بعض المناسبات. لكن اسمحوا لي أن أشير إلى ما هو بديهي — أنا لست بشابة ولا امرأة! غير أنني، تعلمت بأن شعوري بعدم الانتماء سيكون أقل إذا كان بإمكاني أن أردد شعار الشابات مع الشابات. تعتبر العقيدة العميقة التي يتم تدريسها في شعار الشابات١ مهمة للشابات، ولكنها تنطبق على الجميع، بما في ذلك ممن هم ليسوا الشابات.

يبدأ شعار الشابات، ”أنا ابنة محبوبة لأبوين سماويين، بطبيعة إلهية ومصير أبدي“.٢ يحتوي هذا التصريح على أربع حقائق مهمة. أولا، أنت ابنة محبوبة. لا شيء تفعلينه — أو لا تفعلينه — يمكن أن يغير ذلك. يحبك الله لأنك ابنته الروحية. في بعض الأحيان قد لا نشعرين بمحبته، لكنها موجودة دائمًا. محبة الله كاملة.٣ قدرتنا على الشعور بتلك المحبة ليست كاملة.

يلعب الروح دورًا محوريًا في توصيل محبة الله إلينا.٤ ومع ذلك، فإن تأثير الروح القدس يمكن ”إخفاؤه بمشاعر قوية، مثل الغضب أو الكراهية … [أو] الخوف … مثل محاولة تذوق النكهة الحلوة للعنب أثناء تناول الفلفل الحار. … فتطغى [نكهة واحدة] على الأخرى تمامًا“.٥ وكذلك أيضًا، السلوكيات التي تبعدنا عن الروح القدس، بما في ذلك الخطيئة،٦ تجعل إدراك محبة الله لنا، أمراً صعباً.

وبالمثل، فإن إحساسنا بمحبة الله قد يضعف بسبب الظروف الصعبة أو المرض الجسدي أو العقلي، من بين أمور أخرى. في جميع هذه الحالات، يكون التشاور مع القادة أو المهنيين الموثوق بهم مفيداً في كثير من الأحيان. يمكننا أيضًا أن نحاول تحسين قبولنا لمحبة الله بتوجيه سؤال لأنفسنا، ”هل محبتي لله ثابتة أم أنني أحبه عندما يكون يومي جيدا، ولكن ليس كثيرًا عندما يكون يومي سيئاً؟“

الحقيقة الثانية هي أنه لدينا أبوين سماويين.٧ تأتي عقيدة الأم السماوية عن طريق الوحي وهي إيمان متميز بين قديسي الأيام الأخيرة. أوضح الرئيس دالن هـ. أوكس أهمية هذه الحقيقة: ”يبدأ لاهوتنا بأبوين سماويين. إن أعلى ما نطمح إليه هو أن نكون مثلهما“.٨

تم الإيحاء بالقليل عن الأم السماوية، ولكن ما نعرفه تم تلخيصه في مقالات مواضيع الإنجيل الموجودة في تطبيق مكتبة الإنجيل.٩ بمجرد أن تقرأوا ما هو موجود، ستعرفون كل ما أعرفه عن هذا الموضوع. أتمنى لو أنني عرفت المزيد. أنتن أيضًا قد لا تزال لديكم أسئلة وتريدون العثور على المزيد من الإجابات. إن السعي للحصول على فهم أفضل هو جزء مهم من تطورنا الروحي ، لكن من فضلكم كونوا حذرين. لا يمكن للفكر أن يحل محل الوحي.

يمكن أن يؤدي التخمين إلى الخداع أو تحويل تركيزنا عما تم الإيحاء به.١٠ على سبيل المثال، علّم المخلص تلاميذه، ”يجب أن تصلوا دائمًا إلى الآب باسمي“.١١ نتبع هذا النمط ونوجه عبادتنا إلى أبينا السماوي باسم المسيح ولا نصلي للأم السماوية.١٢

منذ أن عيّن الله الأنبياء، تم تفويضهم بالتحدث نيابة عنه. لكنهم لا ينطقون بالعقائد الملفقة ”من عقلهم“١٣ ولا يعلمون ما لم يُوحى به بعد. تأملوا في كلام نبي العهد القديم بلعام، الذي مُنح رشوة ليلعن بني إسرائيل لصالح موآب. قال بلعام: ”لا يمكنني أن أعصي أمر الرب الهي في أي عمل صغير أو كبير، ولو أغدق علي [ملك موآب] ملء قصره فضةً وذهباً“.١٤ أنبياء الأيام الأخيرة مقيدون كذلك. إن مطالبة الله بالوحي عجرفة وبلا جدوى. بدلاً من ذلك، ننتظر الرب ووقته ليوحي حقائقه من خلال الوسائل التي وضعها.١٥

الحقيقة الثالثة في الفقرة الافتتاحية من شعار الشابات هي أنه لدينا ”طبيعة إلهية“. هذا أمر جوهري لهويتنا. إنه ”وراثي“ روحيًا، موروث من أبوينا السماويين١٦ ولا يتطلب أي جهد من جانبنا. هذه أهم هوية لنا، بغض النظر عن الطرق الأخرى التي نختار بها أن نعرف أنفسنا. إن فهم هذه الحقيقة العميقة مهم للجميع ولكن بشكل خاص للأفراد الذين ينتمون إلى مجموعات تم تهميشها أو قمعها أو إخضاعها تاريخياً. تذكروا أن أهم هوية لكم تتعلق بطبيعتكم الإلهية كأبناء الله.

الحقيقة الرابعة هي أن لنا ”مصيرًا أبديًا“. مثل هذا المصير لن يفرض علينا. بعد الموت، سنحصل على ما تأهلنا له و ”نستمتع به [فقط] وما [نحن] على استعداد لقبوله“،١٧ فإدراك مصيرنا الأبدي يعتمد على اختياراتنا. إن تحقيق مصيرنا الأبدي يعتمد على اختياراتنا. هذا يتطلب قطع العهود المقدسة وحفظها. يعتمد درب العهد هذا على الحق المطلق والقانون الأبدي الذي لا يتغير. لا يمكننا أن نصنع دربنا الخاص ونتوقع النتائج الموعودة من الله. توقع بركاته مع عدم اتباع القوانين الأبدية التي تستند إليها١٨ هو أمر مضلل، مثل التفكير في أنه يمكننا لمس موقد ساخن و ”اتخاذ قرار“ بأننا لن نحترق.

قد تعلمون أنني اعتدت على تقديم الرعاية لمرضى قصور القلب. حصلوا على أفضل التائج باتباعهم خطط العلاج الراسخة القائمة على الأدلة. على الرغم من معرفة ذلك، حاول بعض المرضى التفاوض على خطة علاج مختلفة. قالوا، ”لا نريد تناول الكثير من الأدوية“ أو ”لا نريد الخضوع للعديد من اختبارات المتابعة“. بالطبع، كان للمرضى الحرية في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، ولكن إذا انحرفوا عن خطط العلاج المثلى، فإن النتائج كانت سيئة. لا يمكن للمرضى الذين يعانون من قصور القلب اختيار مسار رديء ثم لوم طبيب القلب خاصتهم على النتائج السيئة.

نفس الشي صحيح بالنسبة لنا. يؤدي المسار الموصوف من قبل الآب السماوي إلى أفضل النتائج الأبدية. نحن أحرار في الاختيار، لكن لا يمكننا اختيار عواقب عدم اتباع المسار المعلن.١٩ قال الرب، ”فمن ينكث الشريعه ولا يطيعها بل يسعى ليكون شريعه بنفسه، … لا يمكن تقديسه بالشريعه ولا بالرحمه ولا بالعداله ولا بالدينونه“.٢٠ لا يمكننا أن ننحرف عن مسار الآب السماوي ثم نلومه على النتائج السيئة.

تنص الفقرة الثانية في شعار الشابات على ما يلي: ”بصفتي تلميذة ليسوع المسيح، أجتهد لأصبح مثله. أسعى لكي أستلم الوحي الشخصي وأعمل بموجبه وأخدم الآخرين باسمه المقدس.“ يمكننا تطوير شهادة ليسوع المسيح من خلال العمل بالإيمان.٢١ يمكننا أن ندعي الموهبة الروحية ”لنعلم أن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه صلب من أجل خطايا العالم“. أو يمكننا أن ننال الهبة لنؤمن بكلمات أولئك الذين يعرفون،٢٢ حتى نعرف بأنفسنا. يمكننا أن نتبع تعاليم المخلص ونساعد الآخرين على المجيء إليه. بهذه الطريقة، فإننا ننضم إليه في عمله.٢٣

يتابع شعار الشابات، ”سأقف كشاهدة لله في كلّ الأوقات وفي كلّ الأمور وفي كلّ الأماكن“. هناك حاجة إلى جميع أعضاء الكنيسة كشهود لله،٢٤ على الرغم من أن الرسل والشيوخ السبعين تم تكليفهم كشهود خاصين لاسم المسيح.٢٥ تخيلوا مباراة كرة قدم يقوم فيها حارس المرمى فقط بحماية المرمى. بدون مساعدة لاعبي الفريق الآخرين، لن يتمكن حارس المرمى من الدفاع عن الهدف بشكل كاف وسيخسر الفريق دائمًا. كذلك أيضًا، الجميع مطلوبون في فريق الرب.٢٦

تبدأ الفقرة الأخيرة من شعار الشابات، ”خلال السعي جاهدًا للتأهل للإعلاء، أعتز بهبة التوبة وأسعى للتحسن كل يوم“. بسبب أضحية المخلص الكفارية، يمكننا أن نتوب ونتعلم من أخطائنا ولا ندان بسببها. علّم الرئيس رسل م. نلسن، ”يعتبر الكثير من الناس التوبة عقابًا لهم. … لكن هذا الشعور بأن التوبة عقاب هو وليد الشيطان. إنه يحاول أن يمنعنا من النظر إلى يسوع المسيح والذي يقف بأذرع مفتوحة، راجيا وراغبا في أن يشفينا، ويغفر لنا، ويطهرنا، ويقوينا، وينقينا، ويقدسنا“.٢٧

عندما نتوب بصدق، لا تبقى ندب روحية، بغض النظر عما فعلناه، أو مدى خطورته، أو عدد المرات التي كررناها.٢٨ بقدر ما نتوب ونطلب المغفرة بنية صادقة، يمكن أن نحصل على المغفرة.٢٩ يا لها من هبة رائعة من مخلصنا يسوع المسيح!٣٠ يستطيع الروح القدس أن يؤكد لنا بأننا قد حصلنا على المغفرة. عندما نشعر بالفرح والسلام،٣١ يزول الشعور بالذنب،٣٢ ولا نبقى معذبين بخطايانا.٣٣

قد نتعثر حتى بعد التوبة الصادقة. ”التعثر“ لا يعني أن التوبة لم تكن كافية، ولكنها قد تعكس ببساطة ضعف الإنسان. كم هو مريح أن نعرف أن ”الرب يرى الضعف بشكل مختلف عن التمرد“. لا ينبغي أن نشك في قدرة المخلص على مساعدتنا في ضعفاتنا لأنه ”عندما يتحدث الرب عن ضعفاتنا، يكون ذلك برحمة دائمًا“.٣٤

يختتم موضوع الشابات،بإيمان، سأقوي منزلي وعائلتي، وسأقطع عهودا مقدسة وسأحفظها، وسأتلقى مراسيم وبركات الهيكل المقدس. قد يعني تقوية البيت والأسرة إقامة الحلقة الأولى في سلسلة الأمانة، أو الاستمرار في إرث الإيمان، أو استعادته.٣٥ بغض النظر، فإن القوة تأتي من خلال الإيمان بيسوع المسيح وبقطع العهود المقدسة.

في الهيكل، نتعلم من نكون وأين كنا. قال الفيلسوف الروماني شيشرون، ”عدم معرفة ما حدث قبل أن تولد هو حكم عليك أن تعيش كطفل“.٣٦ كان، بالطبع، يشير إلى التاريخ العلماني، لكن ملاحظاته الذكية يمكن التوسع بها. نحن نعيش كأطفال دائمين إذا كنا جاهلين بالمنظور الأبدي المكتسب في الهياكل. هناك ننمو في الرب، ونتلقى ملء الروح القدس،٣٧ ونصبح أكثر التزامًا كتلاميذ للمخلص.٣٨ عندما نحفظ عهودنا، فإننا نتلقى قوة الله في حياتنا.٣٩

أدعوكم لتركيز حياتكم على يسوع المسيح وتذكر الحقائق التأسيسية في شعار الشابات. إذا كنتم على استعداد فسيرشدكم الروح القدس. إن أبينا السماوي يريدكم أن تصيروا ورثته وتنالوا كل ما لديه.٤٠ لا يستطيع أن يقدم لكم المزيد. لا يستطيع أن يعدكم بما هو أكثر من ذلك. إنه يحبكم أكثر مما تعرفون ويريدكم أن تكونوا سعداء في هذه الحياة وفي الحياة الآتية، باسم يسوع المسيح، آمين. باسم يسوع المسيح، آمين.

خدمتي التبشيرية باركت حياتي إلى الأبد

خدمتي التبشيرية باركت حياتي إلى الأبد

أصلي من أجلكم أيها الشباب والشابات وآبائكم لتروا وتعرفوا كيف ستبارك الخدمة التبشيرية حياتكم إلى الأبد.

شكرًا للرئيس نلسن، على مشاركة هذا الارشاد بخصوص الخدمة التبشيرية مرة أخرى.

أيها الإخوة والأخوات، قبل عدة سنوات أثناء خطابي في المؤتمر العام، أصيبت عيني اليسرى بضرر فجأة بسبب ما يسمى بالتهاب العصب البصري، والذي تدهور فيما بعد وأعماني في تلك العين.

نظرًا لأنني تعاملت مع هذا التحدي، فأنا أكثر امتنانًا لأنواع أخرى من الرؤية، بما في ذلك الإدراك المتأخر (بعد وقوع الحدث). عندما راجعت حياتي، تمكنت من رؤية بعض التجارب التي أحدثت فرقًا كبيرًا. إحدى تلك التجارب هي كيف أن تفرغي للخدمة التبشيرية عندما كنت شابًا في إنجلترا بارك حياتي وشكل مصيري الروحي.

لقد فكرت في الكيفية التي أدت بها التحديات الاقتصادية المرتبطة بالكساد العظيم إلى تحول مؤسف لوالدي وعائلتنا. انخرط والدي في إنقاذ وكالته لبيع السيارات ودعم الأسرة خلال هذه الفترة الصعبة إلى درجة أن والديّ لم يحضرا إلى الكنيسة لبعض الوقت.

على الرغم من أننا لم نحضر اجتماعات الكنيسة كعائلة، إلا أن ذلك لم يمنعني من الحضور من حين لآخر مع أصدقائي.

في تلك الأيام، كانت الخدمة التبشيرية آنذاك تشغل فكري، لكنها لم تكن شيئًا تحدثت عنه مع والدي.

أثناء التحاقي بالكلية، قررت أنا والعديد من الأصدقاء أن نذهب في للخدمة التبشيرية. أثناء اجتماعي مع أسقفي، استكملت طلبي للالتحاق بالخدمة التبشيرية عندما كان والداي مسافرين. عندما عاد والداي، فاجأتهما بنبأ دعوتي للخدمة في بريطانيا العظمى. أنا ممتن لدعمهم لهذا القرار بحماس، وللأصدقاء الجيدين الذين ساعدوني في اتخاذ القرار.

لقد أعدتني خدمتي التبشيرية لأكون زوجًا وأبًا أفضل وأن أكون ناجحًا في العمل. كما أنها أعدتني لخدمة الرب مدى الحياة في كنيسته.

في المؤتمر العام في نيسان/ أبريل ١٩٨٥ تم تكليفي بالتحدث في جلسة الكهنوت. وجهت ملاحظاتي إلى الشبيبة تحدثت عن الاستعداد للخدمة كمبشر. قلت، ”من بين كل التدريبات التي تلقيتها في مهام الكنيسة الخاصة بي، لم يكن هناك ما هو أكثر أهمية بالنسبة لي من التدريب الذي تلقيته كشيخ في التاسعة عشرة من عمره ومتفرغ للتبشير“.١

الرب يعرفكم عندما تخدمون كمبشرين، فستمرون بتجارب ستساعدك في التعرف عليه بشكل أفضل. سوف تنمو روحياً في خدمته. باسمه، سيتم إرسالكم في مهمات لخدمة الآخرين. سوف يمنحكم تجارب مع همسات الروح القدس. سوف يأذن لكم الرب بأن تُعلِّموا باسمه. يمكنكم أن تثبتوا له أن بإمكانه أن يثق بكم وأنه من الممكن الاعتماد عليكم.

قبل خمسة أشهر ونيف، انضم الشيخ جفري ر. هولند والشيخ كونتن ل. كوك، واللذين خدما أيضًا كمبشرين في الجزر البريطانية، في انضما إليّ في زيارة للأعضاء والمبشرين في تلك الأرض الجميلة. أثناء وجودي هناك، تأملت في تجاربي كمبشر شاب. أشهد أن فترة خدمتي التبشيرية كانت هي المرحلة التي عرفت فيها أن أبي السماوي ومخلصي يسوع المسيح يعرفانني ويحبانني.

لقد بوركت باثنين من رؤساء المهمات التبشيرية العظماء, سيلفوى ج. بوير و ستينر ريتشاردز، مع رفاقهم المتفانين جليدى بوير وجين ريتشاردز. بمراجعة الماضي، يمكنني أن أرى بشكل أكثر وضوحًا أنهما وثقا بي وأحباني. علماني الإنجيل. لقد توقعا مني الكثير. لقد أعطياني العديد من المهام الصعبة وفرص القيادة لمساعدتي على النمو والاستعداد لحياة مكرسة للخدمة.

لقد فكرت أيضًا في دعوتي من قبل الرئيس سبنسر و. كمبل لترؤس الإرسالية التبشيرية في مدينة تورنتو بكندا مع زوجتي العزيزة باربرا وأطفالنا إلى جانبنا. اتصل بنا الرئيس كمبل للخدمة في نيسان/ أبريل ١٩٧٤، بعد وقت قصير من تقديم كلمته التبشيرية الملهمة بعنوان ”متى سيهتدي العالم“.2 شرح الرئيس كمبل في تلك الرسالة رؤيته لكيفية نقل الإنجيل إلى العالم بأسره. دعا إلى توفير العديد من المبشرين من جميع أنحاء العالم. ذكرنا بأن الرب يتوقع ”أن على كل إنسان … أن يرفع صوت تحذير إلى سكان الأرض“. ٣ أصبح تعليم الرئيس كمبل حول توقع الشباب للخدمة التبشيرية موضوعًا للمحادثة في المنازل حول العالم. هذا التوقع لم يتغير. أنا ممتن لأن الرئيس نلسن كرر التركيز على توقعات الرب هذا الصباح.

لقد مضى ما يقرب من ١٠ سنوات منذ اعلان الرئيس توماس س. مونسن عن تخفيض سن التبشير للشباب والشابات.٤ من وجهة نظري، كان السبب الرئيس لهذا التغيير هو إعطاء المزيد من شبابنا فرصة لتغيير حياتهم ليكونوا مبشرين.

كرسول للرب يسوع المسيح، فإنني أدعوكم الآن أيها الشباب والشابات الراغبين في الخدمة التبشيرية، أن تبدأوا فورا في التحدث مع أبويكم حول ذلك. أدعوكم أيضًا للتحدث مع أصدقائكم حول الذهاب في للخدمة التبشيرية، وإذا كان أحد أصدقائكم مترددا بشأن ذلك فشجعوه على التحدث مع أسقفه.

التزموا مع أنفسكم والآب السماوي بأنكم سوف تخدمون كمبشرين وأنكم من هذا الوقت فصاعدًا سوف تجاهدون لتحفظوا قلوبكم وأيديكم وعقولكم طاهرة وجديرة. أدعوكم لبناء شهادة قوية عن إنجيل يسوع المسيح المستعاد.

يا آباء وأمهات هؤلاء الشباب الرائعين، إن لكم دورا حيوي في عملية الإعداد هذه. ابدأوا من اليوم بالتحدث مع أبنائكم عن الخدمة التبشيرية. نحن نعلم أن العائلة لها التأثير الأكبر في مساعدة شبابنا وشاباتنا على الاستعداد.

إذا كنتم لا تزالون في الفئة العمرية للخدمة التبشيرية ولكنك لم تؤدوها بعد بسبب الوباء أو لأسباب أخرى، فأنا أدعوكم لتأديتها الآن. تحدثوا إلى أسقفكم واستعدوا لخدمة الرب.

أشجعكم أيها الأساقفة على مساعدة جميع الشبان والشابات القريبين من سن التبشير على الاستعداد لتأديتها، كما أشجعكم أيها الأساقفة على تحديد من هم في عمر مناسب ولكنهم لم يؤدؤها بعد. ادعوا كل شاب ليكون مبشرا وكذلك كل شابة ترغب في الخدمة.

نشكر المبشرين الحاليين العاملين في الخدمة التبشيرية. كانت خدمتكم هذه خلال جائحة عالمية. نتيجة لذلك، كانت تجربتكم خلال خدمتكم تختلف عن تجربة خدمتي أو تجارب أي مبشرين خدموا قبل عام ٢٠٢٠. أعلم أن الأمر لم يكن سهلا. ولكن حتى خلال هذه الأوقات الصعبة، كان عند الرب عمل عليكم القيام به، وقد قمتم به بشكل رائع. على سبيل المثال، لقد استخدمتم التكنولوجيا بطرق جديدة للعثور على أولئك الجاهزين للتعرف على استعادة إنجيل يسوع المسيح. بما أنكم عملتم بجد ووفقًا لقدراتكم، فأنا أعلم أن الرب مسرور بجهودكم. أعلم أن خدمتكم ستبارك حياتكم.

عندما تُسرحون من مهمتكم، تذكروا أنك لست مُسرحين من النشاط في الكنيسة. قوموا بالبناء على أساس العادات الجيدة التي تعلمتموها خلال خدمتكم التبشيرية، واستمروا في تقوية شهادتكم، واعملوا بجد، وصلوّا، وكونوا مطيعين للرب. احترموا العهود التي قطعتموها. استمروا في مباركة الآخرين وخدمتهم.

أصلي من أجلكم أيها الشباب والشابات وآبائكم لتروا وتعرفوا كيف ستبارك الخدمة التبشيرية حياتكم إلى الأبد. ليتكم تعرفوا في أذهانكم وتشعروا في قلوبكم قوة الدعوة التي وجهها الرب لأبناء موسيا المبشرين العظماء. قَالَ ٱلرَّبُّ لَهُمْ، ”جُولُوا بَيْنَ إِخْوَتِكُمُ ٱللامَانِيِّينَ وَمَكِّنُوا لِكَلِمَتِي؛ وَلٰكِنْ فَلْتَلْزَمُوا ٱلصَّبْرَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ فِي ٱلْمِحَنِ، كَيْ تَكُونُوا فِيَّ قُدْوَةً حَسَنَةً لَهُمْ. وَإِنِّي لَمُتَّخِذُكُمْ أَدَاةً فِي يَدَيَّ لِتَخْلِيصِ أَنْفُسٍ كَثِيرَةٍ“.٥

ليبارك الله شبيبة الكنيسة بالرغبة لكي يستعدوا ويخدموه، هذه صلاتي المتواضعة التي أقدمها هذا الصباح باسم الرب يسوع المسيح، آمين.

الكرازة بإنجيل السلام

 

الكرازة بإنجيل السلام

تقع على عاتقنا المسؤولية المقدسة لمشاركة قوة يسوع المسيح وسلامه مع جميع الذين سيستمعون.

إخواني وأخواتي الأعزاء أهلا بكم في المؤتمر العام! اتطلع إلى هذا اليوم باهتمام وترقب عظيمين. أصلي من أجلكم كل يوم. كما صليت أن يكون هذا المؤتمر وقت تجديد روحي لكل فرد منكم.

منذ المؤتمر الأخير، لا تزال الصعوبات في العالم مستمرة. لا تزال الجائحة العالمية تؤثر على حيواتنا. والآن، هزت العالم حرب تمطر الرعب على ملايين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء.

لقد تنبأ الأنبياء عن أيامنا هذه، عندما تكون هناك حروب وأخبار حروب، وأن الأرض كلها ستكون في حالة اضطراب.١ بصفتنا أتباعا ليسوع المسيح، فإننا نناشد قادة الدول لإيجاد حل سلمي لخلافاتهم. نحن ندعو الناس في كل مكان للصلاة من أجل المحتاجين، وأن يفعلوا ما في وسعهم لمساعدة المنكوبين، وأن يطلبوا مساعدة الرب في إنهاء أي صراعات كبيرة.

أيها الإخوة والأخوات، لم تكن هناك حاجة إلى إنجيل يسوع المسيح أكثر مما هي عليه اليوم. ينتهك الخلاف كل ما دافع عنه المُخلّص وعَلَّمه. لقد أحب الرب يسوع المسيح وأشهد أن إنجيله هو الحل الدائم والوحيد للسلام. إنجيله هو أنجيل السلام.2

إن إنجيله هو الحل الوحيد في زمن صدم فيه الخوف الكثير من البشر.٣ وهذا يؤكد الحاجة الملحة لأن نتبع تعليمات الرب لتلاميذه بأن ”اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيل“.٤ تقع على عاتقنا المسؤولية المقدسة لمشاركة قوة يسوع المسيح وسلامه مع جميع الذين سيستمعون ويسمحون لله أن يغلب في حياتهم.

لقد وعد كل شخص قطع عهودًا مع الله بالاهتمام بالآخرين وخدمة المحتاجين. يمكننا أن نُظهر إيماننا بالله وأن نكون دائمًا مستعدين للأجابة على من يسألون عن ”الأمل الذي [فينا]“.٥ لكل منا دور يؤديه في جمع إسرائيل.

أؤكد اليوم مجددًا وبقوة أن الرب قد طلب من كل شاب قادر وجدير أن يستعد ويخدم كمبشر. بالنسبة لشباب قديسي الأيام الأخيرة، فإن الخدمة التبشيرية هي مسؤولية كهنوتية. أنتم أيها الشبان تم ادخاركم لهذا الزمن الذي سيحصل فيه جمع إسرائيل الموعود به. من خلال خدمتكم التبشيرية فإنكم تؤدون دورًا محوريًا في هذا الحدث غير المسبوق!

بالنسبة إليكن أيتها الأخوات الشابات القادرات، تُعد الخدمة التبشيرية فرصة قوية أيضًا ولكنها اختيارية. نحب الأخوات المبشرات ونرحب بهن من صميم قلوبنا. كم هو رائع ما تساهمن به في هذا العمل! صلين لتعرفن ما إذا كان الرب سيطلب منكن الخدمة التبشيرية، وسوف يستجيب الروح القدس لقلوبكن وعقولكن.

أصدقائي الشباب الأعزاء، كل واحد منكم مهم جدا بالنسبة للرب. لقد ادخركم الله لهذا الزمن للمساعدة في جمع إسرائيل. إن قراركم لأداء الخدمة التبشيرية، سواء كانت دَعَوِيَّة أو خدمية، سوف تبارككم أنتم وكثيرين غيركم. نرحب أيضًا بالأزواج من كبار السن للعمل عندما تسمح ظروفهم لذلك. جهودهم ببساطة لا يمكن الاستغناء عنها.

جميع المبشرين يُعلّمون ويشهدون للمُخلّص. الظلمة الروحية في العالم تجعل الحاجة إلى نور المسيح أكثر إلحاحا من ذي قبل. يستحق كل فرد فرصة للتعرف على إنجيل يسوع المسيح المستعاد. يستحق كل شخص أن يعرف أين يمكنه أن يجد الأمل والسلام الذي ”[يتجاوز] كل الفهم“. ٦

عسى ان يكون هذا المؤتمر وقت سلام وأغتراف روحي لكم. عسى ان تطلبوا الوحي الشخصي وتتلقوه خلال هذه الجلسات، فهذا ما أصلي من أجله باسم يسوع المسيح، آمين.

التلمذة الشجاعة في الأيام الأخيرة

التلمذة الشجاعة في الأيام الأخيرة

دعونا نكون واثقين، لا اعتذاريين، شجعان، لا مذعورين، مؤمنين، لا خائفين ونحن نحمل نور الرب في هذه الأيام الأخيرة.

الإرادة الذاتية الأخلاقية هي هبة الله الثمينة لكل أبنائه.١ نحن ”أَحْرارٌ في أَنْ [نختار] الْحُرِّيَّةَ وَالْحَياةَ الْأَبَدِيَّةَ مِنْ خِلالِ الْوَسيطِ الْعَظيمِ لِجَميعِ الْبَشَرِ، أَوْ في أَنْ [نختار] السَّبْيَ وَالْمَوْتَ، حَسَبَ سَبْيِ إِبْليسَ وَقُوَّتِهِ“.٢ لن يجبرنا الله على فعل الخير، وكذلك الشيطان لا يقدر أن يجبرنا على فعل الشر.٣ على الرغم من أن البعض قد يعتقد أن الحياة الدنيا هي صراع بين الله والشيطان، إلا إن كلمة من المُخلص ”تُخرس الشيطان وتطرده. … يتم اختبار قوتنا نحن، وليس — قوة الله“.٤

ولذلك في النهاية سنحصد ما زرعته خياراتنا على طول الحياة.٥ فماذا تقول مجموع أفكارنا ورغباتنا وكلماتنا وأعمالنا عن محبتنا للمخلص وخدامه المختارين وكنيسته المستعادة؟ هل تعني لنا عهود المعمودية والكهنوت والهيكل أكثر مما يعنيه مدح العالم أو عدد ”الإعجابات“ على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل حبنا للرب ووصاياه أقوى من حبنا لأي شيء أو لأي شخص آخر في هذه الدنيا؟

لقد سعى الشيطان وأتباعه دائمًا إلى تدمير أعمال المسيح وأنبيائه. إن وصايا المخلص، وإن لم يكن قد تم تجاهلها بالكامل، فقد جرى ترشيدها بحيث فقدت معناها في عالمنا اليوم. غالباًما يُرفض رسل الله الذين يُعلّمون حقائق ”غير مريحة“. حتى المخلص نفسه كان يُدعى «إنسانٌ أكولٌ وشِرّيبُ خمرٍ»٦ ومُتهمًا بإزعاج المشاعر العامة والتسبب في الانقسام. نفوس ضعيفة ومتآمرة ”تَشاوَروا لكَيْ يَصطادوهُ بكلِمَةٍ“٧ و ”مذهبه“ من المسيحيين الأوائل كان مُقاوَماً ”في كُلِّ مَكانٍ“.٨

تعامل المخلص وأتباعه الأوائل مع معارضة داخلية وخارجية خطيرة، ونحن نعاني من نفس الشيء. يكاد يكون من المستحيل اليوم أن نعيش إيماننا بشجاعة دون أن نستقطب بين الحين والآخر بعض الازدراء الافتراضي والواقعي ممن هو دنيويون. إن أتباع المخلص بكل ثقة يعد أمرًا مفيدًا، ولكن في بعض الأحيان قد نقع في شباك أولئك الذين يدافعون عن فلسفة ”كلوا واشربوا وأمرحوا“٩، حيث الإيمان بالمسيح والطاعة والتوبة يتم استبدالها بوهم أن الله سيبرر صغائر ذنوبنا لأنه يحبنا كثيرًا.

متحدثًا «بصوته أو بصوت خدامه»،١٠ ألم يقل المخلص عن يومنا هذا «سيكونُ وقتٌ لا يَحتَمِلونَ فيهِ التَّعليمَ الصَّحيحَ، بل حَسَبَ شَهَواتِهِمُ الخاصَّةِ يَجمَعونَ لهُمْ مُعَلِّمينَ» وأن كثيرين ”يَصرِفونَ مَسامِعَهُمْ عن الحَقِّ، ويَنحَرِفونَ إلَى الخُرافاتِ“؟١١ ألم ينتحب لأنهم ”باطِلًا يَعبُدونَني وهُم يُعَلِّمونَ تعاليمَ هي وصايا النّاسِ“؟١٢ ألم يحذر من أنه ”ومِنكُمْ أنتُمْ سيَقومُ رِجالٌ يتَكلَّمونَ بأُمورٍ مُلتَويَةٍ ليَجتَذِبوا التلاميذَ وراءَهُمْ»؟١٣ ألم يتنبأ بأن ”الشر [سيُدعى] خيراً والخير سيُدعى شراً“١٤ وأن ”أعداءُ الإنسانِ أهلُ بَيتِهِ“؟١٥

إذن ماذا عنا؟ هل يجب أن نرضخ للتهديد أو نخاف؟ هل يجب أن نعيش ديننا في الخفاء؟ بالتأكيد لا! عند الإيمان بالمسيح،لا داعي للخوف من لوم الناس أو الخوف من شتائمهم.١٦ عندما يكون المُخلّص في دفة القيادة وهناك أنبياء أحياء ليقودوننا ويرشدوننا، ”إنْ كانَ اللهُ معنا، فمَنْ علَينا؟“١٧ دعونا نكون واثقين، غير اعتذاريين، شجعان، غير مترددين، مخلصين، غير خائفين لأننا نحمل نور الرب في هذه الأيام الأخيرة.١٨

لقد أوضح المُخلّص «كُلُّ مَنْ يَعتَرِفُ بي قُدّامَ النّاسِ أعتَرِفُ أنا أيضًا بهِ قُدّامَ أبي. … ولكن مَنْ يُنكِرُني قُدّامَ النّاسِ أُنكِرُهُ أنا أيضًا قُدّامَ أبي».١٩

وبالتالي، وفي حين يفضل البعض إلهًا يأتي بدون وصايا، فلنشهد بجرأة كما قال الشيخ د. تود كرستوفرسن أن ”الإله الذي لا يطلب أي مطالب هو المكافئ الوظيفي لإله غير موجود“.٢٠

بينما يفضل البعض أن يكونوا انتقائيين في الوصايا التي يتبعونها، دعونا نقبل بفرح دعوة المُخلّص للعيش ” بكُلِّ كلِمَةٍ تخرُجُ مِنْ فمِ اللهِ“.٢١

بينما يعتقد الكثيرون أن الرب وكنيسته تسمح بفعل ”كُلِّ ما تشتَهيه [نَفوسنا]“،٢٢ فلنعلن بشجاعة أنه من الخطأ ”[اتباع] الكَثيرينَ إلَى فِعلِ الشَّرّ“.٢٣ لأن ”الجموع لا تستطيع تصحيح ما أعلن الله أنه خطأ“.٢٤

”تذكر، تذكر … ما تتصف به وصايا الله من حزم ومضاء [لكنها قادرة على التحرير]“.٢٥ تعليم هذه الوصايا بوضوح قد يُنظر له في بعض الأحيان على أنه عمل من أعمال عدم التسامح. لذلك دعونا نُظهر باحترام أنه ليس ممكنا وحسب، بل ومن الضروري أن نحب ابن الله الذي يعتنق معتقدات مختلفة عن معتقداتنا.

يمكننا قبول واحترام الآخرين دون تأييد معتقداتهم أو أفعالهم التي لا تتوافق مع إرادة الرب. لا داعي للتضحية بالحقيقة على مذبح التوافق أو القبول الاجتماعي.

صهيون وبابل غير متوافقتين. ”لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيِّدَينِ“.٢٦ لنتذكر جميعًا سؤال المُخلّص الثاقب، ”ولِماذا تدعونَني: يا رَبُّ، يا رَبُّ وأنتُمْ لا تفعَلونَ ما أقولُهُ؟“٢٧

دعونا نظهر محبتنا للرب من خلال الطاعة الصادقة والطوعية.

إذا شعرتم أنكم حائرون بين اتباعكم للمسيح أو العالم، فمن فضلكم تذكروا أن مُخلّصكم المحب ”أذاع دعوته … ، ونشر ذراعي الرحمة [نحوكم] قائلا توبوا فأقبلكم“.٢٨

علّم الرئيس رسل م. نلسن أن يسوع المسيح ”سيؤدي بعضًا من أعظم أعماله ما بين الآن وحتى مجيئه مرة أخرى“.٢٩ لكنه علّم أيضًا أن ”أولئك الذين يختارون طريق الرب من المحتمل أن يقاسوا الاضطهاد“.٣٠ كونكم «[تحُسِبوا] مُستأهِلينَ أنْ [تهانوا] مِنْ أجلِ اسمِهِ“٣١ قد يكون في بعض الأحيان نصيبنا عندما ”نسمح لصوته بأن يكون له الأولوية على أي صوت آخر“.٣٢

قال المُخلّص: ”وطوبى لمن لا يَشُكُّ فيَّ!“.٣٣ وتعلمنا في أماكن أخرى أن ”سَلامٌ جَزِيلٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَنْ يُعْثِرَهُمْ بِفَضْلِهَا شَيْءٌ“.٣٤ لا شيء! دعونا نسأل أنفسنا، ”هل نتحمل لبعض الوقت، وحَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ، نتَعَثَّرُ؟٣٥ هل أعتمدت بثبات على صخرة يسوع المسيح وخدامه؟“

يؤيد النسبيون الأخلاقيون أن الحقيقة هي مجرد بناء اجتماعي، وأنه لا توجد أخلاقيات مطلقة. ما يقولونه حقًا هو أنه لا توجد خطيئة،٣٦ وأن ”ليس فيما يأتيه الانسان جرم“،٣٧فلسفة يَدّعي الشيطان تأليفها بكل فخر! لذلك دعونا نحذر من الذئاب التي ترتدي ملابس الحمل والتي تجند دائمًا ”و تستخدم غالبًا شكوكها الذهنية لتغطية هفواتها السلوكية“.٣٨

إذا أردنا حقًا أن نكون تلاميذ شجعان للمسيح، فسنجد وسيلة. وإلا فإن الشيطان يقدم بدائل مغرية. لكن بصفتنا تلاميذ مخلصين فإننا، ”لا نحتاج إلى الاعتذار عن معتقداتنا أو التراجع عما نعرف أنه حق“.٣٩

في الختام، كلمة عن خدام الله الخمسة عشر الجالسين خلفي. وفي حين يقول الدنيويون ”للرائين لا تروا. وللأنبياء، لا تَتَنَبَّأُوا لَنَا بِمَا هُوَ حَقٌّ“،٤٠ ”يُتَوج المؤمنون ببركات من فوق، نعم، ووصايا ليست بالقليلة، وبوحي في زمانهم“.٤١

ليس بمستغرب أن هؤلاء الرجال كثيرًا ما يصبحون هدفاً لهجمات أولئك غير الراضين عن كلمة الله كما يعلنها الأنبياء. أولئك الذين يرفضون الانبياء لا يدركون ”أَنَّ كُلَّ نُبُوءَةٍ وَارِدَةٍ فِي الْكِتَابِ لَا تُفَسَّرُ بِاجْتِهَادٍ خَاصٍّ“ أو نتيجة إرادة أنسان ”لكن رِجَالُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ [تكلموا] مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ“.٤٢

مثل بولس، فإن رجال الله هؤلاء ”لا … [يخجلون من] الشَّهَادَةِ لِرَبِّنَا» وهم «[سجناءه]“٤٣ بمعنى أن العقيدة التي يعلمونها هي ليست لهم بل هي للذي دعاهم. مثل بطرس، ”لَا [يستطيعون] أَنْ [يكُفَّوا] عَنِ التَّحَدُّثِ بِمَا [رَأَووه وَسَمِعْوه]“.٤٤ أشهد أن الرئاسة الأولى ورابطة الاثني عشر هم رجال طيبون وصادقون يحبون الله وأبناءه وبناته وأن الله يحبهم. يجب أن نتلقى كلماتهم كما لو كانت من فم الرب ”بكل صبر وإيمان. فبالقيام بهذه الاعمال لن تقوى [علينا]; أبواب الجحيم … وأن الرب الإله سيبدد قوات الظلمة من [أمامنا]“.٤٥

”لا يمكن لأي يد غير مقدسة أن توقف العمل عن التقدم“؛ ٤٦ سوف يسير منتصراً معك ومعي أو بدونك أو بدوني، لذلك ”فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ“.٤٧ لا تنخدعوا ولا تخافوا من الضوضاء الشيطانية الصاخبة الصادرة من الْبِناءُ الضَّخْمُ وَالْواسِعُ. صخبهم اليائس لا يضاهي التأثير الساكن للصوت الخافت والهادئ الملقى على القلوب المكسورة والأرواح التائبة.

أشهد أن المسيح حي، وأنه مخلصنا وفادينا، وأنه يقود كنيسته من خلال الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر، وبالتالي أؤكد أننا لا «تتَتَقَاذَفُنَا وَتَحْمِلُنَا كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ».٤٨

علّم الرئيس نلسن أن ”التلاميذ الصادقين ليسوع المسيح على استعداد للبروز والتحدث بالحق والتميز عن بقية شعوب العالم. إنهم بواسل ومخلصون وشجعان“.٤٩

أيها الإخوة والأخوات، إنه زمن جيد لنكون فيه من الصالحين! باسم يسوع المسيح المُقَدَّس، آمين.