خدمتي التبشيرية باركت حياتي إلى الأبد
أصلي من أجلكم أيها الشباب والشابات وآبائكم لتروا وتعرفوا كيف ستبارك الخدمة التبشيرية حياتكم إلى الأبد.
شكرًا للرئيس نلسن، على مشاركة هذا الارشاد بخصوص الخدمة التبشيرية مرة أخرى.
أيها الإخوة والأخوات، قبل عدة سنوات أثناء خطابي في المؤتمر العام، أصيبت عيني اليسرى بضرر فجأة بسبب ما يسمى بالتهاب العصب البصري، والذي تدهور فيما بعد وأعماني في تلك العين.
نظرًا لأنني تعاملت مع هذا التحدي، فأنا أكثر امتنانًا لأنواع أخرى من الرؤية، بما في ذلك الإدراك المتأخر (بعد وقوع الحدث). عندما راجعت حياتي، تمكنت من رؤية بعض التجارب التي أحدثت فرقًا كبيرًا. إحدى تلك التجارب هي كيف أن تفرغي للخدمة التبشيرية عندما كنت شابًا في إنجلترا بارك حياتي وشكل مصيري الروحي.
لقد فكرت في الكيفية التي أدت بها التحديات الاقتصادية المرتبطة بالكساد العظيم إلى تحول مؤسف لوالدي وعائلتنا. انخرط والدي في إنقاذ وكالته لبيع السيارات ودعم الأسرة خلال هذه الفترة الصعبة إلى درجة أن والديّ لم يحضرا إلى الكنيسة لبعض الوقت.
على الرغم من أننا لم نحضر اجتماعات الكنيسة كعائلة، إلا أن ذلك لم يمنعني من الحضور من حين لآخر مع أصدقائي.
في تلك الأيام، كانت الخدمة التبشيرية آنذاك تشغل فكري، لكنها لم تكن شيئًا تحدثت عنه مع والدي.
أثناء التحاقي بالكلية، قررت أنا والعديد من الأصدقاء أن نذهب في للخدمة التبشيرية. أثناء اجتماعي مع أسقفي، استكملت طلبي للالتحاق بالخدمة التبشيرية عندما كان والداي مسافرين. عندما عاد والداي، فاجأتهما بنبأ دعوتي للخدمة في بريطانيا العظمى. أنا ممتن لدعمهم لهذا القرار بحماس، وللأصدقاء الجيدين الذين ساعدوني في اتخاذ القرار.
لقد أعدتني خدمتي التبشيرية لأكون زوجًا وأبًا أفضل وأن أكون ناجحًا في العمل. كما أنها أعدتني لخدمة الرب مدى الحياة في كنيسته.
في المؤتمر العام في نيسان/ أبريل ١٩٨٥ تم تكليفي بالتحدث في جلسة الكهنوت. وجهت ملاحظاتي إلى الشبيبة تحدثت عن الاستعداد للخدمة كمبشر. قلت، ”من بين كل التدريبات التي تلقيتها في مهام الكنيسة الخاصة بي، لم يكن هناك ما هو أكثر أهمية بالنسبة لي من التدريب الذي تلقيته كشيخ في التاسعة عشرة من عمره ومتفرغ للتبشير“.١
الرب يعرفكم عندما تخدمون كمبشرين، فستمرون بتجارب ستساعدك في التعرف عليه بشكل أفضل. سوف تنمو روحياً في خدمته. باسمه، سيتم إرسالكم في مهمات لخدمة الآخرين. سوف يمنحكم تجارب مع همسات الروح القدس. سوف يأذن لكم الرب بأن تُعلِّموا باسمه. يمكنكم أن تثبتوا له أن بإمكانه أن يثق بكم وأنه من الممكن الاعتماد عليكم.
قبل خمسة أشهر ونيف، انضم الشيخ جفري ر. هولند والشيخ كونتن ل. كوك، واللذين خدما أيضًا كمبشرين في الجزر البريطانية، في انضما إليّ في زيارة للأعضاء والمبشرين في تلك الأرض الجميلة. أثناء وجودي هناك، تأملت في تجاربي كمبشر شاب. أشهد أن فترة خدمتي التبشيرية كانت هي المرحلة التي عرفت فيها أن أبي السماوي ومخلصي يسوع المسيح يعرفانني ويحبانني.
لقد بوركت باثنين من رؤساء المهمات التبشيرية العظماء, سيلفوى ج. بوير و ستينر ريتشاردز، مع رفاقهم المتفانين جليدى بوير وجين ريتشاردز. بمراجعة الماضي، يمكنني أن أرى بشكل أكثر وضوحًا أنهما وثقا بي وأحباني. علماني الإنجيل. لقد توقعا مني الكثير. لقد أعطياني العديد من المهام الصعبة وفرص القيادة لمساعدتي على النمو والاستعداد لحياة مكرسة للخدمة.
لقد فكرت أيضًا في دعوتي من قبل الرئيس سبنسر و. كمبل لترؤس الإرسالية التبشيرية في مدينة تورنتو بكندا مع زوجتي العزيزة باربرا وأطفالنا إلى جانبنا. اتصل بنا الرئيس كمبل للخدمة في نيسان/ أبريل ١٩٧٤، بعد وقت قصير من تقديم كلمته التبشيرية الملهمة بعنوان ”متى سيهتدي العالم“.2 شرح الرئيس كمبل في تلك الرسالة رؤيته لكيفية نقل الإنجيل إلى العالم بأسره. دعا إلى توفير العديد من المبشرين من جميع أنحاء العالم. ذكرنا بأن الرب يتوقع ”أن على كل إنسان … أن يرفع صوت تحذير إلى سكان الأرض“. ٣ أصبح تعليم الرئيس كمبل حول توقع الشباب للخدمة التبشيرية موضوعًا للمحادثة في المنازل حول العالم. هذا التوقع لم يتغير. أنا ممتن لأن الرئيس نلسن كرر التركيز على توقعات الرب هذا الصباح.
لقد مضى ما يقرب من ١٠ سنوات منذ اعلان الرئيس توماس س. مونسن عن تخفيض سن التبشير للشباب والشابات.٤ من وجهة نظري، كان السبب الرئيس لهذا التغيير هو إعطاء المزيد من شبابنا فرصة لتغيير حياتهم ليكونوا مبشرين.
كرسول للرب يسوع المسيح، فإنني أدعوكم الآن أيها الشباب والشابات الراغبين في الخدمة التبشيرية، أن تبدأوا فورا في التحدث مع أبويكم حول ذلك. أدعوكم أيضًا للتحدث مع أصدقائكم حول الذهاب في للخدمة التبشيرية، وإذا كان أحد أصدقائكم مترددا بشأن ذلك فشجعوه على التحدث مع أسقفه.
التزموا مع أنفسكم والآب السماوي بأنكم سوف تخدمون كمبشرين وأنكم من هذا الوقت فصاعدًا سوف تجاهدون لتحفظوا قلوبكم وأيديكم وعقولكم طاهرة وجديرة. أدعوكم لبناء شهادة قوية عن إنجيل يسوع المسيح المستعاد.
يا آباء وأمهات هؤلاء الشباب الرائعين، إن لكم دورا حيوي في عملية الإعداد هذه. ابدأوا من اليوم بالتحدث مع أبنائكم عن الخدمة التبشيرية. نحن نعلم أن العائلة لها التأثير الأكبر في مساعدة شبابنا وشاباتنا على الاستعداد.
إذا كنتم لا تزالون في الفئة العمرية للخدمة التبشيرية ولكنك لم تؤدوها بعد بسبب الوباء أو لأسباب أخرى، فأنا أدعوكم لتأديتها الآن. تحدثوا إلى أسقفكم واستعدوا لخدمة الرب.
أشجعكم أيها الأساقفة على مساعدة جميع الشبان والشابات القريبين من سن التبشير على الاستعداد لتأديتها، كما أشجعكم أيها الأساقفة على تحديد من هم في عمر مناسب ولكنهم لم يؤدؤها بعد. ادعوا كل شاب ليكون مبشرا وكذلك كل شابة ترغب في الخدمة.
نشكر المبشرين الحاليين العاملين في الخدمة التبشيرية. كانت خدمتكم هذه خلال جائحة عالمية. نتيجة لذلك، كانت تجربتكم خلال خدمتكم تختلف عن تجربة خدمتي أو تجارب أي مبشرين خدموا قبل عام ٢٠٢٠. أعلم أن الأمر لم يكن سهلا. ولكن حتى خلال هذه الأوقات الصعبة، كان عند الرب عمل عليكم القيام به، وقد قمتم به بشكل رائع. على سبيل المثال، لقد استخدمتم التكنولوجيا بطرق جديدة للعثور على أولئك الجاهزين للتعرف على استعادة إنجيل يسوع المسيح. بما أنكم عملتم بجد ووفقًا لقدراتكم، فأنا أعلم أن الرب مسرور بجهودكم. أعلم أن خدمتكم ستبارك حياتكم.
عندما تُسرحون من مهمتكم، تذكروا أنك لست مُسرحين من النشاط في الكنيسة. قوموا بالبناء على أساس العادات الجيدة التي تعلمتموها خلال خدمتكم التبشيرية، واستمروا في تقوية شهادتكم، واعملوا بجد، وصلوّا، وكونوا مطيعين للرب. احترموا العهود التي قطعتموها. استمروا في مباركة الآخرين وخدمتهم.
أصلي من أجلكم أيها الشباب والشابات وآبائكم لتروا وتعرفوا كيف ستبارك الخدمة التبشيرية حياتكم إلى الأبد. ليتكم تعرفوا في أذهانكم وتشعروا في قلوبكم قوة الدعوة التي وجهها الرب لأبناء موسيا المبشرين العظماء. قَالَ ٱلرَّبُّ لَهُمْ، ”جُولُوا بَيْنَ إِخْوَتِكُمُ ٱللامَانِيِّينَ وَمَكِّنُوا لِكَلِمَتِي؛ وَلٰكِنْ فَلْتَلْزَمُوا ٱلصَّبْرَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ فِي ٱلْمِحَنِ، كَيْ تَكُونُوا فِيَّ قُدْوَةً حَسَنَةً لَهُمْ. وَإِنِّي لَمُتَّخِذُكُمْ أَدَاةً فِي يَدَيَّ لِتَخْلِيصِ أَنْفُسٍ كَثِيرَةٍ“.٥
ليبارك الله شبيبة الكنيسة بالرغبة لكي يستعدوا ويخدموه، هذه صلاتي المتواضعة التي أقدمها هذا الصباح باسم الرب يسوع المسيح، آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.