المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

أحلام ليلية

 


أحلام ليلية

التأمل الديني لعيد الميلاد مع الرئاسة الأولى ٢٠٢٠

٦ كانون الأول/ديسمبر، ٢٠٢٠

كان المكان أهدأ ما يمكن للطبيعة أن تسمح به، حلول الليل في بداية الربيع. كانت السماء في غاية الصفاء، والنجوم تتلألأ، أولا بالعشرات، ثم بالمئات، وأخيرا بالآلاف. وكان الرعاة في الحقل يستمتعون ببرودة الأجواء بعد قيظ النهار ويرتاحون بعد كدحهم في عملهم الشريف. الشيء الوحيد غير الاعتيادي--ولكنه كان في غاية الجمال--في هذا المشهد الريفي كان يحدث في حظيرة محاذية لتل بالقرب من القرية، حيث وقف شخصان يراقبان رضيعا نائما في مذود مصحوبين ببعض الحيوانات الأليفة التي كانت تنظر معهم إلى هذا المشهد الرائع.

هؤلاء الثلاثة، وكانوا دون صديق أو قريب أو من هو مستعد لاستضافتهم في مدينة بيت لحم المكتظة، كانوا، أولا، شابة عذراء جميلة اسمها مريم (وربما كانت في ريعان سنوات مراهقتها أو في منتصفها إن كانت تقاليد تلك الأيام قد انطبقت عليها)، وكانت شجاعتها وإيمانها جليان جلاء أي أمر سبق تسجيله في النصوص المقدسة. ثانيا، زوجها المدعو يوسف، وكان أكبر سنا من زوجته الشابة، ولكن، حسبما نعرف، فلا بد أنه كان أكثر الرجال على الأرض استحقاقا لتربية طفل لم يكن ابنه بالجسد ولكن طفلا سيصبح في المستقبل، بمرور الوقت، الأب الروحي ليوسف. ثالثا، وأخيرا، وما هو الأكثر جمالا، الطفل الذي سيُدعى يسوع، نائما مقمطا على أنظف تبن يمكن لأب متلهف أن يجمعه.

من مفارقات هذا المشهد الهادئ غير العلني هو أنه لم يُولد من قبل طفل كان الكثير معروفا عنه، والكثير مكتوبا عنه، والكثير متوقعا منه. في الحقيقة، فقد ابتدأت المعرفة بشخصه وماهيته في العوالم السماوية قبل أن يُولَد أي إنسان! كأول أبناء الأب ١ في عالم الأرواح، كان قد عُيّن هناك ليكون مخلص العالم،٢ وعُيِّن مسبقا ليكون "الحمل الذي ذُبح منذ تأسيس العالم".٣ لاحقا، ولكن قبل مولده، كان هو يهوة العظيم في العهد القديم، وساعد نوحا على إنقاذ عائلته في زمن الطوفان٤ وراقب يوسف وهو ينقذ عائلته في زمن المجاعة.٥ كان يهوة المهيب الذي تشمل ألقابه "عَجيبًا، مُشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًّا، رَئيسَ السَّلامِ".٦ كان الألف والياء ٧في خطة الرحمة العظيمة والمُقَدّر له أن "يبَشِّرَ المَساكينَ، ويعصِبَ مُنكَسِري القَلبِ، ويناديَ للمَسبيّينَ بالعِتقِ، ولِلمأسورينَ بالإطلاقِ".٨

ليحقق ذلك، سيدوس هذا الرضيع معصرة خمر الفداء وحيدا وحدة مطلقة، دون رفاق بشريين ليعينوه أو أصحاب سماويين يمكنهم عمل ذلك. بتحمل كافة أثقال خطايا ومآسي حياة الفناء فإنه سيمنح هبة الخلاص التي لا يمكن استيعابها إلى كافة الأسرة البشرية بدءا بآدم وحتى نهاية العالم. وحتى نهاية رحلة حياته سيكون "راعي وأسقف نفوسنا،"٩و"كبير كهنة إيماننا"١٠، و"النبع المتدفق بحرية إلى كل بر".١١ كل واجبات هذه الحياة ومتطلباتها لم تكن قد انقضت بعد. لكن ليس الليلة. ليس في هذه الليلة. كان مجرد رضيع بين ذراعي أم تحبه، ويحميه أب كان رقيقا وقويا.

أقبل الرعاة والهيام ملء قلوبهم، ممثلين أدنى مستويات العمل الدنيوي وأفقر المهن البشرية. كما أتى الملوك، حكماء من الشرق، ممثلين أعلى مستويات النجاح الدنيوي وأغنياء البشر وأعمالهم. وفوق كل شيء--حرفيا فوق كل شيء--جاء الملائكة يرنمون "المجد لله في الأعالي"١٢، كان ذلك حشدا حقيقيا من الجند السماوي مسبحا ذلك الطفل الرضيع الذي أتى أخيرا إلى الأرض. في الواقع، وضع الملائكة علامات على الطريق المؤدي إلى هذا المذود لعدة قرون. ومؤخرا، كان ملاك قد زار مريم وأعلن لها إعلانا عظيما عما كانت قد اختيرت لعمله وعما اختيرت لتكونه.١٣ كان ملاك قد زار يوسف ليشجعه أن يتزوج الفتاة التي كانت لسبب غامض حبلى؛ أطاع يوسف أمر الملاك بكل إيمان.١٤ وبعد أن وُلد الطفل طلب ملاك من الزوجين الشابين أن يهربا من مذبحة هيرودس للأبرياء (أطفال صغار كانوا أول الشهداء المسيحيين في العهد الجديد)، وأخبر ملاك الزوجين بأن يرجعا من مصر ولكن ألا يستقرا في بيت لحم أو حتى القدس بل في مدينة الناصرة البعيدة.١٥ من الواضح أن ملائكة السماء كانوا يعرفون أكثر بكثير من البشر على الأرض معنى ولادة هذا الطفل ومهمته التي سيقوم بها وهي أنه "سيحمل أحزاننا ويتحمل أوجاعنا ويُجرح من أجل آثامنا ويُسحق من أجل معاصينا، وليجعل واضحا أن تأديب سلامنا سيحل به وبأننا بجراحه سنبرأ. ١٦

بالنسبة لي فإنه من المهم أن كل هذه الأحداث جرت في الليل--ذلك الوقت في حياتنا عندما نريح أجسادنا المتعبة وتهدأ أحاسيسنا، وهو عادة وقت حدوث الصلوات والوُحِي والرؤى الإلهية، عندما يطرد السلام والأمان شياطين اليوم. ومرة واحدة في السنة، يكون الليل هو الوقت الذي لا يمكن فيه للأطفال النوم بسبب البهجة التي تقض مضجعهم لأنهم يعرفون أن الغد التالي سيكون صباح يوم عيد الميلاد. مهما كانت صعوبة أي يوم في حياتنا فإن أحلام الليل الحلوة يمكنها أن تجعل كل شيء على ما يرام. كتب الشيخ بارلي برات ذات مرة:

"لقد أوحى الله العديد من التعليمات الهامة ... من خلال الأحلام. ... "عندما يحلم المرء تكون الأعصاب مسترخية وتكون البشرية جمعاء في سكون قابعة في نوم هادئ والأعضاء الروحية ... في حوار مع الله، ... والملائكة، ...، وأرواح الرجال الصالحين الذين حققوا الكمال".١٧

وكذلك كان الأمر في تلك الليلة المدهشة والعجيبة حيث تحققت بالفعل "آمال ومخاوف الدهور"١٨ التي راودت أحلام من كانوا في بيت لحم في تلك الليلة.

تلك الليلة في سماء بيت لحم

حين تفجر نور نجمة غامضة،

تقلب رجل ضرير في فراشه،

وحلم أنه أبصر شمسا ساطعة.

في تلك الليلة سمع الرعاة

ترانيم جوقات السماء،

واهتز أصَمٌّ في نوم عميق،

حالما أنه يسمع الغناء.

في تلك الليلة، في حظيرة

نامت أم ورضيعها في سكون،

وحرك كسيح أطرافه الذابلة،

حالما أنه يمشي في مُجون.

في تلك الليلة، حين وقفت مريم

بِرِقَّةٍ تراقب طفلها الرضيع،

ابتسم أبرص مُحتَقَرٌ في المنام،

حالما أنه طاهر غير شنيع.

في تلك الليلة، ذلك المَلِك الصغير

حملته أمه في حضنها الأمين،

ونامت خاطِئَةٌ نوما عميق،

حالمة أنها نقية كذهب ثمين.

في تلك الليلة في المذود نام

القدوس الآتي للفداء، 

وتحرك ميت في الأكفان،

حالما أنه بين الأحياء.١٩

باسم ذلك الرضيع من بيت لحم،٢٠، يسوع المسيح، آمين.


ملاحظات

  1. انظر المزامير ٨٩: ٢٧

  2. راجع ١يوحنا ٤‏:١٤.

  3. رؤيا يوحنا ١٣: ٨.

  4. راجع التكوين ٨: ٢٠.

  5. راجع تكوين ٤٥: ٧.

  6. ٢نافي ١٩: ٦.

  7. راجع الرؤيا ٢١: ٦.

  8. إشعياء ٦١: ١.

  9. ١بطرس٢: ٢٥.

  10. العبرانيين ٣: ١.

  11. أثير ٨: ٢٦

  12. لوقا ٢: ١٤.

  13. انظر لوقا ١: ٢٨.

  14. راجع متى ١: ٢٠-٢٤.

  15. راجع متى ٢: ١٩-٢٣.

  16. إشعياء ٥٣: ٤-٥.

  17. ParleyP. Pratt, Key to the Science of Theology (1885), 71–72; see also HaroldB. Lee, “Divine Revelation” (Brigham Young University devotional, Oct.15, 1952), 7–8.

  18. O Little Town of Bethlehem,” Hymns, no.208.

  19. SusieM. Best, “The Miracle Dreams,” in The Century Magazine, (Dec. 1907), 180–82.

  20. انظر لوقا ٢: ١٢.

الاثنين، 26 أكتوبر 2020

اِسهَروا إذِاً وتَضَرَّعوا في كُلِّ حينٍ


 

اِسهَروا إذِاً وتَضَرَّعوا في كُلِّ حينٍ

اليوم، أقوم بتوسيع دعوتي للصلاة لتشمل جميع الناس من كل بلد حول العالم.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، خلال الأسبوع الأخير من خدمته على الأرض، علم يسوع تلاميذه "اِسهَروا إذِاً وتَضَرَّعوا في كُلِّ حينٍ، لكَيْ تُحسَبوا أهلاً للنَّجاةِ مِنْ جميعِ هذا المُزمِعِ أنْ يكونَ، وتَقِفوا قُدّامَ ابنِ الإنسانِ".١

من بين "جميعِ هذا المُزمِعِ أنْ يكونَ،" قبل مجيئه الثاني "حُروب وأخبار حُروب … مَجاعاتٌ وأوبِئَةٌ وزَلازِل في أماكن".٢

قال المخلّص في المبادئ والعهود: "وستكون جميع الأشياء في هياج؛ … لأن الخوف سيسيطر على جميع الناس".٣

بالتأكيد، نحن نعيش في وقت حيث الأمور في حالة اهتياج. يخشى الكثير من الناس المستقبل، وابتعدت كثير من القلوب عن إيمانها بالله وابنه يسوع المسيح.

تعج التقارير الإخبارية بروايات العنف. وتُنشرُ الأخلاق المشوهة على الإنترنت. تتعرض المقابر والكنائس والمساجد والمعابد اليهودية والأضرحة الدينية للتخريب.

ووصل وباء عالمي إلى كل ركن من أركان الأرض تقريبًا، أصيب به ملايين الأشخاص وتوفي بسببه مئات الآلاف. تعطل التخرج من المدارس وخدمات العبادة الكنسية والزواج والخدمة التبشيرية ومجموعة كبيرة من الأحداث الهامة الأخرى في الحياة. بالإضافة إلى ذلك، تُرك عدد لا يحصى من الناس معزولين بمفردهم.

وتسببت الاضطرابات الاقتصادية في تحديات للكثيرين، خاصةً للأشخاص الأكثر ضعفًا بين أبناء أبينا السماوي.

لقد رأينا أشخاصًا يمارسون بشغف حقهم في الاحتجاج السلمي، وشهدنا أعمال شغب الغوغاء الغاضبين.

في الوقت نفسه، ما زلنا نشهد صراعات في جميع أنحاء العالم.

أفكر كثيرًا في الذين منكم يعانون أو يقلقون أو يخافون أو يشعرون بالوحدة. أؤكد لكل واحد منكم أن الرب يعرفكم، وأنه يدرك عذابكم وقلقكم، وأنه يحبكم بعمق وبشكل وثيق وشخصي إلى الأبد .

في كل ليلة عندما أصلي، أسأل الرب أن يبارك كل من يثقل كاهله الحزن والألم والوحدة والأسى. أعلم أن قادة الكنيسة الآخرين يرددون نفس الصلاة. إن قلوبنا معكم أفراد وجماعات وصلواتنا إلى الله من أجلكم.

قضيت عدة أيام في العام الماضي في الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة في زيارة المواقع التاريخية الأمريكية والكنسية، وحضور الاجتماعات مع المبشرين وأعضائنا، وزيارة الحكومة والأعمال.

يوم الأحد ٢٠ تشرين الأول/أكتوبر، تحدثت إلى تجمع كبير بالقرب من بوسطن، في ولاية ماساتشوستس. بينما كنت أتحدث أُلهمت كي أقول: "أناشدكم ... أن تصلوا من أجل هذا البلد، وقادتنا وشعبنا والعائلات التي تعيش في هذه الأمة العظيمة التي أسسها الله".٤

قلت أيضًا إن أمريكا والعديد من دول العالم، كما في الأوقات الماضية، هي عند مفترق طرق رئيس آخر وتحتاج إلى صلواتنا.٥

لم تكن مناشدتي جزءاً من خطابي المعد. جاءت هذه الكلمات عندما شعرت أن الروح يدفعني إلى دعوة الحاضرين للصلاة من أجل بلدهم وقادتهم.

اليوم، أقوم بتوسيع دعوتي للصلاة لتشمل جميع الناس من كل بلد حول العالم. بغض النظر عن الطريقة التي تصلي بها أو لمن تصلي، الرجاء ممارسة إيمانك، مهما كان دينك، وصلِّ من أجل بلدك ومن أجل قادتك الوطنيين. كما قلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في ولاية ماساتشوستس، نحن نقف اليوم على مفترق طرق رئيس في التاريخ، ودول الأرض في حاجة ماسة إلى الإلهام والتوجيه الإلهيين. هذا لا يتمحور حول الحكومة أو السياسة. إنه يتمحور حول السلام والشفاء الذي يمكن أن يأتيان إلى أرواح الأفراد وكذلك إلى أرواح البلدان، ومدنهم وبلداتهم وقراهم، من خلال أمير السلام ومصدر كل شفاء، الرب يسوع المسيح.

خلال الأشهر القليلة الماضية، كان لدي انطباع بأن أفضل طريقة لمساعدة الوضع العالمي الحالي هو أن يعتمد جميع الناس بشكل أكبر على الله وأن يوجهوا قلوبهم إليه من خلال الصلاة الصادقة. إنّ تواضعنا والبحث عن الإلهام السماوي لتحمّل أو التغلب على ما نواجهه سيكون أسلم وأضمن طريقة للمضي قدمًا بثقة خلال هذه الأوقات العصيبة.

تسلط الكتب المقدسة الضوء على الصلوات التي قدمها يسوع وكذلك تعاليمه حول الصلاة أثناء خدمته على الأرض. أنتم تتذكرون صلاة الرب:

"أبانا الّذي في السماواتِ، ليَتَقَدَّسِ اسمُكَ.

ليأتِ ملكوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.

خُبزَنا كفافَنا أعطِنا اليومَ.

وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.

ولا تُدخِلنا في تجرِبَةٍ، لكن نَجِّنا مِنَ الشِّرّيرِ. لأنَّ لكَ المُلكَ والقوَّةَ، والمَجدَ، إلَى الأبدِ. آمين.“٦

توضح هذه الصلاة الجميلة المركزة، التي تتكرر كثيرًا في جميع أنحاء المسيحية، أنه من المناسب تقديم التماس مباشر بعنوان "أبانا الذي في السماء" للاستجابة لما يقلقنا. لذلك دعونا نصلي من أجل الإرشاد الإلهي.

أدعوكم للصلاة في كلّ حين.٧ صلّوا من أجل عائلاتكم. صلّوا من أجل قادة الدول. صلوا من أجل الأشخاص الشجعان الذين يقفون في الخطوط الأمامية في المعارك الحالية ضد الأوبئة الاجتماعية والبيئية والسياسية والبيولوجية التي تؤثر على جميع الناس في جميع أنحاء العالم، الأغنياء والفقراء، الصغار والكبار.

عَلَّمنا المخلص ألا نضع حدوداً لمن نصلي من أجلهم. قال: ”أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ.“٨

على صليب جُلجُثة حيث مات يسوع من أجل خطايانا، مارس ما عَلّمه عندما صلّى: "يا أبَتاهُ، اغفِرْ لهُمْ، لأنَّهُمْ لا يَعلَمونَ ماذا يفعَلونَ".٩

إن الصلاة بإخلاص من أجل الذين يمكن اعتبارهم أعدائنا تظهر إيماننا بأن الله يمكن أن يغير قلوبنا وقلوب الآخرين. يجب أن تعزز مثل هذه الصلوات عزمنا على إجراء أي تغييرات ضرورية في حياتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا.

بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، واللغة التي تتحدث بها، أو التحديات التي تواجهها، فإن الله يسمعك ويستجيب لك بطريقته الخاصة وحسب توقيته. لأننا أولاده، يمكننا الاقتراب منه لطلب المساعدة والعزاء والرغبة المتجددة في إحداث تغيير إيجابي في العالم.

الدعاء من أجل العدل والسلام والفقراء والمرضى غالبا لا يكفي. بعد أن نركع مصلين، يجب أن ننهض من ركوعنا ونبذل ما في وسعنا للمساعدة، لمساعدة أنفسنا والآخرين.١٠

تعج الأسفار المقدسة بأمثلة عن أشخاص مؤمنين جمعوا بين الصلاة والعمل لإحداث فرق في حياتهم وفي حياة الآخرين. مثلاً، نقرأ في كتاب مورمون عن أنوش. وقد لوحظ أن "حوالي ثلثي كتاب أنوش القصير يصف صلاة، أو سلسلة من الصلوات، ويخبر في الثلث الثالث ما فعله نتيجة الإجابات التي تلقاها".١١

لدينا العديد من الأمثلة حول كيف أحدثت الصلاة فرقًا في تاريخ كنيستنا، بدءًا من الصلاة المسموعة الأولى لجوزف سميث في غابة بالقرب من منزل والديه في ربيع عام ١٨٢٠. طلبًا للمغفرة والتوجيه الروحي، فتحت صلاة جوزف السموات. اليوم، نحن المستفيدون من جوزف النبي وغيره من رجال ونساء قديسي الأيام الأخيرة المؤمنين الذين صلوا وعملوا للمساعدة في تأسيس كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

غالبًا ما أفكر في صلوات النساء المؤمنات مثل ماري فيلدينغ سميث التي، بمساعدة الله، قادت أسرتها بشجاعة من الاضطهاد المتصاعد في إلينوي إلى الأمان في هذا الوادي حيث ازدهرت عائلتها روحيًا ومادياً. بعد الصلاة الملّحة على ركبتيها، عملت جاهدة للتغلب على تحدياتها ومباركة أسرتها.

سوف تسمو الصلاة بنا وتجمعنا معاً كأفراد وعائلات وكنيسة وكعالم. ستؤثر الصلاة على العلماء وتساعدهم في اكتشاف اللقاحات والأدوية التي ستنهي هذا الوباء. وسوف تعزي الصلاة الذين فقدوا أحباءهم. سوف ترشدنا لمعرفة ما يجب القيام به لحمايتنا الشخصية.

أيها الإخوة والأخوات، أحثكم على أن تضاعفوا التزامكم بالصلاة. أناشدكم كي تصلّوا في مخادعكم، في الطرقات، في دياركم، في محافلكم، ودائماً في قلوبكم.١٢

بالنيابة عن قادة كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، أشكركم على صلواتكم من أجلنا. أناشدكم الاستمرار في الصلاة حتى نتلقى الإلهام والوحي لإرشاد الكنيسة خلال هذه الأوقات الصعبة.

يمكن للصلاة أن تغير حياتنا. بدافع من صلاة صادقة، يمكن أن نتطور ونساعد الآخرين على التطور أيضاً.

أعرف قوة الصلاة من خلال تجربتي الخاصة. كنت مؤخراً وحدي في مكتبي. كنت قد خضعت للتو لعملية طبية في يدي. كانت يدي متورمة وعليها كدمات سوداء وزرقاء وكانت تؤلمني. عندما جلست في مكتبي، لم أتمكن من التركيز على الأمور المهمة والحاسمة لأن هذا الألم كان يشتت انتباهي.

ركعت مصلياً وطلبت من الرب أن يساعدني في التركيز حتى أتمكن من إنجاز عملي وقفت وعدت إلى كومة الأوراق على مكتبي. وفي الحال حلّ الوضوح والتركيز على ذهني، وتمكنت من إكمال الأمور الملّحة أمامي.

قد يبدو الوضع الفوضوي الحالي في العالم مروعًا عندما ننظر إلى العديد من القضايا والتحديات، لكن شهادتي القوية أنه إذا صلّينا وطلبنا من الآب السماوي البركات اللازمة والإرشاد الضروري، فسنعرف كيف يمكننا أن نبارك عائلاتنا وجيراننا ومجتمعاتنا وحتى البلدان التي نعيش فيها.

صلّى المُخلّص وبعد ذلك "جالَ يَصنَعُ خَيراً"١٣ بإطعام الفقراء، وتشجيع ودعم المحتاجين، والتواصل بحبٍّ وتسامح وسلام وراحة مع كل من سيأتي إليه. ويستمر بالتواصل معنا.

أدعو جميع أعضاء الكنيسة، وكذلك جيراننا وأصدقاءنا من الجماعات الدينية الأخرى في جميع أنحاء العالم، إلى القيام بما نصح به المخلص تلاميذه: "اِسهَروا إذِاً وتَضَرَّعوا في كُلِّ حينٍ"، من أجل السلام والراحة والسلامة والفرص لخدمة بعضنا البعض.١٤

ما أعظم قوة الصلاة وكم يحتاج العالم اليوم إلى صلوات إيماننا بالله وابنه الحبيب! فلنتذكر ونقدر قوة الصلاة. باسم يسوع المسيح، آمين.