المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الاثنين، 18 أبريل 2022

المسيح يشفي ما انكسر

 

المسيح يشفي ما انكسر

يمكنه أن يشفي العلاقات المقطوعة مع الله، والعلاقات المقطوعة مع الآخرين، والأجزاء المنكسرة من أنفسنا سواء الجسدية أو النفسية.

قبل بضع سنوات وفي أثناء تجمع عائلي، سأل ابن أخي ويليام البالغ من العمر ثماني سنوات حينذاك، ابننا الأكبر بريتون، عما إذا كان يرغب في لعب الكرة معه. أجابه بريتون بحماس قائلاً: ”نعم! أرغب في ذلك!“ بعد أن لعبا لوقت طويل، فقد بريتون الكرة وكسر بالخطأ أحد قدور جديه العتيقة.

شعر بريتون شعوراً بشعاً. وعندما انحنى وبدأ في التقاط القطع المكسورة ببطء، اتجه ويليام الصغير نحوه وربت بلطف على ظهره. ثم قال: ”لا تقلق يا بريتون. لقد كسرت شيئًا ما في منزل جدي وجدتي ذات مرة، وفاحتضنتني جدتي وقالت، ”لا بأس يا ويليام“. أنت في الخامسة من عمرك فقط“.

أجاب بريتون : ”لكن يا ويليام، أنا أبلغ من العمر ٢٣ عامًا!“

يمكننا أن نتعلم الكثير من النصوص المقدسة حول كيفية مساعدة مخلصنا، يسوع المسيح، لنا على التعامل بنجاح مع الأشياء التي تحطمت في حياتنا، بغض النظر عن عمرنا. يمكنه أن يشفي العلاقات المقطوعة مع الله، والعلاقات المقطوعة مع الآخرين، والأجزاء المنكسرة من أنفسنا سواء الجسدية أو النفسية.

العلاقات المقطوعة مع الله

بينما كان المخلص يعلم الناس في الهيكل، أحضر إليه الكتبة والفريسيون امرأة. لا نعرف قصتها بالكامل، فقط أنها ”ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي“.١ في كثير من الأحيان، تحكي النصوص المقدسة جزءًا صغيرًا فقط من حياة شخص ما، وبناءً على هذا الجزء نميل أحيانًا إلى تعظيمه أو إدانته. لا يمكن فهم حياة أي شخص بالنظر إلى لحظة واحدة منها سواء كانت رائعة أو كانت مؤسفة تحوي إحباطا للعامة. الغرض من روايات النصوص المقدسة هو مساعدتنا على رؤية أن المسيح كان الجواب حينها، وهو الجواب الآن. إنه يعرف قصتنا بالكامل وما نعاني منه بالضبط، فضلاً عن معرفته بقدراتنا ونقاط ضعفنا.

كان رد المسيح على ابنة الله النفيسة هذه ”وَأَنَا لاَ أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ.“٢ هناك طريقة أخرى لقول ”اذْهَبِي وَلاَ تَعُودِي تُخْطِئِينَ.“ وهي ”انطلقي وتغيري.“ كان المخلص يدعوها للتوبة، لتغيير سلوكها، وعلاقاتها، والطريقة التي شعرت بها حيال نفسها، وتغيير قلبها.

بسبب يسوع المسيح، فإن قرارنا ”بالانطلاق والتغيير“ يمكن أيضًا أن يسمح لنا ”بالانطلاق والشفاء“، لأنه مصدر شفاء لكل ما انكسر في حياتنا. بصفته الوسيط الكبير والشفيع عند الآب، فإن المسيح يقدس العلاقات المقطوعة ويعيدها — وأهمها علاقتنا بالله.

توضح ترجمة جوزيف سميث أن المرأة اتبعت نصيحة المخلص وغيرت حياتها: ”والمرأة مجدت الله منذ تلك الساعة، وآمنت باسمه.“٣ من المؤسف أننا لا نعرف اسمها أو أي تفاصيل أخرى عن حياتها بعد هذه اللحظة، لأنها كانت ستتطلب قدرًا كبيرًا من العزيمة والتواضع والإيمان بالرب يسوع المسيح حتى تتوب وتتغير. ما نعرفه هو أنها ”آمنت باسمه“ مع إدراك أنها لم تكن بعيدة عن متناول أضحيته الأبدية اللامتناهية.

العلاقات المقطوعة مع الآخرين

نقرأ في سفر لوقا الفصل ١٥ مثلًا لرجل له ولدان. طلب الابن الأصغر ميراثه من والده وذهب في رحلته إلى بلد بعيد وأهدر ما لديه في الحياة الرغدة.٤

”وَلكِنْ لَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، اجْتَاحَتْ ذلِكَ الْبَلَدَ مَجَاعَةٌ قَاسِيَةٌ، فَأَخَذَ يَشْعُرُ بِالْحَاجَةِ.

”فَذَهَبَ وَالْتَحَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ مُوَاطِنِي ذلِكَ الْبَلَدِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.

”وَكَمِ اشْتَهَى لَوْ يَمْلأُ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَمَا أَعْطَاهُ أَحَدٌ!

”ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ: مَا أَكْثَرَ خُدَّامَ أَبِي الْمَأْجُورِينَ الَّذِينَ يَفْضُلُ عَنْهُمُ الْخُبْزُ، وَأَنَا هُنَا أَكَادُ أَهْلِكُ جُوعاً!

”سَأَقُومُ وَأَرْجِعُ إِلَى أَبِي، وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَمَامَكَ؛

”وَلاَ أَسْتَحِقُّ بَعْدُ أَنْ أُدْعَى ابْناً لَكَ: اجْعَلْنِي كَوَاحِدٍ مِنْ خُدَّامِكَ الْمَأْجُورِينَ!

”فَقَامَ وَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ. وَلكِنَّ أَبَاهُ رَآهُ وَهُوَ مَازَالَ بَعِيداً، فَتَحَنَّنَ، وَرَكَضَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ بِحَرَارَةٍ“.٥

أعتقد أن حقيقة أن الأب هرع إلى ابنه أمر مهم. إن الأذى الشخصي الذي ألحقه الابن بوالده كان بالتأكيد عميقًا وبالغاً. وبالمثل، ربما يكون الأب قد تعرض لإحراج حقيقي من تصرفات ابنه.

فلماذا لم ينتظر الأب أن يأتي ابنه إليه ويعتذر؟ ولماذا لم ينتظر أن يقدم الابن تعويضاً أو مصالحة قبل أن يقدم لابنه المغفرة والمحبة؟ لقد فكرت كثيرًا في هذا الأمر.

يعلمنا الرب أن المغفرة للآخرين هي وصية كونية: ”أنا الرب، سوف أغفر لمن أغفر له ولكن بالنسبة لكم فأنتم مطالبون بأن تغفروا لكل إنسان“.٦ قد تتطلب المغفرة شجاعة وتواضعًا هائلين. يمكن أن يستغرق الأمر وقتًا أيضًا. يتطلب منا أن نضع إيماننا وثقتنا في الرب ونحن نتحمل المسؤولية عن حالة قلوبنا. هنا تكمن أهمية وقوة إرادتنا الذاتية.

من خلال تصوير هذا الأب في مثل الابن الضال، أكد المخلص أن المغفرة هو من أسمى الهبات التي يمكن أن نقدمها لبعضنا البعض وعلى وجه التحديد لأنفسنا. إن تحرير قلوبنا من خلال الغفران ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكن من خلال قوة يسوع المسيح، سيكون ذلك ممكنًا.

الأجزاء المكسورة من أنفسنا

في سفر أعمال الرسل في الفصل الثالث نتعرف على رجل معين كَسِيحٌ مُنْذُ وِلاَدَتِهِ ”وَعِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُسَمَّى الْبَابَ الْجَمِيلَ، كَانَ يَجْلِسُ رَجُلٌ، يَحْمِلُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَضَعُونَهُ هُنَاكَ لِيَطْلُبَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ.“٧

كان المتسول الكسيح يبلغ من العمر أربعين عامًا٨ وقضى حياته بأكملها في حالة كانت على ما يبدو وكأنها لا تنتهي قوامها الاحتياج والانتظار، لأنه كان معتمداً على مساعدة الآخرين وكرمهم.

ذات يوم ”لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا دَاخِلَيْنِ، طَلَبَ مِنْهُمَا صَدَقَةً.

”فَنَظَرَا إِلَيْهِ مَلِيّاً، وَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: انْظُرْ إِلَيْنَا.

”فَتَعَلَّقَتْ عَيْنَاهُ بِهِمَا، مُنْتَظِراً أَنْ يَتَصَدَّقَا عَلَيْهِ بِشَيْءٍ.

”فَقَالَ بُطْرُسُ: لاَ فِضَّةَ عِنْدِي وَلاَ ذَهَبَ، وَلَكِنِّي أُعْطِيكَ مَا عِنْدِي: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ

”وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَدَبَّتِ الْقُوَّةُ حَالاً فِي رِجْلَيْهِ وَكَعْبَيْهِ“.

”فَوَقَفَ قَافِزاً وَبَدَأَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَقْفِزُ فَرَحاً وَيُسَبِّحُ اللهَ.“٩

”في كثير من الأحيان في حياتنا، نجد أنفسنا، مثل المتسول الكسيح عند بوابة الهيكل مننتظرين الرب بصبر — أو بنفاد صبر في بعض الأحيان —“.١٠ منتظرين الشفاء جسديا أو نفسياً. منتظرين الإجابات التي تخترق أعماق قلوبنا. منتظرين معجزة.

انتظار الرب يمكن أن يكون موقعا مقدسا -- موضعا للتهذيب والتنقية يمكننا من خلاله التعرف على المخلص بطريقة شخصية للغاية. قد يقودنا انتظار الرب أيضًا إلى موضع نجد فيه أنفسنا نسأل: ”أين أنت يا الله؟“١١ — موضع يتطلب منا المثابرة الروحية وممارسة الإيمان بالمسيح باختياره عمدًا مرارًا وتكرارًا. أنا أعرف هذا الموقع، وأفهم هذا النوع من الانتظار.

لقد أمضيت ساعات لا تحصى في مشفى لعلاج السرطان، متحدًة في معاناتي مع العديد من الأشخاص الآخرين الذين كانوا يتوقون إلى الشفاء. بعضهم عاش. آخرون لم يعيشوا. لقد تعلمت بشكل جوهري أن الخلاص من تجاربنا يختلف بالنسبة لكل واحد منا، وبالتالي يجب أن يكون تركيزنا أقل على الطريقة التي يتم بها خلاصنا وأكبر على المُخلص نفسه. يجب أن يكون تركيزنا دائمًا على يسوع المسيح!

إن ممارسة الإيمان بالمسيح تعني الثقة ليس فقط في مشيئة الله ولكن أيضًا في توقيته. لأنه يعرف ما نحتاج إليه ومتى نحتاجه. عندما نخضع لإرادة الرب، فسنحصل في النهاية على أكثر بكثير مما كنا نرغب به.

أصدقائي الأعزاء، لدينا جميعًا شيء في حياتنا مكسور يحتاج إلى التجديد أو الإصلاح أو الشفاء. عندما نلجأ إلى المخلص، عندما تتوافق قلوبنا وأذهاننا معه، وعندما نتوب، فإنه يأتي إلينا ”والشفاء في أجنحته“،١٢ ويحتضننا بحب، ويقول: ”لا بأس عليك. أنت تبلغ من العمر خمس سنوات فقط — أو ١٦ أو ٢٣ أو ٤٨ أو ٦٤ أو ٩١. يمكننا إصلاح هذا معا!“

أشهد لكم أنه لا يوجد شيء في حياتكم مكسور بحيث لا تقدر عليه قوة يسوع المسيح العلاجية والفدائية والتمكينية. بالاسم المقدس والقادر على الشفاء، اسم يسوع المسيح، آمين.

تغيير هائل في القلب

تغيير هائل في القلب:

”ليس لدي المزيد لأعطيك إياه“

هذا التغيير في القلب ليس حدثا. يتطلب الأمر الإيمان والتوبة والعمل الروحي المستمر.

المقدّمة

اصطدمت السفينة لا جيرونا التابعة للأرمادا الإسبانية العظيمة بصخور نقطة لاكادا في إيرلندا الشمالية، بعد أن فقدت دفتها يوم الجمعة، ٢٨ أكتوبر ١٥٨٨ولم تعد توجهها إلا مجاذيفها.١

انقلبت السفينة. كان أحد الضحايا الذين يكافحون من أجل النجاة يرتدي خاتمًا ذهبيًا أعطته له زوجته قبل بضعة أشهر وكان منقوشاً عليه ”ليس لدي ما أعطيه لك أكثر من ذلك“.٢

”ليس لدي المزيد لأعطيك إياه“ — عبارة وخاتم عليه تصميم يد ممسكة بالقلب، تعبير عن الحب من زوجة لزوجها.

علاقة النصوص المقدسة

عندما قرأت هذه القصة تركت انطباعًا عميقًا لدي، وفكرت فيما طلبه المخلص: ”سَتُقَدِّمُونَ لِي كَذَبِيحَةٍ قَلْبًا مُنْكَسِرًا وَرُوحًا مُنْسَحِقًا.“٣

فكرت أيضًا في رد فعل الناس على كلمات الملك بنيامين: ”نَعَمْ، إِنَّنَا نُؤْمِنُ بِكُلِّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قُلْتَهَا لَنَا؛ وَنَعْلَمُ أَيْضًا بِصِدْقِهَا وَصِحَّتِهَا بِسَبَبِ رُوحِ ٱلرَّبِّ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، ٱلَّذِي أَحْدَثَ تَغَيُّرًا عَظِيمًا فِينَا، أَيْ فِي قُلُوبِنَا، وَلَمْ يَعُدْ لَنَا رَغْبَةٌ لِفِعْلِ ٱلشَّرِّ بَلْ فِعْلِ ٱلْخَيْرِ عَلَى ٱلدَّوَامِ.“٤

العلاقة الشخصية

اسمحوا لي أن أشارككم تجربة مررت بها عندما كان عمري ۱۲ عاماً، والتي يستمر تأثيرها حتى يومنا هذا.

قالت أمي: ”إدواردو، أسرع. لقد تأخرنا على اجتماعات الكنيسة.“

أجبته: ”أمي، سأبقى مع أبي اليوم“.

قالت : ”هل أنت متأكد؟ ”عليك أن تحضر اجتماع رابطة الكهنوت“.

أجبت: ”أبي المسكين! سيبقى وحيداً. سأبقى معه اليوم“.

لم يكن أبي عضواً في كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة.

ذهبت أمي وأخواتي إلى اجتماع الكنيسة. لذلك ذهبت إلى أبي في ورشته، حيث كان يحب أن يكون أيام الأحد، وكما أخبرت والدتي، قضيت بعض الوقت، أي بضع دقائق معه، ثم سألته، ”أبي، هل كل شيء على ما يرام؟“

واصل أبي إصلاح أجهزة الراديو والساعات وكانت هذه هوايته، وابتسم لي فقط.

ثم قلت له: ”سأذهب للعب مع أصدقائي“.

قال لي أبي، دون أن ينظر للأعلى : ”اليوم هو الأحد. ألا يفترض أن تذهب إلى الكنيسة“؟

أجبته ”نعم، لكنني أخبرت أمي اليوم أنني لن أذهب اليوم“. استمر أبي في عمله، وبالنسبة لي، كان ذلك بمثابة تصريح بالمغادرة.

في ذلك الصباح كانت هناك مباراة كرة قدم هامة، وكان أصدقائي قد أخبروني أنني لا أستطيع أن أفوتها لأنه كان علينا الفوز بتلك المباراة.

كان التحدي الذي أواجهه هو أنني كنت مضطراً إلى المرور من أمام الكنيسة للوصول إلى ملعب كرة القدم.

عاقداً العزم، اندفعت نحو ملعب كرة القدم وتوقفت أمام حجر العثرة الكبير، وهو مبنى اجتماعات الكنيسة. ركضت إلى الرصيف المقابل حيث كانت توجد بعض الأشجار الكبيرة، وقررت أن أجري بينها حتى لا يراني أحد حيث أنه كان قد حان وقت وصول الأعضاء إلى الاجتماع.

وصلت وقت بدء المباراة. تمكنت من اللعب والعودة إلى المنزل قبل أن تعود والدتي إلى المنزل.

كل شيء كان قد سار على ما يرام. فاز فريقنا، وكنت أشعر بسعادة غامرة. لكن ركضي إلى الميدان الذي تم بنجاح لم يمر دون أن يلاحظه أحد من قبل مستشار رابطة الشمامسة.

لقد رآني الأخ فيليكس إسبينوزا وأنا أركض بسرعة من شجرة إلى أخرى، محاولًا أن أتجنب أن يراني أحد.

في بداية الأسبوع، جاء الأخ إسبينوزا إلى منزلي وطلب التحدث معي. لم يقل أي شيء عما رآه يوم الأحد، ولم يسألني عن سبب غيابي عن اجتماعي.

كان قد سلمني كتابًا إرشاديًا للتو وقال لي: ”أود منك أن تقوم بتدريس درس الكهنوت يوم الأحد. لقد حددت لك الدرس. إنه ليس صعبا كثيرا. أريدك أن تقرأه، وسآتي بعد يومين لمساعدتك في تحضير الدرس“. بعد أن قال هذا، سلمني الدليل وغادر.

لم أكن أرغب في تدريس الدرس، لكنني لم أستطع أن أرفض طلبه. كنت قد خططت يوم الأحد للبقاء مع والدي مرة أخرى - مما يعني أنه كانت هناك مباراة كرة قدم هامة أخرى.

كان الأخ إسبينوزا شخصًا يُعجَب الشباب به.٥ لقد وجد الإنجيل المستعاد وغير ذلك حياته أو بمعنى آخر غير قلبه.

بعد ظهر يوم السبت، فكرت: ”حسنًا، ربما أستيقظ غدًا مريضًا ولن أضطر للذهاب إلى الكنيسة“. لم تعد لعبة كرة القدم هي التي تقلقني؛ كان مايقلقني هو الدرس الذي كان عليّ تدريسه، وخاصة لكونه درس عن يوم الرب.

جاء يوم الأحد، واستيقظت بصحة جيدة أكثر من أي وقت كان. لم يكن لدي عذر أو مفر.

كانت هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بإعطاء درس، لكن الأخ إسبينوزا كان بجانبي، وكان ذلك يوم التغيير العظيم الذي حدث في قلبي.

منذ تلك اللحظة فصاعدًا، بدأت في الحفاظ على قداسة يوم الرب، ومع مرور الوقت ووفقاً لتعبير الرئيس رسل م. نلسن، أصبح يوم الرب مبهجاً.٦

”يا رب أعطيك كل شيء؛ ليس لدي أي شيء آخر لأعطيك إياه.“

الحصول على ذلك

كيف يحدث لنا هذا التغيير العظيم في القلب؟ نبدأ بخطوات بسيطة إلى أن يحدث في نهاية الأمر

  1. عندما ندرس النصوص المقدسة فإننا نحصل على المعرفة التي تقوي إيماننا بيسوع المسيح، والتي تخلق الرغبة في التغيير؛٧

  2. عندما ننمي هذه الرغبة بالصلاة والصوم؛٨

  3. عندما نتصرف وفقًا للكلمة التي ندرسها أو نتلقاها، ونقطع عهدًا بأن نسلم قلوبنا للرب، تمامًا كما كان الحال مع شعب الملك بنيامين.٩

التعرف على التغيير والعهد

كيف نعرف أن قلبنا يتغير؟١٠

  1. عندما نريد أن نرغب في إرضاء الله في كل شيء.١١

  2. عندما نتعامل مع الآخرين بحب واحترام واهتمام. ١٢

  3. عندما نرى أن صفات المسيح أصبحت جزءًا من شخصيتنا.١٣

  4. عندما نشعر بأن الروح القدس يرشدنا باستمرار.١٤

  5. عندما نحفظ وصية يصعب علينا حفظها ثم نستمر في الالتزام بها.١٥

عندما نصغي بعناية إلى نصيحة قادتنا ونقرر اتباعها بسرور، ألم نشهد تغييرًا كبيرًا في القلب؟

”يا رب أعطيك كل شيء؛ ليس لدي أي شيء آخر لأعطيك إياه.“

المحافظة على التغيير وفوائده

كيف نحافظ على هذا التغيير العظيم؟

  1. عندما نتناول القربان أسبوعياً ونجدد العهد لنأخذ على عاتقنا اسم المسيح، فنذكره دائمًا ونحفظ وصاياه.١٦

  2. عندما نقوم بتوجيه حياتنا نحو الهيكل ١٧ سيساعدنا الحضور المنتظم في الهيكل على الحفاظ على قلبنا في صورته الجديدة والمتجددة أثناء مشاركتنا في المراسيم.

  3. عندما نحب جيراننا ونخدمهم من خلال تقديم الأنشطة والعمل التبشيري.١٨

وما يفرحنا للغاية هو أن، هذا التغيير الداخلي يقوى وينتشر حتى يفيض بالأعمال الصالحة.١٩

هذا التغيير العظيم في القلب يجلب لنا الشعور بالحرية والثقة والسلام.٢٠

هذا التغيير في القلب ليس حدثًا. يتطلب الأمر الإيمان والتوبة والعمل الروحي المستمر. إنه يبدأ عندما نرغب في تسليم إرادتنا للرب، ويتجسد عندما نقطع العهود معه ونحفظها

هذا العمل الفردي له تأثير إيجابي علينا وعلى الأشخاص من حولنا.

”تخيلوا مدى السرعة التي سيتم بها حل النزاعات المدمرة في جميع أنحاء العالم — وتلك التي في حياتنا الفردية — إذا اختار الجميع اتباع يسوع المسيح والاهتمام بتعاليمه.“٢١ يؤدي هذا العمل المتمثل في اتباع تعاليم المخلص إلى تغيير هائل في القلب.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، الشباب، والأطفال، ونحن نشارك في المؤتمرفي نهاية هذا الأسبوع، لندع كلمات أنبيائنا، التي ستأتي من عند الرب، تدخل قلوبنا لنختبر تغييراً عظيماً.

بالنسبة للذين لم ينضموا بعد إلى كنيسة الرب المستعادة، أدعوكم للاستماع إلى المبشرين برغبة صادقة في معرفة ما يتوقعه الله منكم وتجربة هذا التحول الداخلي. ٢٢

اليوم هو يوم اتخاذ القرار باتباع الرب يسوع المسيح. ”يا رب أعطيك قلبي؛ ليس لدي أي شيء آخر لأعطيك إياه.“

تمامًا كما تم استرداد الخاتم من حطام السفينة، عندما نعطي قلوبنا لله، يتم إنقاذنا من البحار الهائجة في هذه الحياة، وخلال هذه العملية، يتم تنقيتنا وتطهيرنا من خلال كفارة المسيح ونصبح ”أبناء المسيح“، ”إذ يكون قد ولدنا روحياً“.٢٣ بهذا أشهد باسم يسوع المسيح، آمين.

لقد قام من الموت والشفاﺀ في أجنحته


لقد قام من الموت والشفاﺀ في أجنحته:

بوسعنا أن نُحْرِزُ مَا يَفُوقُ الانْتِصَارَ

لقد تغلب يسوع على إساءات هذا العالم ليمنحكم القوة ليس فقط لتبقوا على قيد الحياة ولكن لتتمكنوا في يوم وما ليس فقط من أن تغلبوا بل ولتحققوا النصر من خلاله.

مارين، أنا الشيخ هولند، والمؤتمر على وشك الانحدار إلى الحضيض.

نحن أكثر من فاتحين

كلنا نفتن بقصص النجاة. نسمع قصص المستكشفين الجريئين الذين تحطمت بهم السفن وكذلك قصص الناس العاديين الذين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة رغم كل الصعاب والتوقعات، ولا يسعنا إلا أن نسأل أنفسنا، ”هل كان بإمكاني أنا فعل ذلك؟“

أتذكر على الفور المستكشف البريطاني إرنست شاكلتون وطاقم سفينته اتش إم إس إنديورانس، الذين تحطمت سفينتهم في جليد القطب الجنوبي ثم تقطعت بهم السبل ليظلوا على جزيرة قاحلة لمدة عامين تقريبًا. أنقذ شاكلتون حياة هؤلاء الرجال من خلال قيادته الاستثنائية وتصميمه الذي لا يقهر، وذلك على الرغم من الصعاب.

ثم أذكر طاقم أبولو ١٣ وهم يندفعون عبر الفضاء للهبوط على القمر! لكن حدثت الكارثة عندما انفجر خزان أكسجين، وكان لا بد من إنهاء المهمة. بسبب نقص الأكسجين، ارتجل الطاقم وفريق التحكم في المهمة ببراعة وعاد رواد الفضاء الثلاثة إلى الأرض بأمان.

وبعد ذلك أفكر بذهول كيف أن الأفراد والعائلات ضحايا الحرب، أو المسجونين في المخيمات، أو الذين صاروا لاجئين، كيف أنهم واصلوا البقاء على قيد الحياة، وحافظوا على شعلة الأمل ببطولة وشجاعة لرفاقهم المتألمين، الذين يقدمون الخير وهم يواجهون الوحشية، والذين بطريقة ما تمكنوا من مساعدة الآخرين على التحمل ولو ليوم آخر.

هل يمكن لي أنا أو أنتم أن ننجو في أي من هذه الظروف القاسية؟

ومع ذلك، ربما ينظر بعضكم في روايات الناجين وتصرخ روحكم بأنكم تعيشون قصة مماثلة الآن، كضحية لسوء المعاملة أو الإهمال أو التنمر أو العنف المنزلي، أو أي معاناة من هذا النوع. وأنتم في خضم محاولتكم اليائسة للبقاء على قيد الحياة في وضع يبدو إلى حد كبير وكأنه تحطم كارثي لسفينة أو خدمة تبشيرية واعدة تم إنهاؤها فجأة. هل سيتم إنقاذكم؟ هل ستعيشون لتسردوا قصة نجاتكم؟

الإجابة هي نعم. يمكنكم النجاة. لقد تم إنقاذكم بالفعل؛ لقد تم خلاصكم بالفعل — من قبل الشخص الذي عانى من نفس العذاب الذي تعانون منه وتحمل الألم الذي تتحملونه.١ لقد تغلب يسوع على إساءات هذا العالم٢ ليمنحكم القوة ليس فقط للنجاة منها، ولكن لتتغلبوا عليها من خلاله يومًا ما، بل ولتنتصروا عليها — لتتساموا كليًا على الألم والبؤس والكرب، ولتروا السلام يحل محله.

يسأل الرسول بولس:

’فَمَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ لَنَا؟ هَلِ الشِّدَّةُ أَمِ الضِّيقُ أَمِ الاِضْطِهَادُ أَمِ الْجُوعُ أَمِ الْعُرْيُ أَمِ الْخَطَرُ أَمِ السَّيْفُ؟ …

”وَلكِنَّنَا، فِي جَمِيعِ هَذِهِ الأُمُورِ، نُحْرِزُ مَا يَفُوقُ الانْتِصَارَ بِالَّذِي أَحَبَّنَا.“٣

الوعود لإسرائيل العهد

سوف تذكرون ما قاله الرئيس رسل م. نلسن عندما أصدر الدعوة التالية في المؤتمر العام. قبل عام واحد، أصدر الرئيس نلسن الدعوة التالية: ”أثناء دراستكم النصوص المقدسة … ، أشجعكم على إعداد قائمة بكل ما وعد الرب بأنه سيفعله من أجل عهده مع إسرائيل. أعتقد أنكم ستندهشون!“٤

فيما يلي عدد قليل من الوعود القوية والمعزية التي وجدتها عائلتنا. تخيلوا أن الرب يتحدث إليك بهذه الكلمات— أنتم أيها الباقون على قيد الحياة—لأنها فعلاً من أجلكم:

لاَ تَخافوا.٥

قَدْ شَهِدْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ.٦

لن أترككم.٧

اسمي عليكم ويتولى ملائكتي أمركم.٨

سأحدث عجائب في وسطكم.٩

تعالوا إلي، تعلموا مني، وأنا أريحكم.١٠

أنا في وسطكم.١١

أنتم لي.١٢

لهؤلاء الذين يحاولون النجاة

مع وضع هذه التأكيدات في الاعتبار، أريد التحدث مباشرة إلى الذين يشعرون أنه لا يوجد مخرج للنجاة من الصدمات التي تسببت بها الأفعال القاسية للآخرين. إذا كانت هذه هي قصتكم، فنحن نبكي معكم. نحن نتوق إلي أن تتغلب على الحيرة والعار والخوف، ونتمنى منكم أن تغلبوا من خلال يسوع المسيح.

من الضحية إلى الناجي إلى الفاتح

إذا كنتم قد تعرضتم لأي نوع من الإيذاء أو الصدمة أو العنف أو الاضطهاد، فقد تفكرون أن هذه الأحداث كانت خطأكم بطريقة ما وأنكم تستحقون أن تحملوا العار والشعور بالذنب اللذين تشعران بهما. قد يكون لديكم أفكار مثل:

  • كان بإمكاني منع هذا.

  • لم يعد الله يحبني.

  • لن يحبني أحد أبداً.

  • أنا تضررت بحيث لا يمكن إصلاح الضرر.

  • تنطبق كفارة المخلص على الآخرين، لكن ليس عليّ.

قد تكون هذه الأفكار والمشاعر الخاطئة عائقًا أمام طلب المساعدة من العائلة أو الأصدقاء أو القادة أو المهنيين، ولذا فقد كافحتم بمفردكم. إذا طلبتم المساعدة ممن تثقون بهم، فربما لا تزالون تصارعون أفكار العار وحتى كراهية الذات. يمكن أن يستمر تأثير هذه الأحداث لسنوات عديدة. كنتم تأملون أن تشعروا يومًا ما بتحسن، ولكن بشكل ما لم ياتِ ذلك اليوم بعد.

الإساءة لم تكن في الماضي والحاضر أو في المستقبل نتيجة خطئك أبدًا، بغض النظر عما قاله المعتدي أو أي شخص آخر على عكس ذلك. عندما تكونون ضحية للقسوة أو زنا المحارم أو أي انحراف آخر، فأنتم لستم الشخص الذي يحتاج إلى التوبة؛ أنتم لستم مسؤولين عما حدث.

أنتم لستم أقل استحقاقاً أو أقل قيمة أو أقل محبة كإنسان، أو كابنة أو ابن لله، بسبب ما فعله بكم شخص آخر.

لا يراكم الله الآن، ولم يراكم أبدًا كشخص محتقر. مهما حدث لكم، فهو لا يعتبركم مصدر عار أو خيبة أمل له. إنه يحبكم بطريقة لم تكتشفوها بعد. و ستكتشفونذلك عندما تثقون في وعوده وعندما تتعلمون أن تصدقوه عندما يقول إنكم ”[أعزاء] في عينيه“.١٣

هذه الأشياء الرهيبة التي حدثت لكم ليست بمثابة تعريف لشخصكم. أنتم، في الحقيقة الفعلية المجيدة، مُعرَّفون بهويتكم الأبدية على أنكم ابن أو ابنة لله، من خلال محبة خالقكم الكاملة اللامتناهية او ودعوته لكم إلى الشفاء الكامل المتكامل.

على الرغم من أن ذلك قد يبدو مستحيلًا لكم، فإن الشفاء يمكن أن يأتي من خلال معجزة القوة الفادية لكفارة يسوع المسيح، الذي قام ”والشفاء في أجنحته“. ١٤

مخلصنا الرحيم، المنتصر على الظلمة والفساد، لديه القدرة على تصحيح كل الأخطاء، هذه هي الحقيقة التي تمنح الحياة لأولئك الذين أخطأ الآخرون في حقهم.١٥

أرجوكم أن تعلموا أن المخلص قد انحدر تحت كل الأمور، حتى ما حدث لكم. وبسبب ذلك، فهو يعرف بالضبط الشعور بالرعب الحقيقي والعار وكيف يكون الشعور بالنبذ والانكسار.١٦ من أعماق معاناته الكفارية، يمنحكم الأمل الذي كنتم تعتقدون أنه فقده إلى الأبد، والقوة التي كنتم تعتقد أنه لا يمكنكم امتلاكها، والشفاء الذي لم يمكنكم تخيل أنه ممكن.

السلوك المسيء يدينه الرب وأنبياؤه صراحة

لا يوجد لديهم مجال لأي نوع من الإساءة –سواء الجسدية أو الجنسية أو العاطفية أو اللفظية—في أي منزل أو أي بلد أو أي ثقافة. لا شيء يمكن أن تفعله أو تقوله زوجة أو طفل أو زوج يجعلهم ”يستحقون“ الضرب. لا أحد، في أي بلد أو ثقافة، ”يطلب“ أبدًا العدوان أو العنف من شخص آخر في السلطة أو من شخص أكبر وأقوى.

والذين يسيئون والذين يسعون لإخفاء ذنوبهم الفادحة قد يفلتون من العقاب لبعض الوقت. ولكن الرب الذي يرى كل شيء يعرف بكل الأعمال والأفكار ونوايا القلب.١٧ هو إله العدل، وعدله الإلهي سوف يتحقق.١٨

بأعاجيبه، الرب هو أيضًا إله رحمة للتائبين حقًا. المسيئون—بمن فيهم أولئك الذين هم أنفسهم قد تعرضوا للإيذاء يوما ما— والذين يعترفون ويتخلون عن خطاياهم ويفعلون كل ما في وسعهم لتقديم التعويضات وإعادة الحقوق، يمكنهم الحصول إلى الغفران من خلال معجزة كفارة المسيح.

بالنسبة للمتهمين زوراً، فإن خطورة هذه الاتهامات التي لا توصف تجلب مَطْهَرَها الخاص. لكنهم أيضًا تباركهم معاناة المخلص بالنيابة عنهم وكذلك معرفتهم بأن الحقيقة ستسود في النهاية.

لكن المسيئين غير التائبين سيقفون أمام الرب ليحاسبوا على جرائمهم الشنيعة.

الرب نفسه واضح تمامًا في إدانته لأي نوع من الإساءة: ”وَمَنْ كَانَ عَثْرَةً لأَحَدِ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي، فَأَفْضَلُ لَهُ لَوْ عُلِّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَأُغْرِقَ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ.“١٩

خاتمة

أصدقائي الأعزاء الذين أصيبوا بجروح رهيبة وكذلك أي شخص يتحمل مظالم الحياة—يمكنكم أن تبدأوا من جديد. في جثسيماني وفي الجلجلة، ”أخذ يسوع على عاتقه … كل الكرب والمعاناة التي عانينا منها أنت وأنا“، ٢٠ وتغلب على كل ذلك! يمد المخلص ذراعيه إليكم مقدماً هدية الشفاء. بالشجاعة والصبر والتركيز على المخلص، يمكنكم قبول هذه الهبة بالكامل في أسرع وقت. يمكنكم أن تتخلوا عن ألمكم وتتركونه عند قدميه.

أعلن مخلصكم الرحيم، ”السَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ. أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، بَلْ مِلْءُ الْحَيَاةِ.“٢١ أنتم ناجون، يمكنكم الشفاء، ويمكنكم أن تثقوا في أنه بقوة يسوع المسيح ونعمته، فإنكم ستغلبون وتنتصرون.

يسوع متخصص في ما يبدو مستحيلاً. لقد جاء إلى هنا ليجعل المستحيل ممكناً، لإصلاح ما لا يمكن إصلاحه، لشفاء غير القابل للشفاء، لتصحيح ما لا يمكن تصحيحه، وللوعد بما لا يمكن الوعد به.٢٢ هو حقًا ماهر في ذلك. في الواقع، إنه مثالي في ذلك. باسم يسوع المسيح شافينا، آمين.

لمزيد من المعلومات والموارد ، راجع " الإساءة" في قسم تعليمات الحياة في ChurchofJesusChrist.org وفي تطبيق مكتبة الإنجيل.

لأنّه هكذا أحبّنا الله

 

لأنّه هكذا أحبّنا الله

لقد أحبنا الله كثيرًا لدرجة أنه أرسل ابنه الوحيد—لا ليديننا، بل ليخلصنا.

”لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة“ (يوحنّا ٣‏:١٦). في أول مرة لاحظت فيها هذه الآية، لم أكن في الكنيسة أو في أمسية عائلية منزلية. بل كنت أشاهد حدثًا رياضيًا على شاشة التلفزيون. بغض النظر عن المحطة التي شاهدتها، وبغض النظر عن اللعبة، كان هناك شخص واحد على الأقل يحمل لافتة كتب عليها ”يوحنا ١٦:٣“.

بنفس المقدار أصبحت أحب أيضًا الآية ١٧: ”لأن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم. بل ليخلص العالم به“.

أرسل الله يسوع المسيح، ابنه الوحيد في الجسد، ليضحي بحياته من أجل كل واحد منا. لقد فعل هذا لأنه يحبنا وصمم خطة لكل واحد منا للعودة إلى بيته، إليه.

لكن هذه ليست خطة شاملة، جامعة، قد تصيب أوتخطئ. إنها خطة شخصية، وضعها أب سماوي محب، يعرف قلوبنا، وأسماءنا، وما يريدنا أن نفعله. لماذا نؤمن بذلك؟ لأننا تعلمناه من النصوص المقدسة:

سمع موسى مرارًا وتكرارًا الآب السماوي يتكلم الكلمات ”يا ابني موسى“ (راجع موسى ١‏:٦؛ ٧، ٤٠). عرف إبراهيم أنه ابن الله، وقد اختير لمهمته حتى قبل أن يولد (راجع إبراهيم ٣‏:١٢، ٢٣). بيد الله، وُضعت أستير في موقع نفوذ لإنقاذ شعبها (راجع إستير ٤). وقد وثق الله في صبية، جارية، أن تشهد لنبي حي حتى يُشفى نعمان (راجع ٢ ملوك ٥: ۱-۱٥).

أحب بشكل خاص ذلك الرجل الصالح، قصير القامة، الذي تسلق شجرة ليرى يسوع. علم المخلص أنه كان هناك، وتوقف، ونظر إلى الأغصان، وتحدث بهذه الكلمات: ”زكا … لا بد أن أقيم اليوم في بيتك“ (لوقا ١٩‏:٥). ولا يمكننا أن ننسى الصبي البالغ من العمر ١٤ عامًا الذي مضى إلى بستان من الأشجار وتعلم بحق مدى شخصية الخطة: ”[جوزف] هذا هو ابني الحبيب. له اسمع!“ (تاريخ جوزف سميث ١‏:١٧).

أيها الإخوة والأخوات، نحن محور خطة أبينا السماوي وسبب مهمة مخلصنا. كل منا على حدة هو عملهما ومجدهما.

بالنسبة لي، لا يوجد كتاب من النصوص المقدسة يوضح ذلك بوضوح أكثر مما أوضحته دراستي للعهد القديم. فصلاً تلو الآخر نكتشف أمثلة عن كيفية تدّخل الآب السماوي ويهوه بشكل وثيق في حياتنا.

لقد درسنا مؤخرًا عن يوسف، الابن المحبوب ليعقوب. منذ صغره، كان يوسف محبوبًا جدًا من الرب، ومع ذلك فقد واجه تجارب عظيمة على أيدي إخوته. قبل أسبوعين، تأثر الكثير منا بمغفرة يوسف لإخوته. نقرأ في منهاج تعال، اتبعني في: ”تحاكي حياة يوسف في نواحٍ عديدة حياة يسوع المسيح. على الرغم من أن خطايانا سببت له معاناة كبيرة، فإن المخلص يقدم الغفران، ويخلصنا جميعًا من مصير أسوأ بكثير من المجاعة. سواء كنا بحاجة إلى الحصول على المغفرة أو لنغفر للآخرين --في مرحلة ما فإننا جميعا نحتاج للقيام بالأمرين معًا-- فإن قدوة يوسف توجهنا نحو المخلص، المصدر الحقيقي للشفاء والمصالحة“.١

الدرس الذي أحبه في هذه القصة مصدره شقيق يوسف، يهوذا، والذي لعب دورًا في خطة الله الشخصية ليوسف. عندما تعرض يوسف لخيانة إخوته، أقنعهم يهوذا ألا يقتلوا يوسف بل أن يبيعوه كعبد (راجع تكوين ٣٧‏:٢٦–٢٧).

بعد سنوات عديدة، احتاج يهوذا وإخوته أن يأخذوا أخيهم الأصغر، بنيامين، إلى مصر. في البداية قاوم والدهم الأمر. لكن يهوذا وعد يعقوب — بانه سيرجع ببنيامين الى الييت.

في مصر، وُضع وعد يهوذا على المحك. اتهم الفتى بنيامين عن طريق الخطأ بارتكاب جريمة. عرض يهوذا، وفاء لوعده، أن يُسجَن بدلا من بنيامين. قال: ”كيف يمكنني أن أرجع إلى أبي والغلام ليس معي؟“ (راجع تكوين ٤٤‏:٣٣-٣٤). كان يهوذا مصمما على الوفاء بوعده وإرجاع بنيامين سالما. هل شعرتم يومًا تجاه الآخرين كما شعر يهوذا تجاه بنيامين؟

أليس هذا ما يشعر به الآباء تجاه أطفالهم؟ وكيفية شعور المبشرين تجاه الناس الذين يخدمونهم! وكيفية شعور قادة الابتدائية والشبيبة تجاه أولئك الذين يعلمونهم ويحبونهم!

بغض النظر عن هويتكم أو ظروفكم الحالية، فإن شخصًا ما يشعر تماما بهذه الطريقة تجاهكم. شخص ما يريد أن يعود معكم إلى الآب السماوي.

أنا ممتن لأولئك الذين لا يتخلون عنا أبدًا، والذين يواصلون سكب أرواحهم في الصلاة من أجلنا، والذين يواصلون تعليمنا ومساعدتنا في التأهل للعودة إلى منزلنا السماوي، إلى أبينا السماوي.

أمضى صديق عزيز مؤخرًا ٢٣٣ يومًا في المستشفى بسبب كوفيد‑١٩. خلال ذلك الوقت، قام والده المتوفى بزيارته وطلب منه توصيل رسالة لأحفاده. حتى من وراء الحجاب، كان هذا الجد الطيب يرغب في مساعدة أحفاده على العودة إلى بيتهم السماوي.

يتذكر تلاميذ المسيح بشكل متزايد من يماثلون ”بنيامين“ في حياتهم. لقد سمعوا في جميع أنحاء العالم نداء نبي الله الحي، الرئيس رسل م. نلسن. ينخرط الشبان والشابات في كتيبة شبيبة الرب. يتواصل الأفراد والعائلات بروح الخدمة الرعوية — المحبة والمشاركة ودعوة الأصدقاء والجيران للمجيء إلى المسيح. يتذكر الشباب والبالغون عهودهم ويسعون جاهدين للحفاظ عليها — ويشغلون هياكل الله، ويجدون أسماء أفراد الأسرة المتوفين، ويتسلمون المراسيم نيابة عنهم.

لماذا تتضمن خطة الآب السماوي الشخصية لنا، مساعدة الآخرين على العودة إليه؟ لأن هذه هي الطريقة التي نصبح بها مثل يسوع المسيح. في النهاية، تعلمنا قصة يهوذا وبنيامين عن تضحية المخلص من أجلنا. من خلال كفارته بذل حياته ليعيدنا إلى البيت. تعبر كلمات يهوذا عن محبة المخلص: ”كيف يمكنني أن أرجع إلى أبي، و [أنت لست] معي؟“ بصفتنا جامعي إسرائيل، يمكن أن تكون هذه كلماتنا أيضًا.

العهد القديم مليء بالمعجزات والمراحم التي هي السمة المميزة لخطة الآب السماوي. في سفر الملوك الثاني، الأصحاح ٤، تم استخدام عبارة ”ذات يوم“ ثلاث مرات للتأكيد على أن الأحداث المهمة تحدث وفقًا لتوقيت الله، ولا توجد تفاصيل صغيرة جدًا بالنسبة له.

يشهد صديقي الجديد بول على هذه الحقيقة. نشأ بول في منزل كان أحيانًا مسيئا وغير متسامح مع الدين. أثناء حضوره المدرسة في قاعدة عسكرية في ألمانيا، لاحظت شقيقتين بدا أنهما تتمتعان بنور روحي. عند السؤال عن سبب اختلافهما، أجابتا بأنهما تنتميان إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة.

سرعان ما بدأ بول في الاجتماع مع المبشرين ودُعي إلى الكنيسة. في يوم الأحد التالي، عندما نزل من الحافلة، شاهد رجلين يرتديان قمصانا بيضاء وربطات عنق. سأل عما إذا كانا شيخين من الكنيسة. وعندما أجابا بالإيجاب تبعهما بول.

أثناء الخدمة، أشار واعظ إلى بعض الحضور ودعاهم لتقديم الشهادة. في نهاية كل شهادة، قدم قارع طبول تحية على الطبل وصرخ المصلون، ”آمين“.

عندما أشار الواعظ إلى بول، وقف وقال، ”أعلم أن جوزف سميث كان نبيًا وأن كتاب مورمون حق“. لم يكن هناك تحية طبول أو آمين. أدرك بول في النهاية أنه ذهب إلى المكان الخطأ. وسرعان ما وجد بول طريقه إلى المكان الصحيح واعتمد.

في يوم معمودية بول، قال له شخص غريب: ”لقد أنقذت حياتي“. قبل ذلك بأسابيع قليلة، قرر هذا الرجل البحث عن كنيسة أخرى وحضر خدمة الصلاة مع الطبول والآمين. عندما سمع الرجل بول يقدم شهادته عن جوزف سميث وكتاب مورمون، أدرك أن الله يعرفه، ويعرف صراعاته، وكان لديه خطة له. تحققت عبارة "ذات يوم" بالفعل لكل من بول وذلك الرجل!

نحن نعلم أيضًا أن الآب السماوي لديه خطة شخصية للسعادة لكل واحد منا. لأن الله أرسل ابنه الحبيب من أجلنا، فإن المعجزات التي نحتاجها ستحدث ”ذات يوم“ ضروري لتحقيق خطته.

أشهد أنه في هذا العام يمكننا معرفة المزيد عن خطة الله لنا من العهد القديم. يُعلم هذا النص المقدس عن دور الأنبياء في الأوقات العصيبة ودور الله في عالم كان مرتبكًا ومثيرًا للجدل في كثير من الأحيان. إنه أيضًا عن المؤمنين المتواضعين الذين تطلعوا بإخلاص إلى مجيء مخلصنا، تمامًا كما نتطلع إلى مجيئه — الثاني ونستعد لعودته المجيدة التي تم التنبؤ بها منذ فترة طويلة.

حتى ذلك اليوم، قد لا نرى بأعيننا الطبيعية ترتيب الله لجميع جوانب حياتنا (راجع المبادئ والعهود ٥٨‏:٣). لكن يمكننا أن نتذكر رد نافي عندما واجه شيئًا لم يفهمه: وفي حين أنه لم يكن يعرف معنى كل الأشياء، كان يعلم أن الله يحب أبناءه وبناته (راجع ١ نافي ١١‏:١٧) .

هذه هي شهادتي في هذا الصباح ليوم الرب الجميل. ليتنا نكتبها على قلوبنا ونسمح لها بملء أرواحنا بالسلام والرجاء والفرح الأبدي: لقد أحبنا الله لدرجة أنه أرسل ابنه الوحيد ليس ليديننا بل ليخلصنا. باسم يسوع المسيح، آمين.