المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الاثنين، 18 أبريل 2022

الكرازة بإنجيل السلام

 

الكرازة بإنجيل السلام

تقع على عاتقنا المسؤولية المقدسة لمشاركة قوة يسوع المسيح وسلامه مع جميع الذين سيستمعون.

إخواني وأخواتي الأعزاء أهلا بكم في المؤتمر العام! اتطلع إلى هذا اليوم باهتمام وترقب عظيمين. أصلي من أجلكم كل يوم. كما صليت أن يكون هذا المؤتمر وقت تجديد روحي لكل فرد منكم.

منذ المؤتمر الأخير، لا تزال الصعوبات في العالم مستمرة. لا تزال الجائحة العالمية تؤثر على حيواتنا. والآن، هزت العالم حرب تمطر الرعب على ملايين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء.

لقد تنبأ الأنبياء عن أيامنا هذه، عندما تكون هناك حروب وأخبار حروب، وأن الأرض كلها ستكون في حالة اضطراب.١ بصفتنا أتباعا ليسوع المسيح، فإننا نناشد قادة الدول لإيجاد حل سلمي لخلافاتهم. نحن ندعو الناس في كل مكان للصلاة من أجل المحتاجين، وأن يفعلوا ما في وسعهم لمساعدة المنكوبين، وأن يطلبوا مساعدة الرب في إنهاء أي صراعات كبيرة.

أيها الإخوة والأخوات، لم تكن هناك حاجة إلى إنجيل يسوع المسيح أكثر مما هي عليه اليوم. ينتهك الخلاف كل ما دافع عنه المُخلّص وعَلَّمه. لقد أحب الرب يسوع المسيح وأشهد أن إنجيله هو الحل الدائم والوحيد للسلام. إنجيله هو أنجيل السلام.2

إن إنجيله هو الحل الوحيد في زمن صدم فيه الخوف الكثير من البشر.٣ وهذا يؤكد الحاجة الملحة لأن نتبع تعليمات الرب لتلاميذه بأن ”اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ، وَبَشِّرُوا الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا بِالإِنْجِيل“.٤ تقع على عاتقنا المسؤولية المقدسة لمشاركة قوة يسوع المسيح وسلامه مع جميع الذين سيستمعون ويسمحون لله أن يغلب في حياتهم.

لقد وعد كل شخص قطع عهودًا مع الله بالاهتمام بالآخرين وخدمة المحتاجين. يمكننا أن نُظهر إيماننا بالله وأن نكون دائمًا مستعدين للأجابة على من يسألون عن ”الأمل الذي [فينا]“.٥ لكل منا دور يؤديه في جمع إسرائيل.

أؤكد اليوم مجددًا وبقوة أن الرب قد طلب من كل شاب قادر وجدير أن يستعد ويخدم كمبشر. بالنسبة لشباب قديسي الأيام الأخيرة، فإن الخدمة التبشيرية هي مسؤولية كهنوتية. أنتم أيها الشبان تم ادخاركم لهذا الزمن الذي سيحصل فيه جمع إسرائيل الموعود به. من خلال خدمتكم التبشيرية فإنكم تؤدون دورًا محوريًا في هذا الحدث غير المسبوق!

بالنسبة إليكن أيتها الأخوات الشابات القادرات، تُعد الخدمة التبشيرية فرصة قوية أيضًا ولكنها اختيارية. نحب الأخوات المبشرات ونرحب بهن من صميم قلوبنا. كم هو رائع ما تساهمن به في هذا العمل! صلين لتعرفن ما إذا كان الرب سيطلب منكن الخدمة التبشيرية، وسوف يستجيب الروح القدس لقلوبكن وعقولكن.

أصدقائي الشباب الأعزاء، كل واحد منكم مهم جدا بالنسبة للرب. لقد ادخركم الله لهذا الزمن للمساعدة في جمع إسرائيل. إن قراركم لأداء الخدمة التبشيرية، سواء كانت دَعَوِيَّة أو خدمية، سوف تبارككم أنتم وكثيرين غيركم. نرحب أيضًا بالأزواج من كبار السن للعمل عندما تسمح ظروفهم لذلك. جهودهم ببساطة لا يمكن الاستغناء عنها.

جميع المبشرين يُعلّمون ويشهدون للمُخلّص. الظلمة الروحية في العالم تجعل الحاجة إلى نور المسيح أكثر إلحاحا من ذي قبل. يستحق كل فرد فرصة للتعرف على إنجيل يسوع المسيح المستعاد. يستحق كل شخص أن يعرف أين يمكنه أن يجد الأمل والسلام الذي ”[يتجاوز] كل الفهم“. ٦

عسى ان يكون هذا المؤتمر وقت سلام وأغتراف روحي لكم. عسى ان تطلبوا الوحي الشخصي وتتلقوه خلال هذه الجلسات، فهذا ما أصلي من أجله باسم يسوع المسيح، آمين.

التلمذة الشجاعة في الأيام الأخيرة

التلمذة الشجاعة في الأيام الأخيرة

دعونا نكون واثقين، لا اعتذاريين، شجعان، لا مذعورين، مؤمنين، لا خائفين ونحن نحمل نور الرب في هذه الأيام الأخيرة.

الإرادة الذاتية الأخلاقية هي هبة الله الثمينة لكل أبنائه.١ نحن ”أَحْرارٌ في أَنْ [نختار] الْحُرِّيَّةَ وَالْحَياةَ الْأَبَدِيَّةَ مِنْ خِلالِ الْوَسيطِ الْعَظيمِ لِجَميعِ الْبَشَرِ، أَوْ في أَنْ [نختار] السَّبْيَ وَالْمَوْتَ، حَسَبَ سَبْيِ إِبْليسَ وَقُوَّتِهِ“.٢ لن يجبرنا الله على فعل الخير، وكذلك الشيطان لا يقدر أن يجبرنا على فعل الشر.٣ على الرغم من أن البعض قد يعتقد أن الحياة الدنيا هي صراع بين الله والشيطان، إلا إن كلمة من المُخلص ”تُخرس الشيطان وتطرده. … يتم اختبار قوتنا نحن، وليس — قوة الله“.٤

ولذلك في النهاية سنحصد ما زرعته خياراتنا على طول الحياة.٥ فماذا تقول مجموع أفكارنا ورغباتنا وكلماتنا وأعمالنا عن محبتنا للمخلص وخدامه المختارين وكنيسته المستعادة؟ هل تعني لنا عهود المعمودية والكهنوت والهيكل أكثر مما يعنيه مدح العالم أو عدد ”الإعجابات“ على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل حبنا للرب ووصاياه أقوى من حبنا لأي شيء أو لأي شخص آخر في هذه الدنيا؟

لقد سعى الشيطان وأتباعه دائمًا إلى تدمير أعمال المسيح وأنبيائه. إن وصايا المخلص، وإن لم يكن قد تم تجاهلها بالكامل، فقد جرى ترشيدها بحيث فقدت معناها في عالمنا اليوم. غالباًما يُرفض رسل الله الذين يُعلّمون حقائق ”غير مريحة“. حتى المخلص نفسه كان يُدعى «إنسانٌ أكولٌ وشِرّيبُ خمرٍ»٦ ومُتهمًا بإزعاج المشاعر العامة والتسبب في الانقسام. نفوس ضعيفة ومتآمرة ”تَشاوَروا لكَيْ يَصطادوهُ بكلِمَةٍ“٧ و ”مذهبه“ من المسيحيين الأوائل كان مُقاوَماً ”في كُلِّ مَكانٍ“.٨

تعامل المخلص وأتباعه الأوائل مع معارضة داخلية وخارجية خطيرة، ونحن نعاني من نفس الشيء. يكاد يكون من المستحيل اليوم أن نعيش إيماننا بشجاعة دون أن نستقطب بين الحين والآخر بعض الازدراء الافتراضي والواقعي ممن هو دنيويون. إن أتباع المخلص بكل ثقة يعد أمرًا مفيدًا، ولكن في بعض الأحيان قد نقع في شباك أولئك الذين يدافعون عن فلسفة ”كلوا واشربوا وأمرحوا“٩، حيث الإيمان بالمسيح والطاعة والتوبة يتم استبدالها بوهم أن الله سيبرر صغائر ذنوبنا لأنه يحبنا كثيرًا.

متحدثًا «بصوته أو بصوت خدامه»،١٠ ألم يقل المخلص عن يومنا هذا «سيكونُ وقتٌ لا يَحتَمِلونَ فيهِ التَّعليمَ الصَّحيحَ، بل حَسَبَ شَهَواتِهِمُ الخاصَّةِ يَجمَعونَ لهُمْ مُعَلِّمينَ» وأن كثيرين ”يَصرِفونَ مَسامِعَهُمْ عن الحَقِّ، ويَنحَرِفونَ إلَى الخُرافاتِ“؟١١ ألم ينتحب لأنهم ”باطِلًا يَعبُدونَني وهُم يُعَلِّمونَ تعاليمَ هي وصايا النّاسِ“؟١٢ ألم يحذر من أنه ”ومِنكُمْ أنتُمْ سيَقومُ رِجالٌ يتَكلَّمونَ بأُمورٍ مُلتَويَةٍ ليَجتَذِبوا التلاميذَ وراءَهُمْ»؟١٣ ألم يتنبأ بأن ”الشر [سيُدعى] خيراً والخير سيُدعى شراً“١٤ وأن ”أعداءُ الإنسانِ أهلُ بَيتِهِ“؟١٥

إذن ماذا عنا؟ هل يجب أن نرضخ للتهديد أو نخاف؟ هل يجب أن نعيش ديننا في الخفاء؟ بالتأكيد لا! عند الإيمان بالمسيح،لا داعي للخوف من لوم الناس أو الخوف من شتائمهم.١٦ عندما يكون المُخلّص في دفة القيادة وهناك أنبياء أحياء ليقودوننا ويرشدوننا، ”إنْ كانَ اللهُ معنا، فمَنْ علَينا؟“١٧ دعونا نكون واثقين، غير اعتذاريين، شجعان، غير مترددين، مخلصين، غير خائفين لأننا نحمل نور الرب في هذه الأيام الأخيرة.١٨

لقد أوضح المُخلّص «كُلُّ مَنْ يَعتَرِفُ بي قُدّامَ النّاسِ أعتَرِفُ أنا أيضًا بهِ قُدّامَ أبي. … ولكن مَنْ يُنكِرُني قُدّامَ النّاسِ أُنكِرُهُ أنا أيضًا قُدّامَ أبي».١٩

وبالتالي، وفي حين يفضل البعض إلهًا يأتي بدون وصايا، فلنشهد بجرأة كما قال الشيخ د. تود كرستوفرسن أن ”الإله الذي لا يطلب أي مطالب هو المكافئ الوظيفي لإله غير موجود“.٢٠

بينما يفضل البعض أن يكونوا انتقائيين في الوصايا التي يتبعونها، دعونا نقبل بفرح دعوة المُخلّص للعيش ” بكُلِّ كلِمَةٍ تخرُجُ مِنْ فمِ اللهِ“.٢١

بينما يعتقد الكثيرون أن الرب وكنيسته تسمح بفعل ”كُلِّ ما تشتَهيه [نَفوسنا]“،٢٢ فلنعلن بشجاعة أنه من الخطأ ”[اتباع] الكَثيرينَ إلَى فِعلِ الشَّرّ“.٢٣ لأن ”الجموع لا تستطيع تصحيح ما أعلن الله أنه خطأ“.٢٤

”تذكر، تذكر … ما تتصف به وصايا الله من حزم ومضاء [لكنها قادرة على التحرير]“.٢٥ تعليم هذه الوصايا بوضوح قد يُنظر له في بعض الأحيان على أنه عمل من أعمال عدم التسامح. لذلك دعونا نُظهر باحترام أنه ليس ممكنا وحسب، بل ومن الضروري أن نحب ابن الله الذي يعتنق معتقدات مختلفة عن معتقداتنا.

يمكننا قبول واحترام الآخرين دون تأييد معتقداتهم أو أفعالهم التي لا تتوافق مع إرادة الرب. لا داعي للتضحية بالحقيقة على مذبح التوافق أو القبول الاجتماعي.

صهيون وبابل غير متوافقتين. ”لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يَخدِمَ سيِّدَينِ“.٢٦ لنتذكر جميعًا سؤال المُخلّص الثاقب، ”ولِماذا تدعونَني: يا رَبُّ، يا رَبُّ وأنتُمْ لا تفعَلونَ ما أقولُهُ؟“٢٧

دعونا نظهر محبتنا للرب من خلال الطاعة الصادقة والطوعية.

إذا شعرتم أنكم حائرون بين اتباعكم للمسيح أو العالم، فمن فضلكم تذكروا أن مُخلّصكم المحب ”أذاع دعوته … ، ونشر ذراعي الرحمة [نحوكم] قائلا توبوا فأقبلكم“.٢٨

علّم الرئيس رسل م. نلسن أن يسوع المسيح ”سيؤدي بعضًا من أعظم أعماله ما بين الآن وحتى مجيئه مرة أخرى“.٢٩ لكنه علّم أيضًا أن ”أولئك الذين يختارون طريق الرب من المحتمل أن يقاسوا الاضطهاد“.٣٠ كونكم «[تحُسِبوا] مُستأهِلينَ أنْ [تهانوا] مِنْ أجلِ اسمِهِ“٣١ قد يكون في بعض الأحيان نصيبنا عندما ”نسمح لصوته بأن يكون له الأولوية على أي صوت آخر“.٣٢

قال المُخلّص: ”وطوبى لمن لا يَشُكُّ فيَّ!“.٣٣ وتعلمنا في أماكن أخرى أن ”سَلامٌ جَزِيلٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَنْ يُعْثِرَهُمْ بِفَضْلِهَا شَيْءٌ“.٣٤ لا شيء! دعونا نسأل أنفسنا، ”هل نتحمل لبعض الوقت، وحَالَمَا يَحْدُثُ ضِيقٌ أَوِ اضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الْكَلِمَةِ، نتَعَثَّرُ؟٣٥ هل أعتمدت بثبات على صخرة يسوع المسيح وخدامه؟“

يؤيد النسبيون الأخلاقيون أن الحقيقة هي مجرد بناء اجتماعي، وأنه لا توجد أخلاقيات مطلقة. ما يقولونه حقًا هو أنه لا توجد خطيئة،٣٦ وأن ”ليس فيما يأتيه الانسان جرم“،٣٧فلسفة يَدّعي الشيطان تأليفها بكل فخر! لذلك دعونا نحذر من الذئاب التي ترتدي ملابس الحمل والتي تجند دائمًا ”و تستخدم غالبًا شكوكها الذهنية لتغطية هفواتها السلوكية“.٣٨

إذا أردنا حقًا أن نكون تلاميذ شجعان للمسيح، فسنجد وسيلة. وإلا فإن الشيطان يقدم بدائل مغرية. لكن بصفتنا تلاميذ مخلصين فإننا، ”لا نحتاج إلى الاعتذار عن معتقداتنا أو التراجع عما نعرف أنه حق“.٣٩

في الختام، كلمة عن خدام الله الخمسة عشر الجالسين خلفي. وفي حين يقول الدنيويون ”للرائين لا تروا. وللأنبياء، لا تَتَنَبَّأُوا لَنَا بِمَا هُوَ حَقٌّ“،٤٠ ”يُتَوج المؤمنون ببركات من فوق، نعم، ووصايا ليست بالقليلة، وبوحي في زمانهم“.٤١

ليس بمستغرب أن هؤلاء الرجال كثيرًا ما يصبحون هدفاً لهجمات أولئك غير الراضين عن كلمة الله كما يعلنها الأنبياء. أولئك الذين يرفضون الانبياء لا يدركون ”أَنَّ كُلَّ نُبُوءَةٍ وَارِدَةٍ فِي الْكِتَابِ لَا تُفَسَّرُ بِاجْتِهَادٍ خَاصٍّ“ أو نتيجة إرادة أنسان ”لكن رِجَالُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ [تكلموا] مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ“.٤٢

مثل بولس، فإن رجال الله هؤلاء ”لا … [يخجلون من] الشَّهَادَةِ لِرَبِّنَا» وهم «[سجناءه]“٤٣ بمعنى أن العقيدة التي يعلمونها هي ليست لهم بل هي للذي دعاهم. مثل بطرس، ”لَا [يستطيعون] أَنْ [يكُفَّوا] عَنِ التَّحَدُّثِ بِمَا [رَأَووه وَسَمِعْوه]“.٤٤ أشهد أن الرئاسة الأولى ورابطة الاثني عشر هم رجال طيبون وصادقون يحبون الله وأبناءه وبناته وأن الله يحبهم. يجب أن نتلقى كلماتهم كما لو كانت من فم الرب ”بكل صبر وإيمان. فبالقيام بهذه الاعمال لن تقوى [علينا]; أبواب الجحيم … وأن الرب الإله سيبدد قوات الظلمة من [أمامنا]“.٤٥

”لا يمكن لأي يد غير مقدسة أن توقف العمل عن التقدم“؛ ٤٦ سوف يسير منتصراً معك ومعي أو بدونك أو بدوني، لذلك ”فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ“.٤٧ لا تنخدعوا ولا تخافوا من الضوضاء الشيطانية الصاخبة الصادرة من الْبِناءُ الضَّخْمُ وَالْواسِعُ. صخبهم اليائس لا يضاهي التأثير الساكن للصوت الخافت والهادئ الملقى على القلوب المكسورة والأرواح التائبة.

أشهد أن المسيح حي، وأنه مخلصنا وفادينا، وأنه يقود كنيسته من خلال الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الاثني عشر، وبالتالي أؤكد أننا لا «تتَتَقَاذَفُنَا وَتَحْمِلُنَا كُلُّ رِيحِ تَعْلِيمٍ».٤٨

علّم الرئيس نلسن أن ”التلاميذ الصادقين ليسوع المسيح على استعداد للبروز والتحدث بالحق والتميز عن بقية شعوب العالم. إنهم بواسل ومخلصون وشجعان“.٤٩

أيها الإخوة والأخوات، إنه زمن جيد لنكون فيه من الصالحين! باسم يسوع المسيح المُقَدَّس، آمين.

الأحد، 17 أبريل 2022

نحن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

 

نحن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

الكنيسة ليست مجرد أبنية أو مباني كنسية؛ الكنيسة هي نحن، الأعضاء، والمسيح على رأسها والنبي الذي يتحدث باسمه.

بعد أن استلمت الدعوة بأن ”آتي وأنظر“، ١ ذهبت إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة للمرة الأولى عندما كنت في سن السادسة والعشرين. كنت قد انفصلت مؤخرًا عن زوجي الأول. وكان عندي ولد عمره ثلاث سنوات. شعرت بالعجز بسبب خوفي. عندما دخلت المبنى، شعرت بالدفء لأنني شعرت بإيمان وفرحة الأشخاص المحيطين بي. لقد كان هذا بالحقيقة ”ملجأ من العاصفة.“٢ بعد ثلاثة أسابيع، عقدت عهد المعمودية مع الآب السماوي وبدأت رحلتي كتلميذة للمسيح، على الرغم من أن حياتي لم تكن كاملة خلال تلك الرحلة.

لكي أحصل على تلك البركات الأبدية، كان لا بد من توفر العديد من العناصر المادية والروحية. تمت استعادة إنجيل يسوع المسيح وتم التبشير به؛ تم بناء مبنى الاجتماع ذلك وصيانته؛ كان هناك إطار كنسي، من النبي إلى القادة المحليين؛ وفرع ممتلئ بأعضاء العهد كانوا مستعدين لاحتضانني واحتضان ابني بينما أقبلنا نحو المخلص، وقاموا بتغذيتنا ”بكلمة الله الصالحة،“٣ وإعطائنا فرصًا للخدمة.٤

منذ البدء، سعى الله لجمع وتنظيم أبنائه وبناته٥ ”[لكي يُحدث خلودنا وحياتنا] الأبدية.“ ٦ ولتحقيق هذا الهدف، فقد أمرنا ببناء أماكن عبادة،٧ وفيها نتلقى المعرفة ومراسيم الخلاص والإعلاء؛ ونعقد ونحفظ العهود التي تربطنا بيسوع المسيح؛٨ ونستلم ”القوة الإلهية“؛٩ ونجتمع تكرارًا لنتذكر يسوع ولتقوية بعضنا البعض فيه.١٠ هيكل الكنيسة ومبانيها موجود لمصلحتنا الروحية. ”الكنيسة … هي الدعامة التي نبني بها العائلات الأبدية.“١١

أثناء حديثي مع صديق يمر بوقت عصيب، سألته كيف يتأقلم ماديًا. أجاب من خلال دموعه أن أسقفه كان يساعده عن طريق استخدام عطايا الصوم. وأضاف، ”لا أعرف أين ستكون عائلتي بدون مساعدة الكنيسة.“ أجبت، ”الكنيسة هي الأعضاء. الأعضاء هم الذين يقدمون طواعية وبفرح عطاءات الصوم لمساعدة المحتاجين منا. إنك تنال ثمار إيمانهم وتصميمهم على اتباع يسوع المسيح.“

يا رفاقي تلاميذ المسيح، دعونا لا نقلل من أهمية العمل الرائع الذي يقوم به الرب من خلالنا، كنيسته، رغم قصورنا. أحيانًا نكون نحن الواهبين وأحيانًا المستلمين، ولكننا جميعًا عائلة واحدة في المسيح. كنيسته هي البنية التي أعطاها لنا لإرشادنا ومباركتنا بينما نقوم بعبادته وبخدمة بعضنا البعض.

اعتذرت لي بعض الأخوات، معتقدات أنهن لسن أعضاء نشطين في جمعية الإعانة لأنهن يخدمن في الابتدائية أو جمعية الشابات. هؤلاء الأخوات هن من بين الأعضاء الأكثر نشاطًا في جمعية الإعانة لأنهن يساعدن أطفالنا وشبابنا الغالين على تقوية إيمانهم بيسوع المسيح.

لا تقتصر جمعية الإعانة على غرفة في مبنى أو درس في يوم الأحد أو نشاط أو رئاسة على المستوى المحلي أو العام. جمعية الإعانة هي نساء العهد في الكنيسة؛ إنها نحنكل منا وكلنا. إنها ”مجتمعنا المكون من الرأفة والخدمة.“ ١٢ في أي مكان وفي كل مكان نذهب إليه، فإننا نكون دائمًا جزء من جمعية الإعانة بينما نسعى جاهدين لتحقيق هدفها، والذي هو أن تحقق النساء عمل الله منفردات أو مجتمعات١٣ عن طريق تقديم العون: ”لتخفيف الفقر والمرض والشك والجهل—وتخفيف كل ما يُعيق … الفرح والتقدُم.“١٤

يوجد انتماء مماثل في روابط الشيوخ ومنظمات الكنيسة لكل الأعمار، بما في ذلك أطفالنا وشبابنا. الكنيسة هي ليست مجرد مباني أو إطار كنسي؛ الكنيسة هي نحن، الأعضاء. نحن نمثل كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، والمسيح على رأسها والنبي الذي يتحدث باسمه. لقد قال الربّ:

”ها هو تعليمي—كل من يتوب ويأتي إليّ فهو من كنيستي. …

”و … من يتبع كنيستي ويصبر معها إلى النهاية، فعلى صخرتي أقيمه.“١٥

أيها الأخوات والإخوة، دعونا ندرك كم نحن محظوظون لأننا ننتمي لكنيسة يسوع المسيح، حيث يمكننا أن نوحد إيماننا وقلوبنا وقوتنا وعقولنا وأيادينا لنصنع معجزاته الجبارة. ”فَلَيْسَ جَسَدُ [كنيسة المسيح] عُضْواً وَاحِداً بَلْ مَجْمُوعَةُ أَعْضَاءَ.“١٦

قال شاب لأمه، ”عندما كنت صغيرًا، كنت أعتقد بأنني عندما أدفع دولاراً واحدًا للعشور، فأنه عن طريق هذا الدولار الواحد سيتم بناء مبنى كنيسة كامل. أليس هذا سخيفًا؟“

تأثرت وأجابت، ”أليس هذا رائعاً! هل تخليت تلك المباني في ذهنك؟“

أجاب، ”نعم“! ”لقد كانت جميلة، وكان هناك الملايين منها!“١٧

أصدقائي الأعزاء، ليكن لدينا إيمان طفل صغير ولنفرح بمعرفة أن أصغر جهودنا بإمكانها أن تُحدث فرقًا كبيرًا في ملكوت الله.

يجب أن يكون هدفنا في ملكوته هو جلب بعضنا البعض إلى المسيح. كما نقرأ في الكتب المقدسة فإن المخلص أعطى هذه الدعوة للنافيين:

”هَلْ مِنْ مَرِيضٍ بَيْنَكُمْ؟ أَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا. هل من … مصاب بأي داء؟ أحضروهم إلى هنا وأنا سوف أشفيهم، لأني أُشفق عليكم؛ إن أحشائي تفيضُ رحمةً.

”… أرى إيمانكم كافٍ فأشفيكم.“١٨

ألا نملك جميعاَ صعاباً بإمكاننا جلبها إلى قدمي المخلص؟ في حين أن البعض منا يواجه تحديات جسدية، يعاني الكثير من الصراع العاطفي ويستصعب البعض الآخر تنمية الروابط الاجتماعية، ونحن نسعى جميعًا للحصول على الراحة عندما تتعرض أرواحنا للتحدي. جميعنا نعاني بطريقة أو بأخرى.

نقرأ ”تقدمت الجموع بقلب واحد بمرضاهم و … بكل المصابين بينهم؛ وشفى كل واحد منهم أُتي به إليه.

”فَسَجَدَ كُلُّ ٱلَّذِينَ شَفَاهُمْ وَٱلْأَصِحَّاءُ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَعَبَدُوهُ“.١٩

من ولد صغير يدفع العشور بإيمان، إلى أم عزباء محتاجة لنعمة الرب الجبارة، إلى أب يكافح من أجل إعالة أسرته، إلى أسلافنا المحتاجين لمراسيم الخلاص والإعلاء، وإلينا نحن الذين نجدد العهود مع الله كل أسبوع، نحن جميعاً بحاجة إلى بعضنا البعض، وبإمكاننا أن نجلب بعضنا البعض إلى شفاء المخلص الفادي.

أخواتي وإخوتي الأعزاء، دعونا نتبع دعوة يسوع المسيح بأن نجلب أنفسنا وآلامنا إليه. عندما نُقبل إليه ونجلب معنا من نحب، فسيرى إيماننا. وسيجعلهم كاملين، وسيجعلنا كاملين.

”كأتباع مسالمين للمسيح،“ ٢٠ نسعى لكي نصبح ”بقلب واحد وفكر واحد“ ٢١ ونكون متواضعين وخاضعين ومترفقين وسلسي القيادة ومليئين بالصبر وطول الأناة ومعتدلين في كل الأمور ومثابرين على حفظ وصايا الله في كل حين ومتزودين بالإيمان والرجاء والمحبة عاملين أعمال صالحة.٢٢ نحن نسعى لنصبح مثل يسوع المسيح.

أشهد بأننا ككنيسة المسيح نمثل الوسيلة التي سيقوم فيها ”مخلصنا وفادينا بتأدية أعظم أعماله في الفترة الفاصلة ما بين الآن ومجيئه الثاني.“٢٣ كما علم الرئيس رسل م. نلسن.

لقد قال الربّ:

”فهأنذا أسرع عملي في وقته المعين.

وهأنذا أعطيكم … وصية بأن تجمعوا وتنظموا أنفسكم وتعدوا أنفسكم وتقدسوا أنفسكم؛ نعم، نقوا قلوبكم ونظفوا أيديكم وأقدامكم أمامي فأجعلكم أنقياء.“٢٤

أرجو أن نستجيب لهذه الدعوة الإلهية وأن نجتمع بفرح وأن ننظم ونعد ونقدس أنفسنا، هذه هي صلاتي المتواضعة باسم يسوع المسيح ، آمين.