المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الأحد، 17 أبريل 2022

سّلم الإيمان

 سّلم الإيمان

عدم الإيمان يحجب قدرتنا على رؤية المعجزات، في حين أن عقلية الإيمان بالمخلص تتيح قوى السماء لنا.

كيف ستؤثر تحديات الحياة على إيماننا بيسوع المسيح؟ وكيف سيؤثر إيماننا على الفرح والسلام اللذان نشعر بهما في هذه الحياة؟

كان عام ١٩٧٧. رن جرس الهاتف، ومزقت الرسالة قلوبنا. كانت كارولين ودوغ تيبس في طريقهما للانتقال إلى منزلهما الجديد بعد أن أنهيا دراستهما العليا. أتت رابطة الشيوخ لتحميل شاحنة النقل. ألقى دوغ نظرة أخيرة ليتأكد أن الدرب كان خالياً قبل أن يرجع إلى الوراء. ما لم يتمكن من رؤيته هو ابنته الصغيرة جيني وهي تركض إلى خلف الشاحنة في اللحظة الخاطئة. وفي لحظة خاطفة رحلت حبيبتهما جيني.

ما الذي سيحدث الآن؟ هل سيخلق الألم العميق الذي شعرا به والإحساس بالخسارة الذي لا يمكن تصوره فجوة لا يمكن ملؤها بين كارولين ودوغ، أم هل سيقوم هذا بطريقة ما بربط قلوبهما معًا وترسيخ إيمانهما بخطة الآب السماوي؟

لقد كان الطريق الذي مرا به خلال محنتهما طويلًا ومؤلماً، لكن من مكان ما جاء المخزون الروحي الذي مكنهما من أن لا يفقدا الأمل، بل ”يثبتا في طريقهما“.١ بطريقة ما، أصبح هذان الزوجان المذهلان أكثر شبهاً بالمسيح. أكثر التزاماً. أكثر تعاطفاً. لقد آمنا بأن الله، في وقته المناسب، سيكرس شدائدهما من أجل منفعتهما.٢

على الرغم من أن الألم والخسارة لم ولن تختفي تمامًا، إلا أن كارولين ودوغ قد شعرا بالعزاء لمعرفتهما بأنهما إن بقيا على درب العهد بثبات، فإن حبيبتهما جيني ستكون لهما إلى الأبد.٣

لقد عززت قدوتهما إيماني بخطة الرب. نحن لا نرى كل شيء. ولكنه هو يرى. قال الرب لجوزف سميث في سجن ليبرتي بأن ”كل هذه الأشياء ستقدم لك خبرة وستكون لمنفعتك. لقد انحدر ابن الإنسان تحتها جميعا. فهل أنت أعظم منه؟“٤

عندما نقبل إرادة الرب فإنه يعلمنا كيف نسير معه.٥ عندما كنت مبشراً شاباً أخدم في تاهيتي، طُلب مني أن أبارك رضيع مريض. وضعنا أيدينا على رأسه وباركناه بأن يُشفى. بدأت صحته بالتحسن، ولكنه سقط ضحية للمرض من جديد. باركناه للمرة الثانية ولكن بنفس النتيجة. أتت الدعوة للمرة الثالثة. تضرعنا إلى الرب لكي تكون مشيئته. بعد ذلك بفترة قصيرة، عادت روحه الصغيرة إلى بيته السماوي.

لكننا شعرنا بالسلام. أردنا أن يعيش ذلك الرضيع، لكن الرب كان له مخطط آخر. قبول مشيئته بدلاً من مشيئتنا هو مفتاح الحصول على الفرح رغم ظروفنا.

الإيمان البسيط بيسوع المسيح، وهو ما نملكه عندما نبدأ في التعلم عنه، سيبقى في قلوبنا عندما نواجه تحديات الحياة. إيماننا به يستطيع أن يقودنا خلال تعقيدات الحياة وهو حقاً يفعل ذلك. وفي الحقيقة، فإننا سوف نجد البساطة في الجانب الآخر من تعقيدات الحياة٦ بينما نستمر ”ثابتين في المسيح، متذرعين برجاء ساطع.“٧

جزء من هدف هذه الحياة هو السماح لهذه العوائق المحتملة بأن تصبح عتبات نتسلق عن طريقها ما سأسميه ”سلم الإيمان“—سلم لأنه يوحي بأن الايمان غير ساكن. بإمكانه أن يرتفع أو ينخفض حسب الخيارات التي نقوم بها.

بينما نسعى لبناء إيمان بالمخلص فقد لا نفهم حب الله لنا، وربما نطيع قوانينه بسبب شعورنا بالواجب. وقد يصبح الذنب أحياناً دافعنا الرئيسي بدلاً من الحب. ربما لم نختبر الرابط الحقيقي معه بعد.

عندما نسعى لزيادة إيماننا، فقد لا نفهم ما علمه يعقوب. ذكّرنا بأن ”الإِيمَانَ الَّذِي لَا تَنْتُجُ عَنْهُ أَعْمَالٌ هُوَ إِيمَانٌ مَيِّتٌ.“٨ قد نتعثر إن اعتقدنا أن كل شيء يعتمد على قدراتنا. يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على أنفسنا إلى إعاقة قدرتنا على الوصول إلى قوى السماء.

ولكن عندما نتقدم نحو الإيمان الحقيقي بيسوع المسيح، فإن عقليتنا تبدأ في التغير. وندرك بأن الطاعة والإيمان بالمخلص يؤهلاننا لصحبة روحه لتكون دوماً معنا.٩ ولن تعود الطاعة تظهر كمصدر إزعاج بل تصبح هدفاً.١٠ ندرك بأن إطاعتنا لوصايا الله يمَكننا من أن نكون جديرين بثقته. وبثقته يأتي نور إضافي. يوجه هذا النور رحلتنا ويسمح لنا برؤية الدرب الذي علينا أن نسلكه بشكل أوضح.

لكن هناك المزيد. عندما يزداد إيماننا بالمخلص، نلاحظ تحولًا بسيطاً يتضمن فهمًا إلهيًا لعلاقتنا مع الله—وتحركاً ثابتاً ابتعاداً عن ”ما أريده أنا؟“ إلى ”ما الذي يريده الله؟“ مثل المخلص، نحن نرغب في أن نتصرف ”لَا كَمَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ.“١١ نريد المشاركة في عمل الرب وبأن نصبح وسيلة في يديه.١٢

إن تقدُمنا هو أزلي. علم الرئيس رسل م. نلسن بأن هناك الكثير من الأشياء التي يريد منا أبونا السماوي أن نعرفها.١٣ عندما نتقدم ، فإننا نفهم بشكل أفضل ما علّمه الرب لجوزف سميث: ”لأنه إن حفظت وصاياي سوف تستلم ملئه وتتمجد فيّ؛ … وعلى ذلك فإني أقول لك أنك سوف تستلم نعمة فوق نعمة.“١٤

مدى ارتفاعنا على سلم الإيمان يتوقف على قرارنا. علم الشيخ نيل ل. أندرسن بأن ”الإيمان ليس محض صدفة بل بالاختيار.“١٥ نستطيع أن نختار اتخاذ الخيارات اللازمة لكي نزيد إيماننا بالمخلص.

فكروا بتأثير الخيارات عندما نزل لامان ولموئيل عن سلم الإيمان بينما صعد نافي إلى الأعلى. هل هناك من تمثيل أوضح للفرق بين رد نافي بقوله ”سأذهب وأفعل“١٦ ورد لامان ولاموئيل بعد أن رأيا لتوهما ملاكاً وأجابا ”كيف يمكن للرب أن [يُخلص]؟“١٧

عدم الإيمان يحجب قدرتنا على رؤية المعجزات، في حين أن عقلية الإيمان بالمخلص تتيح لنا قوى السماء.

حتى لو كان إيماننا ضعيفاً، فإن يد الرب ستكون دوماً ممدودة.١٨ قبل عدة سنين، استلمت مهمة لكي أعيد تأسيس وتد في نيجيريا. وفي اللحظة الأخيرة، حصل هناك تغيير في تاريخ الحدث. كان هناك رجل في الوتد قرر أن يترك المدينة في التاريخ الأصلي. لم يكن يريد أن يخاطر إمكانية دعوته كرئيس للوتد.

وبينما كان بعيداً عن المدينة حصل له حادث سيء، لكنه لم يُصب بأذى. دعاه هذا الحدث أن يفكر بسبب انقاذ حياته. أعاد التفكير في قراره الأصلي. تاب وقام بحضور المؤتمر في تاريخه الجديد. ونعم، تمت دعوته ليكون رئيس الوتد الجديد.

علم الشيخ نيل أ. ماكسول: ”السعادة الحقيقية توجد فقط عندما تطابق إرادتنا إرادة الله. أي شيء أقل من ذلك سيعطي جزءاً أقل“.١٩

بعد أن نقوم بعمل ”كل ما في وسعنا،“ يأتي الوقت الذي ”نثبت [فيه و] … نرى خلاص الله“.٢٠ رأيت هذا عندما كنت أخ خدوم لعائلة مكورمك. ماري كاي كانت متزوجة لمدة ٢١ عاماً وخدمت بإيمان في دعواتها. لم يكن كين عضوًا في الكنيسة ولم يكن معنيًا بأن يصبح كذلك، ولكن بسبب حبه لزوجته، فقد اختار أن يحضر اجتماعات الكنيسة معها.

في أحد أيام الأحد شعرت بأن علي مشاركة شهادتي مع كين. سألته إن كان بإمكاني فعل ذلك. كانت إجابته بسيطة وواضحة: ”لا، شكراً لك.“

احترت. شعرت بإلهام وحاولت أن أتبع ذلك الإلهام. كان مغريًا لي أن أشعر بأنني فعلت واجبي. لكن بعد الصلاة والتفكير، رأيت أنه على الرغم من صحة نواياي، فقد اعتمدت كثيرًا على نفسي وقليلًا على الرب.

بعدها، عدت ولكن بعقلية مختلفة. سأذهب ببساطة كأداة في يدي الرب بدون أي رغبة أخرى سوى اتباع الروح. مع رفيقي المُخْلص، جيرالد كاردُن، دخلنا إلى بيت مكورمك.

بعد ذلك بفترة قصيرة، شعرت بالإلهام بأن أدعو جيرالد لكي يرتل ترنيمة ”أعلم أن فاديّ حي.“٢١ نظر إلي متسائلا، ولكنه آمن بإيماني، وقام بفعل ذلك. ملأت روح جميلة الغرفة. أتى إلهام بأن أدعو ماري كاي وكرستن، ابنتهما، ليشاركا شهادتهما. بينما قامتا بفعل ذلك، أصبح الشعور بالروح أقوى. في الحقيقة، بعد شهادة كرستن، كانت الدموع تنهمر على خدي كين.٢٢

لقد كان الله ممسكا بزمام الأمور. تم لمس القلوب، بل وقد تغيرت القلوب إلى الأبد. جرفت قوة الروح القدس إحدى وعشرين سنة من عدم الإيمان. وبعد أسبوع، تعمد كين. وبعد سنة، تم ختم كين وماري كاي في بيت الرب لزمن الحياة الأرضية وللأبدية كلها.

عرفنا معاً معنى أن نضع إرادتنا في إرادة الآب، وازداد إيماننا به.

الرجاء أن تفكروا بهذا الأسئلة التي طرحها أنبياء الله خلال سعيكم لتسلق سلم إيمانكم:

هل أنا مبرأ من الغرور؟٢٣

هل أتيح مكاناً لكلمة الله في قلبي؟٢٤

هل أسمح لشدائدي أن تُكرس لمنفعتي؟٢٥

هل أنا مستعد أن أجعل إرادتي تذوب في إرادة الآب؟٢٦

هل نزعت إلى الترنم بأنشودة الحب الفادي، وهل أشعر بهذا الآن؟٢٧

هل أسمح لله بأن يغلب في حياتي؟٢٨

إن شعرتم بأن دربكم الحالي يتعارض مع إيمانكم بالمخلص، أرجو أن تجدوا طريقاً للعودة إليه. إن إعلاءكم وإعلاء ذريتكم يعتمد على هذا.

دعونا نزرع بذور الإيمان عميقاً في قلوبنا. دعونا نغذي هذه البذور من خلال ربط أنفسنا بالمخلص عن طريق تكريم العهود التي عقدناها معه. باسم يسوع المسيح، آمين.

الاهتداء هو هدفنا

 

الاهتداء هو هدفنا

ليس هناك من بديل للوقت الذي تقضونه في دراسة النصوص المقدسة، فإنكم ستسمعون همسات الروح القدس وهو يتحدث مباشرة معكم.

لمدة ثلاث سنوات، كنا، كأعضاء في كنيسة الرب، في رحلة معاً. كان هذا في شهر تشرين الأول من عام ٢٠١٨ عندما دعتنا الرئاسة الأولى ورابطة الرسل الإثني عشر أن نتعلم عن يسوع المسيح عن طريق دراسة النصوص المقدسة بطريقة جديدة ومُلهمة، من خلال مرجع تعال، اتبعني كدليلنا.

من الجيد أن نتوقف خلال رحلتنا أحياناً ونقيّم تقدمنا ونتأكد من أننا لا زلنا نتقدم نحو هدفنا.

الاهتداء هو هدفنا

فكروا بهذه العبارة العميقة الموجودة في مقدمة كتاب تعال، اتبعني:

”الهدف من كل تعلم وتعليم للإنجيل هو تعميق اهتدائنا ومساعدتنا على أن نصبح أكثر شبها بيسوع المسيح. …

”… ولكن هذا النوع من التعلم للإنجيل الذي يعزز إيماننا ويؤدي إلى معجزة اهتدائنا لا يحدث دفعة واحدة. إنه يمتد إلى ما بعد الفصل الدراسي إلى قلوبنا ومنازلنا. ويتطلب ذلك جهوداً ثابتة ويومية لفهم الإنجيل والعيش وفقا له. تعلم الإنجيل الذي يؤدي إلى الاهتداء الحقيقي يتطلب تأثير الروح القدس.“١

هذه هي المعجزة التي نسعى إليها—أن يحصل شخص ما على تجربة في دراسة النصوص المقدسة، ٢ وأن تُبارك تلك التجربة بتأثير الروح القدس. مثل تلك التجارب هي أحجار أساس ثمينة لاهتدائنا للمخلص. وكما ذكّرنا الرئيس رسل م. نلسن مؤخراً، الأساس الروحي لا بد من تقويته باستمرار.٣ الاهتداء طويل الأمد هو عملية تستمر مدى الحياة.٤ الاهتداء هو هدفنا.

حتى تكون فعالة، يجب أن تكون تجاربكم مع النصوص المقدسة خاصة بكم.٥ قد يكون سماعكم أو قراءتكم لتجارب الآخرين وأفكارهم مفيداً، ولكنه لن يجلب نفس قوة الاهتداء. ليس هناك من بديل للوقت الذي تقضونه شخصيا في النصوص المقدسة، مستمعين لهمسات الروح القدس وهو يحدثكم شخصيا ومباشرة.

ما الذي يعلمني إياه الروح القدس؟

كل أسبوع، عندما أفتح كراسة تعال، اتبعني، أكتب السؤال التالي في أعلى الصفحة: ”ما الذي يعلمني اياه الروح القدس هذا الأسبوع بينما أقرأ هذه الفصول؟“

وخلال دراستي للنصوص المقدسة، أتأمل بذلك السؤال المرة تلو الأخرى. وبدون استثناء، يأتي الإلهام الروحي، وأكتبه في كراستي.

والآن، كيف أعرف أن الروح القدس يقوم بتعليمي؟ إن هذا يحدث أحياناً بطرق بسيطة وصغيرة. أحياناً يبدو وكأن إحدى الآيات تقفز من على الصفحة وتجلب اهتمامي. وفي أحيان أخرى، أشعر بأن ذهني يستنير بفهم أوسع لمبادئ الإنجيل. كما أني أشعر بتأثير الروح القدس عندما أتحدث مع زوجتي، آن ماري، عما نقرؤه. إن منظورها يدعو الروح دوماً.

النبي وعيد الفصح

ندرس هذا العام العهد القديم--كتاب مقدس يملأ أرواحنا بالنور. عند قرائتي للعهد القديم، أشعر بأنني أقضي وقتاً مع مرشدين أثق بهم: آدم وحواء وأخنوخ ونوح وابراهيم وغيرهم الكثير.

هذا الأسبوع، وعندما قرأنا في سفرالخروج الإصحاحات ٧-١٣، تعلمنا بأن الرب قد حرر أبناء إسرائيل من عبوديتهم في مصر التي استمرت لعدة قرون. نقرأ عن تسع ضربات--تسعة مظاهر رائعة لقدرة الله--شهدها فرعون دون أن يرقق هذا قلبه.

ومن ثم أخبر الرب نبيه، موسى، عن الضربة العاشرة وكيف تستطيع كل عائلة في إسرائيل أن تعد نفسها لها. في أحد الطقوس، الذي أطلقوا عليه اسم الفصح، كان يتوجب على الإسرائيليين أن يضحوا بحمل ذكر، يكون دون عيب. وكان عليهم أن يتركوا علامة على إطار أبواب منازلهم بدم هذا الحمل. وعد الرب بأن كل البيوت التي على أبوابها علامة الدم ستُحمى من الوباء الرهيب الذي كان على وشك القدوم.

تقول الكتب المقدسة، ”فَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا … كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى“(خروج ١٢: ٢٨). هناك شيء قوي في هذه العبارة البسيطة عن الطاعة.

بسبب اتباع أبناء اسرائيل مشورة موسى وكونهم تصرفوا بإيمان، تم خلاصهم من الوباء، ومن ثم تحريرهم من العبودية.

إذن، ما الذي يعلمني إياه الروح القدس في هذه الفصول هذا الأسبوع؟

فيما يلي بعض الأفكار التي استقرت في ذهني:

  • يعمل الرب من خلال أنبيائه لكي يحمي ويخلص شعبه.

  • الإيمان والطاعة لكي نتبع النبي يسبقان معجزة الحماية والخلاص.

  • كان الدم على إطار الباب إشارة خارجية لإيمان داخلي بيسوع المسيح، حمل الله.

النبي ووعود الرب

يعجبني التشابه بين الطريقة التي بارك بها الرب شعبه في قصة العهد القديم تلك والطريقة التي يبارك بها شعبه اليوم أيضًا.

عندما قام نبي الله الحي، الرئيس نلسن، بتقديم برنامج تعال، اتبعني كوسيلة لدراسة النصوص المقدسة، دعانا لكي نحوّل بيوتنا إلى ملاجئ للإيمان ومراكز لتعلم الإنجيل.

ومن ثم وعدنا بأربع بركات معينة:

  1. ستكون أيام الرب الخاصة بكم مليئة بالفرح،

  2. سيكون أبناؤكممتحمسين لتعلم تعاليم المخلص والحياة وفقا لها،

  3. سيقل تأثير الخصم في حياتكم وبيوتكم و

  4. ستكون التغييرات في عائلاتكم هائلة وستعينكم.٦

نحن لا نملك دفتر يوميات لمن مروا بتجربة الفصح مع موسى في مصر. ولكن لدينا العديد من شهادات القديسين الذين، بإيمان مشابه، يتبعون مشورة الرئيس نلسن اليوم ويستلمون البركات الموعودة.

إليكم ثلاثا من هذه الشهادات:

قالت أم لعائلة صغيرة: ”نحن نتكلم عن المسيح ونفرح بالمسيح في منزلنا. هذه تشكل أعظم البركات بالنسبة لي--أن أطفالي يستطيعون أن يكبروا مع نقاشات الانجيل هذه في منزلهم والتي تقربهم من المخلص.“٧

أشار رجل مسن إلى دراسته للنصوص المقدسة من خلال دليل تعال، اتبعني بأنها ”قناة مملوءة بالنور الإلهي تساعدنا على رؤية عقائد الإنجيل الضرورية لسلامتنا الروحية.“٨

وصفت زوجة شابة البركات في زواجها: ”تمكنت من معرفة قلب زوجي بشكل أعمق، وتمكنت من فتح قلبي له بشكل أكبر من خلال دراستنا سوية“.٩

لاحظت أم لعائلة كبيرة أن جهودها لتعليم عائلتها قد تغيرت. قالت: ”عندما أنظر إلى الوراء، كان مجهودي شبيهاً بعزف البيانو وأنا أرتدي قفازات للثلج. كنت أقوم بفعل الحركات، ولكن الموسيقى لم تكن صحيحة بشكل كامل. والآن كأني خلعت القفازات. ورغم أن الموسيقى لا زالت غير كاملة، فأنا أسمع الفرق. برنامج تعال، اتبعني أعطاني الرؤية والقدرة والتركيز والهدف“.١٠

قال زوج شاب: ”مسؤولياتي المهمة في المنزل أصبحت أوضح منذ أن قمت بجعل برنامج تعال، اتبعني جزءا من كل صباح. الدراسة تقودني لكي أفكر أكثر بالأشياء ذات الأهمية الأكبر لي، مثل الهيكل وعلاقتي مع زوجتي ودعوتي. أنا ممتنة لأن منزلي هو ملجأ نعطي فيه الأولوية لله.“١١

شاركت إحدى الأخوات: ”تجربتي اليومية مع برنامج تعال، اتبعني غالباً لا تستحق الذكر، ولكن بمرور الوقت أرى كيف أتغير عن طريق دراستي المركزة للنصوص المقدسة باستمرار. مثل تلك الدراسة تزيد تواضعي وتعلمني وتغيرني قليلاً كل مرة.“١٢

قال مبشر عاد من بعثته: ”برنامج تعال، اتبعني قربني من تجربة دراسة الكتب المقدسة التي كنت أقوم بها في بعثتي التبشيرية، فتمكنت من الانتقال من عقلية واجب دراسة الكتب المقدسة إلى جلسات تغنيني وتساعدني على التعرف على الله.“١٣

قال أخ: ”أشعر بأن الروح القدس مرحب به في حياتي وأشعر بإلهام الله الذي يُرشدني في قراراتي.“ أقوم بإجراء نقاشات أكثر عمقًا تتعلق بجمال عقيدة المسيح البسيطة وكفارته.“١٤

قال طفل ذو السابعة من عمره: ”أنا سأعتمد عما قريب، وبرنامج تعال، اتبعني يقوم بإعدادي لهذا. أتحدث مع عائلتي عن العماد ولا أشعر بالتوتر حيال المعمودية الآن. برنامج تعال، اتبعني يساعد الروح القدس في أن يدخل إلى قلبي وأشعر بالدفء عندما أقرأ النصوص المقدسة.“١٥

وثم أخيراً من أم لعدة أطفال: ”عندما ندرس كلمة الله، يقوم الله بمساعدة عائلتنا على الانتقال من القلق إلى القوة؛ ومن التجربة والتحدي إلى الخلاص؛ ومن الجدل والانتقاد إلى الحب والسلام؛ ومن تأثير الخصم إلى تأثير الله.“١٦

هؤلاء وغيرهم الكثير من أتباع المسيح قاموا، بشكل رمزي، بوضع دم الحمل على مداخل بيوتهم. إنهم يُظهرون التزامهم الداخلي ليتبعوا المخلص. إيمانهم سيسبق المعجزة. إنها معجزة شخص واحد يجرب النصوص المقدسة وهذه المعجزة بالتالي يباركها تأثير الروح القدس.

عندما ندرس النصوص المقدسة فستتوقف المجاعة الروحية في الأرض. كما قال نافي، ”كل مَنْ يصغون لِكَلِمَةِ ٱللهِ وَيَتَمَسَّكُونَ بِهَا لن يَهْلِكُونَ أَبَدًا؛ كما أن تجارب الخصم وسهامه الملتهبة لن تتغلب عليهم لتعميهم وتقودهم إلى الْهَلاكِ.“ (١ نافي ١٥: ٢٤).

في القدم، عندما تبع أبناء اسرائيل توجيه الرب الذي أُعطي لهم عن طريق النبي موسى، تباركوا بالحرية والأمان. والآن، عندما نتبع نحن توجيه الرب الذي أُعطي لنا عن طريق نبينا الحي، الرئيس نلسن، فإننا سنُبارك بنفس الطريقة، باهتداء قلوبنا وبالأمان في بيوتنا.

أنا أشهد أن يسوع حي. هذه هي كنيسته المستعادة إلى الأرض عن طريق النبي جوزف سميث. الرئيس رسل م. نلسن هو نبي الرب الحي اليوم. أنا أحبه وأؤيده. باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. تعال، اتبعني—للأفراد والعائلات: العهد القديم ٢٠٢٢، ٧.

  2. ”كل واحد منا مسؤول عن نموه الروحي والفردي“(رسل م. نلسن، ”التعليقات الافتتاحية،“ لياحونا، تشرين الثاني ٢٠١٨، ٨).

  3. راجع رسل م. نلسن ”الهيكل وأساسك الروحي،“ لياحونا، تشرين الثاني/ نوفمبر، ٢٠٢١، ٩٣-٩٦.

  4. هذا هو سبب مهم لدعوة الرئيس نلسن لنا ”خصصوا وقتاً للرب! اجعلوا أساسكم الروحي ثابتا وقادرا على الصمود أمام اختبار الزمن من خلال القيام بتلك الأشياء التي تسمح للروح القدس أن يكون معكم دائمًا“ (”خصص وقتاً للرب،“ لياحونا، تشرين الثاني ٢٠٢١، ١٢٠).

  5. ”بغض النظر عما يقوله ويفعله الآخرون فإنه لا يمكن لأحد أن يسلب الشهادة التي أُدْلِيَ بها لقلوبكم وأفكاركم حول ما هو صحيح“ (رسل م. نلسن، ”الوحي للكنيسة، الوحي لحياتنا،“ لياحونا، أيار ٢٠١٨، ٩٥).

  6. راجع رسل م. نلسن، ”لنكن قدوة كقديسي الأيام الأخيرة،“ لياحونا، تشرين الثاني ٢٠١٨، ١١٣-١١٤. كرر الرئيس نلسن هذه الدعوة في شهر نيسان الماضي: ”التزامكم بجعل منازلكم ملاذًا أساسيًاللإيمان يجب ألا ينتهي أبدًا. مع انخفاض الإيمان والقداسة في هذا العالم الساقط، فإن حاجتكم إلى الأماكن المقدسة ستزداد. إنني أحثكم على الاستمرار في جعل منازلكم مكانًا مقدسًا حقًا ’وعدم التزحزح’ [المبادئ والعهود ٨٧: ٨؛ مع إضافة التشديد] عن هذا الهدف الأساسي“ (”ما نتعلمه والأمور التي لن ننساها،“لياحونا، أيار ٢٠٢١، ٧٩).

  7. مراسلات شخصية؛ راجع أيضًا ٢ نافي ٢٥: ٢٦.

  8. مراسلات شخصية.

  9. مراسلات شخصية.

  10. مراسلات شخصية.

  11. مراسلات شخصية.

  12. مراسلات شخصية.

  13. مراسلات شخصية.

  14. مراسلات شخصية.

  15. مراسلات شخصية.

  16. مراسلات شخصية.

إتباع يسوع بمسالمة الآخرين


إتباع يسوع بمسالمة الآخرين

المسالمون ليسوا سلبيين. بل يستخدمون أساليب الإقناع كالمخلص.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، في الوقت الذي نعيش فيه أيامًا من الاضطراب والنزاع، ومعاناة عميقة للكثيرين، تمتلئ قلوبنا بامتنان كبير لمخلصنا والبركات الأبدية لإنجيل يسوع المسيح المستعاد. إننا نحبه ونثق به، ونصلي بأن نكون من أتباعه إلى الأبد.

تحديات وسائل التواصل الاجتماعي

يعد التأثير القوي للإنترنت نعمة وتحديًا فريدًا في عصرنا.

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي وطرق المعلومات السريعة، يمكن مضاعفة صوت شخص واحد أضعافًا مضاعفة. هذا الصوت، سواء أكان حقّاً أم باطلاً، سواء كان عادلًا أو متحيزًا، سواء كان لطيفًا أو قاسيًا، ينتقل على الفور عبر العالم.

غالبًا لا يوجد تركيز كبير على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن التفكير العميق والخير، في حين أن كلمات الازدراء والغضب كثيرًا ما تكون مدوية في آذاننا، سواء بالفلسفة السياسية أو الأشخاص في الأخبار أو الآراء حول الوباء. لا يوجد شخص أو موضوع بما في ذلك المخلص وإنجيله المستعاد، في مأمن من هذه الظاهرة الاجتماعية للأصوات المستقطبة.

أن نصبح صانعي سلام

إن الموعظة على الجبل هي رسالة للبشرية ولكنها أُعطيت تحديدًا لتلاميذ المخلص الذين اختاروا أن يتبعوه.

علّمنا الرب كيف نعيش، آنذاك والآن، في عالم يطفح بالإزدراء. أعلن: ”طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ“.١

بتقلد درع إيماننا بيسوع المسيح فإننا نصبح صانعي سلام، بأن نخمد، بمعني تهدئة أو تبريد أو إطفاء، كل السهام النارية للخصم.٢

وبينما نقوم بدورنا، فإن وعده هو أننا سنُدعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“. كل شخص على الأرض هو من ”ذُرِّيَّة“٣ الله، ولكن أن نُدعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“ يعني أكثر من ذلك بكثير. عندما نأتي إلى يسوع المسيح ونقطع عهودًا معه، نصبح ”ذُرِّيَّتُهُ“ و”وُرَثَاءُ مَلَكُوتِ اللهِ“ ،٤و ”أَبْنَاء الْمَسِيحِ، أَوْلَادَهُ وَبَنَاتِهِ“.٥

كيف يهدئ صانع السلام السهام النارية ويبردها؟ بالتأكيد ليس بالتراجع في وجه الذين يستخفون بنا. بدلاً من ذلك نظل واثقين من عقيدتنا، ونشارك معتقداتنا باقتناع، لكن دائمًا بدون غضب أو حقد.٦

في الآونة الأخيرة، بعد رؤية مقال رأي شديد اللهجة ينتقد الكنيسة، رد القس أموس سي. براون، زعيم الحقوق المدنية الوطنية وراعي الكنيسة المعمدانية الثالثة في سان فرانسيسكو:

”أنا أحترم تجربة ومنظور الفرد الذي كتب هذه الكلمات. رغم أنني بالتأكيد لا أرى الموضوع بنفس الطريقة“.

”أعتبر أن معرفتي بهؤلاء القادة [للكنيسة]، بمن فيهم الرئيس رسل م. نلسن، من أعظم متع حياتي. هم، في تقديري، تجسيد لأفضل القادة في بلادنا“.

الرئيس نلسن مع القس براون

ثم أضاف: ”يمكننا أن نشكو من الطريقة التي كانت عليها الأمور في الماضي. يمكننا رفض الاعتراف بكل الخير الذي يحدث الآن. … لكن هذه الأساليب لن تعالج الانقسامات الوطنية. … كما علّمنا يسوع، لا نستأصل الشر بمزيد من الشر. نحن نحب بسخاء ونحيا برحمة، حتى تجاه الذين نعتقد أنهم أعداؤنا“.٧

إن القس براون صانع سلام. بهدوء واحترام برّدَ السهام النارية. المسالمون ليسوا سلبيين بل يستخدمون أساليب الإقناع التي استخدمها المخلص.٨

ما الذي يمنحنا القوة الذاتية لتبريد وتهدئة وإخماد السهام النارية الموجهة نحو الحقائق التي نحبها؟ تنبع القوة من إيماننا بيسوع المسيح وإيماننا بكلماته.

”وَطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَاضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ؛

“… إِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ عَظِيمَةٌ. فَإِنَّهُمْ هَكَذَا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ“٩

أهمية الإرادة الذاتية

هناك مبدآن مهمان يوجهان رغبتنا في أن نكون صانعي سلام.

أولاً، منح أبونا السماوي كل فرد الإرادة الذاتية الأخلاقية، مع القدرة على اختيار سبيله الخاص في الحياة.١٠ هذه الإرادة الذاتية هي واحدة من أعظم هبات الله.

ثانيًا، بهذه الإرادة الذاتية، سمح أبانا السماوي ”أَنْ يَكونَ هُناكَ نَقيضٌ في كُلِّ الْأُمورِ“.١١ إننا ”[نذوق] المر كي [نعرف] ثمن الحلو“١٢ يجب ألا تفاجئنا المعارضة. إننا نتعلم التمييز بين الخير والشر.

نحن نبتهج ببركة الإرادة الذاتية، مدركين أنه سيكون هناك الكثير ممن لا يؤمنون بما نؤمن به. في الواقع، قلة من الناس في الأيام الأخيرة سيختارون جعل إيمانهم بيسوع المسيح مركزًا لكل ما يفكرون به ويفعلونه.١٣

بسبب منصات الوسائط الاجتماعية، يمكن أن يبدو صوت غير المؤمنين كأنه عدد كبير من الأصوات السلبية،١٤ ولكن حتى لو كان هذا عددًا كبيرًا من الأصوات، فإننا نختار مسار صانعي السلام.

القادة الذين يُعيِّنهم الربّ

يرى البعض أن الرئاسة الأولى ورابطة الاثني عشر مدفوعين دوافع دنيوية كما هو حال القادة السياسيين والتجاريين والثقافيين.

ومع ذلك، فإننا نتعامل بشكل مختلف تمامًا مع مسؤولياتنا. لم يتم انتخابنا أو اختيارنا من خلال تقديم طلبات عمل. بدون أي إعداد مهني محدد، فإننا مدعوون ومرسومون لنقدم شهادة باسم يسوع المسيح في جميع أنحاء العالم حتى أنفاسنا الأخيرة. نسعى لنبارك المرضى والمستوحدين والمنكوبين والفقراء وتقوية ملكوت الله. نسعى لمعرفة إرادة الرب وإعلانها، خاصة لمن يسعون إلى الحياة الأبدية.١٥

على الرغم من أن رغبتنا المتواضعة هي أن يٌكرّم الجميع تعاليم المخلص، إلا أن كلمات الرب من خلال أنبيائه غالبًا ما تتعارض مع أفكار واتجاهات العالم. لقد كان الحال دائما هكذا.١٦

قال المخلص لرسله:

”إِنْ أَبْغَضَكُمُ الْعَالَمُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي مِنْ قَبْلِكُمْ. …

”… سَيَفْعَلُونَ هَذَا كُلَّهُ … لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي“.١٧

رعاية الجميع

نحن نحب بصدق جميع جيراننا ونهتم بهم، سواء آمنوا أم لا. علمنا يسوع في مثل السامري الصالح أن الذين ينتمون إلى معتقدات مختلفة يجب أن يتواصلوا بصدق لمساعدة أي شخص محتاج، كونهم صانعي سلام، يسعون وراء القضايا الصالحة والنبيلة.

في شباط/فبراير، ذكرت مقالة في صحيفة أريزونا ريبابلك أن ”مشروع القانون المدعوم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والذي يدعمه قديسو الأيام الأخيرة من شأنه حماية المثليين والمتحولين جنسيًا في أريزونا“.١٨

إننا، كقديسي الأيام الأخيرة، ”يسعدنا أن نكون جزءًا من تحالف قادة رجال الدين والأعمال والأشخاص المثليين والمجتمع الذين عملوا معًا بروح من الثقة والاحترام المتبادل“.١٩

سأل الرئيس رسل م. نلسن ذات مرة: ”ألا يمكن أن توجد حدود بين الأفكار والآراء دون أن تصبح هذه الحدود خطوطًا للمعركة؟“٢٠

نسعى لنكون ”أَتْبَاع الْمَسِيحِ الْمُسَالِمينَ“.٢١

أوقات الصمت

كانت بعض الهجمات على المخلص خبيثة لدرجة أنه بقي صامتا. ”وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَتَّهِمُونَهُ بِعُنْفٍ …[وَسَخِروا] مِنْهُ“، لكن يسوع ”لَمْ [يُجِبْهُم] عَنْ شَيْءٍ“٢٢ هناك أوقات عندما يكون المرء صانع سلام يعني أننا نقاوم الدافع للرد، وبدلاً من ذلك، نبقى هادئين بكرامة.٢٣

إنه لأمر مؤلم بالنسبة لنا جميعًا عندما يتم التحدث أو نشر كلمات قاسية عن المخلص وأتباعه وكنيسته أو رافضة لها من قبل الذين كانوا في الماضي حلفاءنا وتناولوا القربان معنا وشهدوا معنا أيضا لألوهية مهمة يسوع المسيح.٢٤

حدث هذا أيضًا أثناء خدمة المخلص.

قرر بعض تلاميذ يسوع الذين كانوا معه خلال أعظم معجزاته أن لا ”يَتْبَعُوه“.٢٥ للأسف، لن يظل الجميع راسخين في حبهم للمخلص وتصميمهم على حفظ وصاياه.٢٦

علمنا يسوع أن ننسحب من دوائر الغضب والخلاف. في أحد الأمثلة، بعد أن واجه الفريسيون يسوع وتشاوروا كيف يقتلونه، تروي النصوص المقدسة أن يسوع انسحب من بينهم ٢٧ وحدثت المعجزات عندما ”تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً“.٢٨

مباركة حياة الآخرين

يمكننا أيضًا الابتعاد عن الخلاف ومباركة حياة الآخرين٢٩ مع عدم عزل أنفسنا في زاوية آرائنا.

في مبوجي مايي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتقد البعض الكنيسة في البداية، ولم يفهموا معتقداتنا أو لم يعرفوا أعضاءنا.

منذ بعض الوقت، حضرت أنا وكاثي اجتماع كنيسة مميز جدًا في مبوجي مايي. كان الأطفال يرتدون ملابس أنيقة بعيون مشرقة وابتسامات كبيرة. كنت آمل أن أتحدث إليهم عن تعليمهم لكنني علمت أن العديد منهم لا يذهبون إلى المدرسة. وجد قادتنا، بتمويل إنساني رمزي للغاية، طريقة للمساعدة.٣٠ يتم الآن الترحيب بأكثر من ٤٠٠ طالباً وطالبة، بالإضافة إلى الأعضاء لا ينتمون إلى ديانتنا، من قبل ١٦ معلمًا من أعضاء كنيسة يسوع المسيح.

كالانغا مويا

قالت كالانغا مويا البالغة من العمر ١٤ عامًا: ”[لدي القليل من المال] قضيت أربع سنوات دون الدراسة في المدرسة. … أنا ممتنة جدًا لما فعلته الكنيسة. ... يمكنني الآن القراءة والكتابة والتحدث بالفرنسية“.٣١ وفي حديثه عن هذه المبادرة، قال رئيس بلدية مبوجي مايي: ”لقد ألهمتني كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بأنه في حين يتم تقسيم الكنائس [الأخرى] بحيث توضع كل واحدة في ركن … فإنكم [تعملون] مع [ الآخرين] لمساعدة المجتمعات المحتاجة“.٣٢

أحبوا بعضكم بعضاً

في كل مرة أقرأ فيها يوحنا الاصحاح ١٣، أتذكر القدوة المثالية للمخلص كصانع سلام. غسل يسوع أرجل الرسل بلطف. ثم نقرأ ”اضْطَرَبَتْ نَفْسُهُ“،٣٣ عندما فكر في أن شخصا أحبه كان يستعد لخيانته. لقد حاولت أن أتخيل أفكار ومشاعر المخلص عندما غادر يهوذا. ومن المثير للاهتمام، في تلك اللحظة الرصينة، أن يسوع لم يتحدث عن مشاعره ”[المضطربة]“ أو عن الخيانة. عوضا عن ذلك، تحدث إلى رسله عن المحبة، وترددت أصداء كلماته عبر القرون:

”وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ …

”بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً“.٣٤

أرجو أن نحبه ونحب بعضنا بعضاً. أرجو أن نكون صانعي سلام، حتى ندعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“، أصلي باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. متى ٥: ٩.

  2. راجع أفسس ٦: ١٦؛ المبادئ والعهود ٣: ٨.

  3. أعمال الرسل ١٧: ٢٨.

  4. موصايا ١٥: ١١.

  5. موصايا ٥: ٧.

  6. قال الرئيس دالن هـ. أوكس: ”يجب أن يكون أتباع المسيح قدوة للطف. يجب أن نحب جميع الناس، وأن نكون مستمعين جيدين، ونبدي اهتمامًا بمعتقداتهم الصادقة. على الرغم من أننا قد نختلف، إلا أننا يجب ألا نكون بغيضين. يجب ألا تكون مواقفنا وتواصلنا بشأن الموضوعات المثيرة للجدل مثيرة للخلاف“ (“Loving Others and Living with Differences,” Liahona, Nov. 2014, 27).

  7. “Amos C. Brown: Follow the LDS Church’s Example to Heal Divisions and Move Forward,” Salt Lake Tribune, Jan. 20, 2022, sltrib.com.

  8. قال الشيخ ديل ج. رنلند: ”عندما يغمر حب المسيح حياتنا فإننا نتعامل مع الخلافات بالوداعة والصبر واللطف“ (”سلام المسيح يبطل العداوة“، لياحونا، تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١، ٨٤).

  9. متّى ٥: ١١- ١٢.

  10. راجع ٢ نافي ١٠: ٢٣.

  11. ٢ نافي ٢‏:١١.

  12. موسى ٦: ٥٥.

  13. راجع ١ نافي ١٤: ١٢.

  14. تُظهر البيانات الحديثة أن ما يصل إلى ٣ من كل ٥ أشخاص يشاركون عنوانًا لقصة لم يقرؤوها حتى (راجع Caitlin Dewey, “6 in 10 of You Will Share This Link without Reading It, a New, Depressing Study Says,” Washington Post, June 16, 2015, washingtonpost.com; Maksym Gabielkov and others, “Social Clicks: What and Who Gets Read on Twitter?” [paper presented at the 2016 ACM Sigmetrics International Conference on Measurement and Modeling of Computer Science, June 14, 2016], dl.acm.org).

  15. لا تتفاجأ إذا كانت آراؤك الشخصية في بعض الأحيان غير متوافقة في البداية مع تعاليم نبي الرب. هذه لحظات للتعلم والتواضع التي تجعلنا نركع على ركبنا في الصلاة. نسير قدمًا في الإيمان، واثقين في الله، مدركين أننا بمرور الوقت سنحصل على مزيد من الوضوح الروحي من أبينا السماوي.

  16. راجع المبادئ والعهود ١: ١٤- ١٦.

  17. يوحنا ١٥: ١٨؛ التشديد مضاف

  18. “Bipartisan Bill Supported by Latter-day Saints Would Protect Gay and Transgender Arizonans,” Arizona Republic, Feb. 7, 2022, azcentral.com.

  19. Why the Church of Jesus Christ Supports a New Bipartisan Religious Freedom and Non-discrimination Bill in Arizona,” Feb. 7, 2022, newsroom.ChurchofJesusChrist.org.

  20. رسل م. نلسن، “Teach Us Tolerance and Love,” Ensign, أيار/مايو ١٩٩٤، ٦٩.

  21. موروني ٧: ٣. قال الرئيس غوردن ب. هنكلي: ”يجب ألا نكون متسامحين فقط، بل يجب أن ننمي في أنفسنا روح الامتنان الإيجابي نحو الذين لا يرون الأشياء من وجهة نظرنا. ليس علينا بأي حال من الأحوال أن نساوم على لاهوتنا، ومعتقداتنا، ومعرفتنا للحقيقة الأبدية كما أعلنها إله السماء. يمكننا أن نقدم شهادتنا الخاصة للحقيقة، بهدوء وبصدق، ونزاهة، ولكن ليس بطريقة تثير الإساءة للآخرين. … يجب أن نتعلم كيف نمنح التقدير والاحترام للآخرين الأمناء في معتقداتهم وممارساتهم مثلنا“ (“Out of Your Experience Here” [Brigham Young University devotional, Oct. 16, 1990], 6, speeches.byu.edu).

  22. راجع لوقا ٢٣: ٩- ١١.

  23. قال الشيخ ديتر ف. أوخدورف: ”كأتباع ليسوع المسيح فإننا نتبع قدوته. إننا لا نجعل الآخرين يشعرون بالخزي أو نهاجمهم. ونسعى إلى محبة الله وخدمة قريبنا. نسعى إلى حفظ وصايا الله بفرح والعيش وفق مبادئ الإنجيل“ (“Five Messages That All of God’s Children Need to Hear” [Brigham Young University Education Week devotional, Aug. 17, 2021], 5, speeches.byu.edu).

  24. قال الشيخ نيل أ. ماكسول: ”سيعيش أعضاء الكنيسة في حالة القمح والزوان هذه حتى الألفية. حتى أن بعض الزوان الحقيقي يتنكر في صورة قمح، بما في ذلك الأفراد القلائل المتحمسون الذين يحاضرون بقيتنا حول عقائد الكنيسة التي لم يعودوا يؤمنون بها. ينتقدون استخدام موارد الكنيسة التي لم يعودوا يساهمون فيها. إنهم يسعون باستخفاف لإرشاد الإخوة الذين لم يعودوا يدعمونهم. يحبون المواجهة، باستثناء مواجهة أنفسهم، وبالطبع، يغادرون الكنيسة، لكن لا يمكنهم ترك الكنيسة وشأنها“ (“Becometh As a Child,” Ensign, May 1996, 68).

  25. يوحنا ٦: ٦٦.

  26. ”لَذَّاتِ الْخَطِيئَةِ [لا تدوم]“ (راجع العبرانيين ١١: ٢٤- ٢٦).

  27. راجع متّى ١٢: ١- ١٥.

  28. متى ١٢: ١٥.

  29. راجع ٣ نافي ١١: ٢٩- ٣٠.

  30. بمساعدة مؤسسة دون بوسكو، تلقى البرنامج المدرسي خبرة قيمة في التدريس والمواد الدراسية.

  31. قالت موليكا، من الأهل: ”أحب هذا البرنامج لأنه أتاح لابنتي … الفرصة كي… تتعلم القراءة والكتابة ويكون لديها الأمل في مستقبل أفضل. لم أكن لأتمكن من إرسالها إلى المدرسة لأنني أبيع دقيق الذرة في السوق وأكسب … ما يكفي فقط للطعام. شكري العظيم للكنيسة على ذلك“. وقالت الأخت مونيك وهي معلمة: "جاء هذا البرنامج بمثابة بركة عظيمة لهؤلاء الأطفال. في صفي … معظمهم أيتام. إنهم يحبونها ، ويحضرون بانتظام الفصول الدراسية ويقومون بواجباتهم“. (التعليقات والصور مقدمة من الشيخ جوزف و. سيتاتي ٢٤ شباط/ فبراير ٢٠٢٢).

  32. العمدة لويس دور نتومبا تشيابوتا، ملاحظات في اجتماع عام بشأن مشروع مبوجي مايي لمحو الأمية الذي أطلقته كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، ١٠ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢١.

  33. يوحنا ١٣: ٢١.

  34. يوحنا ١٣‏:٣٤– ٣٥.

ثابتون في وجه العواصف

 

ثابتون في وجه العواصف

عندما تأتي العواصف في الحياة، يمكنكم أن تكونوا ثابتين لأنكم تقفون على صخرة إيمانكم بيسوع المسيح.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد تباركنا اليوم بسماع خدام الله الملهمين يقدمون المشورة والتشجيع. نعلم جميعاً، أينما كنا، أننا نعيش في أوقات يتزايد فيها الخطر. صلاتي أن يساعدكم الخطاب على الوقوف بثبات في العواصف التي نواجهها، بقلب مليء بالسلام.١

المكان الذي يجب أن نبدأ منه هو أن نتذكر أننا جميعاً أبناء لله المحبوبون وأن لديه خدام ملهمون. لقد تنبأ خدام الله هؤلاء عن الأزمنة التي نعيشها. كتب الرسول بولس إلى تيموثاوس: ”وَاعْلَمْ هَذَا الأَمْرَ: أن أَزْمِنَةً صَعْبَةً سَتَعُمُّ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ“.٢

ومن له عين ليرى علامات الأزمنة وأُذن ليسمع كلام الأنبياء يعلم أن هذا صحيح. تأتينا أعظم المخاطر من قوى الشر. وهذه القوى آخذة في الازدياد. ولذا سيصبح من الأصعب، وليس من الأسهل، احترام العهود التي يجب أن نقطعها ونحافظ عليها لنعيش وفقا لإنجيل يسوع المسيح.

بالنسبة للذين بيننا ويقلقون على أنفسنا وعلى من نحبهم، هناك أمل في الوعد الذي قطعه الله بوجود مكان آمن في العواصف القادمة.

هذه صورة بالكلمات عن ذلك المكان. لقد تم وصفه كثيراً من قبل الأنبياء الأحياء. على سبيل المثال، كما هو مسجل في كتاب مورمون، أخبر أب ملهم ومحب لإبنيه كيف يمكنهما تقوية أنفسهما للوقوف بثبات في العواصف التي تنتظرهما. ”وَٱلْآنَ يَا وَلَدَيَّ، تَذَكَّرَا، تَذَكَّرَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُمَا أَنْ تَبْنِيَا أَسَاسَكُمَا عَلَى صَخْرَةِ ٱلْفَادِي ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ، ٱبْنُ ٱللهِ؛ وَأَنَّهُ عِنْدَمَا يُحَرِّكُ إِبْلِيسُ عَوَاصِفَهُ ٱلْعَاتِيَةَ، نَعَمْ، وَيُصَوِّبُ سِهَامَهُ فِي ٱلزَّوْبَعَةِ، نَعَمْ، وَعِنْدَمَا يَقْصِفُ بِكُمَا بَرَدُهُ وَأَنْوَاؤُهُ ٱلْعَاتِيةُ، كُلُّ هٰذَا لَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْكُمَا وَلَنْ يَجُرَّكُمَا إِلَى حَضِيضِ ٱلشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ ٱلْأَبَدِيِّ بِسَبَبِ ٱلصَّخْرَةِ ٱلَّتِي تَأَسَّسْتُمَا عَلَيْهَا، وَالَّتِي هِيَ ٱلْأَسَاسُ ٱلْوَطِيدُ، … ٱلَّذِي إِذَا بُنِيَ عَلَيْهِ ٱلإِنْسَانُ فَلَنْ يَسْقُطَ أَبَدًا“.٣

إن ٱلشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ ٱلْأَبَدِيِّ اللذين تحدث عنهما هما الآثار الرهيبة للخطايا إذا لم نتب عنها بالكامل. العواصف المتزايدة هي إغراءات الشيطان وهجماته المتزايدة. لم يكن أبدًا أكثر أهمية مما هو عليه الآن لفهم كيفية البناء على هذا الأساس الثابت. بالنسبة لي، لا يوجد مكان أفضل من الموعظة الأخيرة للملك بنيامين للبحث فيه، وهي مسجلة أيضًا في كتاب مورمون.

تنطبق كلمات الملك بنيامين النبوية علينا في أيامنا هذه. لقد عرف من تجربته الخاصة أهوال الحرب. لقد دافع عن شعبه في المعارك معتمداً على قوة الله. لقد رأى بوضوح قوى الشيطان الرهيبة في إغواء أولاد الله ومحاولة التغلب عليهم وتثبيط عزيمتهم.

لقد دعا شعبه ودعانا للبناء على صخرة الأمان الوحيدة المؤكدة، وهي المخلص. وأوضح أننا أحرار في الاختيار بين الصواب والخطأ وأنه لا يمكننا تجنب عواقب اختياراتنا. تحدث بشكل مباشر وحاد لأنه يعرف ما سيأتي من حزن على من قد لا يسمعه ويصغي إلى تحذيراته.

إليكم كيف وصف العواقب التي ستتبع اختيارنا إما أن نتبع توجيه الروح أو أن نتبع الرسائل الشريرة التي تأتي من الشيطان، والذي يهدف إلى إغوائنا وتدميرنا:

”لأَنَّ هُنَاكَ إِنْذَارًا مُعْلَنًا لِمَنْ يَخْتَارُ أَنْ يُطِيعَ ذٰلِكَ ٱلرُّوحَ [الشرير]؛ لأَنَّهُ إِذَا ٱخْتَارَ أَنْ يُطِيعَهُ وَإِذَا بَقِيَ وَمَاتَ بِخَطَايَاهُ فَهُوَ يَجْرَعُ ٱلْهَلاكَ لِنَفْسِهِ؛ وَتَكُونُ أُجْرَتُهُ عِقَابًا أَبَدِيًّا، لأَنَّهُ ٱخْتَرَقَ قَانُونَ ٱللهِ مُضَادًّا لِمَعْرِفَتِهِ. …

”فَإِنْ لَمْ يَتُبْ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ وَبَقِيَ وَمَاتَ عَدُوًّا للهِ فَإِنَّ مَطَالِبَ ٱلْعَدْلِ ٱلإِلٰهِيِّ تُوقِظُ رُوحَهُ ٱلْأَبَدِيَّ إِلَى شُعُورٍ حَيٍّ بِذَنْبِهِ، ذٰلِكَ ٱلشُّعُورُ ٱلَّذِي يَجْعَلُهُ يَنْكَمِشُ مِنْ حَضْرَةِ ٱلرَّبِّ، فَيَمْلأُ صَدْرَهُ بِالذَّنْبِ وَٱلْأَلَمِ وَاللَّوْعَةِ ٱلَّتِي هِيَ أَشْبَهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأُ يَتَصَاعَدُ لَهِيبُهَا إِلَى أَبَدِ ٱلْآبَدِينَ“.

استمر الملك بنيامين بالقول: ”فَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ وَالشُّبَّانُ وَٱلْأَطْفَالُ ٱلصِّغَارُ ٱلَّذِينَ يَفْهَمُونَ كَلِمَاتِي إِذْ كَلَّمْتُكُمْ بِصَرَاحَةٍ لِكَيْ تَفْهَمُوا، إِنِّي أَدْعُو أَنْ تُدْرِكُوا ٱلْحَالَةَ ٱلْمُرِيعَةَ لِلَّذِينَ سَقَطُوا فِي ٱرْتِكَابِ ٱلْمَعْصِيَةِ“.٤

بالنسبة لي، فإن قوة هذا التحذير الداعي للتوبة يشكل في ذهني صورة للوقت المؤكد الذي سنقف فيه أنا وأنتم أمام المخلص بعد انتهاء هذه الحياة. نريد من كل قلوبنا ألا تنكمش بل بالأحرى أن ننظر إليه ونراه يبتسم ونسمعه يقول: ”حَسَناً فَعَلْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ: … اُدْخُلْ“.٥

يوضح الملك بنيامين كيف يمكننا الحصول على الأمل لسماع هذه الكلمات إذا وجدنا الطريق في هذه الحياة لتغيير طبيعتنا من خلال كفارة يسوع المسيح. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها البناء على أساس راسخ وبالتالي الوقوف بثبات خلال عواصف الإغراءات والتجارب المقبلة. يصف الملك بنيامين هذا التغيير في طبيعتنا باستعارة جميلة تلامس قلبي دائماً. لقد استخدمه الأنبياء لآلاف السنين وكذلك الرب نفسه. هذا هو: يجب أن نصبح كطفل، كطفل صغير.

بالنسبة للبعض لن يكون من السهل قبول ذلك. معظمنا يريدون أن يكونوا أقوياء. قد نرى ضعفًا في كوننا مثل الأطفال. يبحث معظم الآباء عن اليوم الذي يتصرف فيه أطفالهم بشكل أقل طفولية. لكن الملك بنيامين، الذي فهم كما يفهم أي إنسان ما يعنيه أن يكون رجل قوة وشجاعة، يوضح أن تكون مثل الطفل لا يعني أن تكون طفوليًا. أن تكون مثل المخلص الذي صلى إلى أبيه من أجل القوة ليتمكن من عمل إرادة أبيه والتكفير عن خطايا جميع أبناء أبيه ثم فعل ذلك. يجب تغيير طبيعتنا لنصبح مثل الأطفال لاكتساب القوة التي يجب أن نمتلكها للوقوف بثبات وسلام في أوقات الخطر.

هذا هو الوصف المؤثر للملك بنيامين لكيفية حدوث هذا التغيير”لأَنَّ ٱلإِنْسَانَ ٱلطَّبِيعِيَّ عَدُوٌّ للهِ وَكَانَ كَذٰلِكَ مُنْذُ سُقُوطِ آدَمَ وَسَيَكُونُ كَذٰلِكَ أَبَدَ ٱلدُّهُورِ مَا لَمْ يَتَنَازَلْ لإِغْرَاءَاتِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيَنْزِعْ عَنْهُ ٱلإِنْسَانَ ٱلطَّبِيعِيَّ وَيَصِرْ قِدِّيسًا بِكَفَّارَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَيُصْبِحْ كَطِفْلٍ خَاضِعًا مُتَوَاضِعًا صَبُورًا مَمْلُوءًا حُبًّا مُسْتَعِدًّا لِلْخُضُوعِ لِلأُمُورِ ٱلَّتِي يَرَى ٱللهُ أَنَّهَا مُنَاسِبَةٌ لإِصَابَتِهِ كَمَا يَخْضَعُ ٱلطِّفْلُ لأَبِيهِ“.٦

نحصل على هذا التغيير عندما نصنع العهود مع الله ونجددها. هذا يجلب قوة كفارة المسيح للسماح بحدوث التغيير في قلوبنا. يمكننا أن نشعر به في كل مرة نتناول فيها القربان، ونؤدي مراسيم الهيكل لأحد الأسلاف الراحلين، ونشهد كشهود للمخلص، أو نعتني كتلاميذ للمسيح بشخص محتاج.

في تلك التجارب، نصبح بمرور الوقت مثل الأطفال في قدرتنا على الحب والطاعة. والنتيجة هي أننا نقف على أساس ثابت. إيماننا بيسوع المسيح يقودنا إلى التوبة وحفظ وصاياه. نطيع ونكتسب القوة لمقاومة التجربة، وننال الرفقة الموعودة للروح القدس.

تتغير طبيعتنا لنصبح أطفالا صغارا، مطيعين لله وأكثر محبة. سيؤهلنا هذا التغيير للاستمتاع بالهبات التي تأتي من الروح القدس. إن رفقة الروح سوف تعزينا وتوجهنا وتقوينا.

لقد عرفت بعضًا مما قصده الملك بنيامين عندما قال أن بإمكاننا أن نصبح مثل الأطفال الصغار أمام الله. لقد تعلمت من خلال عدة تجارب أن الروح القدس يتحدث غالبًا بصوت هادئ، ويسمع بسهولة عندما يكون قلب المرء وديعًا وخاضعًا، مثل قلب الطفل. في الواقع، الصلاة الناجحة هي أن نقول ”أريد فقط ما تريد. فقط قل لي ما الذي تريده. وأنا سأنفذ“.

عندما تأتي العواصف في الحياة، يمكنكم أن تكونوا ثابتين لأنكم تقفون على صخرة إيمانكم بيسوع المسيح. سيقودكم هذا الإيمان إلى التوبة اليومية والحفاظ على العهد باستمرار . عندها سوف تتذكرونه دائماً. وخلال عواصف الكراهية والشر ستشعرون بالثبات والأمل.

أكثر من ذلك، ستجدون أنفسكم تمدون أيديكم لرفع الآخرين معكم إلى بر الأمان على الصخرة. يؤدي الإيمان بيسوع المسيح دائمًا إلى مزيد من الأمل وإلى مشاعر المحبة تجاه الآخرين، وهي المحبة الحقيقية للمسيح.

أقدم لكم شهادتي الجليلة أن الرب يسوع المسيح قد أعطاكم الدعوة ”تَعَالَوْا إِلَيَّ“.٧ إنه يدعوكم، بدافع الحب لكم وللذين تحبونهم، أن تأتوا إليه من أجل السلام في هذه الحياة والحياة الأبدية في العالم الآتي. إنه يعرف تمامًا العواصف التي ستواجهونها في اختباركم كجزء من خطة السعادة.

أناشدكم أن تقبلوا دعوة المخلص. اقبلوا مساعدته كطفل وديع ومحب. اقطعوا العهود التي يمنحها في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة واحفظوها. فهي ستقويكم. يعرف المخلص العواصف والأماكن الآمنة في الطريق المؤدي نحو المنزل السماوي حيث يتواجد هو وأبينا السماوي. إنه يعرف الطريق. إنه هو الطريق. أشهد بذلك، باسم يسوع المسيح المُقدس، آمين.