المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الأحد، 17 أبريل 2022

إتباع يسوع بمسالمة الآخرين


إتباع يسوع بمسالمة الآخرين

المسالمون ليسوا سلبيين. بل يستخدمون أساليب الإقناع كالمخلص.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، في الوقت الذي نعيش فيه أيامًا من الاضطراب والنزاع، ومعاناة عميقة للكثيرين، تمتلئ قلوبنا بامتنان كبير لمخلصنا والبركات الأبدية لإنجيل يسوع المسيح المستعاد. إننا نحبه ونثق به، ونصلي بأن نكون من أتباعه إلى الأبد.

تحديات وسائل التواصل الاجتماعي

يعد التأثير القوي للإنترنت نعمة وتحديًا فريدًا في عصرنا.

في عالم وسائل التواصل الاجتماعي وطرق المعلومات السريعة، يمكن مضاعفة صوت شخص واحد أضعافًا مضاعفة. هذا الصوت، سواء أكان حقّاً أم باطلاً، سواء كان عادلًا أو متحيزًا، سواء كان لطيفًا أو قاسيًا، ينتقل على الفور عبر العالم.

غالبًا لا يوجد تركيز كبير على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن التفكير العميق والخير، في حين أن كلمات الازدراء والغضب كثيرًا ما تكون مدوية في آذاننا، سواء بالفلسفة السياسية أو الأشخاص في الأخبار أو الآراء حول الوباء. لا يوجد شخص أو موضوع بما في ذلك المخلص وإنجيله المستعاد، في مأمن من هذه الظاهرة الاجتماعية للأصوات المستقطبة.

أن نصبح صانعي سلام

إن الموعظة على الجبل هي رسالة للبشرية ولكنها أُعطيت تحديدًا لتلاميذ المخلص الذين اختاروا أن يتبعوه.

علّمنا الرب كيف نعيش، آنذاك والآن، في عالم يطفح بالإزدراء. أعلن: ”طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، فَإِنَّهُمْ سَيُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ“.١

بتقلد درع إيماننا بيسوع المسيح فإننا نصبح صانعي سلام، بأن نخمد، بمعني تهدئة أو تبريد أو إطفاء، كل السهام النارية للخصم.٢

وبينما نقوم بدورنا، فإن وعده هو أننا سنُدعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“. كل شخص على الأرض هو من ”ذُرِّيَّة“٣ الله، ولكن أن نُدعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“ يعني أكثر من ذلك بكثير. عندما نأتي إلى يسوع المسيح ونقطع عهودًا معه، نصبح ”ذُرِّيَّتُهُ“ و”وُرَثَاءُ مَلَكُوتِ اللهِ“ ،٤و ”أَبْنَاء الْمَسِيحِ، أَوْلَادَهُ وَبَنَاتِهِ“.٥

كيف يهدئ صانع السلام السهام النارية ويبردها؟ بالتأكيد ليس بالتراجع في وجه الذين يستخفون بنا. بدلاً من ذلك نظل واثقين من عقيدتنا، ونشارك معتقداتنا باقتناع، لكن دائمًا بدون غضب أو حقد.٦

في الآونة الأخيرة، بعد رؤية مقال رأي شديد اللهجة ينتقد الكنيسة، رد القس أموس سي. براون، زعيم الحقوق المدنية الوطنية وراعي الكنيسة المعمدانية الثالثة في سان فرانسيسكو:

”أنا أحترم تجربة ومنظور الفرد الذي كتب هذه الكلمات. رغم أنني بالتأكيد لا أرى الموضوع بنفس الطريقة“.

”أعتبر أن معرفتي بهؤلاء القادة [للكنيسة]، بمن فيهم الرئيس رسل م. نلسن، من أعظم متع حياتي. هم، في تقديري، تجسيد لأفضل القادة في بلادنا“.

الرئيس نلسن مع القس براون

ثم أضاف: ”يمكننا أن نشكو من الطريقة التي كانت عليها الأمور في الماضي. يمكننا رفض الاعتراف بكل الخير الذي يحدث الآن. … لكن هذه الأساليب لن تعالج الانقسامات الوطنية. … كما علّمنا يسوع، لا نستأصل الشر بمزيد من الشر. نحن نحب بسخاء ونحيا برحمة، حتى تجاه الذين نعتقد أنهم أعداؤنا“.٧

إن القس براون صانع سلام. بهدوء واحترام برّدَ السهام النارية. المسالمون ليسوا سلبيين بل يستخدمون أساليب الإقناع التي استخدمها المخلص.٨

ما الذي يمنحنا القوة الذاتية لتبريد وتهدئة وإخماد السهام النارية الموجهة نحو الحقائق التي نحبها؟ تنبع القوة من إيماننا بيسوع المسيح وإيماننا بكلماته.

”وَطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَاضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ؛

“… إِنَّ مُكَافَأَتَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ عَظِيمَةٌ. فَإِنَّهُمْ هَكَذَا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ“٩

أهمية الإرادة الذاتية

هناك مبدآن مهمان يوجهان رغبتنا في أن نكون صانعي سلام.

أولاً، منح أبونا السماوي كل فرد الإرادة الذاتية الأخلاقية، مع القدرة على اختيار سبيله الخاص في الحياة.١٠ هذه الإرادة الذاتية هي واحدة من أعظم هبات الله.

ثانيًا، بهذه الإرادة الذاتية، سمح أبانا السماوي ”أَنْ يَكونَ هُناكَ نَقيضٌ في كُلِّ الْأُمورِ“.١١ إننا ”[نذوق] المر كي [نعرف] ثمن الحلو“١٢ يجب ألا تفاجئنا المعارضة. إننا نتعلم التمييز بين الخير والشر.

نحن نبتهج ببركة الإرادة الذاتية، مدركين أنه سيكون هناك الكثير ممن لا يؤمنون بما نؤمن به. في الواقع، قلة من الناس في الأيام الأخيرة سيختارون جعل إيمانهم بيسوع المسيح مركزًا لكل ما يفكرون به ويفعلونه.١٣

بسبب منصات الوسائط الاجتماعية، يمكن أن يبدو صوت غير المؤمنين كأنه عدد كبير من الأصوات السلبية،١٤ ولكن حتى لو كان هذا عددًا كبيرًا من الأصوات، فإننا نختار مسار صانعي السلام.

القادة الذين يُعيِّنهم الربّ

يرى البعض أن الرئاسة الأولى ورابطة الاثني عشر مدفوعين دوافع دنيوية كما هو حال القادة السياسيين والتجاريين والثقافيين.

ومع ذلك، فإننا نتعامل بشكل مختلف تمامًا مع مسؤولياتنا. لم يتم انتخابنا أو اختيارنا من خلال تقديم طلبات عمل. بدون أي إعداد مهني محدد، فإننا مدعوون ومرسومون لنقدم شهادة باسم يسوع المسيح في جميع أنحاء العالم حتى أنفاسنا الأخيرة. نسعى لنبارك المرضى والمستوحدين والمنكوبين والفقراء وتقوية ملكوت الله. نسعى لمعرفة إرادة الرب وإعلانها، خاصة لمن يسعون إلى الحياة الأبدية.١٥

على الرغم من أن رغبتنا المتواضعة هي أن يٌكرّم الجميع تعاليم المخلص، إلا أن كلمات الرب من خلال أنبيائه غالبًا ما تتعارض مع أفكار واتجاهات العالم. لقد كان الحال دائما هكذا.١٦

قال المخلص لرسله:

”إِنْ أَبْغَضَكُمُ الْعَالَمُ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي مِنْ قَبْلِكُمْ. …

”… سَيَفْعَلُونَ هَذَا كُلَّهُ … لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي“.١٧

رعاية الجميع

نحن نحب بصدق جميع جيراننا ونهتم بهم، سواء آمنوا أم لا. علمنا يسوع في مثل السامري الصالح أن الذين ينتمون إلى معتقدات مختلفة يجب أن يتواصلوا بصدق لمساعدة أي شخص محتاج، كونهم صانعي سلام، يسعون وراء القضايا الصالحة والنبيلة.

في شباط/فبراير، ذكرت مقالة في صحيفة أريزونا ريبابلك أن ”مشروع القانون المدعوم من الحزبين الديمقراطي والجمهوري والذي يدعمه قديسو الأيام الأخيرة من شأنه حماية المثليين والمتحولين جنسيًا في أريزونا“.١٨

إننا، كقديسي الأيام الأخيرة، ”يسعدنا أن نكون جزءًا من تحالف قادة رجال الدين والأعمال والأشخاص المثليين والمجتمع الذين عملوا معًا بروح من الثقة والاحترام المتبادل“.١٩

سأل الرئيس رسل م. نلسن ذات مرة: ”ألا يمكن أن توجد حدود بين الأفكار والآراء دون أن تصبح هذه الحدود خطوطًا للمعركة؟“٢٠

نسعى لنكون ”أَتْبَاع الْمَسِيحِ الْمُسَالِمينَ“.٢١

أوقات الصمت

كانت بعض الهجمات على المخلص خبيثة لدرجة أنه بقي صامتا. ”وَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَتَّهِمُونَهُ بِعُنْفٍ …[وَسَخِروا] مِنْهُ“، لكن يسوع ”لَمْ [يُجِبْهُم] عَنْ شَيْءٍ“٢٢ هناك أوقات عندما يكون المرء صانع سلام يعني أننا نقاوم الدافع للرد، وبدلاً من ذلك، نبقى هادئين بكرامة.٢٣

إنه لأمر مؤلم بالنسبة لنا جميعًا عندما يتم التحدث أو نشر كلمات قاسية عن المخلص وأتباعه وكنيسته أو رافضة لها من قبل الذين كانوا في الماضي حلفاءنا وتناولوا القربان معنا وشهدوا معنا أيضا لألوهية مهمة يسوع المسيح.٢٤

حدث هذا أيضًا أثناء خدمة المخلص.

قرر بعض تلاميذ يسوع الذين كانوا معه خلال أعظم معجزاته أن لا ”يَتْبَعُوه“.٢٥ للأسف، لن يظل الجميع راسخين في حبهم للمخلص وتصميمهم على حفظ وصاياه.٢٦

علمنا يسوع أن ننسحب من دوائر الغضب والخلاف. في أحد الأمثلة، بعد أن واجه الفريسيون يسوع وتشاوروا كيف يقتلونه، تروي النصوص المقدسة أن يسوع انسحب من بينهم ٢٧ وحدثت المعجزات عندما ”تَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً“.٢٨

مباركة حياة الآخرين

يمكننا أيضًا الابتعاد عن الخلاف ومباركة حياة الآخرين٢٩ مع عدم عزل أنفسنا في زاوية آرائنا.

في مبوجي مايي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتقد البعض الكنيسة في البداية، ولم يفهموا معتقداتنا أو لم يعرفوا أعضاءنا.

منذ بعض الوقت، حضرت أنا وكاثي اجتماع كنيسة مميز جدًا في مبوجي مايي. كان الأطفال يرتدون ملابس أنيقة بعيون مشرقة وابتسامات كبيرة. كنت آمل أن أتحدث إليهم عن تعليمهم لكنني علمت أن العديد منهم لا يذهبون إلى المدرسة. وجد قادتنا، بتمويل إنساني رمزي للغاية، طريقة للمساعدة.٣٠ يتم الآن الترحيب بأكثر من ٤٠٠ طالباً وطالبة، بالإضافة إلى الأعضاء لا ينتمون إلى ديانتنا، من قبل ١٦ معلمًا من أعضاء كنيسة يسوع المسيح.

كالانغا مويا

قالت كالانغا مويا البالغة من العمر ١٤ عامًا: ”[لدي القليل من المال] قضيت أربع سنوات دون الدراسة في المدرسة. … أنا ممتنة جدًا لما فعلته الكنيسة. ... يمكنني الآن القراءة والكتابة والتحدث بالفرنسية“.٣١ وفي حديثه عن هذه المبادرة، قال رئيس بلدية مبوجي مايي: ”لقد ألهمتني كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة بأنه في حين يتم تقسيم الكنائس [الأخرى] بحيث توضع كل واحدة في ركن … فإنكم [تعملون] مع [ الآخرين] لمساعدة المجتمعات المحتاجة“.٣٢

أحبوا بعضكم بعضاً

في كل مرة أقرأ فيها يوحنا الاصحاح ١٣، أتذكر القدوة المثالية للمخلص كصانع سلام. غسل يسوع أرجل الرسل بلطف. ثم نقرأ ”اضْطَرَبَتْ نَفْسُهُ“،٣٣ عندما فكر في أن شخصا أحبه كان يستعد لخيانته. لقد حاولت أن أتخيل أفكار ومشاعر المخلص عندما غادر يهوذا. ومن المثير للاهتمام، في تلك اللحظة الرصينة، أن يسوع لم يتحدث عن مشاعره ”[المضطربة]“ أو عن الخيانة. عوضا عن ذلك، تحدث إلى رسله عن المحبة، وترددت أصداء كلماته عبر القرون:

”وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ …

”بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً“.٣٤

أرجو أن نحبه ونحب بعضنا بعضاً. أرجو أن نكون صانعي سلام، حتى ندعى ”أَبْنَاءَ اللهِ“، أصلي باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. متى ٥: ٩.

  2. راجع أفسس ٦: ١٦؛ المبادئ والعهود ٣: ٨.

  3. أعمال الرسل ١٧: ٢٨.

  4. موصايا ١٥: ١١.

  5. موصايا ٥: ٧.

  6. قال الرئيس دالن هـ. أوكس: ”يجب أن يكون أتباع المسيح قدوة للطف. يجب أن نحب جميع الناس، وأن نكون مستمعين جيدين، ونبدي اهتمامًا بمعتقداتهم الصادقة. على الرغم من أننا قد نختلف، إلا أننا يجب ألا نكون بغيضين. يجب ألا تكون مواقفنا وتواصلنا بشأن الموضوعات المثيرة للجدل مثيرة للخلاف“ (“Loving Others and Living with Differences,” Liahona, Nov. 2014, 27).

  7. “Amos C. Brown: Follow the LDS Church’s Example to Heal Divisions and Move Forward,” Salt Lake Tribune, Jan. 20, 2022, sltrib.com.

  8. قال الشيخ ديل ج. رنلند: ”عندما يغمر حب المسيح حياتنا فإننا نتعامل مع الخلافات بالوداعة والصبر واللطف“ (”سلام المسيح يبطل العداوة“، لياحونا، تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢١، ٨٤).

  9. متّى ٥: ١١- ١٢.

  10. راجع ٢ نافي ١٠: ٢٣.

  11. ٢ نافي ٢‏:١١.

  12. موسى ٦: ٥٥.

  13. راجع ١ نافي ١٤: ١٢.

  14. تُظهر البيانات الحديثة أن ما يصل إلى ٣ من كل ٥ أشخاص يشاركون عنوانًا لقصة لم يقرؤوها حتى (راجع Caitlin Dewey, “6 in 10 of You Will Share This Link without Reading It, a New, Depressing Study Says,” Washington Post, June 16, 2015, washingtonpost.com; Maksym Gabielkov and others, “Social Clicks: What and Who Gets Read on Twitter?” [paper presented at the 2016 ACM Sigmetrics International Conference on Measurement and Modeling of Computer Science, June 14, 2016], dl.acm.org).

  15. لا تتفاجأ إذا كانت آراؤك الشخصية في بعض الأحيان غير متوافقة في البداية مع تعاليم نبي الرب. هذه لحظات للتعلم والتواضع التي تجعلنا نركع على ركبنا في الصلاة. نسير قدمًا في الإيمان، واثقين في الله، مدركين أننا بمرور الوقت سنحصل على مزيد من الوضوح الروحي من أبينا السماوي.

  16. راجع المبادئ والعهود ١: ١٤- ١٦.

  17. يوحنا ١٥: ١٨؛ التشديد مضاف

  18. “Bipartisan Bill Supported by Latter-day Saints Would Protect Gay and Transgender Arizonans,” Arizona Republic, Feb. 7, 2022, azcentral.com.

  19. Why the Church of Jesus Christ Supports a New Bipartisan Religious Freedom and Non-discrimination Bill in Arizona,” Feb. 7, 2022, newsroom.ChurchofJesusChrist.org.

  20. رسل م. نلسن، “Teach Us Tolerance and Love,” Ensign, أيار/مايو ١٩٩٤، ٦٩.

  21. موروني ٧: ٣. قال الرئيس غوردن ب. هنكلي: ”يجب ألا نكون متسامحين فقط، بل يجب أن ننمي في أنفسنا روح الامتنان الإيجابي نحو الذين لا يرون الأشياء من وجهة نظرنا. ليس علينا بأي حال من الأحوال أن نساوم على لاهوتنا، ومعتقداتنا، ومعرفتنا للحقيقة الأبدية كما أعلنها إله السماء. يمكننا أن نقدم شهادتنا الخاصة للحقيقة، بهدوء وبصدق، ونزاهة، ولكن ليس بطريقة تثير الإساءة للآخرين. … يجب أن نتعلم كيف نمنح التقدير والاحترام للآخرين الأمناء في معتقداتهم وممارساتهم مثلنا“ (“Out of Your Experience Here” [Brigham Young University devotional, Oct. 16, 1990], 6, speeches.byu.edu).

  22. راجع لوقا ٢٣: ٩- ١١.

  23. قال الشيخ ديتر ف. أوخدورف: ”كأتباع ليسوع المسيح فإننا نتبع قدوته. إننا لا نجعل الآخرين يشعرون بالخزي أو نهاجمهم. ونسعى إلى محبة الله وخدمة قريبنا. نسعى إلى حفظ وصايا الله بفرح والعيش وفق مبادئ الإنجيل“ (“Five Messages That All of God’s Children Need to Hear” [Brigham Young University Education Week devotional, Aug. 17, 2021], 5, speeches.byu.edu).

  24. قال الشيخ نيل أ. ماكسول: ”سيعيش أعضاء الكنيسة في حالة القمح والزوان هذه حتى الألفية. حتى أن بعض الزوان الحقيقي يتنكر في صورة قمح، بما في ذلك الأفراد القلائل المتحمسون الذين يحاضرون بقيتنا حول عقائد الكنيسة التي لم يعودوا يؤمنون بها. ينتقدون استخدام موارد الكنيسة التي لم يعودوا يساهمون فيها. إنهم يسعون باستخفاف لإرشاد الإخوة الذين لم يعودوا يدعمونهم. يحبون المواجهة، باستثناء مواجهة أنفسهم، وبالطبع، يغادرون الكنيسة، لكن لا يمكنهم ترك الكنيسة وشأنها“ (“Becometh As a Child,” Ensign, May 1996, 68).

  25. يوحنا ٦: ٦٦.

  26. ”لَذَّاتِ الْخَطِيئَةِ [لا تدوم]“ (راجع العبرانيين ١١: ٢٤- ٢٦).

  27. راجع متّى ١٢: ١- ١٥.

  28. متى ١٢: ١٥.

  29. راجع ٣ نافي ١١: ٢٩- ٣٠.

  30. بمساعدة مؤسسة دون بوسكو، تلقى البرنامج المدرسي خبرة قيمة في التدريس والمواد الدراسية.

  31. قالت موليكا، من الأهل: ”أحب هذا البرنامج لأنه أتاح لابنتي … الفرصة كي… تتعلم القراءة والكتابة ويكون لديها الأمل في مستقبل أفضل. لم أكن لأتمكن من إرسالها إلى المدرسة لأنني أبيع دقيق الذرة في السوق وأكسب … ما يكفي فقط للطعام. شكري العظيم للكنيسة على ذلك“. وقالت الأخت مونيك وهي معلمة: "جاء هذا البرنامج بمثابة بركة عظيمة لهؤلاء الأطفال. في صفي … معظمهم أيتام. إنهم يحبونها ، ويحضرون بانتظام الفصول الدراسية ويقومون بواجباتهم“. (التعليقات والصور مقدمة من الشيخ جوزف و. سيتاتي ٢٤ شباط/ فبراير ٢٠٢٢).

  32. العمدة لويس دور نتومبا تشيابوتا، ملاحظات في اجتماع عام بشأن مشروع مبوجي مايي لمحو الأمية الذي أطلقته كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ، ١٠ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠٢١.

  33. يوحنا ١٣: ٢١.

  34. يوحنا ١٣‏:٣٤– ٣٥.

ثابتون في وجه العواصف

 

ثابتون في وجه العواصف

عندما تأتي العواصف في الحياة، يمكنكم أن تكونوا ثابتين لأنكم تقفون على صخرة إيمانكم بيسوع المسيح.

إخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد تباركنا اليوم بسماع خدام الله الملهمين يقدمون المشورة والتشجيع. نعلم جميعاً، أينما كنا، أننا نعيش في أوقات يتزايد فيها الخطر. صلاتي أن يساعدكم الخطاب على الوقوف بثبات في العواصف التي نواجهها، بقلب مليء بالسلام.١

المكان الذي يجب أن نبدأ منه هو أن نتذكر أننا جميعاً أبناء لله المحبوبون وأن لديه خدام ملهمون. لقد تنبأ خدام الله هؤلاء عن الأزمنة التي نعيشها. كتب الرسول بولس إلى تيموثاوس: ”وَاعْلَمْ هَذَا الأَمْرَ: أن أَزْمِنَةً صَعْبَةً سَتَعُمُّ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ“.٢

ومن له عين ليرى علامات الأزمنة وأُذن ليسمع كلام الأنبياء يعلم أن هذا صحيح. تأتينا أعظم المخاطر من قوى الشر. وهذه القوى آخذة في الازدياد. ولذا سيصبح من الأصعب، وليس من الأسهل، احترام العهود التي يجب أن نقطعها ونحافظ عليها لنعيش وفقا لإنجيل يسوع المسيح.

بالنسبة للذين بيننا ويقلقون على أنفسنا وعلى من نحبهم، هناك أمل في الوعد الذي قطعه الله بوجود مكان آمن في العواصف القادمة.

هذه صورة بالكلمات عن ذلك المكان. لقد تم وصفه كثيراً من قبل الأنبياء الأحياء. على سبيل المثال، كما هو مسجل في كتاب مورمون، أخبر أب ملهم ومحب لإبنيه كيف يمكنهما تقوية أنفسهما للوقوف بثبات في العواصف التي تنتظرهما. ”وَٱلْآنَ يَا وَلَدَيَّ، تَذَكَّرَا، تَذَكَّرَا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكُمَا أَنْ تَبْنِيَا أَسَاسَكُمَا عَلَى صَخْرَةِ ٱلْفَادِي ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ، ٱبْنُ ٱللهِ؛ وَأَنَّهُ عِنْدَمَا يُحَرِّكُ إِبْلِيسُ عَوَاصِفَهُ ٱلْعَاتِيَةَ، نَعَمْ، وَيُصَوِّبُ سِهَامَهُ فِي ٱلزَّوْبَعَةِ، نَعَمْ، وَعِنْدَمَا يَقْصِفُ بِكُمَا بَرَدُهُ وَأَنْوَاؤُهُ ٱلْعَاتِيةُ، كُلُّ هٰذَا لَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْكُمَا وَلَنْ يَجُرَّكُمَا إِلَى حَضِيضِ ٱلشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ ٱلْأَبَدِيِّ بِسَبَبِ ٱلصَّخْرَةِ ٱلَّتِي تَأَسَّسْتُمَا عَلَيْهَا، وَالَّتِي هِيَ ٱلْأَسَاسُ ٱلْوَطِيدُ، … ٱلَّذِي إِذَا بُنِيَ عَلَيْهِ ٱلإِنْسَانُ فَلَنْ يَسْقُطَ أَبَدًا“.٣

إن ٱلشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ ٱلْأَبَدِيِّ اللذين تحدث عنهما هما الآثار الرهيبة للخطايا إذا لم نتب عنها بالكامل. العواصف المتزايدة هي إغراءات الشيطان وهجماته المتزايدة. لم يكن أبدًا أكثر أهمية مما هو عليه الآن لفهم كيفية البناء على هذا الأساس الثابت. بالنسبة لي، لا يوجد مكان أفضل من الموعظة الأخيرة للملك بنيامين للبحث فيه، وهي مسجلة أيضًا في كتاب مورمون.

تنطبق كلمات الملك بنيامين النبوية علينا في أيامنا هذه. لقد عرف من تجربته الخاصة أهوال الحرب. لقد دافع عن شعبه في المعارك معتمداً على قوة الله. لقد رأى بوضوح قوى الشيطان الرهيبة في إغواء أولاد الله ومحاولة التغلب عليهم وتثبيط عزيمتهم.

لقد دعا شعبه ودعانا للبناء على صخرة الأمان الوحيدة المؤكدة، وهي المخلص. وأوضح أننا أحرار في الاختيار بين الصواب والخطأ وأنه لا يمكننا تجنب عواقب اختياراتنا. تحدث بشكل مباشر وحاد لأنه يعرف ما سيأتي من حزن على من قد لا يسمعه ويصغي إلى تحذيراته.

إليكم كيف وصف العواقب التي ستتبع اختيارنا إما أن نتبع توجيه الروح أو أن نتبع الرسائل الشريرة التي تأتي من الشيطان، والذي يهدف إلى إغوائنا وتدميرنا:

”لأَنَّ هُنَاكَ إِنْذَارًا مُعْلَنًا لِمَنْ يَخْتَارُ أَنْ يُطِيعَ ذٰلِكَ ٱلرُّوحَ [الشرير]؛ لأَنَّهُ إِذَا ٱخْتَارَ أَنْ يُطِيعَهُ وَإِذَا بَقِيَ وَمَاتَ بِخَطَايَاهُ فَهُوَ يَجْرَعُ ٱلْهَلاكَ لِنَفْسِهِ؛ وَتَكُونُ أُجْرَتُهُ عِقَابًا أَبَدِيًّا، لأَنَّهُ ٱخْتَرَقَ قَانُونَ ٱللهِ مُضَادًّا لِمَعْرِفَتِهِ. …

”فَإِنْ لَمْ يَتُبْ هٰذَا ٱلإِنْسَانُ وَبَقِيَ وَمَاتَ عَدُوًّا للهِ فَإِنَّ مَطَالِبَ ٱلْعَدْلِ ٱلإِلٰهِيِّ تُوقِظُ رُوحَهُ ٱلْأَبَدِيَّ إِلَى شُعُورٍ حَيٍّ بِذَنْبِهِ، ذٰلِكَ ٱلشُّعُورُ ٱلَّذِي يَجْعَلُهُ يَنْكَمِشُ مِنْ حَضْرَةِ ٱلرَّبِّ، فَيَمْلأُ صَدْرَهُ بِالذَّنْبِ وَٱلْأَلَمِ وَاللَّوْعَةِ ٱلَّتِي هِيَ أَشْبَهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأُ يَتَصَاعَدُ لَهِيبُهَا إِلَى أَبَدِ ٱلْآبَدِينَ“.

استمر الملك بنيامين بالقول: ”فَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ وَالشُّبَّانُ وَٱلْأَطْفَالُ ٱلصِّغَارُ ٱلَّذِينَ يَفْهَمُونَ كَلِمَاتِي إِذْ كَلَّمْتُكُمْ بِصَرَاحَةٍ لِكَيْ تَفْهَمُوا، إِنِّي أَدْعُو أَنْ تُدْرِكُوا ٱلْحَالَةَ ٱلْمُرِيعَةَ لِلَّذِينَ سَقَطُوا فِي ٱرْتِكَابِ ٱلْمَعْصِيَةِ“.٤

بالنسبة لي، فإن قوة هذا التحذير الداعي للتوبة يشكل في ذهني صورة للوقت المؤكد الذي سنقف فيه أنا وأنتم أمام المخلص بعد انتهاء هذه الحياة. نريد من كل قلوبنا ألا تنكمش بل بالأحرى أن ننظر إليه ونراه يبتسم ونسمعه يقول: ”حَسَناً فَعَلْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ: … اُدْخُلْ“.٥

يوضح الملك بنيامين كيف يمكننا الحصول على الأمل لسماع هذه الكلمات إذا وجدنا الطريق في هذه الحياة لتغيير طبيعتنا من خلال كفارة يسوع المسيح. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها البناء على أساس راسخ وبالتالي الوقوف بثبات خلال عواصف الإغراءات والتجارب المقبلة. يصف الملك بنيامين هذا التغيير في طبيعتنا باستعارة جميلة تلامس قلبي دائماً. لقد استخدمه الأنبياء لآلاف السنين وكذلك الرب نفسه. هذا هو: يجب أن نصبح كطفل، كطفل صغير.

بالنسبة للبعض لن يكون من السهل قبول ذلك. معظمنا يريدون أن يكونوا أقوياء. قد نرى ضعفًا في كوننا مثل الأطفال. يبحث معظم الآباء عن اليوم الذي يتصرف فيه أطفالهم بشكل أقل طفولية. لكن الملك بنيامين، الذي فهم كما يفهم أي إنسان ما يعنيه أن يكون رجل قوة وشجاعة، يوضح أن تكون مثل الطفل لا يعني أن تكون طفوليًا. أن تكون مثل المخلص الذي صلى إلى أبيه من أجل القوة ليتمكن من عمل إرادة أبيه والتكفير عن خطايا جميع أبناء أبيه ثم فعل ذلك. يجب تغيير طبيعتنا لنصبح مثل الأطفال لاكتساب القوة التي يجب أن نمتلكها للوقوف بثبات وسلام في أوقات الخطر.

هذا هو الوصف المؤثر للملك بنيامين لكيفية حدوث هذا التغيير”لأَنَّ ٱلإِنْسَانَ ٱلطَّبِيعِيَّ عَدُوٌّ للهِ وَكَانَ كَذٰلِكَ مُنْذُ سُقُوطِ آدَمَ وَسَيَكُونُ كَذٰلِكَ أَبَدَ ٱلدُّهُورِ مَا لَمْ يَتَنَازَلْ لإِغْرَاءَاتِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيَنْزِعْ عَنْهُ ٱلإِنْسَانَ ٱلطَّبِيعِيَّ وَيَصِرْ قِدِّيسًا بِكَفَّارَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَيُصْبِحْ كَطِفْلٍ خَاضِعًا مُتَوَاضِعًا صَبُورًا مَمْلُوءًا حُبًّا مُسْتَعِدًّا لِلْخُضُوعِ لِلأُمُورِ ٱلَّتِي يَرَى ٱللهُ أَنَّهَا مُنَاسِبَةٌ لإِصَابَتِهِ كَمَا يَخْضَعُ ٱلطِّفْلُ لأَبِيهِ“.٦

نحصل على هذا التغيير عندما نصنع العهود مع الله ونجددها. هذا يجلب قوة كفارة المسيح للسماح بحدوث التغيير في قلوبنا. يمكننا أن نشعر به في كل مرة نتناول فيها القربان، ونؤدي مراسيم الهيكل لأحد الأسلاف الراحلين، ونشهد كشهود للمخلص، أو نعتني كتلاميذ للمسيح بشخص محتاج.

في تلك التجارب، نصبح بمرور الوقت مثل الأطفال في قدرتنا على الحب والطاعة. والنتيجة هي أننا نقف على أساس ثابت. إيماننا بيسوع المسيح يقودنا إلى التوبة وحفظ وصاياه. نطيع ونكتسب القوة لمقاومة التجربة، وننال الرفقة الموعودة للروح القدس.

تتغير طبيعتنا لنصبح أطفالا صغارا، مطيعين لله وأكثر محبة. سيؤهلنا هذا التغيير للاستمتاع بالهبات التي تأتي من الروح القدس. إن رفقة الروح سوف تعزينا وتوجهنا وتقوينا.

لقد عرفت بعضًا مما قصده الملك بنيامين عندما قال أن بإمكاننا أن نصبح مثل الأطفال الصغار أمام الله. لقد تعلمت من خلال عدة تجارب أن الروح القدس يتحدث غالبًا بصوت هادئ، ويسمع بسهولة عندما يكون قلب المرء وديعًا وخاضعًا، مثل قلب الطفل. في الواقع، الصلاة الناجحة هي أن نقول ”أريد فقط ما تريد. فقط قل لي ما الذي تريده. وأنا سأنفذ“.

عندما تأتي العواصف في الحياة، يمكنكم أن تكونوا ثابتين لأنكم تقفون على صخرة إيمانكم بيسوع المسيح. سيقودكم هذا الإيمان إلى التوبة اليومية والحفاظ على العهد باستمرار . عندها سوف تتذكرونه دائماً. وخلال عواصف الكراهية والشر ستشعرون بالثبات والأمل.

أكثر من ذلك، ستجدون أنفسكم تمدون أيديكم لرفع الآخرين معكم إلى بر الأمان على الصخرة. يؤدي الإيمان بيسوع المسيح دائمًا إلى مزيد من الأمل وإلى مشاعر المحبة تجاه الآخرين، وهي المحبة الحقيقية للمسيح.

أقدم لكم شهادتي الجليلة أن الرب يسوع المسيح قد أعطاكم الدعوة ”تَعَالَوْا إِلَيَّ“.٧ إنه يدعوكم، بدافع الحب لكم وللذين تحبونهم، أن تأتوا إليه من أجل السلام في هذه الحياة والحياة الأبدية في العالم الآتي. إنه يعرف تمامًا العواصف التي ستواجهونها في اختباركم كجزء من خطة السعادة.

أناشدكم أن تقبلوا دعوة المخلص. اقبلوا مساعدته كطفل وديع ومحب. اقطعوا العهود التي يمنحها في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة واحفظوها. فهي ستقويكم. يعرف المخلص العواصف والأماكن الآمنة في الطريق المؤدي نحو المنزل السماوي حيث يتواجد هو وأبينا السماوي. إنه يعرف الطريق. إنه هو الطريق. أشهد بذلك، باسم يسوع المسيح المُقدس، آمين.

الجمعة، 15 أبريل 2022

دروس عند البئر

 

دروس عند البئر

يمكننا أن نلجأ إلى المخلص للحصول على القوة والشفاء اللذين سيمكناننا من القيام بكل ما أرسلنا للقيام به هنا.

يا لبهجة اللقاء مع كلٍّ منكن في هذه الجلسة النسائية من المؤتمر العام!

نشأت في غرب نيويورك وكنت أذهب إلى فرعٍ صغيرٍ للكنيسة على بعد حوالي ٢٠ ميلاً (٣٢ كم) من منزلنا. عندما جلست في فصل مدرسة الأحد في قبو الكنيسة القديمة المستأجرة مع صديقتي باتي جو، لم أتخيل أبدًا أن أكون جزءًا من أختية عالمية تشمل ملايين النساء.

قبل خمس سنوات أصيب زوجي، بروس، بمرض خطير عندما كنا نخدم مع القديسين المكرسين في منطقة أوروبا الشرقية. عدنا إلى المنزل وتوفي بعد بضعة أسابيع فقط. تغيرت حياتي بين عشية وضحاها. كنت حزينة وشعرت بالوهن والضعف. تضرعت إلى الرب كي يوجه طريقي. سألته: ”ماذا تريدني أن أفعل؟“

بعد بضعة أسابيع، كنت أتصفح بريدي عندما لفتت انتباهي صورة صغيرة في دليل تبضع. عندما نظرت عن كثب، أدركت أنها كانت لوحة للمرأة السامرية مع يسوع عند البئر. في تلك اللحظة تحدث الروح معي بوضوح: ”هذا هو ما يفترض بك أن تفعليه“. كان الآب السماوي المحب يدعوني للمجيء إلى المخلص والتعلم.

أود أن أشارككن ثلاثة دروس أتعلمها خلال مواصلتي في الشرب من بئر ”[المَاء الحَيّ]“.١

أولاً: ظروف ماضينا وحاضرنا لا تحدد مستقبلنا

أيتها الأخوات، أعلم أن العديد منكن يشعرن كما شعرت، غير متأكدات من كيفية مواجهة التحديات الصعبة والخسارة، الخسارة لأن حياتكن لا تبدو بالطريقة التي كنتن تأملنها، وتصلين من أجلها، وتخططن لها.

مهما كانت ظروفنا، فإنّ حياتنا مقدسة وذات معنى وهدف. كل منا هي ابنة لله حبيبة، ولدت بنفوس إلهية.

مخلصنا، يسوع المسيح، من خلال أضحيته الكفارية، جعل من الممكن تطهيرنا وشفائنا، جاعلاً بالإمكان تحقيق هدفنا على الأرض بغض النظر عن قرارات أفراد الأسرة، أو حالتنا الزوجية، أو صحتنا الجسدية أو العقلية، أو أي موقف آخر.

فكرن في المرأة عند البئر. كيف كانت حياتها؟ أدرك يسوع أنه كان لديها خمسة أزواج وأنها غير متزوجة حاليًا من الرجل الذي كانت تعيش معه. ومع ذلك، على الرغم من صعوبات حياتها، كانت أحد أول الإعلانات العامة للمخلص بأنه المسيح كان لها. قال: ”إِنِّي أَنَا هُوَ؛ هَذَا الَّذِي يُكَلِّمُكِ“.٢

أصبحت شاهدةً قويةً، معلنة لمن في مدينتها أن يسوع هو المسيح. ”فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ أَهْلِ تِلْكَ الْبَلْدَةِ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ“. ٣

ظروفها الماضية والحالية لم تحدد مستقبلها. مثلها، يمكننا أن نختار أن نلجأ إلى المخلص اليوم للحصول على القوة والشفاء اللذين سيمكناننا من تحقيق كل ما أرسلنا إلى هنا للقيام به.

ثانياً: السلطة موجودة فينا

في آية مألوفة في كتاب المبادئ والعهود، يشجع الرب النساء والرجال على ”أن [ينشغلوا] بعمل مفيد، وأن [يقوموا] بأعمال كثيرة [بارادتهم] وأن [يحدثوا] كثيرا من البر لأن السلطة فيهم“.٤

أيتها الأخوات، القوة فينا لتحقيق الكثير من البر!

شهد الرئيس نلسن، ”كل امرأة وكل رجل يعقد عهوداً مع الله ويحفظ تلك العهود ويشارك باستحقاق في مراسيم الكهنوت له طريقة وصول مباشرة لقوة الله“٥.

لقد توصلت إلى المعرفة بأننا عندما نسعى جاهدين لتكريم العهود المقدسة التي أقمناها في المعمودية وفي الهياكل المقدسة، فإن الرب سيباركنا ”بقوته المعززة الشافية“ و ”رؤى روحية ونهضة لم تكن [عندنا] من قبل“.٦

ثالثاً: ”مِمّا هو صغير ينتِجُ ما هو عظيم“٧

في الموعظة على الجبل، علّم يسوع تلاميذه: ”أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ“٨ و”أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ“.٩ فيما بعد قارن نمو الملكوت السماوي بخميرة ”أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَأَخْفَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ مَقَادِيرَ مِنَ الدَّقِيقِ، حَتَّى اخْتَمَرَ الْعَجِينُ كُلُّهُ“.١٠

  • الملح

  • الخميرة

  • النور

حتى بكميات صغيرة جدًا، يؤثر كل منها على كل شيء من حوله. يدعونا المخلص إلى استخدام قوته كي نكون ملجاً، وخميرةً، ونوراً

الملح

إنه لأمر مدهش مدى الاختلاف الذي يحدثه رش الملح في نكهة ما نأكله. ومع ذلك، يعد الملح أحد أقل المكونات تكلفة وأبسطها.

نقرأ في سفر الملوك الثاني عن ”فَتَاةً صَغِيرَةً“،١١ أسرها الأراميّون وأصبحت خادمة لزوجة نعمان، قَائِدُ جيشِ أَرامَ. كانت كالملح؛ كانت شابة، ليس لها أهمية دنيوية، ومن الواضح أن حياتها كخادمة في بلد أجنبي لم تكن ما كانت تأمل فيه.

لكنها تحدثت بجملتين بقوة الله، وشهدت لزوجة نعمان: ”يَا لَيْتَ سَيِّدِي يَمْثُلُ أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَيَنَالَ الشِّفَاءَ مِنْ بَرَصِهِ“.١٢

نُقلت كلمات إيمانها إلى نعمان، والذي تصرف وفقًا لكلماتها، مما سمح له بالشفاء جسديًا وروحيًا.

غالبًا ما نركز على الخدم الذين أقنعوا نعمان بالاستحمام في نهر الأردن، كما أمر النبي أليشع، لكن نعمان لم يكن حتى عند باب أليشع لولا ”[الفَتَاة الصَغِيرَة]“.

قد تكونين شابةً أو تشعرين بعدم الأهمية، ولكن يمكنك أن تكوني مثل الملح في عائلتك وفي مجتمعك.

الخميرة

هل سبق أن أكلتن خبزًا بدون خميرة؟ وكيف تصفنه؟ كثيف؟ ثقيل؟ قاسٍ؟ مع كمية صغيرة فقط من الخميرة، يرتفع الخبز وينتفخ ليصبح أخف وزنًا وأكثر طراوة.

عندما ندعو قوة الله إلى حياتنا، يمكننا استبدال ”الرُّوحِ الْيَائِسَةِ“١٥ بوجهات نظر ملهمة ترفع من شأن الآخرين وتفسح المجال للقلوب لتشفى.

مؤخراً استلقت صديقة لي على سريرها صباح يوم عيد الميلاد، وقد طغى عليها الحزن. توسل لها أطفالها أن تنهض. ومع ذلك، كانت مليئة بآلام طلاقها الذي كان وشيكا. مستلقية على السرير وهي تبكي، سكبت روحها في الصلاة لأبيها السماوي، لتخبره عن يأسها.

وعندما اختتمت صلاتها، همس لها الروح أن الله يعرف آلامها. كانت مشبعة بعطفه عليها. ثبتت هذه التجربة المقدسة عواطفها وأعطتها الأمل في أنها لم تكن وحيدة في حزنها. خرجت وصنعت رجل ثلج مع أطفالها، واستبدلت ثقل الصباح بالضحك والفرح.

النور

ما مقدار الضوء اللازم لاختراق الظلام في الغرفة؟ شعاع صغير واحد. ويمكن أن ينبثق شعاع النور هذا في مكان مظلم من قوة الله التي فيكن.

على الرغم من أنكن قد تشعرن بالوحدة مع احتدام عواصف الحياة، يمكنكن أن تسلطن النور في ظلام سوء الفهم والارتباك وعدم الإيمان. يمكن أن يكون نور إيمانكن بالمسيح راسخاً وثابتًا، ويقود من حولكن إلى الأمان والسلام.

أيتها الأخوات، يمكن أن تتغير القلوب ونبارك الحياة عندما نقدم رشة ملح وملعقة خميرة وشعاع من نور.

أشهد أن المخلّص هو الملح في حياتنا، ويدعونا لتذوق فرحه ومحبته.١٤ إنه هو الخميرة عندما تكون حياتنا صعبة، إنه يجلب لنا الأمل١٥ ويحمل أعباءنا ١٦ من خلال قوته التي لا مثيل لها والمحبة المُخلِّصة١٧. إنه هو نورنا، ١٨ الذي ينير دربنا للعودة إلى المنزل.

أصلي لكي نتمكن من القدوم إلى المخلص، مثل المرأة عند البئر، وشرب مائه الحي. يمكننا أن نعلن بعد ذلك مع أهل السامرة: ”الآنَ … نُؤْمِنُ لأَنَّنَا سَمِعْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا، وَعَرَفْنَا أَنَّهُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ حَقّاً“.١٩ باسم يسوع المسيح، آمين.

العهود مع الله تقوينا وتحمينا وتهيئنا للمجد الأبدي

العهود مع الله تقوينا وتحمينا وتهيئنا للمجد الأبدي

عندما نختار أن نصنع العهود ونحفظها، فإننا سنتبارك بمزيد من السعادة في هذه الحياة وحياة أبدية مجيدة قادمة.

أيتها الأخوات، يا لها من فرحة أن نلتقي كمنظمة أختية عالمية! بصفتنا نساء يصنعن العهود مع الله ويحافظن عليها، نتشارك الروابط الروحية التي تساعدنا على مواجهة تحديات يومنا وتحضرّنا للمجيء الثاني ليسوع المسيح. ويسمح لنا الحفاظ على تلك العهود بأن نكون نساء ذوات تأثير يمكن أن يجتذب الآخرين إلى المخلص.

الذين اعتمدوا، تعاهدوا في ذلك اليوم الذي لا يُنسى أبدًا أن يحملوا اسم يسوع المسيح، وأن يتذكروه دائمًا ويحفظوا وصاياه ويخدموه حتى النهاية. عندما نفعل هذه الأشياء، فإن الآب السماوي يعد بمغفرة خطايانا ومنحنا رفقة الروح القدس. هذه البركات تضعنا على بداية الطريق الذي، إذا مضينا قدمًا فيه وصبرنا حتى النهاية، سيمكننا من العيش معه ومع ابنه، في الملكوت السماوي. كل من اعتمد موعود بهذه الامتيازات إن حفظ العهد الذي قام به في ذلك اليوم المميز.

الذين يقطعون عهودًا أعلى في الهيكل يتلقون وعودًا قوية مشروطة بالأمانة الشخصية. إننا نعد رسميًا بطاعة وصايا الله، وعيش إنجيل يسوع المسيح، وأن نكون طاهرين أخلاقياً، ونكرس وقتنا ومواهبنا للرّب. في المقابل، يعد الله ببركات في هذه الحياة وفرصة للعودة إليه.١ خلال ذلك يتم منحنا أو وهبنا القدرة على التمييز بين الحق والباطل، بين الصواب والخطأ، وسط الأصوات المربكة والسلبية التي تعصف بنا. يا لها من هبة عظيمة!

استعدادًا لرحلتي الأولى إلى الهيكل، ساعدتني والدتي والأخوات في جمعية الإعانة ذوات الخبرة في اختيار الأشياء التي سأحتاجها، بما في ذلك ملابس احتفالية جميلة. لكن أهم الاستعدادات حصل حتى قبل معرفة ما سأرتديه. بعد إجراء مقابلة معي لتحديد ما إذا كنت مستحقًةً، شرح أسقفي العهود التي سأقوم بها. لقد منحني تفسيره الدقيق الفرصة للتفكير والاستعداد لقطع تلك العهود.

عندما جاء ذلك اليوم، شاركت بشعور من الامتنان والسلام. على الرغم من أنني لم أفهم المغزى الكامل للعهود التي قطعتها في ذلك اليوم، إلا أنني كنت أعلم أنني ملتزمة بالله من خلال تلك العهود ووُعِدتُ ببركات ، يصعب عليّ فهمها، إذا حافظت على العهود. منذ تلك التجربة الأولى، كنت متأكدة باستمرار أن حفظ العهود التي نقطعها مع الله يسمح لنا بالاستفادة من قوة المخلص، التي تقوينا في تجاربنا التي لا يمكن تفاديها، وتوفر الحماية من تأثير الخصم، وتهيئنا من أجل مجدٍ أبدي.

يمكن أن تتراوح تجارب الحياة ما بين مضحكة إلى مؤلمة للقلب، ومن قاتمة إلى مجيدة. تساعدنا كل تجربة على فهم المزيد عن محبة أبينا الشاملة وقدرتنا على التغيير من خلال نعمة المخلص. إن حفظ عهودنا يسمح لقوة المخلص بتطهيرنا كما أننا نتعلم من خلال التجربة، سواء كان ذلك سوء تقدير بسيط أو فشل كبير. مخلصنا موجود ليمسك بنا عندما نسقط إذا لجأنا إليه.

الهبوط على منحدر

هل سبق لك أن وقفتم على منحدر مرتفع وأصابع قدميكم على حافتها وظهركم يواجه الهاوية بالأسفل؟ في تسلق المنحدرات، على الرغم من الاتصال الآمن بنظام من الحبال القوية والمعدات التي يمكن أن توصلكم إلى بر الأمان، فإن الوقوف هناك على الحافة لا يزال تجربة مخيفة. يتطلب التراجع عن الجرف والتأرجح في الهواء الرقيق الثقة في مرساة مثبتة بجسم ثابت. يتطلب الأمر الثقة في الشخص الذي سيضغط على الحبل أثناء نزولك. وعلى الرغم من أن المعدات توفر بعض القدرة على التحكم في نزولك، يجب أن تثق في أن شريكك لن يسمح لك بالسقوط.

مراسي التسلق شابة تهبط على منحدر

أتذكر جيدًا ممارسة رياضة تسلق المنحدرات مع مجموعة من الشابات. كنت أول من تسلق في المجموعة. عندما ابتعدت للخلف عن الجرف، بدأت في السقوط دون سيطرة. لحسن الحظ، أن الحبل علق وتوقف هبوطي السريع. بينما كنت أتدلى في منتصف الطريق أسفل سطح الصخرة المسننة، صليت بحرارة من أجل أي شخص أو أي شيء كان يمكنه منعي من السقوط على الصخور.

في وقت لاحق، علمت أن مسمار التثبيت لم يكن قد ثُبِّت بشكل آمن، وعندما ابتعدت عن الحافة، استلقى الشخص الذي يثبتني على ظهره وسحبني نحو حافة الجرف. بطريقة ما، ثبت قدميه على بعض الصخور. مستقراً في هذا الوضع، كان قادرًا على إنزالي، مستخدماً يداً فوق الأخرى وهو يمسك بالحبل. على الرغم من أنني لم أتمكن من رؤيته، إلا أنني كنت أعلم أنه كان يعمل بكل قوته لإنقاذي. كان هناك صديق آخر في أسفل الجرف، مستعدًا للإمساك بي إذا انقطع الحبل. عندما أصبحت في متناول اليد، أمسك بحزامي وأنزلني على الأرض.

مع يسوع المسيح باعتباره المرساة والشريك المثالي لنا، فإننا واثقون من قوته المحبة في التجارب والخلاص من خلاله في نهاية المطاف. كما علّم الرئيس م. رسل بالرد: ”الإيمان بالله وابنه، الرب يسوع المسيح ، هو … المرساة التي يجب أن تكون في حياتنا لتثبيتنا في أوقات الاضطرابات الاجتماعية والشر. … يجب أن يكون محور إيماننا … يسوع المسيح، وحياته وكفارته، واستعادة إنجيله“.٢

إن المعدات الروحية التي تمنعنا من الانكسار على صخور الشدائد هي شهادتنا عن يسوع المسيح والعهود التي نقطعها. يمكننا الاعتماد على هذه الدعامات لتوجيهنا وحملنا إلى بر الأمان. بصفته شريكنا المستعد، فإن المخلص لن يسمح لنا بأن نسقط بعيدًا عن متناول يده. حتى في أوقات ألمنا وحزننا، فهو موجود ليسمو بنا ويشجعنا. تساعدنا قوته على التعافي من تأثير خيارات الآخرين التي تكون مدمرة في كثير من الأحيان. ومع ذلك، يجب على كل منا ارتداء الحزام والتأكد من ربط العقد بإحكام. يجب أن نختار أن يكون المخلص مرساتنا، وأن نلتزم به بموجب عهودنا.٣

كيف نقوي هذه المرساة؟ بالصلاة بقلب متواضع، ودراسة النصوص المقدسة وتأملها، وتناول القربان بروح التوبة والخشوع، والسعي جاهدين لحفظ الوصايا، واتباع مشورة النبي. وبينما نؤدي مهامنا اليومية ”بطريقة أسمى وأقدس“٤، نصبح أكثر ارتباطًا بالمخلص وفي نفس الوقت نساعد الآخرين كي يقبلوا إليه.

كيف تبدو هذه الطريقة ”الأسمى والأقدس“؟ نحاول أن نعيش وفقاً للإنجيل في كل تعاملاتنا. نهتم بالمحتاجين من خلال الخدمة الحقيقية والتعبير عن الحب من خلال أعمال الخدمة البسيطة. نشارك بشرى الإنجيل مع الذين يحتاجون إلى السلام والقوة و”لا يعرفون أين يجدونها“٥ نعمل على توحيد العائلات إلى الأبد على طرفي الحجاب. وكما أوضح الرئيس رسل م. نلسن للذين أقاموا عهوداً في بيت الرّب: ”كل بالغ يرتاد الهيكل سيرتدي الأثواب المقدسة للكهنوت [التي] … تذكرنا … بالسير في درب العهد كل يوم بشكل أسمى وأقدس“.٦ هذه الأفعال ليست مجرد أمور نركز عليها في في حين دون الآخر ولكنها ضرورية لسعادتنا اليومية، والفرح الأبدي.

لا يوجد شيء أكثر أهمية لتقدمنا الأبدي من حفظ عهودنا مع الله. عندما تكون العهود التي أقمناها في الهيكل سارية المفعول، فإن بإمكاننا أن نثق في حدوث لم شمل سعيد مع أحبائنا على الجانب الآخر من الحجاب. ذلك الطفل أو الوالد أو الزوج الذي غادر الحياة الفانية يأمل من كل قلبه أن تكون صادقًا مع العهود التي تربطكما معًا. إذا تجاهلنا عهودنا مع الله أو تعاملنا معها باستخفاف، فإننا نعرض هذه الروابط الأبدية للخطر. حان الوقت الآن للتوبة والإصلاح والمحاولة مرة أخرى.

تكون السعادة جوفاء إذا استبدلنا بركات الفرح الأبدي براحة مؤقتة. بغض النظر عن عمرنا، هذه هي الحقيقة المطلقة: مفتاح السعادة الدائمة هو العيش وفقاً لإنجيل يسوع المسيح والحفاظ على عهودنا. وقد أكد ذلك نبينا الرئيس نلسن: ”يكمن أماننا المطلق وسعادتنا الوحيدة الدائمة في التمسك بالقضيب الحديدي لإنجيل يسوع المسيح المستعاد، بكامل عهوده ومراسيمه. عندما نفعل ذلك، يمكننا أن نبحر بأمان عبر المياه الهائجة لأن قوة الله متاحة لدينا“.٧

يبحر الكثير منا في مياه هائجة. نظرًا لأننا نتعرض لأمواج من المحن وتعمينا أحيانًا فيضانات الدموع التي تتدفق خلال تلك الصعوبات، فقد لا نعرف الاتجاه الذي يجب أن نجدف به في قارب حياتنا. قد لا نعتقد حتى أنه لدينا القوة للوصول إلى الشاطئ. تذكروا من أنتم — ابناء وبنات الله الأحبة — سبب وجودكم على الأرض، وهدفكم المتمثل في العيش مع الله وأحبائكم يمكن أن يوضح رؤيتكم ويوجهكم في الاتجاه الصحيح. في خضم العاصفة، هناك ضوء ساطع يرشد إلى الطريق. أعلن يسوع. ”أنا هو النور الذي يضئ في الظلمة“.٨ نضمن سلامتنا عندما ننظر إلى نوره ونحافظ على نزاهة عهودنا.

لقد كان شرفًا لي أن ألتقي بنساء من جميع الأعمار يعشن في مجموعة متنوعة من الظروف ويحافظن على عهودهن. يتطلعن كل يوم إلى الرب ونبيه طلباً للإرشاد بدلاً من وسائل الإعلام المعروفة. على الرغم من التحديات الفردية والفلسفات الضارة للعالم التي تحاول ثنيهن عن الوفاء بالعهود، فإنهن مصممات على البقاء على درب العهد. إنهن يعتمدن على الوعد بمشاركة ”كل ما يملكه [الآب]“.٩ ومهما كان عمركن، فإن كل النساء اللواتي عقدن عهودًا مع الله لديهن القدرة على حمل نور الرب وقيادة الآخرين.١٠ من خلال حفظ عهودكن، سيبارككن بقوة كهنوته ويمكّنكن من التأثير بشكل عميق على كل من تتفاعلن معه. كما أعلن الرئيس نلسن، أنتن النساء اللواتي سيحققن النبوءات التي تم التنبؤ بها!١١

أيتها الأخوات العزيزات، قبل كل شيء، ابقين على طريق عهد يسوع المسيح! لقد تباركنا بالقدوم إلى الأرض خلال انتشار الهياكل في العالم. إن قطع العهود في الهيكل وحفظها متاحة لكل عضو مستحق في الكنيسة. أيتها الشابات، لا تنتظرن حتى الزواج أو حتى الخدمة التبشيرية لتقطعن تلك العهود المقدسة. يمكنكن الاستعداد كشابات كي تحصلن على الحماية والقوة التي تمنحها عهود الهيكل بعد سن ١٨ عندما تصبحن جاهزات وتشعرن بالرغبة في تكريم عهود الهيكل هذه.١٢ أنتن يا من استلمتن بركات الهيكل، لا تسمحن للمنتقدين أو الملهيات بسحبكن بعيدًا عن الحقائق الأبدية. ادرسن واستفسرن من المصادر الموثوقة للحصول فهم أكبر للأهمية المقدسة للعهود التي قمتن بقطعها. ارتادوا الهيكل بقدر استطاعتكن واصغين إلى الروح. سوف تشعرن بالاطمئنان العذب بأنكن على درب الرب. ستجدن الشجاعة للاستمرار وكذلك جلب آخرين معكن.

أشهد أننا عندما نختار أن نقطع عهودًا مع الآب السماوي ونستمد قوة المخلص للحفاظ عليها، فإننا سنتبارك بمزيد من السعادة في هذه الحياة أكثر مما نتخيله الآن وحياة أبدية مجيدة.١٣ باسم يسوع المسيح، آمين.

الخميس، 14 أبريل 2022

أحبّوا، شاركوا، وادعو

أحبّوا، شاركوا، وادعو

عندما نحب ونشارك وندعو، فإننا نشارك في هذا العمل العظيم والرائع الذي يعد الأرض لعودة مسيحها.

تخيلوا معي للحظة، أننا نقف على جبل في الجليل، نشهد أعجوبة ومجد المخلص القائم من الموت وهو يزور تلاميذه. نشعر بالرهبة عندما نفكر في سماع هذه الكلمات شخصيًا، والتي شاركها معهم، تكليفه الرسمي بأن ”اذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“.١ من المؤكد أن هذه الكلمات ستقوي وتلهم وتؤثر في كل منا، كما أثرت برسله. في الواقع، لقد كرسوا بقية حياتهم للقيام بذلك فقط.

ومن المثير للاهتمام أن الرسل لم يكونوا وحدهم من حمل كلمات يسوع في القلب. شارك أعضاء الكنيسة الأولى، من أحدثهم إلى أكثرهم خبرة، في تنفيذ التكليف العظيم للمخلص، مشاركين بشرى الإنجيل السارة مع من التقوا بهم وعرفوهم. ساعد إصرارهم على مشاركة شهادتهم ليسوع المسيح على نمو كنيسته المنشأة حديثًا على نطاق واسع.٢

نحن أيضًا، كتلاميذ للمسيح، مدعوون للاستماع إلى تكليفه اليوم، كما لو كنا هناك على ذلك الجبل في الجليل عندما أعلن ذلك لأول مرة. بدأ هذا التكليف مرة أخرى في عام ١٨٣٠، عندما كرس جوزف سميث شقيقه صموئيل كمبشر مبكر لكنيسة يسوع المسيح.٣ منذ ذلك الوقت، سافر أكثر من ١,٥ مليون مبشر في جميع أنحاء العالم ليعلموا جميع الأمم ويعمدوا الذين يعتنقون بشرى الإنجيل المستعاد.

هذه هي عقيدتنا، ورغبتنا العزيزة.

من أطفالنا الصغار إلى الأكبر بيننا، فإننا نتوق إلى الوقت الذي يمكننا فيه تلبية دعوة المخلص ومشاركة الإنجيل مع دول العالم. أنا متأكد من أنكم شعرتم أيها الشباب والشابات بتحدٍ قوي مماثل من نبينا أمس عندما دعاكم للتحضير للتفرغ للخدمة التبشيرية تمامًا كما فعل المخلص مع رسله.

مثل العدائين عند خط البداية، ننتظر بترقب الدعوة الرسمية، مكتملة بتوقيع النبي، إيذانًا ببدء السباق! هذه الرغبة نبيلة وملهمة. ومع ذلك، دعونا ننظر في هذا السؤال: لماذا لا نبدأ جميعًا الآن في عمل ذلك؟

قد تسأل، ”كيف يمكنني أن أصبح مبشرًا بدون شارة الاسم؟“ أو نقول لأنفسنا: ”المبشرون المتفرغون مكرسون للقيام بهذا العمل“. أود المساعدة لكن ربما في وقت لاحق عندما تهدأ الحياة قليلاً .

أيها الإخوة والأخوات، الأمر أبسط من ذلك بكثير! بامتنان، يمكن إنجاز التكليف العظيم من قبل المخلص من خلال مبادئ بسيطة وسهلة الفهم يتم تدريسها لكل واحد منا منذ الطفولة: حب وشارك وادعُ.

أحبّوا

أول شيء يمكننا القيام به هو أن نحب كما أحب المسيح.

قلوبنا مثقلة بالمعاناة الإنسانية والتوترات التي نراها في جميع أنحاء العالم خلال هذه الأوقات المضطربة. ومع ذلك، يمكننا أيضًا أن نستلهم من تدفق التعاطف والإنسانية الذي أظهره الناس في كل مكان من خلال جهودهم للوصول إلى المهمشين، الذين نزحوا من منازلهم، أو المنفصلين عن عائلاتهم، أو الذين يعانون من أشكال أخرى من الحزن واليأس.

في الآونة الأخيرة، أفادت مصادر إخبارية كيف أن مجموعة من الأمهات في بولندا، بدافع الخوف على العائلات الفارّة اليائسة، تركن عربات أطفال مجهزة بالكامل على منصة محطة قطار في طابور أنيق، وجاهزة في انتظار الأمهات والأطفال اللاجئين الذين سيحتاجون إليها عند عبور الحدود. أثناء نزولهن من القطار. من المؤكد أن أبينا السماوي يبتسم لأعمال المحبة غير الأنانية مثل هذه، لأنه عندما نحمل أعباء بعضنا البعض، فإننا ”هَكَذَا [نتمم] شَرِيعَةَ الْمَسِيحِ“٤

متى ما أظهرنا حبًا شبيهًا بحب المسيح تجاه قريبنا، فإننا نبشر بالإنجيل، حتى لو لم ننطق بكلمة واحدة.

محبة الآخرين هي التعبير البليغ عن الوصية العظيمة الثانية بأن نحبّ قريبنا٥ وهي تُظهر عملية تنقية الروح القدس الذي يعمل في نفوسنا. من خلال إظهار محبة المسيح للآخرين، قد نجعل الذين يرون أعمالنا الصالحة ”يُمَجِّدُوا [أَبَانا] الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ“.٦

نفعل هذا غير منتظرين شيئًا في المقابل.

أملنا، بالطبع، هو أنهم سيقبلون حبنا ورسالتنا، على الرغم من أن رد فعلهم ليس ضمن سيطرتنا.

ما نفعله ومن نحن بالتأكيد هي ما يقع تحت سيطرتنا الكاملة.

من خلال المحبة الشبيهة بمحبة المسيح للآخرين، نبشر بخصائص إنجيل المسيح المجيدة والمغيرة للحياة، ونشارك بشكل كبير في إتمام تكليفه العظيم.

شاركوا

الشيء الثاني الذي يمكننا القيام به هو المشاركة.

خلال الأشهر الأولى لوباء كوفيد -١٩، شعر الأخ ويسان من تايلاند بدافع لمشاركة مشاعره وانطباعاته عما كان يتعلمه في دراسته لكتاب مورمون على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى منشوراته الشخصية بشكل خاص، شارك قصة اثنين من المبشرين في كتاب مورمون، ألما وأمولق.

شقيقه، ويناي، على الرغم من ثباته في معتقداته الدينية، تأثر بالمنشور وأجاب، متسائلاً بشكل غير متوقع، ”هل يمكنني الحصول على هذا الكتاب باللغة التايلاندية؟“

نسق ويسان بحكمة بأن تقوم أختان مبشرتان بتسليم نسخة من كتاب مورمون، وبدأت هاتان الأختان بتعليم أخيه.

انضم ويسان إلى دروس افتراضية شارك خلالها مشاعره حول كتاب مورمون. تعلم ويناي الصلاة والدراسة بروح البحث عن الحقيقة، وقبول الحقيقة واعتناقها. في غضون أشهر، تعمد ويناي!

قال ويسان لاحقًا: ”تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون أداة في يد الله، ويجب أن نكون دائمًا مستعدين ليقوم هو بعمله بطريقته من خلالنا“. حصلت معجزة في عائلتهم لأن ويسان شارك الإنجيل بطريقة عادية وطبيعية.

نحن جميعا نشارك أشياء مع الآخرين. ونقوم بذلك كثيراً. نشارك الأفلام والأطعمة التي نحبها، والأشياء المضحكة التي نراها، والأماكن التي نزورها، والفن الذي نقدره، والاقتباسات الملهمة لنا.

كيف يمكننا ببساطة أن نضيف إلى قائمة الأشياء التي نشاركها بالفعل ما نحبه في إنجيل يسوع المسيح؟

شرح الشيخ ديتر ف. أوخدورف: ”إذا سألكم أحدهم عن الكيفية التي قضيتم بها عطلة نهاية الإسبوع، لا تترددوا في أن تُخبروهم عما حصل معكم في الكنيسة. تحدثوا عن الأطفال الذين وقفوا أمام الجموع في الكنيسة وغنوا بحماسة عن محاولتهم المستمرة لأن يكونوا مثل يسوع. تحدثوا عن مجموعة الشباب التي قضت وقتها في مساعدة كبار السن في بيوت العجزة على جمع التاريخ الشخصي“. ٧

لا تعني المشاركة ”بيع“ الإنجيل. لا يتعين عليكم كتابة موعظة أو تصحيح التصورات الخاطئة لشخص ما.

عندما يتعلق الأمر بالعمل التبشيري، لا يحتاج الله أن تكونوا من يفرض شريعته؛ ومع ذلك، فهو يطلب منكم أن تشاركوا إنجيله..

من خلال مشاركة تجاربنا الإيجابية في الإنجيل مع الآخرين، فإننا نشارك في تحقيق التكليف العظيم من قبل المخلص.

ادعُ

الشيء الثالث الذي يمكنكم القيام به هو الدعوة.

الأخت مايرا اهتدت مؤخراً. تصاعدت فرحتها في الإنجيل مباشرة بعد تعميدها عندما دعت الأصدقاء والأحباء من حولها عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. رد العديد من أفراد العائلة والأصدقاء الذين شاهدوا منشوراتها بأسئلة. تواصلت مايرا معهم، ودعتهم كثيراً إلى منزلها لمقابلة المبشرين معًا.

تم تعميد والدي مايرا وإخوتها وخالتها واثنين من أبناء عمومتها والعديد من أصدقائها لأنها دعتهم بشجاعة ”تعالوا وانظروا“ و ”تعالوا واخدموا“ و ”تعالوا وانتموا“. من خلال دعواتها العادية والطبيعية، قبل أكثر من ٢٠ شخصًا دعوتها ليكونوا أعضاء متعمدين في كنيسة يسوع المسيح. جاء ذلك لأن الأخت مايرا ببساطة دعت الآخرين لتجربة الفرحة التي شعرت بها كعضو في الكنيسة.

الأخت مايرا والذين دعتهم لتجربة فرح الإنجيل

هناك المئات من الدعوات التي يمكننا تقديمها للآخرين. يمكننا دعوة الآخرين ”تعالوا وانظروا“ خدمة القربان، ونشاط الجناح، وفيديو على الإنترنت يشرح إنجيل يسوع المسيح. يمكن أن تكون عبارة ”تعالوا وانظروا“ دعوة لقراءة كتاب مورمون أو زيارة هيكل جديد خلال فترة وضعه كبيت مفتوح قبل تكريسه. في بعض الأحيان، تكون الدعوة شيئًا نوجهه إلى الداخل، دعوة لأنفسنا، تمنحنا وعيًا ورؤية للفرص المحيطة بنا، للعمل بناءً عليها.

في عصرنا الرقمي، غالبًا ما يشارك الأعضاء الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هناك المئات، إن لم يكن الآلاف، من الأشياء التي تسمو بالروح قد تجدها جديرة بالمشاركة. يقدم هذا المحتوى دعوات ”تعالوا وانظروا“ و ”تعالوا واخدموا“ و ”تعالوا وانتموا“.

عندما ندعو الآخرين لمعرفة المزيد عن إنجيل يسوع المسيح فإننا نشارك في دعوة المخلص للانخراط في تنفيذ تكليفه.

خاتمة

إخوتي وأخواتي الأحباء، لقد تحدثنا اليوم عن ثلاثة أشياء بسيطة - أشياء سهلة - يمكن لأي شخص القيام بها. أشياء يمكنكم القيام بها! ربما كنتم تقومون بها سلفاً، حتى دون أن تدركوا تمامًا أنكم تقومون بها!

أدعوكم إلى التفكير في طرق يمكنكم من خلالها أن تحبوا وتشاركوا وتدعوا. أثناء قيامكم بذلك، ستشعرون بقدر من الفرح لمعرفة أنكم تستجيبون لكلمات مخلصنا الحبيب.

ما أحثكم على القيام به ليس برنامجًا جديدًا. لقد سمعتم هذه المبادئ من قبل. ليس هذا هو ”الشيء الكبير التالي“ الذي تطلبه الكنيسة منكم. هذه الأشياء الثلاثة هي مجرد امتداد لمن نحن بالفعل كتلاميذ ليسوع المسيح.

لا يلزم وجود شارة الاسم أو رسالة.

ليس هناك حاجة لدعوة رسمية.

عندما تصبح هذه الأشياء الثلاثة جزءًا طبيعيًا من هويتنا وطريقة عيشنا فإنها ستصبح تعبيرًا تلقائيًا غير قسري عن الحب الحقيقي.

مثل تلاميذ المسيح الذين اجتمعوا معًا ليتعلموا منه في الجليل منذ ٢٠٠٠ عام، يمكننا أيضًا أن نتبنى المسؤولية التي أعطاها المخلص ونذهب إلى العالم كله مبشرين بالإنجيل.

عندما نحب ونشارك وندعو، فإننا نشارك في هذا العمل العظيم والرائع الذي يعد الأرض لعودة مسيحها.

صلاتي هي أن نستجيب لدعوة المخلص ونسعى جاهدين للانخراط في تنفيذ تكليفه العظيم باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. متى ٢٨: ١٩ .

  2. ما هو سبب نمو الكنيسة الأولى؟ يقترح أحد المؤرخين: ”أول ما كان سيثير تساؤلاً جادًا بشأن طبيعة الإيمان هو الاتصال الشخصي مع المؤمنين الآخرين. ... إن العيش والعمل جنبًا إلى جنب مع الذين تبعوا يسوع، ومشاهدة سلوكهم عن كثب، والاستماع أثناء حديثهم عن الإنجيل وسط أنشطتهم اليومية العادية، كان يجب أن يقابل بدليل على تغيير في الحياة. بهذا المعنى، لا بد أن قوة الإيمان المسيحي لا تقتصر على التصريحات العلنية لأبرز ممثليها بقدر ما تتكون في الشهادة الهادئة لعابدي يسوع العاديين الذين يشهدون مصداقية التزامهم من خلال نزاهتهم وثباتهم، والانفتاح على الآخرين“ (Ivor J. Davidson, The Birth of the Church: From Jesus to Constantine, AD 30–312 [2005], 108–9).

  3. راجع Lucy Mack Smith, History, 1845, page 169, josephsmithpapers.org.

  4. غلاطية ٦: ٢.

  5. راجع متى٢٢: ٣٩.

  6. متى ٥:١٦.

  7. ديتر ف. أوخدروف, ”العمل التبشيري: مشاركة ما في القلب من مشاعر.“، لياحونا أيار/ مايو ٢٠١٩، ١٧