المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الخميس، 14 أبريل 2022

أحبّوا، شاركوا، وادعو

أحبّوا، شاركوا، وادعو

عندما نحب ونشارك وندعو، فإننا نشارك في هذا العمل العظيم والرائع الذي يعد الأرض لعودة مسيحها.

تخيلوا معي للحظة، أننا نقف على جبل في الجليل، نشهد أعجوبة ومجد المخلص القائم من الموت وهو يزور تلاميذه. نشعر بالرهبة عندما نفكر في سماع هذه الكلمات شخصيًا، والتي شاركها معهم، تكليفه الرسمي بأن ”اذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ“.١ من المؤكد أن هذه الكلمات ستقوي وتلهم وتؤثر في كل منا، كما أثرت برسله. في الواقع، لقد كرسوا بقية حياتهم للقيام بذلك فقط.

ومن المثير للاهتمام أن الرسل لم يكونوا وحدهم من حمل كلمات يسوع في القلب. شارك أعضاء الكنيسة الأولى، من أحدثهم إلى أكثرهم خبرة، في تنفيذ التكليف العظيم للمخلص، مشاركين بشرى الإنجيل السارة مع من التقوا بهم وعرفوهم. ساعد إصرارهم على مشاركة شهادتهم ليسوع المسيح على نمو كنيسته المنشأة حديثًا على نطاق واسع.٢

نحن أيضًا، كتلاميذ للمسيح، مدعوون للاستماع إلى تكليفه اليوم، كما لو كنا هناك على ذلك الجبل في الجليل عندما أعلن ذلك لأول مرة. بدأ هذا التكليف مرة أخرى في عام ١٨٣٠، عندما كرس جوزف سميث شقيقه صموئيل كمبشر مبكر لكنيسة يسوع المسيح.٣ منذ ذلك الوقت، سافر أكثر من ١,٥ مليون مبشر في جميع أنحاء العالم ليعلموا جميع الأمم ويعمدوا الذين يعتنقون بشرى الإنجيل المستعاد.

هذه هي عقيدتنا، ورغبتنا العزيزة.

من أطفالنا الصغار إلى الأكبر بيننا، فإننا نتوق إلى الوقت الذي يمكننا فيه تلبية دعوة المخلص ومشاركة الإنجيل مع دول العالم. أنا متأكد من أنكم شعرتم أيها الشباب والشابات بتحدٍ قوي مماثل من نبينا أمس عندما دعاكم للتحضير للتفرغ للخدمة التبشيرية تمامًا كما فعل المخلص مع رسله.

مثل العدائين عند خط البداية، ننتظر بترقب الدعوة الرسمية، مكتملة بتوقيع النبي، إيذانًا ببدء السباق! هذه الرغبة نبيلة وملهمة. ومع ذلك، دعونا ننظر في هذا السؤال: لماذا لا نبدأ جميعًا الآن في عمل ذلك؟

قد تسأل، ”كيف يمكنني أن أصبح مبشرًا بدون شارة الاسم؟“ أو نقول لأنفسنا: ”المبشرون المتفرغون مكرسون للقيام بهذا العمل“. أود المساعدة لكن ربما في وقت لاحق عندما تهدأ الحياة قليلاً .

أيها الإخوة والأخوات، الأمر أبسط من ذلك بكثير! بامتنان، يمكن إنجاز التكليف العظيم من قبل المخلص من خلال مبادئ بسيطة وسهلة الفهم يتم تدريسها لكل واحد منا منذ الطفولة: حب وشارك وادعُ.

أحبّوا

أول شيء يمكننا القيام به هو أن نحب كما أحب المسيح.

قلوبنا مثقلة بالمعاناة الإنسانية والتوترات التي نراها في جميع أنحاء العالم خلال هذه الأوقات المضطربة. ومع ذلك، يمكننا أيضًا أن نستلهم من تدفق التعاطف والإنسانية الذي أظهره الناس في كل مكان من خلال جهودهم للوصول إلى المهمشين، الذين نزحوا من منازلهم، أو المنفصلين عن عائلاتهم، أو الذين يعانون من أشكال أخرى من الحزن واليأس.

في الآونة الأخيرة، أفادت مصادر إخبارية كيف أن مجموعة من الأمهات في بولندا، بدافع الخوف على العائلات الفارّة اليائسة، تركن عربات أطفال مجهزة بالكامل على منصة محطة قطار في طابور أنيق، وجاهزة في انتظار الأمهات والأطفال اللاجئين الذين سيحتاجون إليها عند عبور الحدود. أثناء نزولهن من القطار. من المؤكد أن أبينا السماوي يبتسم لأعمال المحبة غير الأنانية مثل هذه، لأنه عندما نحمل أعباء بعضنا البعض، فإننا ”هَكَذَا [نتمم] شَرِيعَةَ الْمَسِيحِ“٤

متى ما أظهرنا حبًا شبيهًا بحب المسيح تجاه قريبنا، فإننا نبشر بالإنجيل، حتى لو لم ننطق بكلمة واحدة.

محبة الآخرين هي التعبير البليغ عن الوصية العظيمة الثانية بأن نحبّ قريبنا٥ وهي تُظهر عملية تنقية الروح القدس الذي يعمل في نفوسنا. من خلال إظهار محبة المسيح للآخرين، قد نجعل الذين يرون أعمالنا الصالحة ”يُمَجِّدُوا [أَبَانا] الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ“.٦

نفعل هذا غير منتظرين شيئًا في المقابل.

أملنا، بالطبع، هو أنهم سيقبلون حبنا ورسالتنا، على الرغم من أن رد فعلهم ليس ضمن سيطرتنا.

ما نفعله ومن نحن بالتأكيد هي ما يقع تحت سيطرتنا الكاملة.

من خلال المحبة الشبيهة بمحبة المسيح للآخرين، نبشر بخصائص إنجيل المسيح المجيدة والمغيرة للحياة، ونشارك بشكل كبير في إتمام تكليفه العظيم.

شاركوا

الشيء الثاني الذي يمكننا القيام به هو المشاركة.

خلال الأشهر الأولى لوباء كوفيد -١٩، شعر الأخ ويسان من تايلاند بدافع لمشاركة مشاعره وانطباعاته عما كان يتعلمه في دراسته لكتاب مورمون على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى منشوراته الشخصية بشكل خاص، شارك قصة اثنين من المبشرين في كتاب مورمون، ألما وأمولق.

شقيقه، ويناي، على الرغم من ثباته في معتقداته الدينية، تأثر بالمنشور وأجاب، متسائلاً بشكل غير متوقع، ”هل يمكنني الحصول على هذا الكتاب باللغة التايلاندية؟“

نسق ويسان بحكمة بأن تقوم أختان مبشرتان بتسليم نسخة من كتاب مورمون، وبدأت هاتان الأختان بتعليم أخيه.

انضم ويسان إلى دروس افتراضية شارك خلالها مشاعره حول كتاب مورمون. تعلم ويناي الصلاة والدراسة بروح البحث عن الحقيقة، وقبول الحقيقة واعتناقها. في غضون أشهر، تعمد ويناي!

قال ويسان لاحقًا: ”تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون أداة في يد الله، ويجب أن نكون دائمًا مستعدين ليقوم هو بعمله بطريقته من خلالنا“. حصلت معجزة في عائلتهم لأن ويسان شارك الإنجيل بطريقة عادية وطبيعية.

نحن جميعا نشارك أشياء مع الآخرين. ونقوم بذلك كثيراً. نشارك الأفلام والأطعمة التي نحبها، والأشياء المضحكة التي نراها، والأماكن التي نزورها، والفن الذي نقدره، والاقتباسات الملهمة لنا.

كيف يمكننا ببساطة أن نضيف إلى قائمة الأشياء التي نشاركها بالفعل ما نحبه في إنجيل يسوع المسيح؟

شرح الشيخ ديتر ف. أوخدورف: ”إذا سألكم أحدهم عن الكيفية التي قضيتم بها عطلة نهاية الإسبوع، لا تترددوا في أن تُخبروهم عما حصل معكم في الكنيسة. تحدثوا عن الأطفال الذين وقفوا أمام الجموع في الكنيسة وغنوا بحماسة عن محاولتهم المستمرة لأن يكونوا مثل يسوع. تحدثوا عن مجموعة الشباب التي قضت وقتها في مساعدة كبار السن في بيوت العجزة على جمع التاريخ الشخصي“. ٧

لا تعني المشاركة ”بيع“ الإنجيل. لا يتعين عليكم كتابة موعظة أو تصحيح التصورات الخاطئة لشخص ما.

عندما يتعلق الأمر بالعمل التبشيري، لا يحتاج الله أن تكونوا من يفرض شريعته؛ ومع ذلك، فهو يطلب منكم أن تشاركوا إنجيله..

من خلال مشاركة تجاربنا الإيجابية في الإنجيل مع الآخرين، فإننا نشارك في تحقيق التكليف العظيم من قبل المخلص.

ادعُ

الشيء الثالث الذي يمكنكم القيام به هو الدعوة.

الأخت مايرا اهتدت مؤخراً. تصاعدت فرحتها في الإنجيل مباشرة بعد تعميدها عندما دعت الأصدقاء والأحباء من حولها عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. رد العديد من أفراد العائلة والأصدقاء الذين شاهدوا منشوراتها بأسئلة. تواصلت مايرا معهم، ودعتهم كثيراً إلى منزلها لمقابلة المبشرين معًا.

تم تعميد والدي مايرا وإخوتها وخالتها واثنين من أبناء عمومتها والعديد من أصدقائها لأنها دعتهم بشجاعة ”تعالوا وانظروا“ و ”تعالوا واخدموا“ و ”تعالوا وانتموا“. من خلال دعواتها العادية والطبيعية، قبل أكثر من ٢٠ شخصًا دعوتها ليكونوا أعضاء متعمدين في كنيسة يسوع المسيح. جاء ذلك لأن الأخت مايرا ببساطة دعت الآخرين لتجربة الفرحة التي شعرت بها كعضو في الكنيسة.

الأخت مايرا والذين دعتهم لتجربة فرح الإنجيل

هناك المئات من الدعوات التي يمكننا تقديمها للآخرين. يمكننا دعوة الآخرين ”تعالوا وانظروا“ خدمة القربان، ونشاط الجناح، وفيديو على الإنترنت يشرح إنجيل يسوع المسيح. يمكن أن تكون عبارة ”تعالوا وانظروا“ دعوة لقراءة كتاب مورمون أو زيارة هيكل جديد خلال فترة وضعه كبيت مفتوح قبل تكريسه. في بعض الأحيان، تكون الدعوة شيئًا نوجهه إلى الداخل، دعوة لأنفسنا، تمنحنا وعيًا ورؤية للفرص المحيطة بنا، للعمل بناءً عليها.

في عصرنا الرقمي، غالبًا ما يشارك الأعضاء الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هناك المئات، إن لم يكن الآلاف، من الأشياء التي تسمو بالروح قد تجدها جديرة بالمشاركة. يقدم هذا المحتوى دعوات ”تعالوا وانظروا“ و ”تعالوا واخدموا“ و ”تعالوا وانتموا“.

عندما ندعو الآخرين لمعرفة المزيد عن إنجيل يسوع المسيح فإننا نشارك في دعوة المخلص للانخراط في تنفيذ تكليفه.

خاتمة

إخوتي وأخواتي الأحباء، لقد تحدثنا اليوم عن ثلاثة أشياء بسيطة - أشياء سهلة - يمكن لأي شخص القيام بها. أشياء يمكنكم القيام بها! ربما كنتم تقومون بها سلفاً، حتى دون أن تدركوا تمامًا أنكم تقومون بها!

أدعوكم إلى التفكير في طرق يمكنكم من خلالها أن تحبوا وتشاركوا وتدعوا. أثناء قيامكم بذلك، ستشعرون بقدر من الفرح لمعرفة أنكم تستجيبون لكلمات مخلصنا الحبيب.

ما أحثكم على القيام به ليس برنامجًا جديدًا. لقد سمعتم هذه المبادئ من قبل. ليس هذا هو ”الشيء الكبير التالي“ الذي تطلبه الكنيسة منكم. هذه الأشياء الثلاثة هي مجرد امتداد لمن نحن بالفعل كتلاميذ ليسوع المسيح.

لا يلزم وجود شارة الاسم أو رسالة.

ليس هناك حاجة لدعوة رسمية.

عندما تصبح هذه الأشياء الثلاثة جزءًا طبيعيًا من هويتنا وطريقة عيشنا فإنها ستصبح تعبيرًا تلقائيًا غير قسري عن الحب الحقيقي.

مثل تلاميذ المسيح الذين اجتمعوا معًا ليتعلموا منه في الجليل منذ ٢٠٠٠ عام، يمكننا أيضًا أن نتبنى المسؤولية التي أعطاها المخلص ونذهب إلى العالم كله مبشرين بالإنجيل.

عندما نحب ونشارك وندعو، فإننا نشارك في هذا العمل العظيم والرائع الذي يعد الأرض لعودة مسيحها.

صلاتي هي أن نستجيب لدعوة المخلص ونسعى جاهدين للانخراط في تنفيذ تكليفه العظيم باسم يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. متى ٢٨: ١٩ .

  2. ما هو سبب نمو الكنيسة الأولى؟ يقترح أحد المؤرخين: ”أول ما كان سيثير تساؤلاً جادًا بشأن طبيعة الإيمان هو الاتصال الشخصي مع المؤمنين الآخرين. ... إن العيش والعمل جنبًا إلى جنب مع الذين تبعوا يسوع، ومشاهدة سلوكهم عن كثب، والاستماع أثناء حديثهم عن الإنجيل وسط أنشطتهم اليومية العادية، كان يجب أن يقابل بدليل على تغيير في الحياة. بهذا المعنى، لا بد أن قوة الإيمان المسيحي لا تقتصر على التصريحات العلنية لأبرز ممثليها بقدر ما تتكون في الشهادة الهادئة لعابدي يسوع العاديين الذين يشهدون مصداقية التزامهم من خلال نزاهتهم وثباتهم، والانفتاح على الآخرين“ (Ivor J. Davidson, The Birth of the Church: From Jesus to Constantine, AD 30–312 [2005], 108–9).

  3. راجع Lucy Mack Smith, History, 1845, page 169, josephsmithpapers.org.

  4. غلاطية ٦: ٢.

  5. راجع متى٢٢: ٣٩.

  6. متى ٥:١٦.

  7. ديتر ف. أوخدروف, ”العمل التبشيري: مشاركة ما في القلب من مشاعر.“، لياحونا أيار/ مايو ٢٠١٩، ١٧

هيبة المسيح وإنجيله

هيبة المسيح وإنجيله

لعل تذكر ما رأته أعيننا وشعرت به قلوبنا يزيد اندهاشنا من أضحية المخلص الكفارية.

لديّ صديق عزيز، وهو أستاذ جامعي بارع ومتقاعد، ومؤلف غزير الإنتاج، وقبل كل شيء، تلميذ ملتزم ليسوع المسيح. لقد زار الأراضي المقدسة عشرات المرات للمشاركة في المؤتمرات وإجراء البحوث الأكاديمية وقيادة الجولات السياحية هناك. وفقًا له، في كل مرة يزور فيها الأرض التي سار فيها يسوع، فإنه يتعجب لأنه يتعلم بلا شك شيئًا جديدًا ومدهشًا ورائعًا عن المخلص وخدمته في الحياة الفانية ووطنه الحبيب. إن الهيبة التي تبدو على صديقي عندما يتحدث عن كل ما تعلمه في الأرض المقدسة معدية، وهذه الدهشة كانت أساسية في تحقيقه إنجازاته العظيمة ومساعيه الأكاديمية في حياته.

عندما استمعت إلى تجاربه وشعرت بحماسه، فكرت في مقدار الإعجاب الروحي، إذا جاز التعبير، الذي يمكننا ويجب أن نشعر به تجاه إنجيل يسوع المسيح والفرق الذي يمكن أن يحدثه ذلك في تلمذتنا ورحلتنا نحو الحياة الأبدية. الأعجوبة التي أشير إليها هي الإحساس المشترك بالعاطفة أو الهيبة أو الدهشة بين جميع الذين يركزون حياتهم بإخلاص على المخلص وتعاليمه والذين يدركون بتواضع حضوره في حياتهم. هذا الشعور بالدهشة، المستوحى من تأثير الروح القدس، يحفز الحماس لعيش عقيدة المسيح بفرح١.

تحتوي النصوص المقدسة على العديد من الأمثلة حول كيفية تجلي هذا الإحساس. فالنبي إشعياء، على سبيل المثال، عبَّرَ عن عمق امتنانه للرب من خلال ابتهاجه به.٢ الذين سمعوا يسوع يكرز في المجمع في كفرناحوم اندهشوا من تعليمه والقوة التي علّم بها.٣ كان هذا هو نفس الشعور الذي تغلغل في كل أنسجة قلب الشاب جوزف سميث عندما قرأ من الكتاب المقدس في الفصل الأول من رسالة يعقوب، مما دفعه إلى طلب حكمة الله.٤

إخوتي وأخواتي، عندما نشعر حقًا بهيبة يسوع المسيح وإنجيله، فإننا نكون أكثر سعادة، ويكون لدينا المزيد من الحماس لعمل الله، ونرى يد الرب في كل شيء. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراستنا لكلمات الله يصبح لها مغزى أكبر. ونتلو صلواتنا بعناية أكثر؛ وتصبح عبادتنا أكثر خشوعاً. وتصير خدمتنا في ملكوت الله أكثر اجتهادا. تساهم كل هذه الأعمال في زيادة تأثير الروح القدس في حياتنا.٥ وهكذا، ستتعزز شهادتنا عن المخلص وإنجيله، وسوف نحافظ على المسيح حياً فينا،٦ وسوف نعيش حياتنا ونحن ”مُتَأَصِّلُونَ وَمَبْنِيُّونَ فِيهِ وَرَاسِخُونَ فِي الإِيمَانِ، … فَائِضُونَ بِالشُّكْرِ“.٧ عندما نعيش بهذه الطريقة، نصبح أقوى روحيًا ومحميين من الوقوع في فخ اللامبالاة الروحية.

تتميز هذه اللامبالاة بالفقدان التدريجي للحماس للانخراط الكامل في إنجيل الرب. وتبدأ بشكل عام عندما نشعر أننا قد حصلنا بالفعل على كل المعرفة والبركات اللازمة لسعادتنا في هذه الحياة. هذا التراخي، إذا جاز التعبير، يجعلنا نأخذ هبات الإنجيل كأمر مسلم به، وعند ذلك، فإننا نخاطر بإهمال كل من إنغماسنا المنتظم في أساسيات إنجيل يسوع المسيح٨ والعهود التي قطعناها. وبالتالي، فإننا نبتعد عن الرب تدريجيًا. وتضعف قدرتنا على ”[سماعه]“،٩ ونصبح غير مبالين بعظمة عمله ولا نشعر بها. قد يخترق الشك في الحقائق التي تلقيناها مسبقاً أذهاننا وقلوبنا، مما يجعلنا عرضة لإغراءات العدو.١٠

كتب القس أيدن ويلسون توزر، وهو كاتب شهير ومسيحي شجاع ، ”التهاون هو العدو القاتل لكل نمو روحي“.١١ ألم يكن هذا بالضبط ما حدث لشعب نافي بعد وقت قصير من ولادة المسيح؟ ”وَأَخَذَ انْدِهَاشُهُمْ مِنْ عَلَامَةٍ مَا أَوْ أُعْجُوبًةٍ مٍنَ السَّمَاءِ يَقِلُّ شَيْئاً فَشَيْئاً، … لَا يُصَدِّقُونَ كُلَّ مَا سَمِعُوهُ وَنَظَرُوهُ“. وهكذا فعل الشيطان ”جَعَلَ أَعْيُنُهُمْ لَا تُبْصِرُ، وَقَادَهُمْ إِلَى الإِعْتِقَادِ بِأَنَّ تَعْلِيمَ الْمَسِيحِ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ وَهْمِيٌّ وَبَاطِلٌ“.١٢

إخواتي وأخواتي الأحباء، بسبب حبه الكامل اللامتناهي ومعرفته لطبيعتنا البشرية،١٣ فقد شق لنا المخلص الطريق لتجنب الوقوع في فخ اللامبالاة الروحية. تعطينا الدعوة التالية منظورًا واسعًا، لا سيما بالنظر إلى العالم المعقد الذي نعيش فيه: ”تعلم مني وأنصت لكلماتي؛ امش باتضاع روحي فسوف تجد سلاماً فيَّ“. ١٤ عندما نقبل هذه الدعوة من المخلص، فإننا نظهر تواضعنا، ورغبتنا في أن نكون قابلين للتعليم، وأملنا في أن نصبح أكثر شبهاً به.١٥ تشمل هذه الدعوة أيضًا خدمته وخدمة أبناء الله ”بكل [قلوبنا وعقولنا وقوتنا]“.١٦ في صميم جهودنا في هذه الرحلة، بالطبع، تقع الوصيتان العظيمتان: أن نحب الرب إلهنا ونحب قريبنا كأنفسنا.١٧

هذا النوع من السلوك هو جزء من شخصية يسوع الإلهية وكان واضحًا في كل ما فعله خلال خدمته على الأرض.١٨ لذلك، عندما نكرس أنفسنا عن نية وصدق للتطلع نحوه والتعلم من قدوته المثالية،١٩ فإننا نتعرف عليه بشكل أفضل. وينمو حماسنا ورغبتنا في أن ندمج في حياتنا المعيار النهائي لكيفية عيشنا، والمثال الذي يجب أن نقدمه، والوصايا التي يجب أن نتبعها. ونكتسب أيضًا فهماً إضافياً وحكمة وشخصية إلهية ونعمة تجاه الله وقريبنا.٢٠ يمكنني أن أؤكد لكم أن قدرتنا على الشعور بتأثير المخلص ومحبته ستزداد في حياتنا، مما يُعظم إيماننا، ورغبتنا في التصرف باستقامة، والدافع كي نخدمه ونخدم الآخرين.٢١ بالإضافة إلى ذلك، فإن امتناننا للبركات والتحديات التي نمر بها في الحياة الفانية سوف يقوى ويصبح جزءًا من عبادتنا الحقيقية.٢٢

أصدقائي الأعزاء، كل هذه الأشياء تقوي دهشتنا الروحية فيما يتعلق بالإنجيل وتدفعنا إلى الحفاظ بفرح على العهود التي قطعناها مع الرب، حتى في خضم التجارب والتحديات التي نمر بها. بالطبع، لكي تتحقق هذه النتائج، فإننا نحتاج إلى الانغماس بنية حقيقية في تعاليم المخلص،٢٣ ساعين لدمج صفاته في طريقة وجودنا.٢٤ بالإضافة إلى ذلك، فإننا نحتاج إلى الاقتراب منه من خلال توبتنا،٢٥ طالبين مغفرته وقوته الفادية في حياتنا، والحفاظ على وصاياه. لقد وعد الرب بنفسه أنه سيوجه طرقنا إذا كنا متكلين عليه بكل قلوبنا، ونعرفه في كل طرقنا وعلى فهمنا لا نعتمد.٢٦

الشيخ جونز مع ويس

هناك رجلٌ التقيت به مؤخرًا، واسمه ويس، وهو يحضر المؤتمر اليوم، وقد قبل دعوة المسيح للتعلم عنه وعن إنجيله وبدأ يختبر هيبة محبته بعد ٢٧ عامًا من النأي بنفسه عن درب العهد. أخبرني أنه ذات يوم اتصل به عبر الفيسبوك مبشر، الشيخ جونز، وكان قد تم تعيينه مؤقتًا في منطقة ويس قبل الذهاب إلى مهمته التبشيرية الأصلية في بنما. عندما صادف الشيخ جونز، صفحة ويس الشخصية، ولم يكن يعرف مسبقًا أنه كان عضوًا في الكنيسة، شعر بتوجيهات الروح القدس وعرف أنه يجب عليه الاتصال على الفور بـويس. سرعان ما تصرف بناءً على هذا الانطباع. اندهش ويس من هذا الاتصال غير المتوقع وبدأ يدرك أن الرب كان على علم به على الرغم من بعده عن درب العهد.

منذ ذلك الحين، بدأ ويس والمبشرون بالتواصل كثيراً. قدم الشيخ جونز ورفيقه أعمال الخدمة الأسبوعية والرسائل الروحية التي ساعدت ويس على استعادة شعوره بهيبة المخلص وإنجيله . لقد أشعلت شعلة شهادته للحق ومحبة المخلص له. شعر ويس بالسلام الذي يأتي من المعزي واكتسب القوة التي يحتاجها للعودة إلى الكنيسة. أخبرني أن هذه التجربة أعادته روحياً وعاطفياً إلى الحياة وساعدته على التخلص من مشاعر المرارة المتراكمة على مر السنين بسبب التجارب الصعبة التي مر بها.

كما لاحظ صديقي الأستاذ المُفكّر المذكور أعلاه، هناك دائمًا شيء رائع ومذهل يمكن التعرف عليه عن يسوع المسيح وإنجيله.٢٧ لقد قدم الرب وعودًا رائعة لكل الذين يسعون للتعلم منه وجعل كلماته جزءا من حياتهم، بمن فيهم نحن. وقال لأخنوخ: ”ها هي روحي تحل عليك، ونتيجة لذلك فسوف أبرر كل كلماتك. وتهرب الجبال أمامك وتخرج الأنهار عن مجاريها؛ وسوف تظل فيّ وأنا فيك“.٢٨ أعلن من خلال خادمه الملك بنيامين ”سَوْفَ تُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ ٱلْمَسِيحِ، أَوْلادَهُ وَبَنَاتِهِ؛ لأَنَّهُ هُوَذَا قَدْ وَلَدَكُمُ ٱلْيَوْمَ بِالرُّوحِ؛ إِذْ أَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنَّ قُلُوبَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ بِالإِيمَانِ بِاسْمِهِ؛ لِذٰلِكَ فَقَدْ وُلِدْتُمْ مِنْهُ وَصِرْتُمْ أَوْلادًا وَبَنَاتٍ لَهُ“.٢٩

لذلك، خلال سعينا بصدق وباستمرار إلى التعلم من المخلص واتباع قدوته، فإنني أعدكم باسمه بأن صفاته الإلهية ستُنقش في أذهاننا وقلوبنا،٣٠ كي نصبح أشبه به ونسير معه.٣١

إخوتي وأخواتي الأحباء، أصلي لله أن نشعر دوما بمهابة يسوع المسيح وحبه الكامل واللانهائي والمثالي. لعل ذكرى ما رآته أعيننا وشعرت قلوبنا يزيد اندهاشنا بأضحية المخلص الكفارية التي يمكن أن تشفينا من جراحنا الروحية والعاطفية وتساعدنا على الاقتراب منه. أرجو أن نتعجب من الوعود العظيمة التي يحملها الآب بين يديه والتي أعدها للمؤمنين:

”فالملكوت لكم والبركات المتعلقة بها هي لكم وغِنَى الأبدية لكم.

فمن يتسلم كل الأشياء بشكر سيُمجَّد“.٣٢

يسوع هو فادي العالم، وهذه هي كنيسته. أشهد لهذه الحقائق بالاسم المذهل والمقدس والسامي لمخلصنا يسوع المسيح، آمين.

قوة الزخم الروحي

قوة الزخم الروحي

اليوم، أود أن أقترح خمسة إجراءات محددة يمكننا اتخاذها لمساعدتنا في الحفاظ على الزخم الروحي الإيجابي.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء ، أنا أحبكم. إنني أعتز بهذه الفرصة للتحدث معكم اليوم. أصلي يوميًا أن تكونوا محميين من الهجمات الشرسة للخصم وأن يكون لديكم القوة للمضي قدمًا في أي تحديات تواجهونها.

بعض التجارب هي أعباء خاصة للغاية لا يمكن لأحد أن يراها. يحدث البعض الآخر على المسرح العالمي. الصراع المسلح في أوروبا الشرقية هو أحد هذه التجارب. لقد زرت أوكرانيا وروسيا عدة مرات. أحب تلك الأراضي والناس ولغاتهم. أبكي وأصلي من أجل كل المتضررين من هذه الحرب. تفعل الكنيسة كل ما في وسعها لمساعدة الذين يعانون ويكافحون من أجل البقاء. ندعو الجميع إلى مواصلة الصوم والصلاة من أجل المتضررين من هذه الكارثة. تعتبر الحرب انتهاكا مروعا لكل ما يمثله الرب يسوع المسيح وما يعلمه.

لا أحد منا يستطيع السيطرة على الشعوب ، أو تصرفات الآخرين ، أو حتى أفراد عائلاتنا. لكن يمكننا أن نتحكم في أنفسنا. دعوتي اليوم، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هي إنهاء الصراعات المحتدمة في قلوبكم وبيوتكم وحياتكم. ادفنوا أي وكل ميول لإيذاء الآخرين — سواء كانت تلك الميول مزاجية أو لسانًا سليطا أو استياءً من شخص آذاكم. ومع ذلك، أمرنا المخلص بأن ندير الخد الآخر١ ، وأن نحب أعداءنا ، ونصلي من أجل الذين يستغلوننا باستخفاف٢.

قد يكون من الصعب للغاية التخلي عن الغضب الذي يبدو مبررًا. قد يبدو من المستحيل مسامحة الذين سببت أفعالهم المدمرة الأذى للأبرياء. ومع ذلك ، حثنا المخلص على أن ”نغفر لكل الناس“٣.

نحن أتباع أمير السلام. الآن أكثر من أي وقت مضى ، نحن بحاجة إلى السلام الذي يستطيع أن يأتي به هو فقط. كيف نتوقع أن يحل السلام في العالم ونحن فرديا لا نسعى إلى السلام والتوافق؟ أيها الإخوة والأخوات ، أعلم أن ما أقترحه ليس بالأمر السهل. لكن يجب على أتباع يسوع المسيح أن يكونوا قدوة يحتذى بها العالم بأسره. أدعوكم أن تفعلوا كل ما في وسعكم شخصيا لإنهاء النزاعات الشخصية التي تحتدم حاليًا في قلوبكم وفي حياتكم.

هل يمكنني أن أؤكد على هذه الدعوة للعمل من خلال مناقشة مفهوم تم تذكيري به مؤخرًا أثناء مشاهدة مباراة كرة سلة.

في تلك المباراة ، كان الشوط الأول عبارة عن معركة متأرجحة ، ذهابًا وإيابًا. ثم، خلال الثواني الخمس الأخيرة من الشوط الأول ، قام حارس في أحد الفريقين بتسديدة رائعة من ثلاث نقاط. في الثانية الاخيرة قبل انتهاء المباراة، خطف زميله التمريرة الداخلية ووضع كرة أخرى في السلة عند قرع الجرس! لذلك ذهب هذا الفريق إلى غرفة تبديل الملابس متقدمًا بأربع نقاط ، مع زيادة ملحوظة في الزخم. كانوا قادرين على الحفاظ على هذا الزخم في الشوط الثاني والفوز بالمباراة.

إن الزخم مفهوم قوي. لقد اختبرناه جميعًا بشكل أو بآخر — على سبيل المثال، في تسارع سيارة أو مع خلاف يتحول فجأة إلى جدال.

لذلك أسأل، ”ما الذي يمكن أن يشعل الزخم الروحي؟“ لقد رأينا أمثلة على كل من الزخمين الإيجابي والسلبي. نحن نعرف أتباعا ليسوع المسيح ممن اهتدوا ونموا في إيمانهم. لكننا نعرف أيضًا مؤمنين كانوا ملتزمين ذات مرة وتركوا الإيمان. يمكن للزخم أن يتأرجح في كلا الاتجاهين.

لم نكن بحاجة أبدًا إلى زخم روحي إيجابي أكثر مما نحتاجه الآن ، لمقاومة السرعة التي تشتد بها مظاهر الشر والظلمة في عصرنا. سيبقينا الزخمان الروحي الإيجابي مندفعين للأمام في خضم الخوف وعدم اليقين الناجمين عن الأوبئة وأمواج التسونامي والانفجارات البركانية والأعمال العدائية المسلحة. يمكن أن يساعدنا الزخم الروحي على الصمود في وجه الهجمات الشريرة القاسية للخصم وإحباط جهوده لتقويض أساسنا الروحي الشخصي.

يمكن للعديد من الأفعال أن تشعل الزخمين الروحي الإيجابي. الطاعة والمحبة والتواضع والخدمة والامتنان٤ ليست سوى أمثلة قليلة.

اليوم ، أود أن أقترح خمسة إجراءات محددة يمكننا اتخاذها لمساعدتنا في الحفاظ على الزخمين الروحي الإيجابي.

أولاً: السير على درب العهد والمواصلة فيه.

منذ وقت ليس ببعيد، حلمت حلماً التقيت فيه بمجموعة كبيرة من الناس. لقد طرحوا علي العديد من الأسئلة ، كان أكثرها تكرارًا حول درب العهد وسبب أهميته.

في حلمي، أوضحت أننا ندخل درب العهد بالمعمودية ونقطع أول عهد لنا مع الله.٥ في كل مرة نتناول فيها القربان، نعد مجدداً بأن نحمل اسم المخلص ، ونذكره ، ونحفظ وصاياه.٦ في المقابل ، يؤكد لنا الله بأننا سنحظى دائمًا بروح الرب ليكون معنا.

لاحقاً ، نقوم بقطع عهود إضافية في الهيكل، حيث نتلقى وعودًا أكبر. تمنحنا المراسيم والعهود منفذا إلى القوة الإلهية. درب العهد هو المسار الوحيد الذي يؤدي إلى الإعلاء والحياة الأبدية.

في حلمي، سألت امرأة كيف يمكن لشخص خرق عهوده أو عهودها أن يعود إلى هذا الدرب. الجواب على سؤالها يقودني إلى اقتراحي الثاني:

اكتشفوا بهجة التوبة اليومية.

ما هي أهمية التوبة؟ علم ألما ”لَقَدْ أَوْصَاهُمْ أَلا يُبَشِّرُوا إِلا بِالتَّوْبَةِ وَالإِيمَانِ بِالرَّبِّ“٧. التوبة مطلوبة من كل شخص مسؤول يريد المجد الأبدي٨. لا توجد استثناءات. في وحي للنبي جوزف سميث، وبخ الرب قادة الكنيسة لعدم تعليمهم الإنجيل لأطفالهم٩. التوبة هي مفتاح التقدم. يجعلنا الإيمان الخالص نتقدم على درب العهد.

من فضلكم لا تخافوا التوبة ولا تؤخروها. يفرح الشيطان ببؤسكم. اختصروا معاناتكم. اطردوا نفوذه من حياتكم. ابدأوا اليوم بتجربة البهجة الناجمة عن خلع الإنسان الطبيعي.١٠ يحبنا المخلص دائمًا ولكن خصوصا عندما نتوب. لقد وعد أنه رغم أن ”الْجِبَالَ تَزُولُ وَالتِّلالَ تَتَزَحْزَحُ، أَمَّا رَحْمَتِي … فَلا تُفَارِقُكِ“١١.

إذا شعرتم أنكم ضللتم عن درب العهد لمسافة طويلة أو لمدة طويلة ولا تعرفون طريق العودة، فهذا ببساطة ليس صحيحًا١٢. يرجى الاتصال بأسقفك أو رئيس فرعك. إنه ممثل الرب وسيساعدكم على الشعور ببهجة التوبة وراحتها.

الآن، تنبيه: العودة إلى درب العهد لا تعني أن الحياة ستكون سهلة. هذا الدرب صارم وفي بعض الأحيان يبدو وكأنكم تتسلقون منحدرا وعرا١٣. ومع ذلك، فإن هذا الصعود مصمم لاختبارنا وتعليمنا ، وصقل طبيعتنا ، ومساعدتنا على أن نصبح قديسين. إنه الدرب الوحيد الذي يؤدي إلى الإعلاء والحياة الأبدية. وصف أحد الأنبياء١٤ ”حالَةِ الْبَرَكَةِ والسَّعادَةِ لِلَّذينَ يَحْفَظونَ وَصايا اللّٰهِ. فَإِنَّهُمْ مُبارَكونَ في كُلِّ الْأُمورِ، الْمادِّيَّةِ وَالرّوحِيَّةِ؛ وَإِذا ثَبَتوا مُخْلِصينَ إِلى النِّهايَةِ فَإِنَّهُمْ يُقْبَلونَ في السَّماءِ … [و] يَمْكُثوا مَعَ اللّٰهِ في حالَةٍ مِنَ السَّعادَةِ الَّتي لا تَنْتَهي“١٥.

إن السير في درب العهد ، إلى جانب التوبة اليومية ، يغذي الزخمين الروحي الإيجابي.

اقتراحي الثالث: تعلموا عن الله وكيف يعمل.

من أعظم التحديات التي نواجهها اليوم هي التمييز بين حقائق الله وزيف الشيطان. لهذا السبب طلب منا الرب أن ”نصلي دائمًا، … لكي [نهزم] الشيطان، و … نهرب من أيادي أتباع الشيطان الذين يؤيدون عمله“١٦.

موسى هو مثال ممتاز لتعلم التمييز بين الله والشيطان. عندما أتى الشيطان ليجربه ، أحس موسى بالخداع لأنه كان قد تعامل مع الله وجهاً لوجه. وهكذا، أدرك موسى بسرعة من هو الشيطان وأمره أن يغادر١٧. عندما أصر الشيطان ، عرف موسى كيف يطلب المزيد من المساعدة من الله. تلقى موسى القوة الإلهية ووبخ الشرير ثانية، قائلاً: ”ابتعد عني يا شيطان، لأني سأعبد الله هذا وحده“١٨.

وكل الآخرين يجب أن يتبعوا هذا المثال. اطردوا تأثير الشيطان خارج حياتكم. من فضلكم لا تتبعوه إلى ”حضيض الشقاء والعذاب الأبدي“١٩.

وبسرعة مخيفة، يمكن أن تنهار شهادة لا تتغذى ”من كلمة الله الصالحة“٢٠ يوميًا. وبالتالي ، فإن الترياق الشافي لمخطط الشيطان واضح : نحن بحاجة إلى خبرات يومية في عبادة الرب ودراسة إنجيله. أدعوكم أن تجعلوا الله يغلب في حياتكم. امنحوه حصة معتبرة من وقتكم. عند قيامكم بذلك ، لاحظوا ما يحدث لزخمكم الروحي الإيجابي.

الاقتراح رقم ٤: اسعوا للمعجزات وتوقعوا حدوثها.

أكد لنا موروني أن ”الله لم يكف عن كونه إله معجزات“٢١. يوضح كل نص من النصوص المقدسة مدى استعداد الرب للتدخل في حياة الذين يؤمنون به٢٢. شق البحر الأحمر لموسى وساعد نافي في استعادة الصفائح النحاسية ، واستعاد كنيسته من خلال النبي جوزف سميث. استغرقت كل واحدة من هذه المعجزات وقتًا وربما لم تكن بالضبط ما طلبه هؤلاء الأفراد في الأصل من الرب.

وبنفس الطريقة، سيبارككم الرب بالمعجزات إذا كنتم تؤمنون به ، ”بغير ارتياب“٢٣. قوموا بالعمل الروحي لطلب المعجزات. اطلبوا من الله مصلين أن يعينكم على ممارسة هذا النوع من الإيمان. أعدكم أنه يمكنكم أن تختبروا بأنفسكم يسوع المسيح ذلك ”يَهِبُ الْمَنْهُوكَ قُوَّةً وَيَمْنَحُ الضَّعِيفَ قُدْرَةً عَظِيمَةً“.٢٤ قليلة هي الأمور التي ستسرع من زخميكم الروحي أكثر من إدراككم أن الرب يساعدكم على تحريك جبل في حياتكم.

الاقتراح رقم ٥: أنهوا الصراع في حياتكم الشخصية.

أكرر دعوتي لإنهاء الخلافات في حياتكم. مارسوا التواضع والشجاعة والقوة المطلوبة للتسامح وطلب الغفران. لقد وعد المخلص ”فَإِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلّاتِكُمْ“٢٥.

بعد أسبوعين من اليوم نحتفل بعيد الفصح. حتى ذلك الوقت ، أدعوكم إلى السعي لإنهاء نزاعكم الشخصي الذي أثقلكم. هل يمكن أن يكون هناك فعل أكثر امتنانًا ليسوع المسيح على كفارته؟ إذا بدا الغفران مستحيلاً في الوقت الحاضر ، توسلوا الحصول على القوة من خلال دم يسوع المسيح الكفاري لمساعدتكم. عند قيامكم بذلك ، أعدكم بسلام شخصي وتفجر في الزخم الروحي.

عندما كفّر المخلص عن البشرية جمعاء ، فقد شق الدرب لمن يتبعونه ليتمكنوا من الوصول إلى شفائه وقوته وقدرته على الفداء. هذه الامتيازات الروحية متاحة لكل من يسعى لسماعه واتباعه.

إخوتي وأخواتي الأعزاء ، من كل قلبي أحثكم على السير على درب العهد ومواصلته. اشعروا ببهجة التوبة يومياً. تعلموا عن الله وكيف يعمل. اطلبوا المعجزات وتوقعوها. اسعوا لإنهاء الصراع في حياتكم.

وخلال عملكم على تحقيق هذه الأهداف ، فإنني أعدكم بالحصول على القدرة على المضي قدمًا على درب العهد بزخم متزايد بالرغم من أي عقبات تواجهونها. وأعدكم بقوة أكبر لمقاومة التجربة ، والمزيد من راحة البال والحرية من الخوف ، ووحدة أعظم في عائلاتكم.

الله حي! يسوع هو المسيح! إنه حي! إنه يحبنا وسيساعدنا. بهذا أشهد باسم فادينا المقدس ، يسوع المسيح، آمين.

ملاحظات

  1. راجع ٣ نافي ١١‏:٢٩.

  2. راجع ٣ نافي ١١‏:٢٩.

  3. المبادئ والعهود ٦٤‏:١٠؛ راجع أيضا المبادئ والعهود ٢٠‏:٩..

  4. كما قال الرسول بولس، ”ارْفَعُوا الشُّكْرَ فِي كُلِّ حَالٍ“.(١ تسالونيكي ٥ ‏:١٨). إن الإمتنان هو أحد ترياقات اليأس والإحباط والخمول الروحي الأكثر ضمانا. ما هي بعض الأشياء التي يمكننا أن نشكر الله عليها؟ اشكروه على جمال الأرض ، وعلى استعادة الإنجيل ، وعلى الطرق التي لا تعد ولا تحصى التي يتيح بها هو وابنه قوتهما لنا هنا على هذه الأرض. اشكروه على النصوص المقدسة ، وعلى الملائكة الذين يستجيبون لتوسلاتنا إلى الله طلبا للمساعدة ، وللوحي ، وللعائلات الأبدية. والأهم من ذلك كله ، إشكروا الله على هبة ابنه وكفارة يسوع المسيح ، التي تمكننا من إنجاز المهام التي أرسلنا من أجلها إلى الأرض.

  5. لفهم درب العهد ، من المهم أن نفهم أن العهد ينطوي على التزام ثنائي الاتجاه بين الله وأحد أبنائه. في العهد ، يحدد الله الشروط ، ونحن نوافق على تلك الشروط. بالمقابل ، يقدم الله وعودا لنا. يصاحب العديد من العهود علامات خارجية—أو مراسيم مقدسة—نشارك فيها مع شهود حاضرين. على سبيل المثال ، المعمودية هي علامة للرب على أن الشخص الذي يتعمد قطع عهدا لحفظ وصايا الله.

  6. راجع موروني ٤‏:٣؛ ٥‏:٢المبادئ والعهود ٢٠‏:٧٧، ٧٩.

  7. موسيا ١٨‏:٢٠.

  8. راجع موسى ٦: ٥٠ ، ٥٧.

  9. راجع المبادئ والعهود ٩٣‏:٤٠-٤٨.

  10. راجع موسيا ٣‏:١٩.

  11. أثير ٦‏:٨ التشديد مضاف؛ راجع أيضاً ٣ نافي ٢٢: ١٠. اللطف يترجم من المصطلح العبري هسد ، وهي كلمة قوية ذات معنى عميق تشمل اللطف والرحمة ومحبة العهد وغيرها.

  12. من الممكن التكفير عن بعض الخطايا دون غيرها. إذا أساء شخص ما إلى شخص آخر أو اعتدى عليه ، أو إذا أودى بحياة شخص آخر، فلا يمكن التكفير بالكامل. لا يمكن للخاطئ في تلك الحالات أن يفعل الكثير ، ويبقى دين كبير للسداد. بسبب استعداد الرب لغفران الدين المستحق ، فإن بإمكاننا أن نقبل إليه بغض النظر عن مدى ضلالنا. عندما نتوب بإخلاص فإنه سوف يغفر لنا. إن أي دين مستحق بين خطايانا وقدرتنا على التكفير الكامل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تطبيق كفارة يسوع المسيح ، الذي يمكنه أن يقدم هبة رحمة. إن استعداده لغفران ديننا المستحق هو هبة لا تقدر بثمن.

  13. راجع ٢ نافي ٣١‏:١٨-٢٠.

  14. نبي النافيين الملك بنيامين.

  15. موسيا ٢‏:٤١.

  16. المبادىء والعهود ١٠‏:٥؛ التشديد مُضاف.

  17. راجع موسى ١‏:١٦؛ راجع أيضا الآيات ١–٢٠.

  18. موسى ١‏:٢٠.

  19. حيلامان ٥‏:١٢.

  20. موروني ٦‏:٤.

  21. مورمون ٩‏:١٥؛ راجع أيضا العدد ١٩.

  22. أعلن يوحنا الرسول أنه سجل معجزات المخلص حتى ”نؤمن بأن يسوع هو المسيح“ (يوحنا ٢٠‏:٣١).

  23. مورمون ٩‏:٢١

  24. إشعياء ٤٠‏:٢٩.

  25. متى ٥‏:٣٨.

ارفع رأسك وابتهج

 

ارفع رأسك وابتهج

لقد ولدنا في هذا الوقت لغرض إلهي ، وهو جمع إسرائيل.

قال الرب متحدثا ومشجعا توماس ب. مارش، الذي كان قد اهتدى حديثا، ”ارفع رأسك وابتهج ، لأن ساعة خدمتك قد اقتربت“ (المبادئ والعهود ٣١‏:٣).

أعتقد أن هذه الدعوة يمكن أن تكون مصدر إلهام لجميع أعضاء الكنيسة. على كل حال ، تلقى كل منا من أبينا السماوي مهمة جمع إسرائيل على جانبي الحجاب.

قال الرئيس رسل م. نلسن، ”هذا الجمع هو أهم شيء يحدث على الأرض اليوم. لا يوجد ما يقارن به حجما، وأهمية، وجلالا“.١

بالتأكيد ، هناك العديد من القضايا الجديرة بالاهتمام في العالم. من المستحيل ذكرها جميعها. لكن ألا ترغبون في المشاركة في قضية عظيمة في متناول يدكم وحيث تُحدث مساهمتكم تأثيرا مهما؟ يحدث جمع إسرائيل تأثيرا أبديا على جميع البشر. يمكن للأشخاص من جميع الأعمار المشاركة في هذه القضية بغض النظر عن ظروفهم ومكان إقامتهم. لا يوجد سبب آخر في العالم أكثر شمولاً.

تحدث الرئيس نلسن بشكل خاص إلى الشبيبة ، قائلاً إن ”أبينا السماوي احتفظ بالعديد من أرواحه النبيلة — ربما … أفضل فريق عنده — لهذه المرحلة النهائية. هؤلاء الأرواح النبيلة — هؤلاء اللاعبون المختارون، هؤلاء الأبطال — هم أنتم!“٢

نعم، لقد تم إعدادكم منذ ما قبل هذه الحياة وولدتم الآن للمشاركة في العمل العظيم لجمع إسرائيل على جانبي الحجاب في هذه الأيام الأخيرة (راجع المبادئ والعهود ١٣٨‏:٥٣–٥٦).

ما هي الأهمية الكبرى لهذه القضية؟ لأن ”قيمة النفوس عظيمة في نظر الله“ (المبادئ والعهود ١٨‏:١٠). ولأن ”من يؤمن [بيسوع المسيح] ويعتمد، فهو يخلص؛ و … يرثون ملكوت الله“ (٣ نافي ١١‏:٣٣). علاوة على ذلك، ”كل ما يملكه [الآب] سيعطيه“ للذين يتلقون مراسيمه ويحفظون عهوده (المبادئ والعهود ٨٤‏:٣٨). بالإضافة إلى ذلك، ”العمال قليلون“ (لوقا ١٠‏:٢).

فقط في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة نجد القوة والسلطة والطريقة لتقديم مثل هذه البركة للآخرين، سواء أكانوا أحياء أم أمواتًا.

كما قال الرئيس نلسن: ”كل مرة تفعل أي شيء يساعد أي شخص — على أي جانب من الحجاب — تقوم بخطوة نحو قطع العهود مع الله وتلقي مراسيم المعمودية والهيكل الأساسية، فأنت تساعد في جمع إسرائيل. إن الأمر بهذه البساطة“.٣

وفي حين أن هناك العديد من الطرق للمساعدة في الجمع، فإنني أود أن أتحدث عن واحدة على وجه الخصوص: الخدمة كمبشر متفرغ. بالنسبة للكثيرين منكم ، هذا يعني أن تكونوا مبشرين معلمين. بالنسبة إلى كثيرين آخرين ، سيعني ذلك أن تكون مبشراً للخدمة. يحاول العالم صرف انتباه الشباب عن هذه المسؤولية الأكثر قدسية باستخدام الخوف وانعدام الأمن.

قد تكون بعض مصادر الإلهاء الأخرى هي مواجهة جائحة أو ترك وظيفة جيدة أو تأجيل التعليم أو الاهتمام بشكل خاص بشخص ما بشكل عاطفي. سيكون لكل فرد مجموعة من تحدياته الخاصة. يمكن أن تنشأ مثل هذه الإلهاءات في الوقت المحدد للبدء في خدمة الرب ، والخيارات التي تبدو واضحة لاحقًا ليست دائمًا سهلة في الوقت الحالي.

أعرف من خلال التجربة الشخصية طبيعة العقل المضطرب لمثل هذا الشاب. عندما كنت أستعد للمغادرة للخدمة التبشيرية ، حاولت بعض القوى المفاجئة أن تثبط عزيمتي. كان أحدهم طبيب أسناني. عندما أدرك أن موعدي معه كان للاستعداد لكي أكون مبشرا ، حاول تثبيطي عن الخدمة. لم يكن لدي أدنى فكرة أن طبيب أسناني كان ضد الكنيسة.

كان التوقف عن تلقي تعليمي معقدًا أيضًا. عندما طلبت إجازة لمدة عامين من برنامجي الجامعي ، علمت أن ذلك غير ممكن. كنت سأفقد مقعدي في الجامعة إذا لم أعد بعد عام واحد. في البرازيل ، كان هذا أمرًا خطيرًا لأن المعيار الوحيد للقبول في برنامج جامعي كان اختبارًا صعبًا وتنافسيًا للغاية.

بعد الإصرار المتكرر ، أُبلغت على مضض أنه بعد التغيب لمدة عام ، فإنه سيمكنني التقدم بطلب للحصول على استثناء لأسباب استثنائية. قد يتم الموافقة عليه أو لا. لقد شعرت بالرعب من فكرة إعادة إجراء اختبار القبول الصعب هذا بعد الابتعاد لعامين عن دراستي.

كما أنني كنت مهتمًا بشكل خاص بشابة. شاركني العديد من أصدقائي نفس اهتمامي بها. فكرت في نفسي، ”إذا غادرت للتبشير فإنني أخاطر“.

لكن الرب يسوع المسيح كان مصدر إلهامي العظيم ألا أخاف من المستقبل لأنني جاهدت لخدمته من كل قلبي.

كان لديه أيضا مهمة لتحقيقها. وأوضح بكلماته،: ”نزلت من السماء، لا لأتمم مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني“ (يوحنّا ٦‏:٣٨). وهل كانت خدمته سهلة؟ بالطبع لا. وهذا العذاب جعلني أنا، ”حتى الله أعظم الجميع، أرتجف بسبب الألم فجعل الدم ينزف من كل مسامة فأقاسي جسديّا وروحيّا — حتى وددت ألا أشرب الكأس المرّ وأن أنكمش —

”ورغم ذلك، المجد للآب، فاني تناولت وأكملت الاعداد لبني البشر“.(المبادئ والعهود ١٩‏:١٨–١٩).

قد يبدو التفرغ للتبشير صعبا بالنسبة لنا. ربما يتطلب أن نتخلى عن أشياء مهمة مؤقتا. يعلم الرب ذلك بالتأكيد ، وسيكون دائمًا إلى جانبنا.

في الواقع ، وعدت الرئاسة الأولى في رسالتها إلى المبشرين في بشروا بإنجيلي، ”سوف يجازيكم الرب ويبارككم بسخاء عندما تخدمونه بتواضع وبروح الصلاة“.٤ صحيح أن جميع أبناء الله مباركون بطريقة أو بأخرى، ولكن هناك فرق بين أن تكون مباركًا وأن تكون مباركًا بغنى في خدمته.

أتذكرون التحديات التي اعتقدت أنني واجهتها قبل مهمتي؟ طبيب اسناني؟ لقد وجدت غيره. جامعتي؟ واقفوا على منحي استثناء. أتذكرون تلك الشابة؟ لقد تزوجت من أحد أصدقائي الطيبين.

لكن الله حقًا باركني بشكل غني. وتعلمت أن بركات الرب يمكن أن تحصل بطرق مختلفة عما نتوقعه. في نهاية الأمر، أفكاره ليست أفكارنا (راجع إشعياء ٥٥‏:٨–٩).

من بين العديد من البركات الغنية التي منحني إياها لخدمته كمبشر متفرغ، هي حصولي على إيمان أكبر بيسوع المسيح وكفارته ومعرفة وشهادة أقوى لتعاليمه، حتى لا أتأثر بسهولة بـ ”كل ريح تعليم“ (أفسس ٤‏:١٤). لقد فقدت خوفي من التدريس. زادت قدرتي على مواجهة التحديات بتفاؤل. تعلمت من خلال مراقبة الأفراد والعائلات الذين قابلتهم أو علمتهم كمبشر ، أن تعاليم الله حقيقية عندما يقول أن الخطيئة لا تجلب السعادة الحقيقية وأن طاعة وصايا الله تساعدنا على الازدهار على الصعيدين الزمني والروحي (راجع موصايا ٢‏:٤١؛ ألما ٤١‏:١٠). وتعلمت شخصيا أن الله إله المعجزات (راجع مورمون ٩).

كانت كل هذه الأشياء مفيدة في تحضيري لحياة البالغين ، بما في ذلك تحقيق احتمالية الزواج والأبوة وخدمة الكنيسة والحياة المهنية والمجتمعية.

بعد خدمتي التبشيرية ، استفدت من شجاعتي المتزايدة لتقديم نفسي كتابع مخلص ليسوع المسيح وكنيسته في جميع الظروف ولجميع الناس ، حتى مشاركة الإنجيل مع امرأة جميلة والتي أصبحت بدورها شريكتي الأبدية والفاضلة والحكيمة والمرحة والرائعة ، والحبيبة ، ونور حياتي.

نعم، لقد باركني الله بغنى ، بما يفوق بكثير ما تخيلته ، تمامًا كما يفعل كل الذين ”يخدمونه بتواضع وبصلاة“. أنا ممتن لله إلى الأبد على صلاحه.

خدمتي التبشيرية شكلت حياتي بالكامل. تعلمت أن الثقة في الله ، والثقة في حكمته ورحمته وفي وعوده تستحق العناء. في نهاية المطاف ، هو أبونا، وبدون أدنى شك يريد الأفضل لنا.

أعزائي الشبيبة في جميع أنحاء العالم ، أطرح عليكم نفس الدعوة التي وجهها نبينا، الرئيس نلسن، إليكم جميعًا ”للإنخراط في كتيبة الرب للشبيبة للمساعدة في جمع إسرائيل“. يوضح الرئيس نلسن

”لا يوجد شيء له نتائج أعظم. على الإطلاق. لا شيء.

يجب أن يعني هذا الجمع كل شيء بالنسبة لكم. هذه هي المهمة التي أُرسلتم من أجلها إلى الأرض“.٥

لقد ولدنا في هذا الوقت لغرض إلهي ، وهو جمع إسرائيل. عندما نعمل كمبشرين متفرغين ، فإننا سنواجه تحديات في بعض الأحيان ، لكن الرب نفسه هو قدوتنا الأعظم والمرشد في مثل هذه الظروف. إنه يفهم ما هي المهمة الصعبة. بمساعدته، يمكننا القيام بأمور صعبة. سيكون إلى جانبنا (راجع المبادئ والعهود ٨٤‏:٨٨)، وسوف يباركنا كثيرًا بينما نخدمه بكل تواضع.

لكل هذه الأسباب، لست مندهشًا أن الرب قال لـ توماس ب. مارش ولنا جميعًا، ”ارفع رأسك وابتهج، لأن ساعة خدمتك قد اقتربت“. باسم يسوع المسيح، آمين.