المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الخميس، 22 أكتوبر 2020

اسأل، اسعَ، واطرق الباب

 

اسأل، اسعَ، واطرق
 الباب

جزءٌ مهم من خطة الآب السماوي هو الفرصة والقدرة على أن نتخاطب معه في أي وقتٍ نريد.

قبل أربعة أشهر وأثناء دراستي للنصوص المقدسة، وبينما كنت أقرأُ عن مهمة ألما التبشيرية في عمونيحة مر علي هذا الاقتراح التالي والمدون في منهاج، "تعال، اتبعني: "و بينما تقرأون عن البركات التي أعطاها الله لشعب نافي (راجع ألما ٩: ١٩-٢٣)، فكروا في البركات العظيمة التي أعطاكم إياها." ١ قررت بعدها أن أضع قائمة بالبركات التي منحها الله لي وبأن أخزن هذه القائمة على النسخة الإلكترونية لهذا الكُتيب. وفي غضون دقائق قليلة، دونت ١٦ بركة.

كانت رحمة المخلص وأضحيته الكفارية من بين أعظم تلك البركات كتبت أيضا عن البركات التي حظيت بها لكي أمثل المخلص كمبشر شاب ويافع في السن يخدم في البرتغال، وكتبت أيضا عن البركات التي حصلت عليها بينما كنت مع شريكة حياتي الأبدية باتريشيا، في البعثة التبشيرية لمدينة بورتو أليغري في جنوب البرازيل ، حيث خدمنا مع ٥٢٢ مبشرا يتحلون بالقوة والشجاعة. متحدثا عن باتريشيا فإن معظم البركات التي كتبتها في ذلك اليوم تشاركناها واستمتعنا بها سوياً على مدى ٤٠ عاماً من الزواج ــــ بما في ذلك مرسوم ختمنا في هيكل ساو باولو في البرازيل، مع أبنائنا الثلاثة الرائعين وأزواجهم وزوجاتهم وأحفادنا الثلاثة عشر.

فكرت أيضا في والدي ووالدتي، الذين ربوني حسب تعاليم الإنجيل. لقد ذُكرت، وعلى وجه التحديد، في اللحظة التي ركعت فيها والدتي المحبة بجانب فراشي عندما كنت أبلغ من العمر عشر سنين. من المؤكد بأنه شعرت أنه حتي تُستجاب صلواتي وتصل إلى أبينا السماوي، فإنها تحتاج لأن تتطور وتتحسن. لذلك قالت، "سأُصلي أنا أولا، وبعد أن أنتهي من صلاتي، يُمكنك بعدها أن تُصلي." استمرت على هذا النمط في كل ليلة، إلى أن أصبحت واثقة من أنني قد تعلمت بالمبدأ والممارسة كيفية التحدث إلى الآب السماوي. سأظل ممتنا لها إلى الأبد لأنها علمتني كيف أُصلي، وذلك لأني تعلمت بأن أبي السماوي سوف يستمع لصلواتي ويستجيب لها.

في الواقع، هذه كانت بركة أخرى أضفتها إلى قائمتي ــــ ألا وهي بركة وهبة القدرة على الاستماع إلى إرادة الرب والتعلم منها. جزءٌ مهم من خطة الأب السماوي هو الفرصة والقدرة على أن نتخاطب معه في أي وقتٍ نريد.

دعوة من الرب

عندما زار المُخلص الأمريكيتين بعد قيامته، فقد كرر عليهم دعوة كان قد قدمها لتلاميذه في الجليل. قال:

"ٱِسْأَلُوا تُعْطَوْا؛ ٱُطْلُبُوا تَجِدُوا؛ ٱِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.

”لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ.“(٣ نافي ١٤: ٧-٨ ؛ راجع أيضًا متى ٧: ٧-٨).

قدم لنا نبينا، الرئيس رسل نلسن، دعوة مماثلة في يومنا هذا. قال: "صلوا باسم يسوع المسيح بشأن مخاوفكم، وبشأن ما يقلقكم، وبشأن نقاط ضعفكم ـــ نعم ولأجل كل ما يشتهيه قلبكم". ثم استمعوا“. دونوا الأفكار التي تخطر على بالكم. دونوا مشاعركم وتصرفوا حسب الأفعال التي تُمليها عليكم أذهانكم. عندما تكررون هذه العملية يومًا بعد يوم وشهرًا بعد شهر وعامًا بعد عام ، فإنك ستنمو لتستوعبوا مبدأ الوحي".٢

لقد علمنا الرئيس نلسن قائلاً: ”في الأيام القادمة، لن يكون من الممكن النجاة روحياً من دون توجيه وإرشاد و تعزية الروح القدس وتأثيره المستمر.“٣

لماذا يُعَدُ الوحي ضروريا لخلاصنا الروحي. لأن العالم مضطرب ومزعج، وحافل بكل ما يضلل ويشتت. التواصل مع أبينا في السماء يُمكنِّنا من أن نقوم بفرز أفكارنا وفصل ما هو خاطئ عما هو صحيح، وفصل ما هو مخالف لخطة الرب عن ما هو غير متوافق معها. يمكن أيضا للعالم أن يكون قاسياً ومُفجعاً للقلب. لكن عندما نفتح قلوبنا أثناء الصلاة، فإننا سوف نشعر بالراحة التي تأتي من أبينا في السماء وسنحصل على التأكيد بأنه يُحبنا ويُقدِّرُنا.

اسأل

قال الرب بأن "كل من يسأل [سوف] يُعطى." قد يبدو الطلب بسيطا، لكنه في نفس الوقت ذا تأثير قوي لأنه يكشف عن رغباتنا وإيماننا. على الرغم من ذلك، فإن تعلم وفهم صوت الرب بتطلب الوقت. نحن نُعير انتباهنا للأفكار والمشاعر التي تتبادر إلى أذهاننا وقلوبنا، ونحن ندونها، كما نصحنا نبينا بأن نفعل. تدوين انطباعاتنا هو جزءٌ مهم من التسلم. فهو يساعدنا على أن نتذكر، ونراجع، ونعاود الشعور بما يعلمنا إياه الرب.

مجددا قال لي أحد أحبتي لي: "أنا أؤمن بأن الرؤى الشخصية حقيقية. أنا أؤمن بأن الروح القدس سوف تُطلعني على كافة الأمور التي يجب علي أن أفعلها. ٤ إنه من السهل الإيمان عندما أشعر بقناعة أكيدة تشتعل نيرانها في صدري.٥ لكن كيف يمكنني أن أجعل الروح القدس تتحدث إلي على هذا النحو من القوة؟

إلى أحبتي وإليكم جميعا، أود أن أقول أنا وأنتم نرغب دائما في الشعور بتلك المشاعر القوية التي يمنحنا إياها الروح ولأن نرى دائما الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه. لكنني لا أحصل على ذلك. لكن، ما قد نشعر به في الغالب هو صوت الرب الصغير الخافت يهمس في ذهننا وقلبنا، "أنا هنا." وأحبكم! استمروا؛ ابذلوا قُصارى جهدكم وأفضل ما عندكم. سوف أدعمكم." لا نحتاج لأن نعرف دائما كل شئ أو لأن نرى كل شئ.

الصوت الخافت هو صوت كله تأكيد، وتشجيع، والتعزية، وفي كثير من الأوقات هذا هو كُل ما نحتاجه في يومنا. الروح القدس حقيقي، وانطباعاته حقيقية ـــ الكبيرة منها والصغيرة.

اسعوا

تابع الرب ووعد: "من يسعَ، يجد." السعي يشتمل على تسخير كافة الجهود بما في ذلك العقلية والروحية، التجربة والاختبار والدراسة." نحن نسعى لأننا نثق بوعود الرب. "لأن كل من يأتي إلى الله يجب أن يؤمن بأنه موجود وبأنه يكافئ من يطلبونه." (عبرانيون ١١: ٦) عندما نسعى، فإننا وبكل تواضع نعترف بأنه ما زال أمامنا الكثير لكي نتعلمه، وبأن الرب سوف يزيد من فهمنا، وسوف يهيؤنا لتسلم المزيد. "لأن الرب قال: "سأعطى لأبناء البشر خطا على خط، ووصية على وصية، هنا قليل، و هناك قليل، ...لأنني سأمنح المزيد لمن يتسلم." (٢ نافي ٢٨: ٣٠)

أُطرق

أخيراً قال الرب، "ومن يطرق سيُفتح له." الطرق هو فعلٌ يدلُ على الإيمان. عندما نتبعه بجد، فإن الرب يفتح الطريق أمامنا. هناك ترنيمة تُعلمنا بأن "نستيقظ ونفعل ما هو أكثر من الحلم بمنزلنا السماوي. فعل الصواب هو مُتعة، وبهجة فوق التصور، وبركة كُلُها مسؤولية ومحبة". ٦ الشيخ غيريت و. غونغ من رابطة الرسل الاثني عشر شرح بأن الرؤيا غالبا ما تأتي أثناء قيامنا بعمل الخير. قال: " عندما نحاول تقديم الخدمة لمن من حولنا، فأنا أعتقد بأن الرب يمنحنا قدراً إضافياً من حبه لهم وبالتالى لنا. أنا أعتقد بأننا نسمع صوته، ونشعر به بطريقة مختلفة، خاصة عندما نُصلي لكي نساعد مَن مِنْ حولنا لأن هذه واحدة من أكثر الصلوات التي يستجيب لها." ٧

مَثَلُ ألما

هذا الاقتراح البسيط المدون في المنهاج "تعال، اتبعني" بأن نفكر ببركاتنا الخاصة استحضر روحا عطرة و بعضا من الاستبصارات الروحية غير المتوقعة. ومع استمراري في القراءة عن ألما وخدمته في عمونيحة، اكتشفت بأن ألما يجسد لنا مثلا وقدوة جيدة حول ما تعنيه العبارة بأن نسأل، ونسعى، ونطرق. نقرأ بأن ألما، "عمل كثيرا بالروح، مصارعا الله في صلاة عظيمة كي يسكب روحه على القوم". تلك الصلاة، وبالرغم من كل ذلك لم تُستجاب على النحو الذي كان يرغب به، وطُرِد ألما من المدينة. "وهو مثقل بالحزن،" ولما كان ألما على وشك أن يستسلم سلمه ملاكٌ هذه الرسالة: "مُبَارَكٌ أَنْتَ يَا أَلْمَا. لذلك ارفع رأسك وابتهج، فإن لديك سببا عظيما لأن تبتهج." ثم أخبره الملاك بأن يعود إلى عمونيحة ويحاول مرة أخرى، وألما "عاد سريعا." ٨

ماذا تتعلمون من ألما بشأن السؤال، والسعي، وبعدها الطرق على الباب؟ نتعلم بأن الصلاة تتطلب بذل الجهد الروحي، ولا نتوصل دائما إلى النتيجة التي نأملها. لكن عندما نشعر بالإحباط أو يعترينا الأسى، فإن الرب يقدم لنا التعزية والقوة بطرق مختلفة. قد لا يُجيب على كافة أسئلتنا أو يحل كافة مشاكلنا على الفور؛ لكنه عوضا عن ذلك يُشجعنا على الاستمرار في المحاولة. بعدها وعندما نجعل خطتنا فورا متناسقة مع خطته، فهو سوف يفتح الطريق أمامنا كما فعل مع ألما.

إنها شهادتي بأن هذا هو تدبير ملء الإنجيل. يمكننا أن نستمتع ببركات كفارة يسوع المسيح في حياتنا. النصوص المقدسة متوافرة لنا على نطاق واسع. يقودنا أنبياء يُعلموننا عن إرادة الرب لنا في الأيام الصعبة التي نعيشها. إضافة إلى ذلك، فإنه يمكننا أن نتسلم رؤى مباشرة بحيث يمكن للرب أن يقوم بتعزيتنا وإرشادنا علي نحو شخصي. وكما قال الملاك لألما، "إن لدينا سببا عظيما لكي نبتهج." (ألما ٨: ١٥) باسم يسوع المسيح، آمين.

امتحان إيمانكم ينشىء صبرا

 

وأما الصبر فليكن له عمل

تام، احسبوه كل فرح!

عندما نتحلى بالصبر، يزداد إيماننا. وكلما زاد إيماننا زاد فرحنا.

قبل عامين، توفي أخي الأصغر، تشاد. ترك انتقاله إلى الجانب الآخر فجوة في قلب زوجة أخي ستيفاني؛ وطفلاهما الصغيران برايدن وبيلا؛ وكذلك بقية أفراد الأسرة. وجدنا عزاء في كلمات الشيخ نيلل. أندرسن في المؤتمر العام قبل أسبوع من وفاة تشاد: "في بوتقة التجارب الأرضية، تحركوا بصبر إلى الأمام، وسوف تجلب لكم قوة المخلص الشافية النور والتفهم والسلام والأمل" ("الجرحى،" لياهونا، تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٨، ٨٥).

تشاد جاغي والعائلة

[ALT: تشاد جاغي والعائلة]

نحن نؤمن بيسوع المسيح؛ ونعلم أننا سنجتمع مع تشاد مرة أخرى، لكن فقدان حضوره الجسدي يؤلم! لقد فقد الكثيرون أحباءهم. من الصعب التحلي بالصبر وانتظار الوقت الذي سنجتمع فيه معهم.

بعد عام من وفاته، شعرنا وكأن سحابة مظلمة طغت علينا. لجأنا إلى دراسة كتبنا المقدسة، والصلاة بحرارة، وحضور الهيكل بشكل متكرر. تستحوذ سطور هذه الترنيمة على مشاعرنا في ذلك الوقت: "ينبلج الفجر ويصحو العالم، وتنجلي عتمة الليل" (“The Day Dawn Is Breaking,” Hymns, no.52).

قررت عائلتنا أن عام ٢٠٢٠ سيكون عام انتعاش! كنا ندرس درسا في كتاب تعال واتبعني في سفر يعقوب من العهد الجديد في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٩ عندما برز لنا موضوع. نقرأ في يعقوب، الفصل ١، الآية ٢، "يا إخوتي، احسبوه كل فرح حينما تقعون في تجارب متنوعة" (ترجمة جوزف سميث، يعقوب ١: ٢ [في يعقوب ١: ٢ ، حاشية سفلية a]). بسبب رغبتنا في افتتاح عام جديد، عقد جديد، بفرح ، قررنا أنه في عام ٢٠٢٠ "سنحسبه كل فرح." لقد شعرنا بقوة عن هذا الأمر حتى أنه في عيد الميلاد الماضي قمنا بإهداء قمصان الى إخوتنا بأحرف كبيرة، "احسبوه كل فرح". أردنا أن يكون عام ٢٠٢٠ بالتأكيد عام الفرح والبهجة.

حسنًا، ها نحن ذا—عام ٢٠٢٠ جلب بدلاً من ذلك جائحة الكورونا العالمية والاضطرابات المدنية والتحديات الاقتصادية. قد يمنحنا أبانا السماوي الوقت للتفكير والتأمل في فهمنا للصبر وقرارنا الواعي باختيار الفرح.

منذ ذلك الحين، أصبح لسفر يعقوب معنى جديدا بالنسبة لنا. يعقوب، الفصل ١، الآيات ٣ و ٣ يتابع:

”عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا.

”وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء“.

في جهودنا للبحث عن الفرح في خضم تجاربنا، نسينا أن التحلي بالصبر هو المفتاح لترك تلك التجارب تعمل لصالحنا.

علمنا الملك بنيامين بأن علينا نزع الإنسان الطبيعي وأن نصير "[قديسين] بكفارة الرب يسوع، و [نصبح] كالأطفال، خاضعين وودعاء ومتواضعين وصبورين ومملوئين حبا ومستعدين للخضوع لكل الأمور" موصايا ٣ :١٩).

يعلّم الفصل السادس من كتاب بشروا بإنجيلي صفات أساسية للمسيح يمكننا الاقتداء بها: "الصبر هو القدرة على تحمل التأخير أو المتاعب أو المقاومة أو المعاناة دون أن تغضب أو تحبط أو تقلق. إنه القدرة على عمل مشيئة الله وقبول توقيته. عندما يتحلى المرء بالصبر فإنه يصمد تحت الضغط ويكون قادرًا على مواجهة المحن بهدوء وأمل"(Preach My Gospel: AGuide to Missionary Service, rev. ed. [2019], 126).

يمكن أيضًا توضيح عمل الصبر الكامل في حياة سمعان الكنعاني أحد تلاميذ المسيح الأوائل. كان الغيورون مجموعة من القوميين اليهود الذين عارضوا بشدة الحكم الروماني. دعت حركة الغيورين إلى استخدام العنف ضد الرومان، والمتعاونين معهم من اليهود، والصدوقيين من خلال الإغارة على المؤن والسعي في أنشطة الأخرى لمساعدة قضيتهم (راجع see Encyclopedia Britannica, “Zealot,” britannica.com ). كان سمعان الكنعاني من مجموعة الغيورين (راجع لوقا ٦ :١٥). تخيلوا سمعان وهو يحاول إقناع المخلص بحمل السلاح، أو قيادة مجموعة مسلحة، أو خلق الفوضى في أورشليم. علم يسوع

"طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ....

"طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ....

"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (متى ٥: ٥، ٧، ٩).

ربما اعتنق سمعان فلسفته ودافع عنها بحماسة وشغف، لكن الكتاب المقدس يشير إلى أنه من خلال تأثير ومثال المخلص، تغير تركيزه. أصبحت تلمذته على يد المسيح المحور المركزي لجهود حياته.

عندما نقطع العهود مع الله ونحفظها، يمكن للمخلص أن يساعدنا على "أن نولد من جديد. نعم، المولود من الله، تغير من حالة الجسد والسقوط، إلى حالة البر، مفديين من الله، ونصير أبناءه وبناته"(موصايا ٢٧ :٢٥).

من بين جميع المساعي الاجتماعية والدينية والسياسية المتحمسة في عصرنا فلتكن صفة تلميذ يسوع المسيح هو انتماؤنا الأكثر وضوحًا وتأكيدًا. "لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا".(متى ٦: ٢١) دعونا أيضًا لا ننسى، حتى بعد أن يعمل التلاميذ المخلصون إرادة الله"، "[كانوا] بحاجة إلى الصبر" ( عبرانيين ١٠ :٣٦).

مثلما تصنع تجربة إيماننا الصبر في داخلنا، كذلك عندما نتحلى بالصبر، يزداد إيماننا. وكلما زاد إيماننا زاد فرحنا.

في آذار/ مارس الماضي، دخلت ابنتنا الثانية إيما، مثل العديد من المبشرين في الكنيسة، في الحجر الإلزامي. عاد العديد من المبشرين إلى ديارهم. ينتظر العديد من المبشرين إعادة تكليفهم. لم ينل الكثيرون بركات الهيكل الخاصة بهم قبل مغادرتهم إلى ميدان العمل. شكرا لكم ايها الشيوخ والأخوات. إننا نحبكم.

تعرضت إيما ورفيقتها في هولندا لمجهود شديد في الأسابيع العديدة الأولى—وقد أدى ذلك بها إلى البكاء في كثير من الحالات. مع وجود فرص وجيزة فقط للتفاعل الشخصي والتعرض المحدود للهواء الطلق، زاد اعتماد إيما على الله: صلينا معها عبر الإنترنت وسألناها كيف يمكننا المساعدة. طلبت منا التواصل مع الأصدقاء الذين كانت تُدَرِّسُهُم عبر الإنترنت!

بدأت عائلتنا في التواصل عبر الإنترنت، واحدًا تلو الآخر، مع أصدقاء إيما في هولندا. لقد دعوناهم للانضمام إلى دراستنا نحن وأسرتنا الممتدة لمنهاج تعال، اتبعني أسبوعيا عبر الإنترنت. أصبح كل من فلور ولورا ورينسك وفريك وبنجامين وستال ومحمد أصدقاء لنا. دخل بعض أصدقائنا في هولندا "من الباب الضيق" (٣نافي ١٣: ١٤). بينما يظهر لآخرين "استقامة الطريق وضيق الباب الذي منه ينبغي أن يدخلوا" (٢ نافي ٩: ٣١). إنهم إخوتنا وأخواتنا في المسيح. كل أسبوع نعمل بشعار"احسبوه كل فرح" ونحن نعمل معًا في تقدمنا على درب العهد.

"واما الصبر فليكن له عمل تام" (يعقوب ١: ٤) في عدم قدرتنا على الالتقاء شخصيًا كعائلات أوتاد لموسم. لكننا نحسب كفرح أن إيمان عائلاتنا يزداد من خلال تقنيات الاتصالات الجديدة ومع بعضنا البعض من خلال قوة كتاب مورمون.

وعد الرئيس رسل.م. نلسن بأن "جهودك المستمرة في هذا المسعى - حتى خلال تلك اللحظات التي تشعر فيها أنك لست ناجحًا بشكل خاص - ستغير حياتك وحياة عائلتك والعالم" ("المضي قدمًا في الإيمان، " لياهونا، أيار/مايو ٢٠٢٠، ١١٤).

—الهيكل—حيث نقطع عهودًا مقدسة مع الله؛ مغلق. —البيت— حيث نحفظ العهود مع الله؛ مفتوح! لدينا فرصة في المنزل للدراسة والتفكير في الجمال الاستثنائي لعهود الهيكل. حتى في حالة غياب الدخول إلى هذا الفضاء الأرضي المقدس، فإن "قلوبنا ...ستفرح جدا نتيجة للبركات التي [ستُسكَب]" (المبادئ والعهود ١١٠: ٩).

فقد الكثيرون وظائفهم؛ وفقد البعض الآخر الفرص. ومع ذلك، فإننا نفرح، جنبًا إلى جنب مع الرئيس نلسون، الذي صرح مؤخرًا: "لقد زادت تقدمات الصوم الطوعية من أعضائنا بالفعل، بالإضافة إلى المساهمات الطوعية إلى صناديقنا للإغاثة. معا سنتغلب على هذه المرحلة الصعبة. سيبارككم الرب وأنتم تواصلون مبارك الآخرين "(صفحة رسلم. نلسن على الفيسبوك، منشور من ١٦آب/أغسطس ٢٠٢٠، facebook.com/russell.m.nelson).

وصية الرب هي، "كونوا فرحين" وليست "كونوا خائفين" (متى ١٤: ٢٧).

أحيانًا ينفد صبرنا عندما نعتقد أننا "نفعل كل شيء بالشكل الصحيح" ولا نحصل على البركات التي نرغب فيها. سار أخنوخ مع الله لمدة ٣٦٥ عامًا قبل أن يتم نقله هو وشعبه. ثلاثمائة وخمسة وستون عامًا من السعي لفعل الصواب على أكمل وجه، ثم حدث ذلك! راجع المبادئ والعهود ١٠٧: ٤٩.

جاءت وفاة شقيقي تشاد بعد بضعة أشهر فقط من تسريحنا من رئاسة بعثة ولاية يوتا في مدينة أوغدن. لقد كانت معجزة أنه بينما كنا نعيش في جنوب كاليفورنيا، من بين جميع البعثات الـ ٤١٧ التي كان من الممكن تكليفنا بها في عام ٢٠١٥، تم تكليفنا في شمال ولاية يوتا. كان منزل البعثة على بعد ٣٠ دقيقة بالسيارة من منزل تشاد. تم تشخيص سرطان تشاد بعد أن استلمنا التكليف لمهمتنا. حتى في أكثر الظروف صعوبة، علمنا أن أبينا السماوي كان يهتم بنا ويساعدنا في العثور على الفرح.

أشهد على قوة الفداء والتقديس والتواضع والفرح التي يمنحنا إياها المخلص يسوع المسيح. أشهد أنه عندما نصلي لأبينا السماوي باسم يسوع فإنه سوف يستجيب لنا. أشهد أنه عندما نسمع ونطيع ونصغي إلى صوت الرب ونبيه الحي، الرئيس رسلم. نلسن، فإن "الصبر [يكون] له عمل تام" و "يُحسَب كل شيء فرحا". باسم يسوع المسيح، آمين.