المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

اسكتوا واهدأوا

 

اسكتوا واهدأوا

يعلمنا المخلص كيف نشعر بالسلام والهدوء حتى عندما تهب الرياح بشدة حولنا وتهدد الأمواج العاتية آمالنا بالغرق.

عندما كان أبناؤنا صغارا في السن، قضت عائلتنا بضعة أيامٍ بالقرب من بحيرة جميلة. بعد ظهر أحد الأيام ، ارتدى بعض الأطفال سترات النجاة قبل القفز من على ظهر السفينة إلى الماء. راقبت ابنتنا الصغرى أخوتها بتردد وحذر. استجمعت كل ما لديها من شجاعة وسدت أنفها بيد واحدة وقفزت في الماء. ظهرت على الفور وبقليل من الذعر في صوتها صرخت ، "ساعدني! ساعدني!"

هي لم تكن في خطر حقيقي لأن سترتها كانت تقوم بدورها في حمايتها وجعلها تطفو بأمانٍ. كان بإمكاننا مدّ يدها وسحبها إلى السفينة بجهد ضئيل. لكن من وجهة نظرها فهي كانت تعتقد بأنها بحاجة إلى المُساعدة. ربما كانت خائفة بسبب برودة الماء وحداثة التجربة. على أية حال، صعدت مرة أخرى إلى السفينة، حيث قمنا بلفها بمنشفة جافة وقمنا بالثناء على شجاعتها.

سواء كنا كبارًا أو صغارًا ، فقد نطق الكثير منا ، في لحظات الشدة ، بكلمات عاجلة وطارئة مثل "ساعدني!" "خلصني!" أو "رجاءً، استجب لصلاتي!"

مثل تلك الحادثة حصلت مع أحد تلامذة يسوع أثناء خدمته الأرضية. مثل تلك الحادثة حصلت مع أحد تلامذة يسوع أثناء خدمته الأرضية."١ تضاعفت الجموع لدرجة أن يسوع "دَخَلَ ٱلسَّفِينَةَ"٢ وتحدث من على ظهر السفينة. لقد علم الناس طوال اليوم بالأمثال بينما كانوا هم جالسين على الشاطئ.

"ولَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ:،" قال لتلاميذه، "لِنَجْتَزْ إِلَى ٱلْعَبْرِ. ولما صرفوا الجمع،"٣ تركوا الشاطئ وكانوا في طريقهم عبر بحر الجليل. وجد يسوع مكانا في مؤخرة السفينة، واستلقى ونام بسرعة. سرعان ما "حَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ ٱلْأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ حَتَّى [كادت] تَمْتَلِئُ٤ بالماء.

كان العديد من تلاميذ يسوع صيادين متمرسين وعرفوا كيفية التعامل مع قارب في وسط العاصفة. لقد كانوا تلاميذه — المحبين — الموثوق بهم. لقد تركوا أعمالهم ومصالحهم الشخصية وعائلاتهم ليتبعوا يسوع. كان إيمانهم به واضحًا يتمثل بوجودهم في القارب. والآن كان قاربهم في وسط عاصفة وكان على وشك الغرق.

لا نعرف كم من الوقت حاربوا لإبقاء القارب طافيًا على سطح الماء في وسط العاصفة ، لكنهم أيقظوا يسوع بقليل من الذعر في أصواتهم قائلين:

"يا مُعلم، أما يهمك أننا نهلك؟"٥

خلصنا يارب: إننا نهلك."٦

لقد نادوه "بالمعلم"، وهو مُعلمٌ بحق. هو أيضا "يسوع المسيح، ابن الله، أب السماء والأرض، خالق كل الأشياء منذ البداية."٧

اسكتوا، اهدأوا

[ALT: اسكتوا، اهدأوا ]

نهض يسوع من مكانه في القارب وانتهر الريح وقال للبحر الهائج، "ٱسْكُتْ! إهدأ! فسكتت الريح وصار هدوء عظيم."٨ يسوع المعلم، علم تلاميذه بحب عن طريق سؤالين بسيطين. سألهم:

مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟"٩

كَيْفَ لَا إِيمَانَ لَكُمْ؟"١٠

هناك نزعةٌ أرضية، وحتى إغراء لأن نصرخ ونحن في وسط المحن والصعاب قائلين: "يا معلم، ألا تهتم بأنني أهلك؟" خلصني". حتى جوزف سميث ناشد الله من سجن مروع، "يا الله، أين أنت؟ وأين السُّرادق الذي يُغطي مكانك اختبائك؟"١١

بالتأكيد ، يتفهم مخلص العالم حدود قدراتنا الأرضية، لأنه يعلمنا كيف نشعر بالسلام والهدوء حتى عندما تهب الرياح بشدة حولنا وتهدد الأمواج العاتية آمالنا بالغرق.

إلى من يتمتعون بإيمان مُثبت كإيمان طفل صغير، أو حتى يتمتعون بأصغر جزء من الإيمان١٢، يدعو يسوع قائلاً، "تعالوا إليَّ"؛١٣ "آمنوا بإسمي"؛١٤ "تعلموا مني، وانصتوا لكلماتي".١٥ هو يأمرنا بحنان ورقة، "توبوا واعتمدوا باسمي،"١٦ "أحبوا بعضكم بعضاكما أحببتكم،" ١٧ واذكروني دائماً".١٨ ويؤكد يسوع موضحاً: ”قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ.“١٩

يمكنني تخيل تلاميذ يسوع في القارب الذي كانت تعصف به الرياح، مُنشغلين بمشاهدة الأمواج وهي تصطدم بسطح السفينة وتلطمه بالمياه. يمكنني تخيلهم وهم يحاولون التعامل مع الأشرعة ويحاولون الحفاظ بعض من السيطرة على مركبتهم الصغيرة. لقد كان تركيزهم في تلك اللحظة فقط على النجاة، وكانت مناشدتهم لطلب المساعدة السريعة صادقة.

كثير منا في يومنا هذا لا يختلف عنهم. لقد عصفت بنا الأحداث الأخيرة حول العالم وعصفت في دولنا ومجتمعاتنا وعائلاتنا بتجارب غير متوقعة. في أوقات الاضطرابات يمكننا أن نشعر بأننا تحت ضغوط قد تضغط على إيماننا بدرجة تفوق قدرتنا على الصمود والفهم. موجات الخوف قد تشتتنا، دافعة بنا لأن ننسى طيبة الله، وتاركة إيانا بقصر نظر وتركيز مشتت. و مع ذلك فإنه في هذه المرحلة الصعبة من رحلتنا سيُجرب إيماننا ويتقوى.

بغض النظر عن ظروفنا، يمكننا أن نبذل جهودا متعمدة لأن نبني ونزيد من إيماننا بيسوع المسيح. يتقوى إيماننا عندما نتذكر بأننا أبناء الله وهو يحبنا. ينمو ايماننا عندما نجرب كلمة الله بأمل واجتهاد ونبذل أفضل ما بوسعنا لنتبع تعاليم المسيح. يزداد إيماننا عندما نختار أن نؤمن بدلاً من الشك ، ونغفر بدلاً من أن نحكم ، ونتوب بدلاً من أن نتمرد. يتم تنقية إيماننا عندما نعتمد بصبر على مزايا ورحمة ونعمة المسيا المقدس. ٢٠

قال الشيخ نيل أ. ماكسول، "في حين أن الإيمان ليس هو المعرفة الكاملة، فإنه يُعمق ثقتنا بالله، الذي تُعد معرفته كاملة."٢١ حتى في الأوقات العصيبة ، يكون الإيمان بالرب يسوع المسيح شجاعًا وصامدًا. فهو يساعدنا على تمييز الأمور غير المهمة التي تشتت انتباهنا. وهو يشجعنا على أن نستمر في السير على درب العهد. الإيمان يدحض الإحباط ويسمح لنا بمواجهة المستقبل بكل عزيمة وقوة. هو يُحفزنا على نسأل ونطلب الغوث والمساعدة عندما نُصلي إلى الآب باسم ابنه. وعندما يبدو لنا بأن صلاتنا لم تستجاب، فإن إيماننا المستمر بيسوع المسيح يُنتج الصبر والتواضع والقدرة على نطق هذه الكلمات بخشوع، "لتكن مشيئتك."٢٢

عَلَمَ الرئيس رسلم. نلسن:

"لا يجب أن نسمح لمخاوفنا أن تحل محل إيماننا. يمكننا أن نُحارب تلك المخاوف بتقوية إيماننا.

"ابدأوا بأبنائكم. ... دعوهم يشعرون بإيمانكم، حتى في خضم المحن التي تمرون بها. ليرتكز إيمانكم على أبينا السماوي المُحب وابنه الحبيب، الرب يسوع المسيح. ... علموا كل ولد وبنت بأنهم أبناء الله، خلقوا على صورته، وكُلٌ له هدف وقُدرةٌ مقدسين. كُلٌ منهم مولودٌ بتحديات يجب أن يتغلب عليها وبإيمان يجب عليه تقويته وتطويره."٢٣

لقد استمعت مؤخرا إلي طفلين في الرابعة من عمرهما يتحدثان عن إيمانهم في يسوع المسيح عندما أجابا عن السؤال "كيف يساعدكم يسوع المسيح؟" قال الطفل الأول. "أنا أعلم بأن يسوع يحبني وبأنه مات لأجلي. هو أيضا يحب الناضجين والكبار." قال الطفل الثاني، "هو يساعدني عندما أكون حزينا أو غاضباً. هو أيضا يساعدني عندما أغرق."

أعلن يسوع، ”فَكُلُّ مَنْ يَتُوبُ وَيَأْتِي إِلَيَّ كَطِفْلٍ صَغِيرٍ سَأَقْبَلُهُ لأَنَّ لِمِثْلِ هٰؤُلاءِ مَلَكُوتُ ٱللهِ."٢٤

"لأنّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ لكَيْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياة ُالأبديَّة.ُ“٢٥

وعد الرئيس نلسن مؤخراً، "تناقص الخوف وتزايد الإيمان سيكونان النتيجة" عندما "نبدأ من جديد بالاستماع حقا إلى كلمات المخلص".٢٦

يسوع المسيح يهدئ البحر

[ALT: يسوع المسيح يهدئ البحر]

أخواتي وإخوتي، تحدياتنا وظروفنا الحالية ليست نهاية المطاف أو وجهتنا الأبدية. كأعضاء في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، نحن أخذنا على عاتقنا اسم يسوع المسيح بالعهد. لدينا إيمان بقوته الفادية وأمل في وعوده العظيمة والثمينة. لدينا كل الحق بأن نبتهج، لأن ربنا ومخلصنا مهتم بأمر مشاكلنا وهمومنا وأحزاننا. وتماما كما كان يسوع مع تلاميذه، فهو موجودٌ معنا في قاربنا! أشهد بأنه أعطى حياته كي لا تهلكوا أنتم ولا أنا. دعونا نثق به ونحفظ وصاياه لنسمعه بايمان يقول، "اسكتوا، اهدأوا."٢٧ باسم يسوع المسيح المُقَدَّس، آمين.

تحقيق النبوءة

 

تحقيق النبوءة

النبوءات التي تحققت باستعادة ملء إنجيل يسوع المسيح كثيرة.

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، يشرفني التحدث في هذا المؤتمر العام التاريخي الذي يحيي ذكرى رؤيا جوزف سميث الأولى لله الآب وابنه يسوع المسيح، في مكان كان، بدون شك، غابة مقدسة. كانت تلك الرؤيا بداية رائعة لاستعادة الإنجيل وكل ما يتعلق به، بدءاً من كتاب مورمون إلى عودة سلطة الكهنوت ومفاتيحها، وتنظيم كنيسة الرّبّ، وهياكل الرّبّ، والأنبياء والرسل الذين يقودون عمل كنيسته في هذه الأيام الأخيرة.

بتخطيط إلهي، عندما أثر الروح القدس على أنبياء الله القدماء، فقد تنبأوا عن الاستعادة وعما سيحصل في أيامنا هذه، الحقبة النبوية الأخيرة وملء الأزمنة. إن العمل ذاته ”أشعل الحماس في أرواح“ الرؤاة القدماء. ۱ فعبر أجيال من الزمن عرفوا وحلموا وتصوروا وتنبأوا بمستقبل ملكوت الله على الأرض، وهو ما سماه إشعياء ”عَجَبًا وعَجيبًا“.۲

كثيرة هي النبوءات التي تحققت باستعادة ملء إنجيل يسوع المسيح، بما في ذلك كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. مع ذلك سوف أسلط الضوء اليوم فقط على عدد قليل من هذه النبوءات المفضلة لدي. تعلمتها من معلمي الابتدائية الأعزاء وعلى ركبتي أمي الملائكية.

دانيال في جب الأسود

[ALT: دانيال في جب الأسود]

دانيال، الذي صدّ الأسود بإيمانه بالرب يسوع المسيح وبتدخل ملائكة الله الخدومين، كان من رأى أيامنا في رؤيا. بتفسير حلم الملك البابلي نبوخذ نصر، تنبأ دانيال بأن كنيسة الرب ستظهر في الأيام الأخيرة كحجر صغير ”قُطِعَ مِنْ جَبَلٍ لا بيدين“.۳ ”لا بيدين“، يعني أنه بتدخل إلهي ستنمو كنيسة الرّب حجماً حتى تملأ الأرض كلها ”لن تنقَرِضَ أبداً … [لكن] تثبُتُ إلَى الأبدِ“.٤

دانيال يفسر الحلم

[ALT: دانيال يفسر الحلم]

إن مشاهدة أعضاء الكنيسة في جميع أنحاء العالم للمؤتمر اليوم واستماعهم إليه هي شهادة عميقة على تحقق كلمات دانيال.

وصف الرسول المخلص بطرس ”أزمِنَة رَدِّ كُلِّ شَيءٍ … منذُ الدَّهرِ“.٥ وكتب الرسل بولس أن الله في تدبير ملء الأزمنة سوف ”يَجمَع كُلَّ شَيءٍ في المَسيحِ“,٦ ”ويَسوعُ المَسيحُ نَفسُهُ حَجَرُ الزّاويَةِ“.۷ شعرت بهذه النبوءات بقوة عندما شاركت في تكريس هيكل روما في إيطاليا. كان جميع الأنبياء والرسل هناك يشهدون عن يسوع المسيح، فادي العالم، كما فعل بطرس وبولس. الكنيسة هي مثال حي على هذه الاستعادة، إن الإخوة والأخوات، وأعضاؤنا شهود على تلك النبوءات الإلهية منذ زمن طويل.

أنبياء ورسل في هيكل روما

[ALT: أنبياء ورسل في هيكل روما]

تنبأ يوسف مصر بأنه في الأيام الأخيرة: ”رَائِيًا يُقِيمُ الرَّبُّ إِلهِي وَيَكُونُ لِثِمَارِ حَقْوَيَّ رَائِيًا فَرِيدًا“.٨ ”لِأَنَّهُ يُؤَدِّي عَمَل [الرَّبِّ]“.۹ جوزف سميث، نبي الاستعادة، هو ذلك الرائي.

تنبأ يوحنا اللاهوتي عن ملاك من ملائكة القدير يجمع بين عناصر الاستعادة الهامة بهذه الكلمات: ”ثُمَّ رأيتُ مَلاكاً آخَرَ طائرًا في وسَطِ السماء معهُ بشارَةٌ أبديَّةٌ، ليُبَشِّرَ الساكِنينَ علَى الأرضِ وكُلُّ أُمَّةٍ وقَبيلةٍ ولِسانٍ وشَعبٍ.“۱۰ موروني هو هذا الملاك. الذي رأى أيامنا كما هو مسجل في كتاب مورمون. في ظهور متكرر له قام بتحضير جوزف سميث من أجل خدمته، بما في ذلك ترجمة كتاب مورمون: شاهد آخر ليسوع المسيح.

موروني يظهر لجوزف سميث

[ALT: موروني يظهر لجوزف سميث]

أنبياء آخرون تنبأوا عن أيامنا. قال ملاخي عن إيليّا بأنه يردُّ ”قَلبَ الآباءِ علَى الأبناءِ، وقَلبَ الأبناءِ علَى آبائِهمْ“.۱۱ لقد جاء إيليّا، ونتيجة لذلك لدينا اليوم ١٦٨ هيكلا قيد الاستخدام منتشرة في جميع أنحاء الأرض. كل هيكل مليء بأعضاء مستحقين يقطعون عهوداً مقدسة ويستلمون مراسيم مباركة لهم ونيابة عن أسلافهم المتوفين. هذا العمل المقدس وصفه ملاخي بأنه ”عنصرٌ جوهري في الخطّة التي وضعها الخالق لمصير أبنائه الأبدي“.۱۲

نحن نعيش في ذلك الوقت الذي تنبأ عنه. نحن الشعب المسؤول عن التبشير بالمجيء الثاني ليسوع المسيح؛ علينا أن نجمع أبناء الله، أولئك الذين سيسمعون ويعتنقون حقائق وعهود ووعود الإنجيل الأزلي. يسميه الرئيس نلسن ”أعظم تحدٍّ، وأعظم هدف، و أعظم عمل على الأرض اليوم“!١٣ عن هذه المعجزة أشهد.

تكريس هيكل دوربان في جنوب أفريقيا

[ALT: تكريس هيكل دوربان في جنوب أفريقيا ]

بتكليفٍ من الرئيس رسل م. نلسن قمت في شهر شباط/ فبراير من هذا العام بتكريس هيكل دوربان، جنوب أفريقيا. لقد كان يومًا سأتذكره طوال حياتي. كنت مع أعضاء جاءوا إلى الإنجيل كما تنبأ إرميا منذ زمن طويل—”واحداً مِنَ المدينةِ، واثنَينِ مِنَ العَشيرَةِ“.١٤ إن عقيدة يسوع المسيح توحدنا جميعًا—حول العالم—كأبناء وبنات لله، وكإخوة وأخوات في الإنجيل. بغض النظر عن مظهرنا أو لباسنا، نحن شعب واحد مع آب في السماء كانت خطته منذ البداية ولا تزال لم شمل عائلته من خلال صنع وحفظ عهود الهيكل المقدس.

تنبأ النبي جوزف إلى تجمع صغير من حملة الكهنوت في مدرسة منزلية في كيرتلاند، أوهايو، في عام ١٨٣٤، ”إنها مجرد مجموعة صغيرة من حملة الكهنوت ترونها هنا الليلة، لكن هذه الكنيسة ستملأ أمريكا الشمالية والجنوبية—ستملأ العالم“.۱۵

لقد سافرت في السنوات الأخيرة إلى جميع أنحاء العالم للقاء أعضاء الكنيسة. ولقد كان لإخوتي في رابطة الاثني عشر مهام مماثلة. ومع ذلك، من هو الذي يمكنه مواكبة جدول أعمال نبينا العزيز، الرئيس نلسن، الذي سافر في أول عامين له كرئيس للكنيسة للقاء القديسين في ”اثنين وثلاثين دولة ومقاطعة أمريكية“.۱٦

أتذكر عندما تلقيت دعوة مهمتي التبشيرية عندما كنت شابًا. كنت أريد أن أخدم في ألمانيا، مثل والدي وأخي وصهري. لم أنتظر وصول أي شخص إلى المنزل، واندفعت إلى صندوق البريد وفتحت الدعوة. قرأت أنني دُعيتُ لإرسالية الولايات الشرقية ومقرّها في مدينة نيويورك. خاب أملي، فدخلت وفتحت كتبي المقدسة من أجل التعزية. وبدأت أقرأ في المبادئ والعهود: ”إن لي شعبا كثيرا في هذا المكان وفي المناطق المحيطة؛ وسيُفتح باب فعَال في المناطق المحيطة في هذه الأرض الشرقية“.۱۷ هذه النبوءة التي أعطيت للنبي جوزيف سميث في عام ١٨٣٣، كانت بمثابة وحي بالنسبة لي. عرفت حينها، أنه تمّت دعوتي للمهمة التبشيرية المحددة التي أرادني الرب أن أخدمها. قضيت عامين رائعين في تدريس الاستعادة وبدايتها الدرامية عندما تحدث أبونا السماوي إلى جوزف سميث وقال: ”هذا هو ابني الحبيب. اسمعه!“۱۸

وعن نبوءة إشعياء ذات الأهمية الكبيرة للكنيسة بأكملها، قبل أكثر من ٧٠٠ سنة من ولادة يسوع المسيح: ”ويكونُ في آخِرِ الأيّام أنَّ جَبَلَ بَيتِ الرَّبِ يكون ثابِتًا في رأسِ الجِبالِ، … وتَجري إليهِ كُلُّ الأُمَمِ“.۱۹

أتخيل في ذهني اليوم الملايين من أعضائنا وأصدقائنا المرتبطين بهذا الحدث إلكترونيًا عبر التلفزيون أو الإنترنت أو وسائل أخرى. نجلس كما لو كنا معاً ”في رأسِ الجِبالِ.“۲۰ إنه بريغهام يونغ من قال الكلمات النبوية ”هذا هو المكان الصحيح“.۲۱ عمل القديسون، بعضهم من أسلافي الرواد، على تأسيس صهيون في جبال روكي ”بإرادته وسروره، هو الذي يأمر أمم الأرض“.۲۲

هيكل سولت ليك خلال اللعاب الأولمبية عام ٢٠٠٢

[ALT: هيكل سولت ليك خلال اللعاب الأولمبية عام ٢٠٠٢]

أقف اليوم على الأرض المقدسة التي اجتذبت الملايين من الزوار. في عام ٢٠٠٢، استضافت سولت ليك سيتي الألعاب الأولمبية الشتوية. غنت جوقة ساحة الهيكل في مراسم الافتتاح، وقدمت الكنيسة حفلات وبرامج للضيوف والمشاركين من العديد من الدول. سوف أتذكر دائما رؤية الهيكل في خلفية نشرات الأخبار المسائية في جميع أنحاء العالم.

قادة الكنيسة مع قادة الرابطة الوطنية لتقدم الملونين.

[ALT: قادة الكنيسة مع قادة الرابطة الوطنية لتقدم الملونين.]

على مر السنين، جاء رؤساء الولايات المتحدة، والملوك، والقضاة، ورؤساء الوزراء، والسفراء، والمسؤولون من العديد من الأراضي إلى سولت ليك سيتي واجتمعوا مع قادتنا. استضاف الرئيس نلسن قادة الجمعية الوطنية لتقدم الملونين، وهي منظمة أمريكية ملتزمة بالمساواة في الحقوق دون تمييز على أساس العرق. أتذكر أنني وقفت جنبًا إلى جنب مع هؤلاء القادة عندما دعا الرئيس نلسن، والرئيس ليونو. رسل والكاهن عاموس براون إلى ”قدر أكبر من الاحترام والانسجام العنصري في العالم“.۲۳

جاء الكثيرون إلى ساحة الهيكل والتقوا في مداولات مع قادة الكنيسة. على سبيل المثال، في العام الماضي، على سبيل المثال لا الحصر، رحّبنا بمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والستين للمجتمع المدني. لقد اجتمعنا مع لجنة دولة فيتنام للشؤون الدينية، وسفراء من كوبا والفلبين والأرجنتين ورومانيا والسودان وقطر والمملكة العربية السعودية. كما رحبنا بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.

ما أصفه هو تحقيق لنبوة إشعياء بأن الأمم في الأيام الأخيرة ستجري إلى ”جَبَلَ بَيتِ الرَّبّ“.٢٤ يقع هيكل سولت ليك العظيم في وسط هذه الجلالة والمجد.

برج هيكل سولت ليك

[ALT: برج هيكل سولت ليك ]

ليست المناظر الطبيعية هي التي اجتذبت الناس، على الرغم من أن محيطنا رائع. إنه جوهر الدّين النّقي الذي يظهر في روح ونمو وصلاح وكرم كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وشعبها؛ محبتنا للغير كما يحب الله والتزامنا بقضية أعلى، وهي ما أسماها جوزف سميث: ”قضية المسيح“.٢٥

لا نعرف متى سيعود المخلص، لكننا نعرف أنه سوف يعود. يجب أن نكون مستعدين قلبا وعقلا، ومستحقين لاستقباله، ويشرفنا أن نكون جزءًا من كل ما تُنُبِأ به منذ فترة طويلة.

أشهد أن الرئيس رسلم. نلسن هو نبي الرب على الأرض، وإلى جانبه هناك رسل مدعوون من قبل الله، مُسَانَدين كأنبياء، ورائيين ومُوحى إليهم. يا إخوتي وأخواتي إن الاستعادة تستمر.

أختتم بنبوءة جوزف سميث، الكلمات التي أشهد بأنها صحيحة: ”لا يمكن ليد مجهولة أن توقف العمل عن التقدم؛ قد يثور الاضطهاد، وقد يتحد الرعاع، وقد تتجمع الجيوش، وقد تشوه السمعة، لكن حقيقة الله ستخرج بجرأة ونبل واستقلالية، حتى تخترق كل قارة، وتزور كل منطقة، وتجتاح كل بلد، وتسمع في كل أذن حتى تتحقق مقاصد الله، ويقول الرب العظيم أن العمل قد تم“.۲٦ أشهد بذلك أن نبوات جوزيف سميث قد تحققت.

أعدكم بأنه عندما تتبعون المشورة الملهمة للنبي العزيز رسلم. نلسن، والرسل وقادة الكنيسة الآخرين، وعندما توجهون انتباهكم للأنبياء القدامى الذين تنبأوا عن أيامنا هذه، سوف تكون أعماق قلوبكم وأرواحكم مفعمة بروح وعمل الاستعادة. وأعدكم بأنكم سترون يد الله في حياتكم، وتسمعون همساته، وتشعرون بحبه. باسم يسوع المسيح، بامتنان لاستعادة إنجيله وكنيسته، كدليل على حبه الذي لا مثيل له، آمين.