المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة

  مكافحة الانحلال الروحي - وباؤنا العالمي ”مقدمة إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة“  الرئيس رسل م. نلسن   أُلقي هذا الخطاب في ب...

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

ثقافة المسيح

 


ثقافة المسيح

في الواقع يمكننا جميعا أن نعتز بأفضل ما في ثقافاتنا الأرضية الخاصة بكل واحد منا وفي نفس الوقت يمكننا أن نكون جزءا من أقدم الثقافات وأعظمها ونُساهم فيها والتي تأتي من إنجيل يسوع المسيح.

يا له من عالم مذهل نحيا فيه، والذي هو مكان يحوي على تنوع عظيم من الناس، واللغات، والعادات، والتاريخ ــــ الذي يتوزع على مئات من البلدان، وآلافٍ من الفرق والجماعات التي يُعد كُلٌ منها ثريٌ بثقافته. هناك الكثير من الأمور التي ينبغي على البشر أن يفتخروا ويبتهجوا بها. لكن السلوكات التي نتعلمها ـــــ عن طريق تلك الثقافات التي نطلع عليها والتي نكبر و نترعرع وسطها يمكنها أن تزودنا بقوة عظيمة في حياتنا، ويمكنها أيضا، في أوقات ما أن تشكل عائقا عظيماً في طريقنا.

قد تبدو تلك الثقافة مترسخة في تفكيرنا وسلوكنا لدرجة يصعب علينا فيها أن نتغير. إن معظم ما نشعر به هو أكثر ما يُعَرفنا ويُحدد هويتنا. قد يكون تأثير تلك الثقافات علينا قويا جدا لدرجة تمنعنا عن رؤية نقاط الضعف التي صنعها الإنسان أو إدراك العيوب الموجودة في ثقافتنا، الأمر الذي يؤدي بنا إلي التردد في أن نتنازل عن بعض ٍ من "تقاليد آبائنا." قد يؤدي الإفراط في التركيز على الهوية الثقافية للفرد إلى رفض الأفكار والصفات والسلوكات الجديرة بالاهتمام - حتى الصفات الإلهية.

منذ سنوات ليست بطويلة، تعرفت على رجل رائع، عمل جاهدا في المساعدة على توضيح هذا المبدأ العالمي لمن يعانون من قصر نظر ثقافي. لقد قابلته أول مرة في سنغافورة عندما تم تعييني لأن أكون مُدرساً منزليا لعائلته. أُستاذُ متميز في السنسكريتية والتاميلية، ينحدر من جنوب الهند. زوجته الرائعة وأبنائه الاثنين كانوا أعضاءً في الكنيسة، لكنه لم ينضم البتة للكنيسة ولا حتى استمع إلى تعاليم الإنجيل. لقد كان سعيدا بالطريقة التي كانت زوجته وأبناؤه يتقدمان بها ودعمهما بشكل كامل خلال ممارستهم مهامهم في الكنيسة.

عندما عرضت عليه أن أعلمه تعاليم ومبادئ الإنجيل، وأن أشارك معتقداتي معه، رفض في البداية. لقد استغرقني بعضٌ من الوقت لأن أدرك لماذا: لقد شعر بأنه إذا فعل ذلك فإنه سيخون بذلك ماضيه، وشعبه، وتاريخه! بحسب طريقة تفكيره، فإنه قد يعتقد بأنه يُنكر بذلك كل ماضيه وكل ما كان يُمثله، كُلُ شئ علمته إياه عائلته، أي كل شئ يتعلق بتراثه الهندي. خلال الأشهر قليلة التي تلت، تمكنا من التحدث عن هذه الأمور. لقد أصبت بالذهول (على الرغم من أنني لم أتفاجأ) من الكيفية التي تمكن فيها إنجيل يسوع المسيح من أن يفتح عينيه على وجهات النظر المختلفة.

في معظم الثقافات التي هي من صنع الإنسان يمكننا أن نعثر على كُلٍ من الجيد والسيئ، البَناء والمُدمر.

الكثير من مشاكل العالم اليوم هي نتيجة الاختلافات بين من لديهم أفكارٌ ووجهات نظر متنازعة أساسها ثقافاتهم. ولكن تقريبًا كل الصراعات والفوضى سوف تتلاشى بسرعة إذا قبل العالم "ثقافته الأصلية" فقط ، تلك التي امتلكناها جميعا منذ وقت ليس ببعيد. تلك الثقافة يعود تاريخها إلى وجودنا الأرضي. لقد كانت ثقافة أدم وحواء. إنها الثقافة المبنية على تعاليم المخلص في منتصف الزمان، وهي متوافرة لكافة النساء والرجال مرة أخرى في يومنا هذا. إنّها فريدة. إنها من أعظم الثقافات وهي مستخلصة من خطة السعادة العظيمة، التي أنشأها ورسمها الله ودافع عنها المسيح. هذه الثقافة تُوحد ولا تُفرق. إنها تُشفى بدلا من أن تؤذي.

إنجيل يسوع المسيح يعلمنا بأن هناك هدفا في الحياة. وجودنا هنا هو ليس مجرد خطأ أو غلطة تجميلية! نحن هنا لسبب وهدف.

هذه الثقافة مترسخة في الشهادة بأن أبينا السماوي موجود، وبأنه حقيقي ويُحب كل واحد منا، علي نحو فردي. نحن جزءٌ من "عمله ومجده." إنها ثقافة تتبنى مفهوم التساوي في القيم. لا يوجد فيها اعتراف لا بالطبقة أو الطائفة. نحن، وفي النهاية كلنا إخوة وأخوات، حرفيا الأبناء الروحيين لوالدينا السماويين. لا يوجد هناك تحيز أو عقلية "نحن ضد الآخر" في أعظم ثقافات العالم كلها. كلنا "نحن" و كلنا "الآخر." نحن نؤمن بأننا مسؤولون عن أنفسنا، وعن بعضنا البعض وعن الكنيسة وعن العالم. المسؤولية والمحاسبة هي عوامل هامة في تقدمنا ونمونا.

المحبة، والتي تُجسد رعاية المسيح الحقيقية، هي حجر الأساس لهذه الثقافة. نحن نشعر بقلق حقيقي فيما يخص احتياجات أخينا الإنسان، سواء كانت المادية أو الروحية، ونتصرف بعدها بحسب هذه المشاعر. إنها تطرد التحيز والكراهية.

نحن نتمتع بثقافة الوحي، التي ترتكز على كلمة الله كما تسلمها الأنبياء (والتي يُمكن لكل واحد منا أن يتحقق من صحتها عن طريق الروح القُدُس.) يمكن لكافة البشر أن يعرفوا إرادة وذهن الله.

هذه الثقافة تدافع عن مبدأ الحرية. القدرة على الاختيار مهمة وضرورية لتقدمنا وسعادتنا. الاختيار بحكمة ضروريٌ.

إنها ثقافة للتعلم والدراسة. نحن نسعى للتزود بالمعرفة والحكمة ونسعى للحصول على الأفضل في كافة الأمور.

إنها ثقافة الإيمان والطاعة. الإيمان بيسوع المسيح هو المبدأ الأول الذي تقوم عليه ثقافتنا وطاعة تعاليمه ووصاياه هي النتيجة. هذه كلها تساعدنا وتؤدى بنا إلي تحقيق السيطرة على الذات.

ّإنها ثقافة تقوم على الصلاة. نحن نؤمن بأن الله لن يسمعنا فحسب، بل سوف يُساعدنا أيضاً.

إنها ثقافة تؤمن بالعهود والمراسيم والمعايير الأخلاقية العالية، وتقوم على التضحية والمغفرة والاعتناء بهيكلنا الجسدي. كل تلك الأمور تشهد بالتزامنا تجاه الله.

إنها ثقافة يحكمها ويُديرها الكهنوت، ألا وهو السلطة للتصرف باسم الله، وقوة الله ليُبارك أبناءه. إنها ترفع من مستوى الأفراد وتمكنهم من أن يصبحوا أُناساً، وقادة، وأمهات، وآباء، وأزواج وزوجات أفضل ــــ وهي تقدس المنزل.

المعجزات الحقيقية في هذه الثقافة العريقة والأقدم من بين كافة الثقافات، تترسخ في الإيمان بيسوع المسيح وقوة الكهنوت والصلاة والتطوير الذاتي والحوار الصادق والمغفرة.

إنها ثقافة تقوم على العمل التبشيري. قيمة النفوس فيها عظيمة.

في ثقافة المسيح، وُضِعت المرأة في منزلتها الحقيقية والأبدية. فهن لسنا عبدات أو خاضعاتٍ للرجل، كما هو الحال في العديد من الثقافات الأخرى في عالمنا اليوم، بل هُنَ شريكات كاملات ومتساويات مع الرجل هنا وفي العالم الآتى.

هذه الثقافة تحافظ على طهارة العائلة. العائلة هي الوحدة الأساسية في الأبدية. كمال العائلة يستحق أي تضحية، لأنه وكما تعلمنا، "بأن أي نجاح خارج المنزل لا يمكنه أن يعوضنا عما فشلنا في تحقيقه في داخل المنزل". ٢ المنزل هو المكان الذي نقوم فيه بأفضل الأعمال والذي في داخله نحظى بسعادة عُظمى.

يوجد في ثقافة المسيح منظور ــــ و تركيزٌ وتوجهٌ أبدي. هذه الثقافة تهتم بالأمور ذات القيمة الأبدية والمطلقة. إنها تأتي من إنجيل يسوع المسيح، الذي هو أبدي، والذي يقدم الإجابة على أسباب وماهية وجودنا وموقعنا فيه. (إنها شاملة، وليست حصرية.) ولأن هذه الثقافة هي نتاج تطبيقنا لتعاليم المخلص، فإنها بمثابة البلسم الشافي الذي يحتاجه عالمنا اليوم حاجة ماسة.

يا لها من بركة أن نكون جزءا من طريقة الحياة العظيمة والنبيلة تلك. لنكون جزءا من تلك الثقافة التي تُعد من أعظم الثقافات في العالم، فإن ذلك يتطلب منا التغيير. علمنا الأنبياء بأنه من الضروري أن نتخلى عن أي شيء ورثناه من ثقافتنا القديمة ولا يتناغم مع ثقافة المسيح. لكن هذا لا يعني بأن نتخلى عن كل شئ. لقد أكد الأنبياء أيضا بأننا مدعوون، جميعنا، لأن نجلب إيماننا ومواهبنا ومعرفتنا ــــ كل ما هو جيد في حياتنا وفي ثقافتنا الفردية ـ ونسمح للكنيسة أن تُضيف إليها وتُحسنها عن طريق رسالة الإنجيل. ٣

إن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ليست بمجتمع غربي أو ظاهرة ثقافية أمريكية. إنها كنيسة عالمية ، كما كان من المفترض أن تكون دائمًا. والأهم من ذلك، إنها إلهية. يجلب الأعضاء الجدد من جميع أنحاء العالم الثراء والتنوع والإثارة إلى عائلتنا المتنامية باستمرار. قديسو الأيام الأخيرة في كل مكان لا زالوا يحتفلون بتراثهم ويكرمون أبطالهم، لكنهم الآن جزء من شئ أعظم. ثقافة المسيح تُساعدنا على أن نرى أنفسنا على حقيقتها، وعندما ننظر إليها من خلال عدسات الأبدية، وهي مكللةٌ بالبر، فإن هذا سوف يساعدنا على أن نزيد من قدرتنا على تحقيق خطة السعادة العظيمة.

إذا، ماذا حدث لصديقي؟ لقد تلقى الدروس وانضم إلى الكنيسة. ولقد خُتمت عائلته لهذه الحياة وإلى الأبد في الهيكل الواقع في مدينة سيدني. لقد تخلى عن القليل ـــــ لكنه ربح الإمكانية لتحقيق كل شيء. لقد اكتشف أنه لا يزال بإمكانه الاحتفال بتاريخه، وبإمكانه أن يفتخر بأنسابه، والموسيقى والرقصات الخاصة بثقافته، و بطعامه، و بأرضه وشعبه. لقد اكتشف بأنه لا توجد هناك مشكلة من دمج أفضل ما في ثقافته مع أعظم الثقافات في العالم. لقد اكتشف بأن جلب ما يتماشى مع الحق والبر من حياته القديمة إلى حياته الجديدة سوف يُساهم في تعزيز زمالته مع القديسين والمساعدة في توحيد الجميع في المجتمع السماوي.

في الواقع يمكننا جميعا أن نعتز بأفضل ما في ثقافاتنا الأرضية الخاصة بكل واحد منا وفي نفس الوقت يمكننا أن نكون جزءا من أقدم الثقافات وأعظمها ونُساهم فيها ومصدرها هو إنجيل يسوع المسيح. يا له من تراث رائع نحن جميعا جزءٌ منه. باسم يسوع المسيح، آمين.

لقد كان هناك خُبزٌ



لقد كان هناك خُبزٌ

خلال سعينا لنكون مستعدين ماديا، يُمكننا أن نواجه تحديات الحياة بثقة عالية ومتزايدة.

قبل أن تُوضَع قيود علي السفر، فرضها علينا الوباء الحالي، كنت عائداً إلي بلدي بعد انتهائي من تأدية مهمةٍ دولية والتي نظرا لمشاكل في تنظيم الجدول تسببت في تأخري في المطار يوم الأحد. لقد كان لدي قدرٌ كاف من الوقت كي أحضر اجتماعا محلياً للقربان، حيث تمكنت من إلقاء كلمة قصيرة. عقب انتهاء الاجتماع، تقدم مني شماسٌ متحمس وسألني إذا كنت أعرف الرئيس نلسن وإن كنت قد حظيت بشرف مصافحته. أجبت بأنني أعرفه ، وبأنني صافحته ولمست يده، وبأنني كعضوٍ في رئاسة الأُسقفية حظيت بفرصة مقابلة الرئيس نلسن ومستشاريه مرتان في كل أُسبوع.

بعدها جلس الشماس على الكرسي، ورفع يديه عاليا، وصرخ قائلاً: "هذا أعظم يوم في حياتي"! إخوتي وأخواتي، قد لا أرفع يديَّ عالياً وأصرخ، لكنني ممتنٌ إلى الأبد للنبي الحي وللتوجيه الذي نتسلمه من الأنبياء والرائين والمُوحى إليهم، خاصة في مثل هذه الأوقات الحافلة بالتحديات.

منذ بدء التاريخ، زود الرب شعبه بالتوجيه ليساعدهم على أن يستعدوا، روحياً وجسديا، لمواجهة الكوارث والمصائب التي يعلم هو بأنها ستأتي كجزءٍ من هذه الحياة الفانية. قد لا تكون هذه المصائب بطبيعتها شخصية أو عامة، لكن إرشاد الرب سوف يزودنا بالحماية والدعم لدرجة أننا سنستمع لنصيحة الرب ونتصرف بحسب نصيحته. مثالٌ رائع علي ذلك مدون في رواية موجودة في سفر التكوين، حيث نقرأ عن يوسف في مصر وتفسيره المُلهم لحلم فرعون.

وقال يوسف لفرعون ...قد أخبر الله فرعون بما هو صانعٌ..

"هوذا سبع سنين قادمة شبعا عظيما في كل أرض مصر:

" ثم تقوم بعدها سبع سنين جوعا، فينسى كل الشبع في أرض مصر ويُتلفُ الجوع الأرض." ١

استمع فرعون ليوسف، ولحسن الحظ، استمع واستجاب لما أطلعه الله عليه في الحلم وعلى الفور بدأ في التحضير لما هو قادم. تقول النصوص المقدسة:

"وأثمرت الأرضُ في سبع سِنِي الشبع بِحُزم.

"فجمع كُلَّ طعام السبع سنين...

"وخزن يوسف قمحاً كرمل البحر، ... حتى ترك العدد؛ اذ لم يكن لديه عدد." ٢

ولقد قيل لنا بأنه بعد مرور سنوات الجوع، ستأتي سبع سنوات عجافٍ، وبحسب ما قاله يوسف: "وكان الجوع على كُل وجه الأرض؛ وأما جميع أرض مصر فكان فيها خُبز." ٣

اليوم، نحن مُباركون لأن من يقودنا هم أنبياءٌ يفهمون ضرورة إعدادنا لمواجهة الصعاب والمصائب "التي ستأتي،"٤ على الصعيدين الروحي والمادي، وأيضا ليساعدونا على أن نُدرك حدودنا أو القيود التي قد نتعرض لها بينما نبذل قُصارى جهدنا لأن نتبع مشورتهم.

هذا فهمٌ واضح وجلي بأن التأثيرات التي خلفتها جائحة كورونا، وغيرها من الكوارث الطبيعية الأُخرى، لا تميز أو تُفرق بين الأشخاص، مُتخطية بذلك لحدود المسائل العرقية والاجتماعية والدينية في كل قارة. الكثير من الوظائف جرى خسارتها وقلت الرواتب بسبب تسريح الكثيرين من وظائفهم وبسبب قلة فرص العمل وبسبب التحديات الصحية التي تسببت بها جائحة كورونا.

إليكم يا من تضررتم، نعبر عن فهمنا وقلقنا بشأن وضعكم، وأيضا نود أن نؤكد لكم بأن هناك أياما أفضل قادمة. لقد بوركتم بوجود أساقفة ورؤساء فروع ممن يسعون لتقديم المعونات المادية لرعيتهم ولديهم إمكانية الوصول إلى الأدوات والمصادر التي يمكنها أن تُساعدكم على إعادة بناء حياتكم وتضعكم على طريق الاعتماد على الذات عندما تُطبقون تعاليم وأساسيات مرحلة الإعداد والتهيئة.

في بيئة اليوم، ومع انتشار الوباء الذي دمر اقتصاديات بأكملها وحياة أعداد لا تُحصى الأفراد، فإنه ليس بأمرٍ عادي ولا يتفق البتة مع شخصية المخلص المحبة أن تجاهل حقيقة أمر أن الكثيرون يعانون، وبأن نطلب منهم وعلى الفور أن يزيدوا من مخزونهم الغذائي والنقدي تحسبا للمستقبل. على الرغم من ذلك، فهذا لا يعني أن نتجاهل مبادئ وأساسيات الاستعداد (الإعداد) ...فقط عندما يتم تطبيق هذه المفاهيم والمبادئ "بحكمة ونظام"٥، عندها يمكننا أن نقول كما قال يوسف في مصر، "لقد كان هناك خُبزٌ." ٦

الرب لا يتوقع منا أن نجهد أنفسنا، لكنه يتوقع منا أن نبذل ما في مقدورنا عندما يكون بوسعنا. ذكرنا الرئيس نلسون في مؤتمرنا العام الأخير والماضي، "الرب يحب المجهود." ٧

دليل التمويل الشخصي بلغات مختلفة

[ALT: دليل التمويل الشخصي بلغات مختلفة ]

قادة الكنيسة دائما شجعوا قديسي الأيام الأخيرة "على أن يستعدوا لمواجهة تحديات الحياة بتخزين الحاجات الأساسية من الطعام والمياه وتوافر النقود في حساب التوفير." ٨ وفي نفس الوقت، فإنه يتم تحفيزنا على أن نتمتع "بالحكمة" وبأن لا "ننجرف وراء التطرف"٩ في التعامل مع الأمور بينما نسعى لتجميع وخزن المؤن والنقود. هناك كُتيب بعنوان "الماليات الشخصية للاعتماد على الذات،والذي نُشِر في عام ٢٠١٧ ومتوفر حاليا على الصفحة الإلكترونية للكنيسة ومترجم إلي ٣٦ لغة، يبدأ برسالة من الرئاسة الأولى، والتي يصرحون فيها:

"أعلن الرب، ’غرضي وهدفي هو أن أرزق القديسين‘[المبادئ والعهود ١٠٤: ١٥]. هذه الرؤيا هي وعدٌ من الرب بأنه سيقدم لنا البركات المادية ويفتح لنا الباب لكي نعتمد على أنفسنا...

"... قبول هذه الأساسيات والعيش حسبها سوف يؤهلنا لأن نتسلم البركات المادية التي وعدنا بها الرب...

نحن ندعوكم لأن تدرسوا وبجد هذه التعاليم والأساسيات وتُعلموها لأعضاء عائلتكم. عندما تفعلون ذلك فإن حياتكم سوف تتبارك...[لأنكم] أبناء وبنات أبينا السماوي. هو يحبكم ولن يترككم أو يهجركم. إنه يعرفكم ومستعد لأن يزودكم بالبركات الروحية والمادية الخاصة بالاعتماد على الذات".١٠

هذا المصدر يتضمن الإصحاحات المخصصة للتحدث عن وضع ميزانية، حماية عائلتكم من المحن، التعامل مع المحن المالية وإدارتها، والاستثمار لأجل المستقبل، وهو مُتاحٌ للجميع على صفحة الكنيسة الإلكترونية أو من خلال القادة المحليين.

عند التفكير بمبدأ "الإعداد والتهيئة،" يمكننا أن نحتذى بقدوة يوسف في مصر للحصول على الإلهام منه. معرفة ما سيحدث لم يكن كافيا لأن يدفعهم على تحمل السنوات الصعبة من دون أن يقدموا بعضا من التضحيات في خلال سنوات الكثرة. فبدلا من أن يستهلكوا كل ما أنتجوه، فلقد وضعوا حدودا والتزموا بها واتبعوها، مدخرين بذلك كميات تكفي لسد حاجاتهم المستقبلية لم يكن كافيا العلم بأن هناك أياما قاسية ستحل عليهم. لقد كان عليهم العمل، وبفضل جهودهم، "كان هُناك خبزٌ"١١

هذا يقود لسؤال مهم: "وماذا بعد ذلك؟" خير مكان نبدأ منه هو أن نفهم بأن الرب منحنا دائما قوانين روحية ولم يمنحنا البتة قانونا ماديا أو أرضيا." ١٢ كل شيء يدعونا لأن نركز على يسوع المسيح وننظر إليه على أنه الأساس الذي يجب أن نبني عليه ... حتى استعداداتنا المادية والأرضية.

عندما نكون مستعدين ماديا ومعتمدين على ذاتنا "وكلنا إيمان بأنه عن طريق نعمة أو قوة يسوع المسيح، وعن طريق قدراتنا الشخصية يمكننا عندها أن نحظى بكافة الاحتياجات والضروريات الروحية والمادية في هذه الحياة والتي نحتاجها نحن وعائلاتنا".١٣

جوانب إضافية تُعد أساساً روحياً للاستعداد المادي وتشتمل على: "التصرف بحكمة ونظام،"١٤وهذا يعني التخزينٍ التدريجي للطعام والنقود، وضمن نطاق إمكانياتنا، وثانيا...القدرة على تسخير واستخدام الإمكانيات "الصغيرة والبسيطة" لتلبية احتياجاتنا،١٥ والتي هي تعبير عن إيماننا بأن الرب سوف يُعظم جهودنا الصغيرة والتي تُعد برغم صغر حجمها مستمرة وغير منقطعة.

وبوجود الأساس الروحي المتين يمكننا وبنجاح أن نُطبق عنصرين أساسين لمبدأ الاستعداد المادي، وإدارة الأمور المادية والمخزون المنزلي.

المفاتيح الأساسية لإدارة المسائل المادية تشتمل على دفع العشور والعطايا؛ تقليل وتجنب الدين، بقدر المستطاع ؛ والتحضير والعيش بحسب الميزانية وحساب التوفير المستقبلي.

المبادئ الأساسية للتخزين المنزلي تشتمل على تخزين الطعام: والمياه، بقدر الإمكان إضافة إلى تخزين احتياجاتنا الأساسية، بناء على حاجاتنا الفردية والعائلية، لأن "أفضل مكانِ للتخزين"١٦ هو المنزل، لأنه يصبح المكان الوحيد الذي "يمكن الحصول على احتياجاتنا منه وقت الضرورة".17

عندما نتبنى المبادئ الروحية ونسعى للإلهام من الرب ، سنحصل على الإرشاد لمعرفة إرادة الرب لنا ، كأفراد وكعائلات ، وأفضل طريقة لتطبيق المبادئ الهامة للاستعداد الدنيوي. أهم خطوة هي البدء في التنفيذ.

علم الشيخ بدنار هذا المبدأ عندما قال: "التصرف والفعل أساس ممارسة الإيمان . ... الإيمان الحقيقي يرتكز في الرب يسوع المسيح وعليه ويؤدي دائمًا إلى العمل ". ١٨

إخوتي وأخواتي، في عالمٍ ملئ بالتغيرات يجب أن نُعد ونهيئ أنفسنا لما هو مجهولٌ وغير متوقع. حتي وإن كانت هناك أيام أفضل تنتظرنا، إلا إنه يجب أن نضع في اعتبارنا بأن تقلبات الحياة الأرضية وتحدياتها ستستمر. وبينما نسعي لأن نكون مستعدين على الصعيد المادي، يمكننا عندها مواجهة تحديات الحياة المتزايدة بكل ثقة، وفي سلامٍ في قلوبنا وسنكون مثل يوسف قادرين على أن نقول وبكل ثقة، "قد كان هناك خبز." ١٩ باسم يسوع المسيح، آمين.