العثور على البهجة في المسيح
إن أضمن طريقة للعثور على البهجة في المسيح هي الانضمام إليه عن طريق مساعدة الآخرين.
لا يطلب الرب من شباب كهنوت هارون أن يفعلوا كل شيء، لكن ما يطلبه هو أمر يبعث على الإلهام.
قبل سنوات قليلة خاضت أسرتنا ما تواجهه العديد من الأسر في هذا العالم الساقط. أصيب ابننا الأصغر، تانر كريستيان لاند، بالسرطان. لقد كانت له روح مميزة، كما هو حال الأطفال في تلك السن. لقد كان عفريتا ومضحكا وفي نفس الوقت كان ذا حس روحاني مذهل. عفريتاً وملاكاً ، شقياً ولطيفاً عندما كان صغيراً وكان يحيرنا كل يوم بألاعيبه، تساءلنا عما إذا كان سيكبر ليكون نبيا أم لص بنوك. في كلتا الحالتين، كان يبدو أنه سيترك بصمة في العالم.
فجأة أصبح مريضاً جداً. على مدى السنوات الثلاث التالية ، استخدم الطب الحديث تدابير بطولية، بما في ذلك عمليتا زرع نخاع عظمي، وأصيب بعدها بالتهاب رئوي، مما تطلب منه قضاء ١٠ أسابيع فاقدًا للوعي على جهاز للتنفس الاصطناعي. بأعجوبة، تعافى لفترة قصيرة، ولكن بعد ذلك عاد إليه السرطان.
قبل أن يتوفى تانر بوقت قصير كان المرض قد اخترق عظامه وحتى مع المسكنات القوية كان يعاني من الألم. كان يقدر بالكاد على النهوض من الفراش. ولكن في صباح يوم أحد جاءت أمه كالين إلى غرفته للاطمئنان علية قبل أن تذهب أسرتنا إلى الكنيسة. وفوجئت برؤيتها له وقد ارتدى ثيابه بنفسه بشكل ما وجالساً على حافة فراشه وهو يتألم محاولا بصعوبة أن يزرر قميصه. جلست كالين بجانبه. قالت له ”تانر“، هل أنت متأكد أنك تمتلك ما يكفي من القوة حتى تذهب إلى الكنيسة؟ ربما كان عليك أن تبقى في المنزل وترتاح اليوم؟
حدق تانر في الأرض. كان شماساً. كان ينتمي إلي رابطة. كانت لديه وظيفة ليؤديها.
”يجب عليّ تمرير القربان اليوم“.
”أنا متأكدة أنه يمكن لأحدهم فعل ذلك بدلاً عنك“.
فقال تانر: ”نعم، لكنني … أرى كيف ينظر الناس إلي عندما أمرر القربان. أعتقد أن ذلك يساعدهم“.
فساعدته أمه على تزرير قميصه وربط رباط عنقه وذهبا إلي الكنيسة. كان من الواضح أن أمرا مهما كان يحدث.
جئت أنا إلى الكنيسة قادماً من اجتماع مبكر ففوجئت برؤية تانر جالساً في صف الشمامسة. أخبرتني كالين عن سبب وجوده وما قاله: ”أعتقد أن ذلك يساعد الناس“.
وهكذا شاهدت الشمامسة وهم يتقدمون إلى مائدة القربان. وهكذا شاهدته يستند بِرِقّةٍ إلى شماس آخر عندما أعطاهم الكهنة أطباق الخبز. جر تانر قدميه إلى المكان المحدد وقبض على طرف المقاعد ليثبت نفسه وهو يقدم القربان.
بدا وكأن كل عين في القاعة كانت عليه شاعرة بألمه المكبوت وهو يقوم بدوره البسيط. بطريقة ما، قدم تانر عظة صامتة وهو ينتقل بصعوبة من صف إلى صف — ورأسه الأصلع رطب من العرق — ممثلا المخلص بالطريقة التي يقوم بها الشمامسة بذلك. هذا الشماس الذي كان يمتلك جسدا لا يعرف الضعف كان الآن مكدوماً ومكسوراً ومتمزقاً يعاني طواعية كي يخدم من خلال حمل رموز كفارة المخلص إلى حياتهم.
عندما رأينا كيف توصل تانر إلى التفكير في كونه شماسًا، جعل ذلك تفكيرنا عن القربان مختلفا أيضًا، وكذلك تفكيرنا عن المخلص والشمامسة والمعلمين والكهنة.
إني لأتساءل عن المعجزة غير المعلنة التي دفعته إلى الاستجابة بشجاعة لذلك النداء الصغير للخدمة ، وعن قوة وقدرة شبابنا اليافع عندما يحثون أنفسهم للاستجابة لدعوة النبي للمشاركة في كتائب الله والانضمام إلى أعمال الخلاص والإعلاء.
في كل مرة يمسك فيها شماس صينية القربان نتذكر القصة المقدسة عن العشاء الأخير وجثسيماني والجلجثة وضريح المسيح. عندما قال المخلص لرسله ”افعلوا هذا تذكراً لي“١ فإنه كان يتوجه بكلامه إلى كل واحد منا في كل الازمنة. كان يتحدث عن المعجزة اللامتناهية التي سيقدمها لنا عندما يقدم الشماسون والمعلمون والكهنة المستقبليون رموز جسده ودمه ويدعون أبناءه وبناته لقبول هبة كفارته.
جميع رموز مراسم القربان توجهنا إلى تلك الهِبة. نحن نتفكر في الخبر الذي كسره ذات مرة والخبز الذي يكسره الكهنة أمامنا اليوم. ونفكر في معنى السائل المكرس، حينئذ والآن، بينما تُتلى كلمات صلاة القربان رسمياً بأفواه هؤلاء الكهنة الشباب لتدخل قلوبنا وتدخل السماء مجددة لعهود تصل ما بيننا وبين قوة خلاص المسيح. يمكننا أن نفكر في معنى أن يحمل شماس تلك الرموز المقدسة إلينا واقفاً في ذات الموضع حيث كان يسوع سيقف لو كان موجوداً بيننا عارضاً علينا أن يحمل عنا همومنا ويشفي آلامنا.
لحسن الحظ فإنه ليس من الضروري أن يمرض شبابنا وشاباتنا كي يستطيعوا اكتشاف البهجة الناجمة عن تقديم الخدمة للمخلص والغرض منها .
علمنا الشيخ ديفد إ. بدنار أنه كي ننمو روحيا ونصبح كالمبشرين فإن علينا أن نفعل ”ما يفعله المبشرون، كلمة فكلمة ووصية فوصية … وعندئذ سيمكننا بالتدريج أن نصبح المبشرين … الذين يريدهم الرب“.٢
وبالمثل، إذا أردنا ”أن نكون مثل يسوع“،٣ فعلينا أن نفعل ما يفعله يسوع، وفي جملة واحدة مذهلة، يشرح الرب عمله: يقول الرب ”هذا هو عملي ومجدي — تحقيق الخلود والحياة الأبدية للإنسان“.٤
إن مهمة المخلص كانت دوما وأبدا هي خدمة أبيه السماوي من خلال تخليص أبنائه.
وأضمن طريقة للعثور على البهجة في المسيح هي الانضمام إليه في مساعدة الآخرين.
هذه هي الحقيقة البسيطة التي ألهمت برنامج الأطفال والشبيبة.
تهدف جميع أنشطة برنامج الأطفال والشبيبة إلى مساعدة اليافعين على أن يصبحوا أكثر تشبها بيسوع عند انضمامهم إليه في أعمال الخلاص والإعلاء.
إن برنامج الأطفال والشبيبة هو أداة لمساعدة كل طفل في المرحلة الابتدائية على النمو في التلمذة واكتساب رؤية إيمانية كاملة لما يبدو عليه درب السعادة في الحياة. يمكنهم أن يتوقعوا ويتشوقوا إلى المحطات والعلامات على درب العهد حيث يحصلون على المعمودية ويُثبتون بهبة الروح القدس ثم بعد ذلك بفترة ينضمون إلى صفوف روابط الكهنوت والشابات، حيث سيشعرون ببهجة مساعدة الغير من خلال أعمال متعاقبة من الخدمة المسيحية. سيضعون أهدافًا ، كبيرة وصغيرة ، ستمنحهم التوازن في حياتهم وتساعدهم على أن يصبحوا أكثر شبهاً بالمخلص. مؤتمرات قوة الشباب والمجلات والمؤتمرات الشبابية ومجلة الصديق والتطبيق الإلكتروني ”عيش الانجيل“، هذه كلها ستساعدهم على أن يركزوا في حياتهم على العثور على البهجة في المسيح. سوف ينتظرون بشغف بركات حمل تصريح دخول الهيكل ذا الاستخدام المحدود ، والشعور بروح إيليا من خلال تأثير الروح القدس أثناء سعيهم للحصول على بركات الهيكل وتاريخ العائلة. سوف يسترشدون بالبركات البطريركية. وبمرور الوقت ، سيجدون أنفسهم متوجهين إلى الهياكل ليستمدوا القوة ويجدوا البهجة ويتواصلوا مع عائلاتهم إلى الأبد - الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي ظل كافة الصعاب التي تعترضنا من أوبئة وكوارث، فلا يزال تحقيق الهدف الكامل لبرنامج الأطفال والشبيبة الجديد عملاً قيد التنفيذ — ولكن هناك ضرورة ملحة. لا يستطيع شبيبتنا الانتظار حتى يصلح العالم نفسه قبل أن يتعرفوا على المخلص. حتى في الوقت الحالي يتخذ بعضهم قرارات لم يكونوا سيتخذونها لو أدركوا هوياتهم الحقيقية — وهويته.
وهكذا فإن النداء الطارئ الصادر من كتائب الله التي تخضع لتدريبات مصيرية هو ”ليكن الجميع على أهبة الاستعداد!“
أيها الأمهات والآباء، يحتاج أبناؤكم أن تدعموهم الآن بحماس تماما كما كنتم تفعلون في الماضي عندما كانت حياتهم تتعلق بأمور أقل أهمية كالنياشين وميداليات المسابقات المدرسية. أيها الأمهات والآباء والكهنة وقادة الشابات، إذا كان شبيبتكم يواجهون تحديات، فإن برنامج الأطفال والشبيبة سيساعد في جلبهم إلى المخلص ، وسيحقق لهم المخلص السلام.٥
يا رؤساء الروابط والصفوف ، تقدموا واحتلوا موقعكم الصحيح في عمل الرب.
أيها الأساقفة، اربطوا مفاتيحكم بمفاتيح رؤساء الروابط، وستتغير روابطكم — وأجنحتكم في الكنيسة — إلى الأبد.
وأنتم أيها الجيل الصاعد، أشهد لكم، بحكم علمي اليقين ، أنكم أبناء وبنات الله الأحباء ، وأن لديه عملا لكم لتؤدوه.
عندما ترتقون بأنفسكم إلى جلال مواقع خدمتكم ، بكل قلوبكم وقدرتكم وعقلكم وقوتكم ، فستحبون الله وستحفظون عهودكم وستثقون بكهنوته وأنتم تعملون على مباركة الآخرين ، بدءًا من منازلكم.
أصلي من أجل أن تجتهدوا ، بِطاقَةٍ مضاعفة، مناسبة لهذه المرحلة التاريخية، للخدمة، وممارسة الإيمان، والتوبة، والتحسن كل يوم، للتأهل للحصول على بركات الهيكل والبهجة الدائمة التي تأتي فقط من خلال إنجيل يسوع المسيح. أصلي أن تستعدوا لتصبحوا كل مبشر دؤوب أو زوج مخلص أو زوجة مخلصة أو أبا محبا أو أما مُحِبة ، وقد وُعدتم بأنكم قد تصبحوا في النهاية تلاميذًا حقيقيين ليسوع المسيح.
لعلكم تساعدوا في إعداد العالم لعودة المخلص بدعوة الجميع للإقبال إلى المسيح وتلقي بركات كفارته. باسم يسوع المسيح، آمين.